مشروع السوكي الزراعي.. «خارج غُرفة الانعاش»
تاريخ النشر: 8th, December 2023 GMT
تقرير – رحاب عبدالله
حليمة عبدالجبار حسين مزارعة بمنطقةجميزة في مؤسسة السوكي الزراعية تحكي بحزن مآساتها خلال الثلاث سنوات الماضية، رغم انها في ذات اليوم كانت فرحة واطلقت زغروتة كما قالت قبل ان نلتقيها..حليمة تقول انها ذاقت ضنك العيش هي واسرتها وأهلها في المنطقة،ولعل أكثر ما اعتصر قلبي من الألم عدم تمكنها من إيجاد المال لعلاج أطفالها وظلت تعالجهم لمدة ثلاثة سنوات بالعلاج البلدي(القرض والعرديب) ، وقالت ” نحنا ثلاثة سنة تعبانين،لم نزرع اولا لعدم وجود المياه خاصة منطقة الجميزة ، منازلنا أصبحت خالية من الذرة، وتابعت “زمان نبيع منه للعلاج والمعيشة ” مضيفة ان ضنك العيش والعوذ وازدياد المآسي اضطر معظم افراد الأسرة للخروج من المنطقة .
بيد ان حليمة تغيرت نبرة حديثها الحزينة لتشعر بفرحها حينما قالت “ولكن بعد جاءت المبادرة ، وتقصد مبادرة تأهيل مشروع السوكي الزراعي، وصلنا هذه المرحلة الجميلة ، زرعت هذا العام وتحمد ربها ،واردفت “الفضل الان يرجع للمبادرة في مساعدتنا في توفير خاصة المياه”،وطالبت بأن يكون التحضير للزراعة في وقت مبكر والتمويل في الزمن المحدد ،وقالت “ضعنا بسبب تأخر التمويل،السنة الفاتت لم نجد المال اللازم لحراثة الارض والتقاوي بسبب عدم الزراعة خلال الثلاثة سنة الماضية..
قصة حليمة ليست وحدها بل هنالك كثير من القصص المؤلمة التي تمّ حكيها بعد عودة مشروع السوكي الزراعي للانتاج مرة اخرى.
مشروع السوكي الزراعي
أحد أهم المشاريع الحكومية الأربعة في البلاد ،يقع جنوب شرق البلاد في ولاية سنار ،في مساحة 130 ألف ،ويضم حوالي (700) ألف نسمة من السكان بواقع (12.286) مزارعاً، و(134) قرية،وينقسم إلى اربعة تفاتيش (مهلة،ودأونسة،سالمة ووتكتوك)، ويزرع في المشروع محاصيل القطن -الذرة –الفول السوداني والقمح وخضروات منها الطماطم والعدس ،وحصل على كأس الإنتاج في العام 1976-1977م، ومساهمته في الناتج المحلي الإجمالي بمبلغ (50) مليون دولار، والاقتصاد السوداني.
انتاجية صفرية
غير ان المشروع خرج من الانتاج لفترة الثلاث سنوات الماضية، والتي شهد فيها المشروع تدهوراً مريعاً جراء استبدال طلمبات الري الأربع مما أدى إلى تعرُّض كامل مساحات المشروع إلى العطش وفقدان المواسم الزراعية موسماً تلو الآخر وتهجير للسكان والثروة الحيوانية نتيجة العطش وانعدام سبل الري ، وحيال كل ذلك تم تكوين مبادرة لتأهيل مشروع السوكي برئاسة رئيس جمعية متخصص مهلة ودتكتوك المهندس عمر هاشم بحر، وفي المقابل برزت معارضة شديدة للمبادرة والتى ظلت ترفض وتناهض ضد عقد الجمعية العمومية للمزارعين من قبل أصحاب المصالح في الفترة السابقة، ووجُهت المبادرة بحملة شرسة لمنعها الوصول لجمعية عمومية، وبالتالي ظل حصاد المزارعين صفرا لمدة ثلاث مواسم .
عمليات فساد
والشاهد ان من الأسباب الرئيسية التي اقعدت بالمشروع وفقا لرئيس المبادرة عمر هاشم عمليات الفساد المثبتة بمستندات تفضح تورط ادارة مشروع السوكي الزراعية في شبهة فساد اداري ومالي بالمليارات ، واظهر مستند( طرف الصحيفة) حجم الرسوم المفروضة على المزارعيين كمديونيات دون اي خدمات تقدم من قبل ادارة هيئة السوكي الزراعية حتى خرج المشروع في الثلاث سنوات الماضية عن دائرة الانتاج وفرض رسوم تطهير قنوات الري ( ابوعشرينات ) التي لم تشهد تدفق مياه الري فيها لمدة 3 سنوات ،بالاضافة الي خطابات صادرة من البنك الزراعي السوداني فرع سنار تحدد اسعار جوال السماد في موسم 2022 بواقع 2500 جنيه لجوال اليوريا و 2650 جنيه لجوال الداب فقامت ادارة المشروع بتوزيع السماد بواقع 7156 جنيه للجوال في تجاوز كبير وخطير أضر بالعملية الانتاجية وادخلت المزارع في مديونيات وملاحقات قضائية وسجون اثرت في زيادة الانتاج وادت الى تدهور المشروع وخروجه من دائرة الانتاج لسنوات ، وكان رئيس مبادرة تأهيل مشروع السوكي الزراعي كشف في وقت سابق عن تورط قيادات المزارعين من النظام السابق بمشروع السوكي ، في عمليات فساد صخمة معلنا عن حصولهم على مستندات تثبت ذلك، كاشفا عن مديونية خاصة بمشروع السوكي الزراعي بلغت 90 مليار جنيه لم يجد لها المراجع القومي لحكومة السودان اي سند ، تم توجيهها لإحدى الشركات التعاقدية.
واعلن عن اختفاء مبالغ مليارية خاصة بسلفيات مزارعي المشروع اظهرتها كشوفات المراجع العام وأدخلت في حساب احد البنوك لشركة تتبع لقيادات المزارعين من النظام السابق ، وكشف عمر عن 2599 جوال سماد وضعت مديونية على ظهر المزارعين ولم يصرفوها مما تسبب فى دمار المشروع ، ولعل متابعات (الصحيفة) رصدت ان بعض الأفراد ما زالت تمارس الفساد على ظهر المزارع وذلك من خلال فرض رسوم هم نوعين
غي رسوم الري الخاصة بوزارة، فرضت رسوم إدارية خاصة بإدارة المشروع تذهب كمرتبات وغيره مقابل عمل تقوم به إدارة المشروع ، الا انها مثلت نقطة خلاف مع المزارعين، الا ان وزير الزراعة تدخل مؤخرا واصدر قرارا بخفضها.
عودة الحياة للجسد وتذوق طعم (الحلومر)
والمدهش في الامر ، انه بعد التوقف والانهيار الذي تعرض له المشروع، وهروب معظم المزارعين والرعاة الى ولايات ومناطق مجاورة بحثا عن الرزق والكلأ للماشية ، احتفل المزارعون بحضور وكيل وزارة الزراعة الاتحادي ممثلا للوزير د.صلاح الدين شريف طمبل، وأركان سلم وزارة الزراعة الاتحادي وممثلي البنوك وشركات التأمين و شركات القطاع الخاص والمسجل العام لتنظيمات أصحاب مهن الإنتاج الزراعي والحيواني سنار ، وقيادات مبادرة تأهيل مشروع السوكي و المزراعين وأهل قرية الكناناب ،فضلا عن حضور كبير للاجهزة الاعلامية (الاربعاء)29 نوفمبر2023، بحصاد محصول الذرة بوداونسة قرية الكناناب الترعة 29 بانتاجية فاقت ال(100) جوال للحواشة.
سيناريوهات العودة
ومن اسباب عودة المشروع لدائرة الإنتاج هذا العام إعادة الصيانة الكاملة لطلمبتين من جملة أربعة طلمبات بجهود مشتركة من وزارة المالية التي قامت بدفع جزء من الفاتورة المطلوبة منذ خمس سنوات بواسطة وزارة الري والموارد المائية ، وتمويل المزارعين بالسماد في العروة الصيفية بعروض تحفيزية لسداد مبالغ التمويل عن طريق (سلم ذرة ) بأسعار تحفيزية ،في مساحة 65 الف فدان ذرة، والذي اثبت المزارعين الان جديتهم في السداد.
أصل الحكاية
ويسرد رئيس مبادرة تأهيل السوكي المهندس عمر ،الذي احتل مكانة قدسية لدى المزارعين الذين تعرضوا الى اجحاف وظلم كبير خلال السنوات الماضية، سرد تفاصيل تعافي المشروع واستئنافه للانتاج مرة اخرى، وقال عمر الذي اغرورقت عيناه من فرط السعادة على خلفية فرح المزارعين بتدشين حصادهم، ان عودة مشروع السوكي الزراعي لدائرة الإنتاج بإنتاجية 100جوال للحواشة الواحدة ان النشروع سبق وانه اسهم بانتاجيات عالية جدا في فترات سابقة. وعزا هاشم تعرض المشروع مؤخرا للانهيار بسبب مشاكل كثيرة منها تعطيل طلمبات الري وعدم ايفاء المالية بفواتير الصيانة لمدة خمس سنوات ،وكذلك بسبب كثرة الفساد المالي والإداري، حيث أن في اخر تمويل سماد في سنة 2021م قامت إدارة المشروع بتعلية فاتورة سماد يوريا بملبغ 270 مليار وهو ثلاث اضعاف سعر السماد، بحسب المستندات وتقرير المراجع العام، واشار الى ان وزير الزراعة الاتحادي ومجموعة مزارعي مبادرة تأهيل مشروع السوكي الزراعي تمكنوا من إعادة الحياة لهذه الأرض البالغة مساحتها ما لا يقل عن 130الف فدان من جملة مساحة مشروع السوكي الزراعي، و 12.500مزراع ويستفيد بشكل مباشر من المشروع 136 قرية و 700 الف نسمة بالإضافة إلى أكثر من ضعف هذا العدد نزحوا من الخرطوم يسكنون من ذويهم في هذه القري وهذا المشروع، وتابع “لولا مجهودات وزير الزراعة الاتحادي و بمعاونة من وزير المالية الاتحادي وادارة الطلمبات بوزارة الري والبنك الزراعي وكذلك صلابة ووعي ومشاركة الأجهزة الأمنية في داخل محليات المشروع ووعي و تضحية مجموعة مزراعي مبادرة تأهيل مشروع السوكي لما تمكّنّا من الوصول لهذا الإنتاج وهذا اليوم” ، مضيفا انه بفضل الجهود المشتركة لهذه المجموعة تم ري مساحة لا يقل 65 الف فدان منها عدد 4 الآف فدان ملوخية و حوالي ثلاث الف بامية و مثلها سمسم و أربعة الآف فدان عدس و 500 فدان خضر و 60 الف فدان ذرة، لافتاً إلى أن العام السابق هاجرت اربع مليون رأس من الثروة الحيوانية من المشروع بسبب عدم وجود مياه الشرب للحيوان.
ونوه هاشم الي أن معدل الإنتاجية المتوقعة من الذرة هذا العام تتراوح 15الي 20 جوال للفدان الواحد لمساحة في حدود 20% من مساحة ال 60 الف فدان التي تمت ريها ، وتوقع ارتفاع الانتاجية اذا تم تطبيق التقانة بالكامل وتم الري بنسبة مناسبة ، ليصل متوسط الفدان الي 30 جوال، ومن المتوقع إنتاجية الفدان الواحد الان الا تزيد عن 8 الى 10جوال ل 80% من جملة مساحة ال 60 الف فدان المروية بمحصول الذرة، واصفاً تلك الإنتاجية دون الطموح وانها متدنية للغاية،وارجع ذلك إلى أن معظم المزارعين يستخدمون أدوات تقليدية في الزراعة ولا يتبعون الحد الأدنى من التقانة الموصي بها .
مشيرا إلى توقف البنك الزراعي عن تمويل مشروع السوكي منذ العام 2010 لجهة ان كان عليه متأخرات تبلغ 14مليار جنيه للبنك الزراعي منذ العام 2010 ، وفي العام الحالي2023 بعد تدخل من وزير المالية والتخطيط الاقتصادي وافق البنك الزراعي بتمويل المشروع ومنح المشروع 13الف و730جوال سماد للموسم الصيفي ، وأعلن البنك الزراعي استعداده لمعالجة مشكله الري حال سداد الديون .
واشار عمر هاشم بان هنالك غياب تام لبعض المؤسسات الحكومية خاصة الري حيث تواجه 57 ترعة مشاكل الكسور وهدر المياه وتمت الان معالجة المشكلات .
دعم خزينة الدولة
والشاهد ان المشروع معلوم عنه دعم الاقتصاد الوطني منذ.السبعينات ، حيث اقر وكيل وزارة الزراعة والغابات د.صلاح شريف طمبل أن الزراعة استطاعت رفد الدولة ب 30 بليون جنيه في شهر واحد،
مؤكدا أن الزراعة باتت هي المورد الوحيد للدولة، داعيا في الى أهمية توافق المزارعين لزيادة الإنتاج على تعافي مشروع السوكي الزراعي من واقع الإنتاجية العالية لمشروع الكناباب،مشددا على وجود تحديات تواجه للمشروع تتمثل في أهمية إصلاح البنية التحتية لجذب المستثمرين في قطاع الزراعة مثل الكهرباء،والطرق والنقل والمخازن المبردة لحفظ المنتجات، شارحا ذلك بقوله: أن الكهرباء تمثل 70% من مقومات جذب الاستثمارات،ولفت لأهمية استخدام التقنية الحديثة مشيراً إلى أن هناك قانونا سنته وزارته بتعلق بضرورة إستخدام التقانة الحديثة في الزراعة بضرورة استخدام التقنية الحديثة في مجال زراعة التقاوي المحسنة لزيادة إنتاجية الفدان،معربا عن أمنياته بأن يشهد عيد الحصاد في العام القادم إمداد المشروع بالمخازن المبردة وزيادة فرص تدريب الموظفين عن كيفية التعامل مع التقنية الحديثة في مجال الزراعة.
انتاجية عالية
وقال المنسق القومي للحلول المتكاملة الكناناب بوزارة الزراعة الاتحادية الهادي صديق، أن مزارع منطقة الكناناب استطاع تحقيق إنتاجية قياسية بلغت 20 جوال للفدان، واكد عودة الحياه كليا لمشروع السوكي الزراعي ودخوله لدائرة الإنتاج بعد ثلاثة سنوات عجافا، وأعرب عن رغبته بأن يحقق الفدان 50 جوال في المواسم الزراعية المقبلة، ما يشير إلى أن المزارع إذا تحققت له الامكانيات واستخدم التقانة والإدارة الفاعلة والمعينات، يستطيع تحسين حياته لصورة أفضل.
ولكن..للمزارعين مطالب
غير ان المزارعين ما زال لديهم مطالب منها استمرار التمويل وإصلاح قنوات الري مع ضرورة دخول مستثمرين .
و استبشر المزارع بمشروع السوكي الزراعي ادم محمد يحيى خيرا بمبادرة تأهيل المشروع لجهة انها نجحت في انتشال المزارع من اليأس، وتوقع يحي أن يصل انتاج الفدان مابين 17-18جوال .واوضح ادم إن فدان انتاج القطن وصل 79 جوال بعهد الرئيس الاسبق جعفر نميري مما انعكس علي تدهور العملية الزراعية مرجعاً ذلك لانعدام الري.
واعرب المزارع حسين محمد ناصر عن أمله في دخول مستثمرين للشركة في الزراعة لزيادة المساحات المزروعة وقطع بوصول انتاجية الفدان بالسابق 21 قنطار ، وأكد توجهه الي زراعة قطن وفقا الإمكانيات الخاصة ودعا وزارة الري باستعجال الصيانة ، ليتمكنوا من دخول الموسم الجديد بصورة افضل من الان وزراعة محصول نقدي عائده بالدولار كالقطن ، وشدد على أهمية تهيئة البيارات لزراعته وتوقع انتاجية 5 قنطار . ناشد الدولة ببذل جهودها للمزارعين الضعفاء وبذلك تضمن رفد الاقتصاد السوداني بدخول الزراعة ، واشتكى من ارتفاع سعر السماد مشيرا ان سعر الجوال بلغ 40 الف جنيه، ودعا الدولة للتدخل في تخفيض الأسعار.
وقال القيادي بمبادرة تأهيل مشروع السوكي والمزارع بالتفتيش الأول ودتكتوك عثمان موسى آدم، نستطيع تحقيق المستحيل حال توفر التمويل الزراعي في التوقيت المناسب في وقت عبر عن امتنانه بعودة مشروع السوكي لدائرة الانتاج بعد انقطاع استمر لثلاث سنوات بيد إنه وصفها بالعجاف
،وأوضح خلال افادات خاصة علي خلفية الاحتفال باعياد الحصاد ،أن انتاج الفدان فاق 20 جوال،وناشد عثمان الحكومة والبنوك التجارية والشركات إلي ضرورة الالتزام بالتمويل في التوقيت المناسب لان الزراعة مواقيت،واكد عزيمة المزارعيين علي زيادة الإنتاج والإنتاجية بالموسم الشتوي والمضي قدما في رفد خزينة الدولة و تحسن الوضع الاقتصادي بالبلاد .
انتعاش الاسواق
وربط العمدة على رابح اسماعيل عبدالله تاجر مواشي بزريبة مزارع السوكي، انتعاش السوق بانتعاش مشروع السوكي الزراعي،المواسم الثلاثة السابقة السوق كان غير منتعش وعزا ذلك لانعدام المياه والمزروعات ما تسبب في هروب الناس إلى ولايات أخرى كالجزيرة والرهد بحثا عن المياه والكلأ، بيد انه اكد ان الموسم الحالي جيد انعش جميع أنشطة الاسواق المختلفة اسواق المحاصيل والمواشي ، وبعض الخضروات زادت عن حاجة اسواق المنطقة ما أدى إلى تسويقها في ولايات أخرى القضارف شندي وكوستي، وقطع بأن ذلك انعكس ايجابا على دخل تجار المنطقة وزاد دخل السوق بنسبة 80% وبالتالي أدى لتحسن الأوضاع المعيشية للأسر،واكد ان الموسم جيد والان الدقاقات تعمل في حصاد الذرة ، واكد استقرار اسعار المحاصيل والمواشي .
وكشف دفع الله النور محمد علي مؤسسة السوكي الزراعية مؤسسة 44 ود تكتوك، عن عودة الحياة الى طبيعتها في المنطقة، وثمن دور المبادرة وعلى رأسها عمر هاشم ، مضيفا ان المشروع كان طريح الفراش ليس لديه وجيع ، وعندما اتت المبادرة عادت الحياة إلى طبيعتها وانتعش السوق ونشطت حركة الشراء والبيع. وأمن على ان السبب هو توفير المياه للزراعة ما مكن من زراعة الخضر طماطم وعجور وبامبي والان الحركة داخل السوق كبيرة، وانعكس ذلك ايجابا على المواطن وادت لتحسن أوضاعه المادية والمعيشية .
خاتمة
ويبقى الأمل معقودا لدى كثير من المزارعين بالعودة الكاملة للمشروع لسيرته الأولى بعد زراعة مل المساحة وتوفير الري اللازم لها مع ابعاد الشخصيات الفاسدة التي تسببت في دمار المشروع ، فضلا عن محاسبتهم قانونيا، كل ذلك بالطبع سيمكن من قيام جمعية عمومية طال انتظارها.
المصدر: نبض السودان
كلمات دلالية: الزراعي السوكي مشروع البنک الزراعی وزارة الزراعة سنوات الماضیة الف فدان عمر هاشم إلى أن
إقرأ أيضاً:
مشروع صفر نفايات في تركيا.. 7 سنوات من النجاح
دشنت تركيا عام 2017 مشروع "صفر نفايات" بمبادرة من أمينة أردوغان عقيلة الرئيس التركي، لتضع أساسا لرؤية طموحة تهدف إلى تقليل التلوث البيئي وتعزيز الاقتصاد الدائري.
يستهدف المشروع تقليص حجم النفايات وإعادة تدويرها عبر تغيير السلوكيات المجتمعية، مع تحقيق مكاسب بيئية واقتصادية طموحة. فمنذ انطلاقه، شهد المشروع ارتفاع معدل إعادة التدوير من 13% عند إطلاقه إلى 35% في عام 2023، مع خطط للوصول إلى 60% بحلول عام 2035، بما يتماشى مع أهداف التنمية المستدامة.
والهدف من هذه الحركة هو تجنب إرسال القمامة إلى مكبات النفايات أو محارق النفايات أو المحيطات أو أي جزء آخر من البيئة، في خطوة تهدف لتقليل التلوث والحفاظ على الموارد الطبيعية من خلال تقليل الطلب على المواد الخام.
كما أن هذا السيناريو يساهم في تقليل انبعاثات الغازات المسببة للانحباس الحراري المرتبطة بتحلل النفايات، ويقلل من التعرض للمواد الكيميائية الضارة في المنتجات التي تستخدم لمرة واحدة وللتغليف.
دشنت تركيا عام 2017 مشروع "صفر نفايات" بمبادرة من أمينة أردوغان عقيلة الرئيس التركي (الأناضول)ولم تقف حدود المشروع عند الداخل التركي، بل امتدت عالميا حين اعتمدت الأمم المتحدة يوما عالميا لـ"صفر نفايات" في 30 مارس/آذار 2023، استجابة لمقترح تقدمت به تركيا بدعم 105 دول، وهو ما أكد مكانة المشروع كمنصة للتعاون الدولي في مواجهة تحديات التغير المناخي، وجعله نموذجا يحتذى به للدول التي تسعى إلى تحقيق التنمية المستدامة.
إعلانوتقول المبادرة إنها تعتمد على 6 مبادئ وهي: منع الإسراف، وتقليل نسبة النفايات، وفصلها وتصنيفها، والاستخدام الإنتاجي للموارد الطبيعية، وجلب الفائدة للاقتصاد عبر إعادة التدوير. وأخيرا، ترك عالم نظيف وصالح للعيش للأجيال القادمة.
وفرعا لهذا المشروع، أطلقت تركيا برنامج "صفر نفايات زرقاء" في يونيو/حزيران 2019، لحماية البحار وموارد المياه وتنظيفها من أطنان النفايات التي تضر الكائنات التي تعيش في المياه وحماية الإنسان المستهلك من الأضرار التي قد تنجم عنه بسبب نفايات المياه.
7 قارات في 7 سنواتوفي 27 سبتمبر/أيلول الماضي، احتفل مشروع "صفر نفايات" التركي بمرور 7 سنوات على انطلاقه تحت شعار "7 قارات في 7 سنوات"، مؤكدا مكانته كواحد من أبرز المبادرات البيئية عالميا.
ووصفت السيدة الأولى في تركيا أمينة أردوغان، صاحبة المبادرة، المشروع بأنه "نسمة أمل للإنسانية"، مشددة على أن تركيا أصبحت رائدة في هذه "الصحوة البيئية" التي تهدف إلى بناء مستقبل مستدام.
وفي بيان أصدرته وزارة البيئة والتحضر والتغير المناخي التركية نهاية نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، أكدت أن المبادرة تسعى إلى "منع توليد النفايات من المصدر، وزيادة إعادة التدوير، وتحسين كفاءة الموارد".
وأشار البيان إلى أن 193 ألف مبنى في تركيا اعتمدت نظام إدارة النفايات الصفرية منذ إطلاق المشروع، بينما ساهمت المديرية العامة لبنك "إيللر" التركي في إنشاء 46 منشأة متخصصة لتخزين النفايات وفصلها ونقلها في أنحاء البلاد، وتم إعادة تدوير 60 مليون طن من النفايات حتى الآن.
كما أوضح البيان أن مرافق النفايات الصلبة في تركيا تفصل يوميا 9 آلاف طن من النفايات وتحولها إلى منتجات أو طاقة، مما يعكس نجاح المشروع في تحقيق مكاسب بيئية واقتصادية ملموسة.
وساهم مشروع "صفر نفايات" التركي منذ انطلاقه في تحقيق إنجازات بيئية واقتصادية غير مسبوقة، تمثلت في إنقاذ 498 مليون شجرة من القطع، وتوفير 819 مليون متر مكعب من المياه و127 مليون برميل من النفط، إضافة إلى منع انبعاث 5.9 ملايين طن من الغازات الدفيئة، بحسب بيانات الوزارة.
إعلانوعلى صعيد الطاقة، أسهم المشروع في توفير 2.6 مليار كيلووات/ساعة، واستعادة 185 مليار ليرة تركية إلى الاقتصاد عبر عمليات إعادة التدوير. كما وفر المشروع 104 ملايين متر مكعب من مساحة التخزين، مما يعكس تأثيره المباشر على تقليل العبء البيئي وتحقيق مكاسب اقتصادية مستدامة.
وعُقد الاجتماع الثالث للجنة الاستشارية رفيعة المستوى لمبادرة "صفر نفايات" التابعة للأمم المتحدة في 14 ديسمبر/كانون الأول الجاري، وشارك فيه أعضاء اللجنة إلى جانب عدد من الشخصيات الدولية المتخصصة في مجالات الاستدامة وإدارة النفايات.
وخلال الاجتماع، ناقش الأعضاء خطط تنفيذ مبادرات "صفر نفايات" على المستوى العالمي لعامي 2025-2026، مع التركيز على تعزيز الوعي البيئي وتقليل النفايات من المصدر.
وحاز المشروع على العديد من الجوائز الدولية المرموقة، في حين كان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أول الموقعين على إعلان النوايا الحسنة العالمي لصفر نفايات، تأكيدا على التزام تركيا الراسخ بقيادة الجهود البيئية على المستوى الدولي.
يستهدف المشروع تقليص حجم النفايات وإعادة تدويرها عبر تغيير السلوكيات المجتمعية (الأناضول) إهدار الغذاء أزمة ملحةمن جانبها، أكدت لارا فان دروتن، عضو المجلس الاستشاري لمبادرة "صفر نفايات"، في تصريحات لوكالة الأناضول، أن قطاع النفايات يمثل مصدرا رئيسا لانبعاثات غاز الميثان، وهو غاز أكثر تأثيرا على المناخ من ثاني أكسيد الكربون. وشددت على أهمية الحد من هذه الانبعاثات خلال العقدين المقبلين لتجنب الوصول إلى نقطة اللاعودة في تغير المناخ.
وأوضحت فان دروتن أن البنك الدولي يتوقع زيادة حجم النفايات عالميا بنسبة 73% بحلول عام 2050 مقارنة بعام 2020، مشيرةً إلى أن النفايات العضوية، مثل بقايا الطعام ومخلفات الحدائق، تشكل الجزء الأكبر من النفايات التي تسبب انبعاثات الميثان.
إعلانووصفت فان دروتن مشكلة إهدار الغذاء بأنها "التحدي الأكثر إلحاحا في إدارة النفايات"، مشيرة إلى أن ثلث الغذاء المنتج عالميا يصبح نفايات. وقالت إنه إذا كانت نفايات الغذاء دولة، لكانت ثالث أكبر مصدر لانبعاثات ثاني أكسيد الكربون بعد الولايات المتحدة والصين. وأكدت أن التخلص من كيلوغرام واحد من نفايات الطعام يعادل انبعاثات 25 ألف زجاجة بلاستيكية. وأضافت: "إذا أردنا إحداث تغيير حقيقي، يجب أن نركز فورا على مشكلة نفايات الطعام".
في السياق، أكدت إيليف غوربوز، الإدارية في مشروع "صفر نفايات"، أن المبادرة تهدف إلى تحقيق بيئة مستدامة وتقليل الاعتماد على الموارد الطبيعية من خلال إعادة استخدام النفايات كموارد اقتصادية. وقالت: "نطمح للوصول إلى نسبة إعادة تدوير 60% بحلول عام 2035، وجعل تركيا نموذجا عالميا في إدارة النفايات بحلول عام 2053، بما يتماشى مع أهداف التنمية المستدامة".
وأضافت غوربوز في حديث لـ"الجزيرة نت"، أن المشروع يعزز الاقتصاد الدائري من خلال دمج النفايات في النظام الاقتصادي كمواد خام، مما يقلل من الاعتماد على الاستيراد ويوفر فرص عمل جديدة في قطاعات إعادة التدوير.
وفيما يتعلق بخطط التوسع، أشارت غوربوز إلى أن المشروع يستهدف قطاعات جديدة، مثل البناء والزراعة، مع التركيز على المناطق الريفية التي تعاني نقصا في البنية التحتية لإدارة النفايات.
وحول التحديات التي تواجه المشروع، أوضحت غوربوز أن أبرزها يتمثل في نقص البنية التحتية المناسبة في المناطق الريفية وصعوبة تغيير السلوكيات المجتمعية نحو إعادة التدوير، وأضافت: "نعمل على مواجهة هذه التحديات من خلال توفير موارد إضافية، وتنظيم برامج توعية مكثفة، وتطوير حلول تقنية تناسب هذه المناطق".