«هنا ذكرياتنا ورائحة أجدادنا».. ماذا يعني مسجد يافا لأهالي غزة قبل تدميره؟
تاريخ النشر: 8th, December 2023 GMT
استهدفت طائرات الاحتلال الإسرائيلي، فجر اليوم، مسجد يافا في منطقة دير البلح وسط قطاع غزة، لينضم إلى قائمة بيوت العبادة التي دمرها جيش الاحتلال في حربه الشرسة على قطاع غزة، التي بدأت في السابع من أكتوبر الماضي، وبلغت يومها الـ61.
«يافا» ينضم لـ88 مسجدا دمرها الاحتلال الإسرائيليبحسب بيانات نشرتها الصفحة الرسمية لوزارة الإعلام الفلسطينية، بلغ عدد المساجد التي دمرها الاحتلال كليا في قطاع غزة 88 مسجدا، لينضم إليهم مسجد يافا في دير البلح، بينما بلغ عدد المساجد التي دمرها الاحتلال جزئيا 174 مسجدا، فالمآذن التي ظلت شامخة بالسماء باتت بين الركام وانقطع من المساجد أصوات المرتلين لآيات كتاب الله.
من بين المساجد الشهيرة المدمرة خلال الحرب الأخيرة على قطاع غزة، مسجد أحمد ياسين والمسجد الغربي ومسجد الحبيب محمد ومسجد السوسي ومسجد اليرموك في مجمع أنصار غرب مدينة غزة، والمسجد الأبيض في مخيم الشاطئ، ومسجد سعد الأنصار، شمال قطاع غزة، حسبما أفادت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية «وفا».
دور العبادة المسيحية لم تنج أيضا من هجمات القصف الوحشية، حيث دمر الاحتلال الإسرائيلي، ثلاث كنائس، تم تدميرها كليا في قطاع غزة.
استهداف مسجد يافا في غزةآلاء أبو قاسم، من سكان منطقة دير البلح في قطاع غزة المحتل، أكدت في حديثها لـ«الوطن»، أن مسجد يافا الذي استهدفته طائرات الاحتلال، كان من أشهر مساجد دير البلح وتوالت عليه الأجيال، «ذكريات أجدادي وذكريات طفولتي وشبابي كلها فيه، كنا نروح نصلي بالأعياد ورمضان، دمروا كل ذكرياتنا ومستقبلنا»، تقول في وصف مكانة المسجد لديها هي والمئات من سكان دير البلح.
«هنا صليت ودعيت، هنا حفظت القرآن، وهنا رتلت آياته، هنا ضحكت وبكيت، هنا حزنت وفرحت، هنا تشاركت الدموع والضحكات والنكات، هنا بيتي الثاني»، تابعت الفتاة العشرينية وصف مشاعرها تجاه قصف مسجد يافا القديم في دير البلح، مؤكدة أن ما تبقى منه فقط المآذنة وباقي المسجد أصبح حطاما.
«نفسي أنام بدون ما أصحى مفزوعة»، بكلمات قليلة عبرت الفتاة الفلسطينية عن حالة الرعب التي تعيشها كل ليلة، منذ بدء الحرب على غزة في أكتوبر الماضي، مؤكدة أن القصف لا يتوقف في ساعات النهار أو الليل، مستهدفا كل المنازل ودور العبادة والمنشأت العامة دون تفرقة.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: غزة فلسطين مساجد غزة دیر البلح قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
مع اقتراب صفقة التبادل.. ما هي الوحدة التي احتفظت بأسرى الاحتلال 15 شهراً؟
#سواليف
مع تقدم #مفاوضات #صفقة_تبادل_الأسرى ووقف إطلاق النار بين #المقاومة_الفلسطينية و #حكومة_الاحتلال، تتجه الأنظار نحو إمكانيات المقاومة في الاحتفاظ بأسرى الاحتلال لديها على مدار 15 شهراً من #حرب_الإبادة_الجماعية التي شُنت ضد قطاع #غزة، وفي ظل جهود استخباراتية عالمية للوصول إلى معلومات عن أماكن احتجاز المقاومة لأسرى الاحتلال.
خلال الهدنة الأولى التي حصلت في شهر تشرين ثاني/نوفمبر 2023 والتي أفرجت خلالها المقاومة عن عدد من #أسرى_الاحتلال مقابل تبيض سجون الاحتلال من الأطفال والنساء، ظهرت ترتيبات عناصر كتائب القسام بتسليم أسرى الاحتلال للصليب الأحمر، وسط تعقيدٍ بالمشهد أعجز الاحتلال عن تتبع مسار المقاومين الذين خرجوا بالأسرى حتى أوصلوهم لطواقم الصليب، ما يعكس جهود المقاومة في تأمين أسرى الاحتلال والتعامل معهم وفق ضوابط خاصة ومعقدة يعجز الاحتلال عن حلها، ليبرز اسم #وحدة_الظل_القسامية المتخصصة بهذا المجال، فما هي هذه الوحدة؟
التأسيس والإعلان
مقالات ذات صلة بايدن يطالب بتعديل الدستور وإلغاء حصانة الرئيس الأمريكي 2025/01/16في مطلع عام 2016، أعلنت #كتائب الشهيد عز الدين #القسام، الذراع العسكري لحركة حماس، في فيلم وثائقي أنتجه الإعلام العسكري الخاص بها، عن وحدة عسكرية سرية، متخصصة بتأمين وإخفاء أسرى الاحتلال؛ لضمان الحفاظ على حياتهم وعدم وصول استخبارات الاحتلال لهم، واستخدامهم كورقة ضغط في عمليات التبادل للإفراج عن الأسرى الفلسطينيين.
وأوضحت القسام أن قيادتها تعمل على اختيار عناصر وحدة الظل بعناية فائقة، ووفق معاير صعبة واختبارات مباشرة وغير مباشرة يجتازها العناصر، ثم يت تأهيلهم لدورات قتالية وأمنية لرفع قدراتهم.
وذكرت القسام في حينها أن أهم معايير القبول هي انتماء العنصر العميق للقضية الفلسطينية ورغبته بالفداء والتضحية، والذكاء والقدرة على اتخاذ القرار في الوقت الصعب، والأهم من ذلك السرية والكتمان، مع القدرات العسكرية والأمنية.
وكان تأسيس وحدة الظل عام 2006 بعد اختطاف المقاومة للجندي بجيش الاحتلال “جلعاد شاليط” بعملية الوهم المتبدد، ووقع على عاتقها تأمين الجندي، فيما استمرت المهمة خمس سنوات، إلى أن أُفرج عنه مقابل الإفراج عن 1050 أسير فلسطيني بصفقة وفاء الأحرار عام 2011.
واستمرت الوحدة بمهامها عام 2014 بعد أسر كتائب القسام لأربعة من جنود الاحتلال خلال الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة في ذلك العام، والتي استمرت بالاحتفاظ بهم حتى يومنا هذا.
المعاملة والمبدأ
يقوم مبدأ معاملة الأسرى في هذه الوحدة كما أعلنت كتائب القسام على “معاملة أسرى الاحتلال بكرامة واحترام وفق أحكام الإسلام، وتوفير الرعاية التامة لهم، المادية والمعنوية، مع الأخذ بعين الاعتبار مطريقة عاملة الاحتلال للأسرى الفلسطينيين، التي تنعكس على معاملة المقاومة لأسرى الاحتلال لديها.
وبعد الهدنة الأولى عام 2023 أكدت إحدى أسيرات الاحتلال المفرج عنهن أنها تلقت معاملة حسنة من عناصر المقاومة الذين أشرفوا على احتجازها.
القادة والعناصر
كشفت كتائب القسام عام 2022، أن قائد لواء غزة الشهيد باسم عيسى، هو من شكل الفريق الأول لوحدة الظل المسؤولة عن تأمين الجندي “جلعاد شاليط”.
وروى الشهيد في التسجيل المصور تم نشره في حينها تفاصيل الاحتفاظ بـ”شاليط” قائلاً: “تواصل معي الإخوة وطلبوا مني أتواجد في مكان بعد عملية الخطف، فتوجهت إلى المكان ووجدت الجندي مع الإخوة، وحينها بدأ الاحتلال بقصف شوارع القطاع، فقلت لهم أنا بوخذ الجندي وبحميه وما حدا يتواصل معي، ونقلناه إلى مكان آخر ضمن ترتيبات وإجراءات أمنية مشددة، بعرف دواوين اليهود في هاي القصص، همي ما عندهم أي دليل وبضربوا فتاشات عشان نحركه”.
وكشفت القسام تباعاً عن أسماء الشهداء الذين تركوا بصمة واضحة في تأسيس وعمل الوحدة، وكان أبرزهم الشهيد سامي الحمايدة الذي استشهد بعملية اغتيال عام 2008، والشهيد خالد أبو بكر الذي استشهد خلال الاشتباك مع قوة خاصة لجيش الاحتلال على مدخل أحد أنفاق المقاومة عام 2013، برفقة الشهيد محمد داود.
إضافة للشهيد عبد الله لبد، الذي استشهد إثر قصف إسرائيلي عام 2011، والشهيد عبد الرحمن المباشر الذي استشهد عام 2015 برفقة 6 من مقاومين القسام إثر انهيار نفق للمقاومة عليهم.
طوفان الأقصى واتساع المهمة
بعد معركة “طوفان الأقصى” التي شنتها المقاومة الفلسطينية على الاحتلال يوم 7 تشرين الأول/أكنوبر 2023، كان لهذه الوحدة دور في حراسة وتأمين ما بين 200 إلى 250 أسيراً من أسرى الاحتلال الذين تم اختطافهم والعناية بهم.
واستطاعت الوحدة على مدار 15 شهراً من حرب الإبادة، الاحتفاظ بأسرى الاحتلال في ظل ظروف صعبة عاشها قطاع غزة، تمثلت بالغارات الإسرائيلية المدمرة، والتوغل البري لجيش الاحتلال داخل القطاع، ومنظومات المراقبة والتجسس بتعاون أمريكي، فضلاً عن عملاء الاحتلال على الأرض.