أفادت وكالة "بلومبرج" بأن السلطة الفلسطينية تناقش مع المسؤولين الأمريكيين خطة لإدارة غزة بعد انتهاء الحرب المستمرة، في إطار تصور لدى واشنطن، مفاده أن هدف "القضاء على حركة حماس" بالكامل ليس واقعيا.

ونقلت الوكالة عن رئيس الوزراء الفلسطيني، محمد اشتية، في تقرير ترجمه "الخليج الجديد"، أن تصور السلطة الفلسطينية يقوم على ضم حماس في إطار هيكل حكم جديد، موضحا أن النتيجة المفضلة لديه للصراع هي أن تصبح حماس "شريكا صغيرا في إطار منظمة التحرير الفلسطينية"، ما يساعد في بناء دولة مستقلة جديدة تشمل الضفة الغربية وغزة والقدس الشرقية.

وأضاف اشتية، وهو اقتصادي يبلغ من العمر 65 عاما ويدير السلطة الفلسطينية في عهد الرئيس محمود عباس منذ عام 2019: "حماس قبل 7 أكتوبر/تشرين الأول شيء وبعده شيء آخر. إذا كانوا مستعدين للتوصل إلى اتفاق وإذا قبلنا البرنامج السياسي لمنظمة التحرير الفلسطينية، عندها سيكون هناك مجال للحديث. لا ينبغي تقسيم الفلسطينيين".

لكن هكذا اقتراح يتناقض مع تصور إسرائيل لمستقبل القطاع الساحلي الفقير، الذي يبلغ عدد سكانه 2.2 مليون نسمة، حيث شن جيشها عدوانا وحشيا، جوبا وبرا وبحرا، وأعلن أنه لن يتوقف حتى يتم القضاء على الحركة، وضمان أن لا تكون قادرة على تهديد أمن إسرائيل مرة أخرى، ما يعني القيام بدوريات في المنطقة في المستقبل المنظور.

اقرأ أيضاً

بايدن يدعو لتولي السلطة الفلسطينية حكم الضفة وغزة

ونقلت "بلومبرج" عن اشتيه قوله إن مسؤولين أمريكيين زاروا اشتية في وقت سابق من هذا الأسبوع لبحث خطة لليوم التالي للحرب على غزة، واتفق الجانبان على أنه لا ينبغي لإسرائيل إعادة احتلال غزة، أو تقليص أراضيها لإنشاء منطقة عازلة، أو تهجير الفلسطينيين.

وأضاف: "لن نذهب إلى هناك وفق خطة عسكرية إسرائيلية. شعبنا هناك، ونحن بحاجة إلى وضع آلية، وهو أمر نعمل عليه مع المجتمع الدولي. وستكون هناك احتياجات ضخمة من حيث الإغاثة وإعادة الإعمار لعلاج آثار الدمار".

ومن المقرر أن يتوجه اشتية إلى قطر في نهاية هذا الأسبوع ليطلب من الدوحة تحويل دعمها المالي الكبير لحماس في السنوات الأخيرة إلى السلطة الفلسطينية.

تدمير غزة

وأدت الحملة الصهيونية لتفكيك الهياكل العسكرية والسياسية لحماس سواء فوق الأرض أو في شبكة أنفاق معقدة إلى مقتل أكثر من 16 ألف فلسطيني، وفقا لوزارة الصحة في غزة، إضافة إلى تحويل مناطق واسعة إلى أنقاض، مع استمرار الحرب الأطول في تاريخ إسرائيل.

وفي عهد رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، لا ترغب إسرائيل في تدمير حماس فحسب، ولكنها لا تثق في قدرة السلطة الفلسطينية على مواصلة التعايش السلمي، وتعارض حل الدولتين وتأمل في تنمية "قيادة تكنوقراطية جديدة داخل غزة كبديل لاشتية وعباس"، حسبما أوردت "بلومبرج".

وردا على سؤال حول سبب عدم قدرة إسرائيل على القضاء على حماس، قال اشتية: "حماس موجودة في لبنان، والجميع يعلم أن قيادة حماس موجودة في قطر وهم هنا في الضفة الغربية".

وأعرب نتنياهو وغيره من القادة الإسرائيليين عن غضبهم لأن كبار الفلسطينيين مثل اشتية لم يدينوا مذبحة 7 أكتوبر/تشرين الأول، وعندما طُلب منهم القيام بذلك في المقابلة، اعترض اشتية، قائلا إن الصراع لم يبدأ في ذلك التاريخ، ما رفضه المسؤولون الإسرائيليون.

وقال اشتية إن ما تفعله إسرائيل في غزة هو عمل انتقامي "يأخذهم إلى أي مكان"، وأضاف أنه من المرجح أن يصبح ما لا يقل عن نصف مليون من سكان غزة بلا مأوى بعد الحرب.

وأضاف اشتية، الذي عمل في السلطة الفلسطينية لسنوات بعد تدريس الاقتصاد وشغل منصب مدير جامعي، إن الشباب الفلسطيني والإسرائيلي أصبحوا أكثر تشددا، مشيرا إلى أن فرصة التوصل إلى اتفاق سلمي بين الجانبين تتلاشى بسرعة.

وقال إن الوزراء في حكومته تواصلوا مرارا وتكرارا مع نظرائهم الإسرائيليين ولكن تم رفضهم، معلقا: "للأسف، لا يوجد شريك على الجانب الآخر. انظروا إلى ما يقوله نتنياهو: لا عودة إلى السلطة الفلسطينية، ولا قبول لحل الدولتين. ماذا يعني هذا؟ يريد نتنياهو استمرار الاحتلال العسكري للأراضي الفلسطينية. هذا غير مقبول".

اقرأ أيضاً

رغم رفض نتنياهو.. خطط إسرائيلية لإعادة السلطة الفلسطينية لغزة

المصدر | بلومبرج/ترجمة وتحرير الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: السلطة الفلسطينية محمود عباس محمد اشتيه حماس غزة السلطة الفلسطینیة

إقرأ أيضاً:

الدم يقطر من فم نتنياهو.. حماس ترسل جثامين الرهائن مع رسائل

سلمت حركة حماس ، صبا الخميس، أربعة رهائن إسرائيليين إلى اللجنة الدولية للصليب الأحمر في مراسم لم تخل كالعادة من الرسائل الدعائية كما جرى في عمليات التبادل السابقة. 

جاءت عملية التسليم في بني سهيلا شرقي خانيونس، بعد وصول موكب "وحدة الظل" التابعة لكتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، برفقة قوات تأمين وطواقم الصليب الأحمر إلى نقطة التسليم. وشملت الجثامين عائلة بيباس المكونة من الأم شيري وطفليها الصغيرين، بالإضافة إلى عوديد ليفشيتز البالغ من العمر 83 عامًا.

ووسط أجواء متوترة، أقامت كتائب القسام منصة كبيرة في موقع التسليم، تحمل صورة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بملامح مصاص دماء، تتدفق الدماء من فمه، في إشارة إلى تحميله المسؤولية عن مقتل الرهائن.

باللغات العربية والعبرية والإنجليزية، حملت اللافتة المرافقة للجثامين رسالة واضحة: "قتلهم مجرم الحرب نتنياهو وجيشه النازي بصواريخ الطائرات الحربية الصهيونية".

 كما ظهرت عبارة أخرى باللغات الثلاث: "ما كنا لنغفر أو ننسى. وكان الطوفان موعدنا".

وتم تسليم الجثامين في مقبرة بني سهيلا، التي تعرضت سابقًا للتدمير والنبش خلال الاجتياح الإسرائيلي للمنطقة، وفقًا لما ذكره المركز الفلسطيني للإعلام.

المراسم لم تكن مجرد تسليم جثامين، حيث جلس عدد من الأسرى الفلسطينيين المحررين في صفقة "طوفان الأقصى" على كراسٍ معدة لهم خصيصًا، بينما أحاطت العشرات من أفراد المقاومة بالموقع، في مشهد يؤكد استمرار الصراع رغم الهدنة.

في المكان، انتصبت لافتة ضخمة تُظهر فلسطينيًا متجذرًا في الأرض في مواجهة دبابات الاحتلال، بجوارها عبارة تحمل تهديدًا مباشرًا: "عودة الحرب يساوي عودة الأسرى في توابيت".من جانبه، أعلن الجيش الإسرائيلي أنه تسلم رفات الرهائن الأربعة الذين سلمتهم حماس للصليب الأحمر في إطار اتفاق وقف إطلاق النار. ووفق تقارير إسرائيلية، سيتم إخضاع الرفات لتحليل الحمض النووي للتأكد من هوياتها، وهي عملية يُتوقع أن تستغرق يومين.

 

مقالات مشابهة

  • بن جفير يطالب نتنياهو بالعودة إلى الحرب
  • سيطرة أو تفريغ| نتنياهو يسعى للتحكم في غزة.. حماس تخرج من المشهد.. وهذه أهداف القمة العربية
  • نتنياهو: إسرائيل ستتحرك بكل عزم لاستعادة جثمان شيري بيباس
  • حماس تقصف نتنياهو بعنف وتوجه له رسائل موجعة خلال تسليم جثث الأسرى
  • الدم يقطر من فم نتنياهو.. حماس ترسل جثامين الرهائن مع رسائل
  • وزراء خارجية مجموعة العشرين يلتقون في جوهانسبرغ في غياب الولايات المتحدة
  • حماس محذرة نتنياهو: أي محاولة لاستعادة الأسرى بالقوة لن تسفر إلا عن مزيد من الخسائر
  • محذرة من الحرب الشاملة على الضفة وغزة.. السلطة الفلسطينية: الاحتلال يدفع المنطقة لدمار واسع
  • ترامب: زيلينسكي أقنع الولايات المتحدة بإنفاق 350 مليار دولار على الحرب
  • الولايات المتحدة تقرر وقف التمويل المخصص لأجهزة السلطة الفلسطينية