قطر تطالب بتحرك دولي عاجل لوقف استفزازات الاحتلال في القدس
تاريخ النشر: 8th, December 2023 GMT
أدانت قطر بأشد العبارات الاعتداءات المستمرة للاحتلال الإسرائيلي على حقوق الفلسطينيين وعلى المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس المحتلة.
وفي بيانٍ لخارجيتها، مساء الخميس، دعت قطر المجتمع الدولي لـ"تحرك عاجل" لإلزام الاحتلال الإسرائيلي بوقف تعدياته في القدس المحتلة، وأدانت سماحه بمظاهرة لمتطرفين تحت شعار فرض "السيطرة على القدس والمسجد الأقصى".
واعتبر البيان أن التظاهرة "استفزاز خطير للمشاعر، واعتداء صارخ على حقوق الشعب الفلسطيني، وعلى الوصاية الهاشمية التاريخية على المقدسات في القدس المحتلة".
وحذرت قطر من "المساعي الإسرائيلية الرامية لتغيير الوضع التاريخي والقانوني القائم في القدس ومقدساتها"، مؤكدة أن "من شأن هذه الخطوات الاستفزازية زيادة حالة الاحتقان وتوسيع دائرة العنف في المنطقة".
وشددت "على ضرورة احترام الاحتلال الإسرائيلي للوضع التاريخي والقانوني القائم في المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، ووقف كل الخطوات التي تستهدف تغيير هذا الوضع، وأهمية دور الوصاية الهاشمية التاريخية في حماية المقدسات".
وطالبت خارجية قطر "المجتمع الدولي بتحرك عاجل لإلزام إسرائيل بالامتثال لقرارات الشرعية الدولية ووقف تعدياتها على الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني الشقيق والمقدسات الإسلامية والمسيحية".
وكانت جماعات يمينية متطرفة دعت إلى تنظيم مسيرة في البلدة القديمة بالقدس الشرقية، الخميس، تطالب بإنهاء إشراف دائرة الأوقاف الإسلامية على المسجد الأقصى وفرض السيطرة الإسرائيلية الكاملة عليه، ما دفع زعيم المعارضة يائير لابيد للتحذير من تبعاتها.
وقال منظمو المسيرة إنها تأتي بمناسبة ما يعرف بـ"عيد الأنوار اليهودي" (الحانوكا بالعبرية)، وستمر من باب العامود (أحد أبواب البلدة القديمة)، ثم الحي الإسلامي في البلدة، وصولاً إلى حائط البراق، الذي يسميه اليهود الحائط الغربي أو حائط المبكى، الملاصق للمسجد الأقصى.
وتصاعدت التوترات في المسجد الأقصى والأراضي المحتلة منذ مطلع العام الحالي، بعدما وصلت إلى السلطة في إسرائيل حكومة تعتبر من الأكثر يمينية في تاريخ البلاد، والتي تواصل شن حملة واسعة من الاعتداءات والاعتقالات وعمليات القتل بحق الفلسطينيين في القدس والمناطق المحتلة وغزة.
المصدر | متابعاتالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: إسرائيل القدس الأقصى متطرفين فی القدس
إقرأ أيضاً:
الاحتلال يواصل فرض هيمنته البصرية على القدس في ذكرى استقلاله المزعوم
قالت دانا أبو شمسية، مراسلة القاهرة الإخبارية من القدس المحتلة، إنه في مشهد يتكرر كل عام، تغرق شوارع القدس المحتلة بالأعلام الإسرائيلية التي ترفرف من كل زاوية ومبنى، في محاولة من سلطات الاحتلال لتثبيت رموز السيادة على مدينة ما زالت عصيّة على التهويد، يأتي هذا في إطار ما يُعرف إسرائيليًا بذكرى "الاستقلال"، وهي المناسبة التي تتزامن مع ذكرى نكبة الشعب الفلسطيني، التي ما تزال تداعياتها مستمرة حتى اليوم في القدس والضفة الغربية وقطاع غزة.
وأضافت خلال رسالة على الهواء مع بسنت أكرم، أن إسرائيل تسعى وفق ما يرصده سكان المدينة، إلى تطبيق نوع جديد من السيطرة يُعرف بـ"الاحتلال البصري"، عبر تكتيكات تهدف إلى اختراق الوعي والحواس، لا بمجرد القوة العسكرية، بل باستخدام أدوات ناعمة كالإشارات البصرية والرموز. وتتمثل هذه الممارسات في رفع الأعلام، وتثبيت لافتات عبرية بأسماء تهويدية، ومحاولة طمس أي مظهر يدل على الهوية الفلسطينية.
وتابعت أنه تشير الوقائع الميدانية إلى اعتماد الاحتلال على استراتيجيتين بصريتين متوازيتين: "الإغراق والتغييب"، حيث يغرق المدينة بعلامات الاحتلال ورموزه، ويغيب في المقابل كل ما يمتّ بصلة للوجود الفلسطيني، حتى إن إنزال العلم الفلسطيني في ذكرى النكبة أصبح طقسًا قسريًا مفروضًا من قبل الاحتلال، موضحة أن هذا المشهد، بحسب ناشطين ومراقبين، لا يُعد مجرد إجراء رمزي، بل هو جزء من سياسة استعمارية ممنهجة تستهدف ترسيخ الوجود الإسرائيلي في وعي الفلسطينيين وأبصارهم، وإعادة تشكيل صورة المدينة في الذاكرة الجماعية بما يخدم الرواية الصهيونية.
واستطردت أنه في مدينة تعاني من تهويد يومي على المستويات كافة، تظل القدس شاهدة على معركة مستمرة لا تُخاض فقط بالسلاح، بل أيضًا بالرموز والصور. معركة تسعى إسرائيل لحسمها على جبهات الذاكرة والهوية، إلا أن المدينة تقاوم حتى في صمتها البصري.