ما منظمة جي ستريت التي هددت بسحب دعمها للهجوم الإسرائيلي على غزة؟
تاريخ النشر: 8th, December 2023 GMT
مؤخرًا، أعلنت منظمة الضغط السلمية "جي ستريت" في الشرق الأوسط عن نيتها سحب الدعم عن العملية العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة ضد حركة حماس، حال عدم حدوث تغييرات جوهرية في تنفيذ العملية، وذلك حسب بيان أصدرته الجماعة.
وحسب ما نشرته المنظمة، أوضحت أنها تتوقع رؤية تغييرات فورية على أرض الواقع في تصرفات حكومة إسرائيل خلال الحرب ومواقفها بعد الحرب، مؤكدة أن استمرار دعم "جي ستريت" التنظيمي للحملة العسكرية الحالية لإسرائيل يعتمد على إظهار حكومتها لدلائل فورية على التغيير في سلوكها ومواقفها.
تتابع بوابة الفجر كل ما يحدث داخل فلسطين وغزة، لا سيما جماعات الضغط والقوى المسيطرة داخل المجتمع الإسرائيلي، ومنها منظمة "جي ستريت".
كيف ظهرت مؤسسة جي ستريت خلال الحرب على غزة؟في بيان رسمي، وحسب ما نشر موقع "روسيا اليوم" أن منظمة "جي ستريت" شددت على أن الدعم لن يستمر إذا لم يتم تحقيق التغييرات المطلوبة، معبرة عن قلقها البالغ إزاء تصرفات حكومة رئيس وزراء الكيان الصهيوني بنيامين نتنياهو منذ استئناف القتال في الأسبوع الماضي.
وأشارت المنظمة إلى أنها تلتزم بدعم حق إسرائيل في الرد على الهجوم والدفاع عن نفسها، ولكنها تعبر عن قلقها البالغ بشأن التصرفات الحالية للحكومة الإسرائيلية.
ماذا لدينا عن جي ستريت؟تأسست منظمة "جي ستريت" عام 2007 في الولايات المتحدة الأميركية، حيث نشأت كبديل صهيوني ليبرالي يتميز بمفهومه المغاير للوبي الصهيوني الأميركي الذي يعرف بنفوذه الواسع، الملقب بـ "إيباك"، الذي يندمج بشكل كبير مع أفكار ومشاريع اليمين دون أية رؤية نقدية.
تهدف المنظمة إلى تنظيم الحالة السياسية لمؤيدي إسرائيل ومؤيدي السلام، بهدف ضمان "إسرائيل آمنة وديمقراطية ووطنًا قوميًا للشعب اليهودي"، وفقًا لتعريفها لنفسها. تبرز في تعريفها هذا التأكيد على الطابع الصهيوني، حيث تسعى إلى الاندماج بين مصالح إسرائيل، التي تتمثل في الحفاظ على هويتها كوطن قومي يهودي، وبين تحقيق السلام عبر حلا يقوم على حل الدولتين وإنهاء النزاع الفلسطيني-الإسرائيلي.
تركز المنظمة جهودها في الساحة الأميركية وفي أوساط يهود الولايات المتحدة، حيث يحملون نفوذًا كبيرًا ويمتلكون قوة تأثير هائلة. يتسم توجهها اليميني بـ "إيباك"، مما يتسبب حتمًا في الإضرار بمصالح إسرائيل والجالية اليهودية في الولايات المتحدة، وبالتالي يمثل تهديدًا لمصالح البلدين.
نتنياهو: إذا اختار حزب الله شن حرب شاملة سيحوّل بيديه بيروت وجنوب لبنان إلى غزة وخان يونس الخبراء يجيبون لـ "الفجر".. ما هو مخطط إسرائيل خلال الفترة القادمة ومصير نتنياهو؟ ما دامت تدعم الصهيونية.. ما المخاوف التي تثير قلق جي ستريت إزاء إسرائيل؟أفادت منظمة "جي ستريت"، المنظمة السلمية اليهودية في الشرق الأوسط، بأنها تعتزم سحب دعمها للعملية العسكرية الإسرائيلية في غزة ضد حماس، ما لم تتم إجراء تغييرات جوهرية في مجريات هذه العملية، مؤكدة في بيان لها أنه في حال عدم رؤية دلائل قريبة على تغييرات فعلية في سلوك إسرائيل خلال الحرب ومواقفها في مرحلة ما بعد الحرب، فإنها لن تستمر في دعم الحملة العسكرية الحالية لإسرائيل.
تتضمن مخاوف جي ستريت ما يلي:
منذ استئناف القتال الأسبوع الماضي، قامت القوات الإسرائيلية بتكثيف القصف الواسع وتقليل تدفق المساعدات الحيوية، مما أدى إلى ارتفاع مستويات المرض والجوع والموت بشكل غير مقبول على المستويين الاستراتيجي والأخلاقي.ومن وجهة نظر المنظمة، يعد ذلك غير مقبول لحلفاء إسرائيل الذين يحصلون على دعم أمريكي سخي، مطالبة بضرورة أن يتصرفوا بما يتوافق مع مصالح الولايات المتحدة وقيمها.المنظمة أعربت أيضًا عن قلقها بشأن تصرفات حكومة نتنياهو، مشيرة إلى أنها لا تظهر أي اهتمام بقمع العنف غير القانوني وسلوك البلطجية في الضفة الغربية، وتقليل مجهودها في فتح قنوات إغاثة إنسانية في غزة، وعدم التحلي برغبة حقيقية لتقليل الخسائر المدنية.هل يمكن القول بأن جي ستريت منظمة تهدف لصالح الحركة الفلسطينية؟في الواقع لا يمكن الجزم كاملًا، بأنَّ في الغرب من يسعى نحو استقلال تام الأراضي الفلسطينية أو التحرر الكامل من الاحتلال الصهيوني، وبخاصة بعد البيان الخماسي بدعم إسرائيل، والذي ضمَّ "الولايات المتحدة، وفرنسا، وألمانيا، وإيطاليا، وبريطانيا"، الذي صدر أعقاب السابع من أكتوبر أو عملية طوفان الأقصى بقيادة المقاومة الفلسطينية "حماس"، وذراعها العسكري كتائب القسَّام.
ولكنَّ ظهور "جي ستريت" تزامن مع توسّع الحركة الفلسطينيّة في الولايات المتّحدة، ومع تنامي الوعي عمومًا حول أهميّة نبذ العنصريّة والعداء للعرب والمسلمين، ومع تصاعد تحالف ترامب- نتنياهو، وأن هذا الحضور القوي لم يعد يسوغ للـ "الصهاينة الليبراليين المواءمة بين صهيونيّتهم في المسألة الفلسطينيّة، وبين مواقفهم الديمقراطيّة في الشؤون الأميركيّة".
منظمة: مقتل 94 إعلاميا في العالم هذا العام معظمهم في غزة إعلام عبري يكشف عن توتر بمكتب نتنياهو بسبب "السكرتير العسكري"ويبدو أن حركة "جي ستريت" تريد "مواءمة الصّهيونية والليبرالية" وجعلها ممكنة، خاصة وأنَّ موقفها وأن موقفها من حل القضية الفلسطينية يستثني حق العودة، مثلًا، بالنسبة للفلسطينيين، بالإضافة إلى إصرارها على "يهودية وديمقراطية" إسرائيل وأن تبقى "ذات أغلبية سكانيّة يهوديّة"، وهو ما يبدو ضمن تأييدها. وهذا يرى الكثيرون أنه تبنيًا للخطاب الصّهيوني الكلاسيكي، الذي يصر ويعمل على التفوق الديمغرافي "جنس، ومراحل عمرية،.. إلخ" لصالح أغلبية اليهود داخل إسرائيل".
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: غزة نتنياهو الولایات المتحدة
إقرأ أيضاً:
ائتلاف مناصري الحد من المخاطر يدعو إلى مراجعة دور منظمة الصحة العالمية
أثار بيان صادر عن ائتلاف مناصري الحد من المخاطر في آسيا والمحيط الهادئ (كابرا) جدلاً واسعًا حول دور منظمة الصحة العالمية (WHO) في إدارة سياسات الصحة العامة، لا سيما في منطقة آسيا والمحيط الهادئ. وأعرب الائتلاف عن قلقه إزاء تقارير تتعلق باتهامات لمنظمة الصحة العالمية بالفساد وسوء الإدارة، مشددًا على ضرورة تعزيز الشفافية لضمان مصداقية المنظمة وفعاليتها.
وأشار البيان إلى التأثير غير المتناسب للمنظمة في بعض الدول الأعضاء، مسلطًا الضوء على دور جهات خارجية، مثل "مؤسسة بلومبرج الخيرية"، في صياغة السياسات الصحية في الفلبين والهند، ثم لاحقًا في إندونيسيا، فيتنام، وباكستان.
وأكد الائتلاف أن هذا الأمر يتطلب مراجعة لضمان أن تعكس القرارات الصحية احتياجات الدول وأولوياتها الوطنية، بعيدًا عن أي تأثيرات خارجية قد تؤثر على استقلالية السياسات الصحية.
وشدد "ائتلاف كابرا" على أن معالجة هذه المخاوف بشكل شفاف أمر ضروري للحفاظ على الثقة في منظمة الصحة العالمية ودورها في قيادة الجهود الصحية الدولية. كما دعا الائتلاف إلى حوار مفتوح مع الدول الأعضاء وأصحاب المصلحة لتعزيز الحوكمة الرشيدة وضمان أن تستند القرارات إلى الأدلة العلمية والمصلحة العامة.
وفي هذا السياق، أشار الائتلاف إلى الحاجة إلى آليات رقابة أكثر وضوحًا على عملية اتخاذ القرار داخل المنظمة، للحد من أي تضارب محتمل في المصالح، وضمان أن تكون توصياتها قائمة على معايير مهنية وعلمية بحتة، خاصة في القضايا التي تمس الصحة العامة بشكل مباشر.
تعليقاً على ذلك، قالت نانسي لوكاس، المنسق التنفيذي لائتلاف مناصري الحد من الضرر في آسيا والمحيط الهادئ: "لقد حان الوقت لمساءلة منظمة الصحة العالمية عن دورها الأساسي في حماية الصحة العالمية، وذلك استنادًا إلى العلم وليس الأيديولوجيا، مع ضمان إشراك جميع الأطراف المعنية دون تحيز أو أحكام مسبقة."
من جانبه، قال ديريك ياتش، الخبير في الصحة العالمية: "يجب على منظمة الصحة العالمية إعادة النظر في استراتيجياتها واعتماد الابتكار كوسيلة فعالة لإنقاذ حياة الملايين.
كما أن على الحكومات التي حققت تقدمًا في تقليل مخاطر التبغ أن تستفيد من بياناتها وتؤكد سلطتها على المنظمة لضمان سياسات أكثر واقعية وإنصافًا لمواطنيها."
ومع استمرار هذا الجدل، تبقى منظمة الصحة العالمية أمام تحدٍ لتعزيز ثقة الدول الأعضاء وضمان فعالية سياساتها. وبينما يطالب البعض بمزيد من الإصلاحات داخل المنظمة لضمان شفافيتها واستقلاليتها، يرى آخرون أن المنظمة بحاجة إلى توسيع نطاق التعاون مع الدول الأعضاء والاستماع إلى آرائها لضمان تحقيق التوازن بين الاستراتيجيات الصحية العالمية والاحتياجات الوطنية لكل دولة.
وفي ظل الدور المحوري الذي تلعبه المنظمة في تنسيق الجهود الصحية عالميًا، فإن ضمان نزاهتها وفعاليتها يمثل أولوية قصوى، لضمان استجابة صحية أكثر شفافية وإنصافًا، تخدم جميع الدول بشكل عادل وتساهم في تحسين الصحة العامة على مستوى العالم.