هل النوم أثناء خطبة الجمعة يبطل الصلاة أم ينقص ثوابها ؟ ، لعله من أهم الأمور التي ينبغي الوقوف على حكمها ، خاصة وأن هناك من يتهاونون بسماع خطبة الجمعة ولا يحرصون عليها بذات القدر من الاهتمام الذي يعطونه لصلاة الجمعة ،  فإذا كان الجميع حريص على صلاة الجمعة فليس الكل حريص على خطبة الجمعة ، من هنا ينبغي الوقوف على حقيقة هل النوم أثناء خطبة الجمعة يبطل الصلاة أم ينقص ثوابها ؟.

هل النوم أثناء خطبة الجمعة

 اتفق جمهور الفقهاء في هل النوم أثناء خطبة الجمعة يبطل الصلاة أم ينقص ثوابها ؟  على أن سماع الخطبتين –الأولى والثانية للجمعة- واجبة، وذلك لأنهما قامتا مقام الركعتين فى الظهر، وعن هل النوم أثناء خطبة الجمعة ينقص ثواب الصلاة، فورد أنه بناء على ذلك تكون الصلاة ناقصة لو لم يستمع المُصلي لخطبتي الجمعة، أما الأحناف فقالوا الاستماع للخطبة الثانية يكمل الصلاة.

وورد في هل النوم أثناء خطبة الجمعة يبطل الصلاة أم ينقص ثوابها ؟ ،  أنه لابد من احترام شرع الله سبحانه وتعالى والمحافظة على ما كان يحافظ عليه الصالحون، إلا أنه في حال أصاب الإنسان النوم أثناء خطبة الجمعة   واستغرق فى النوم على غير هيئة المتمكن فإنه يستحب له أن يقوم ويجدد وضوءه وكل ذلك لا ينقض صلاته ولكنه ينقص من ثوابه.

 و ذهب العلماء إلى أنه على الإنسان إذا ما شعر بالنعاس عليه أن يدفع النوم أثناء خطبة الجمعة  قدر المستطاع، ولا يستسلم لإحساس النوم أثناء خطبة الجمعة ، حيث إن سماع الخطبتين للجمعة واجب.

النوم أثناء خطبة الجمعة 

وجاء عن النوم أثناء خطبة الجمعة أنه في حال أصاب الجالس النوم أثناء خطبة الجمعة  وهو في وضع المتمكن ويعلم أنه لا يمكن ان يخرج ريح أي نام دون أن يكون هناك مظنة خروج شيء منه فإن صلاته لا تبطل وصلاته صحيحة، أما إذا تملك منه النوم أثناء خطبة الجمعة  واستغرق في النوم ولم يتيقن من خروج ريح من عدمه فلابد من تجديد الوضوء قبل إقامة الصلاة ولكن هذا النوم ينقص من ثواب صلاة الجمعة  ولا ينقضها.

ترك صلاة الجمعة بسبب النوم

ورد بالكتاب العزيز والسُنة النبوية الشريفة، أن صلاة الجمعة فرض عين على كلِّ مسلم، ولا يصح لمسلم أن يترك صلاة الجمعة إلا لعذرٍ كمرض أو سفر، فقال تعالى: «يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ » الآية 9 من سورة الجمعة، ولما رواه النسائي، أن النبي صلى الله عليه وسلم: «رَوَاحُ الْجُمُعَةِ وَاجِبٌ عَلَى كُلِّ مُحْتَلِمٍ»، وفيما رواه أبو داود قال صلى الله عليه وسلم: « الْجُمُعَةُ حَقٌّ وَاجِبٌ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ فِي جَمَاعَةٍ إِلَّا أَرْبَعَةً: عَبْدٌ مَمْلُوكٌ، أَوِ امْرَأَةٌ، أَوْ صَبِيٌّ، أَوْ مَرِيضٌ».

وروي عن السلف الصالح –رضوان الله تعالى عنهم- أن أحدهم كان يخرج ليلة الجمعة من بلده ليصلى الجمعة فى بلدة أخرى فى مسجد يسمى بالمسجد الكبير، أما الآن كل عدة أمتار نجد مسجدا، ولا يليق بنا أن نتأخر عن خطبة الجمعة  والإستماع إليها من أولها، لأن الغرض من الجمعة الإجتماع وأن يرى بعضنا بعضا، لذا ينبغي على المُسلم أن يحرص على  صلاة الجمعة، ولا يفوتها عمدًا وبغير عذر، حيث إن من ترك صلاة الجمعة ثلاث مرات عمدًا، وبغير عذر، يطبع الله على قلبه، مستدلًا بما جاء في سُنن الترمذي، بأن رسول الله - صلى الله عليه وسلم-قال: « مَنْ تَرَكَ ثَلَاثَ جُمَعٍ تَهَاوُنًا بِهَا طَبَعَ اللَّهُ عَلَى قَلْبِهِ».

وقال  الإمام مالك من ترك صلاة الجمعة 3 مرات بدون عذر ترد شهادته أي لا تقبل ، وهذا دليل على ان هذا الشخص بدأ يرتكب معاصي وسيئات عظيمة، منوهًا بأن ترك الجمعة  ليس سببًا لخروج الإنسان من الملة، فالعبد لا يخرج من الملة بهذه السهولة، ولكن يجب أن يراجع نفسه ويستغفر الله ويقلع عن المعاصي والذنوب التي جعلته يفعل ذلك، أما إذا غلبه النوم و  فاتته صلاة الجمعة فلا إثم عليه لأن القلم رفع عن ثلاث بينهم النائم حتى يفيق، ولكن إذا كن هذا نظام حياة أن ينام مع آذان الفجر ويستيقظ بعد الظهر يوميا فهنا لا يرفع عنه القلم لأنه لن يصلى الجمعة نهائيًا بحجة انه نائم فهذا خطأ ولا يجوز شرعًا.

سبب النوم أثناء خطبة الجمعة

ورد بأن الشرع الحنيف جعل الخطبة من أجل الاستماع والإنصات جيدا لها للاستفادة من الهدي النبوي والحديث والقرآن الكريم، وعليه فإن النوم أثناء خطبة الجمعة ينافي مقصود الخطبة، لذلك يستحب أن لا يجلس المُصلي على هيئة تقربه من النوم أثناء خطبة الجمعة ، حيث نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن جلسة الاحتباء وهي الجلسة التي تجعل الإنسان يتملك منه النوم أثناء خطبة الجمعة ، فقد ورد عن سهل بن معاذ بن أنس، عن أبيه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نهى عن الحُبوة يوم الجمعة والإمام يخطب.

وورد أن سبب النوم أثناء خطبة الجمعة هو الاحتباء، ومعنى الحبوة (الاحتباء): قال الشوكاني: يقال: احتبى يحتبي احتباء، والاسم الحُبوة بالضم والكسر معًا، والجمع حُبًى، وحِبًى بالضم والكسر، وهي: أن يُقِيم الجالس ركبتيه ويقيم رجليه إلى بطنه بثوب يجمعهما به مع ظهره، ويشد عليهما، ويكون أليتاه على الأرض، وقد يكون الاحتباء باليدين عوض الثوب.

هل ياثم من ترك تحية المسجد 

وورد عن هل ياثم من ترك تحية المسجد إذا دخل أثناء خطبة الجمعة ؟ عن رسول الله –صلى الله عليه وسلم- أن صلاة ركعتين تحية المسجد هو سُنة مؤكدة، فلا ينبغي لمن دخل المسجد أن يجلس قبل أن يصلي ركعتين، حتى في يوم الجمعة والإمام يخطب، والسنة لمن صلى ركعتي التحية أثناء خطبة الجمعة  للإمام أن يخففهما، مستشهدًا بما ورد في صحيح مسلم، أنه قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: «إِذَا جَاءَ أَحَدُكُمْ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، وَالْإِمَامُ يَخْطُبُ، فَلْيَرْكَعْ رَكْعَتَيْنِ، وَلْيَتَجَوَّزْ فِيهِمَا»، ففي الحديث نجد الإجابة على هل ياثم من ترك تحية المسجد إذا دخل أثناء خطبة الجمعة ؟ حيث إن معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم: «وليتجوز فيهما» يعني يخففهما، وفي هذا مراعاة للخطبة؛ فحصل الجمع بين مصلحتين: أداء حق بيت الله تعالى، وعدم التفريط في خطبة الجمعة إلا بالقدر الذي لا بد منه لأداء تحية المسجد.

و ورد أنه كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يأمر من دخل المسجد في أثناء الخطبة ولم يصلِّ التحية أن يصليها؛ وقد ورد في هل ياثم من ترك تحية المسجد إذا دخل أثناء خطبة الجمعة ؟ عن جابر بن عبدالله رضي الله عنهما قال: دخل رجلٌ يوم الجمعة والنبي صلى الله عليه وسلم يخطب، فقال: «أصليت؟»، قال: لا، قال: «قم فصلِّ ركعتين»؛ متفق عليه.

 كما ورد في إجابة هل ياثم من ترك تحية المسجد إذا دخل أثناء خطبة الجمعة ؟ في رواية لمسلم: قال جابر بن عبدالله رضي الله عنهما: جاء سليك الغطفاني يوم الجمعة ورسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب، فجلس، فقال له: «يا سليك، قم فاركع ركعتين، وتجوَّز فيهما»، ثم قال: «إذا جاء أحدكم يوم الجمعة والإمام يخطب فليركع ركعتين، وليتجوز فيهما»، ففيه أنه أمره بهما بعد أن جلس، وهذا أبلغ في بيان مشروعيتهما، وإن كان أثناء خطبة الجمعة، بل حتى لو جلس الرجل جاهلًا أو ناسيًا، فإنه يشرع له أن يقوم فيصليهما.

و قال صلى الله عليه وسلم: «والإمام يخطب - أو قد خرج -»، يعم ما إذا دخل الشخص وقد خرج الإمام ولم يبدأ في الخطبة وإنما قد شرع المؤذن في الأذان، فإنه يستحب له أن يصلي تحية المسجد وإن كان أثناء الأذان، وليتجوز فيهما أيضًا؛ حتى يتمكن من الاستماع إلى الخطبة من أولها، وهذا أولى من الانتظار حتى يتم الأذان، وقد نبه بعض الفقهاء رحمهم الله إلى هذا، فقال العلامة ابن مفلح رحمه الله في كتابه الفروع: ولا يركع داخل المسجد التحية قبل فراغه (يعني المؤذن)..(قال): ولعل المراد غير أذان الجمعة؛ لأن سماع الخطبة أهم، ونقله عنه صاحب الإنصاف وكشاف القناع وغيرهم، وقال العلامة ابن عثيمين رحمه الله: استثنى بعض العلماء من دخل المسجد والمؤذن يؤذن يوم الجمعة الأذان الثاني، فإنه يصلي تحية المسجد لأجل أن يستمع الخطبة، عللوا ذلك بأن استماع الخطبة واجبٌ، وإجابة المؤذن ليست واجبة، والمحافظة على الواجب أولى من المحافظة على غير الواجب.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: ترك صلاة الجمعة النبی صلى الله علیه وسلم صلاة الجمعة یوم الجمعة ال ج م ع ة ى الله ع ورد فی

إقرأ أيضاً:

هل شدّ الرحال لزيارة مساجد آل البيت مخالف للسنة؟.. أستاذ فقه يجيب

قال الدكتور هاني تمام، أستاذ الفقه بجامعة الأزهر، إن حديث النبي صلى الله عليه وسلم: «لا تُشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد: المسجد الحرام، ومسجدي هذا، والمسجد الأقصى» من الأحاديث التي فُهمت على غير مقصدها عند بعض الناس، مشيرًا إلى أن النبي عليه الصلاة والسلام لم يقصد بهذا الحديث النهي عن السفر أو زيارة الصالحين وآل البيت.

وأوضح الدكتور تمام، خلال حلقة برنامج "مع الناس"، المذاع على قناة الناس، اليوم الاثنين، أن المقصود بالحديث هو شد الرحال بغرض الصلاة وطلب الثواب المضاعف، أي أن الصلاة في سائر المساجد متساوية في الأجر، إلا في هذه المساجد الثلاثة التي خصها النبي بفضل مضاعفة الثواب، مستدلًا بما ورد عند الإمام أحمد في رواية مقيِّدة للحديث: «لا تُشد الرحال لمسجدٍ تُبتغى الصلاة فيه إلا إلى الثلاثة مساجد».

وبيّن أن الحديث خاص بالصلاة فقط، وليس عامًا في كل أنواع السفر، موضحًا أنه لو فُهم الحديث على عمومه لما جاز للإنسان أن يسافر لزيارة والديه، أو لطلب العلم، أو للعلاج، أو للعمل، لأن ذلك كله يستلزم شدّ الرحال، وهو ما يتنافى مع مقصود الشريعة التي حضّت على صلة الرحم وطلب العلم والسعي في مصالح الناس.

وأكد أستاذ الفقه أن شدّ الرحال لزيارة المقامات الشريفة لآل بيت النبي صلى الله عليه وسلم، كسيدنا الحسين أو السيدة زينب أو السيدة نفيسة، ليس مخالفًا للسنة، لأن المقصود من الزيارة هو المحبة والتبرك والدعاء، وليس طلب الثواب في الصلاة كما هو الحال في المساجد الثلاثة.

وأضاف الدكتور هاني تمام أن الفقهاء قرروا قاعدة مهمة في فهم السنة، وهي أن الأحاديث لا تُفهم منفصلة عن بعضها، بل تُجمع رواياتها ليُعرف مقصود النبي منها، مشيرًا إلى قول العلماء: «الحديث إذا لم تُجمع طرقه لم يظهر فقهه».

وقال: “النبي صلى الله عليه وسلم لم ينهَ عن زيارة القبور ولا عن زيارة آل البيت، بل أوصى بها لما فيها من تذكير بالآخرة وصلة بالمحبين الصالحين، وإنما الحديث خاص بثواب الصلاة، وليس نهيًا عن الزيارة أو شد الرحال للمحبة والاتصال الروحي بأهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم”.

اقرأ المزيد..

وزير العمل: حملات تفتيش لضمان تطبيق الحد الأدنى للأجور داخل المؤسسات خبير استراتيجي: انتهاك إسرائيل للسيادة والأجواء اللبنانية يدفع حزب الله للتمسك بسلاحه

مقالات مشابهة

  • أنوار الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم
  • مرضعات النبي صلى الله عليه وآله وسلم
  • البيئة حياة تُروى بالرَّحمة والطفل غرس لا ينمو بالعُنف.. عنوان خطبة الجمعة القادم
  • حكم الصلاة للمرأة بالنقاب.. الإفتاء توضح
  • «البيئة هي الرحم الثاني والأم الكبرى».. الأوقاف تحدد موضوع خطبة الجمعة المقبلة
  • الأوقاف تحدد موضوع خطبة الجمعة القادمة.. «البيئة هي الرحم الثاني والأم الكبرى»
  • هل شدّ الرحال لزيارة مساجد آل البيت مخالف للسنة؟.. أستاذ فقه يجيب
  • فتاوى | التصرف الشرعي لشخص دائم الشك في مرات السجود أثناء الصلاة.. النقوط فى المناسبات هل دين أم هدية؟ ماذا يفعل المسلم إن أصابه هم أو بلاء؟
  • التصرف الشرعي لشخص دائم الشك في مرات السجود أثناء الصلاة
  • أدعية الرسول في الصلاة.. احفظها ولا تفوت ثوابها