وول ستريت جورنال: خان يونس تضع إسرائيل على مسار تصادمي مع إدارة بايدن
تاريخ النشر: 8th, December 2023 GMT
اعتبرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية أن القتال من أجل السيطرة على مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة يضع إسرائيل على مسار تصادمي مع إدارة الرئيس الأمريكي، جو بايدن.
ومع دخول الحرب شهرها الثالث، تدور معارك عنيفة بين جيش الاحتلال الإسرائيلي ومسلحي حماس في خان يونس، بعد أن وسعت إسرائيل توغلها البري من شمالي القطاع إلى جنوبه.
وتعتبر خان يونس، هدفا حاسما للجيش الإسرائيلي من الناحية الاستراتيجية والرمزية، على اعتبار أنها "أهم معقل عسكري متبقي لحماس"، وفقا للصحيفة.
وتضاعف سكان المدينة البالغ عددهم 400 ألف نسمة قبل الحرب، مع نزوح سكان المناطق الشمالية في وقت سابق بعد التوغل الإسرائيلي البري.
ويجعل ذلك، وفق "وول ستريت جورنال" من المدينة التي يعود تاريخها لقرون مضت، "ساحة معركة"، حيث تزعم إسرائيل أنها تقاتل المسلحين وسط الأحياء المزدحمة.
وبحسب الصحيفة ذاتها، فإن السيطرة على أكبر مدينة في جنوب غزة، "من شأنها أن تسمح للقوات الإسرائيلية بمحاصرة مسلحي حماس المتبقين، واقتلاع الجماعة، من السلطة في قطاع غزة".
ومن شأن العمليات العسكرية الإسرائيلية في خان يونس أن تزيد من سقوط ضحايا من المدنيين.
ودعت إدارة بايدن إسرائيل إلى تقليل الخسائر في صفوف المدنيين، والالتزام بهدف يتمثل في طرد حماس من السلطة.
ووفق "وول ستريت جورنال"، فإنه "يتعين على إسرائيل أن تقرر ما إذا كانت ستواصل شن حرب تقليدية ضد ما تبقى من مسلحي حماس، من خلال الضربات الجوية والقوات البرية والمدفعية، التي تسببت في سقوط ضحايا من المدنيين".
كذلك، يمكن لإسرائيل أن "تبدأ في التحول إلى شن عمليات محدودة للقوات الخاصة، لاستهداف ما تبقى من خلايا حماس، وهو قتال من المحتمل أن يستمر لسنوات ويحظى بدعم الولايات المتحدة، لكنه يتطلب أيضا وجودا طويل الأمد"، وفق الصحيفة.
وأضاف المسؤولون الذين لم تكشف الصحيفة عن هويتهم، أن "المسؤولين الإسرائيليين لم يقدموا أي ضمانات، لكنهم أعربوا عن اهتمامهم بالعودة إلى الحياة الطبيعية، حتى لا تتعرض البلاد لضربة اقتصادية".
الصبر ينفد
وقال مسؤول أمريكي: "ندرك جميعا أنه كلما طال أمد هذه الحرب، أصبحت الأمور أكثر صعوبة على الجميع".
وقال وزير الخارجية أنتوني بلينكن إنه أبلغ المسؤولين الإسرائيليين أن عدد القتلى المدنيين المرتفع بسبب العملية العسكرية الإسرائيلية شمالي غزة "يجب ألا يتكرر في الجنوب".
ومع ذلك، قال المسؤولون الأمريكيون إنه "لم يتم تحديد أية عواقب واضحة".
وأضافوا أن "حجب المساعدات الأمريكية عن إسرائيل والعقوبات المحتملة الأخرى، ليست مطروحة على الطاولة بعد".
ونقلت "وول ستريت جورنال" عن مسؤولين أمريكيين قولهم إنهم "يأملون بأن تؤدي حملة الضغط التي يقومون بها، إلى إقناع الإسرائيليين بالنظر في الحد من الخسائر في صفوف المدنيين كأمر حتمي".
كما أشاروا إلى "عدم رغبة نتنياهو في البداية في السماح بدخول المساعدات إلى غزة"، وهو الأمر الذي سمح به في النهاية.
وتزايدت مخاوف الولايات المتحدة بشأن الصراع والطريقة التي وصف بها الإسرائيليون أهدافهم بشكل علني.
وأكد الرئيس الأمريكي، جو بايدن، في اتصال مع رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، الخميس، أهمية التدفق المستمر والمستدام للمساعدات الإنسانية إلى غزة، مشددا على ضرورة حماية المدنيين في القطاع وفصلهم عن حركة حماس.
وفي حين أن المسؤولين الأمريكيين ظلوا لأسابيع يظهرون "توافقا" مع إسرائيل، فإن هناك إشارات على أن "الصبر على النهج الإسرائيلي الحالي بدأ ينفد"، وفق الصحيفة.
واندلعت الحرب في أعقاب هجمات شنتها حركة حماس على إسرائيل يوم 7 أكتوبر، وردت إسرائيل بقصف جوي مكثف على القطاع ترافق مع توغل بري منذ 27 أكتوبر، مما أوقع أكثر من 17 ألف شهيد، أغلبهم من المدنيين وبينهم نساء وأطفال، بحسب سلطات غزة الصحية.
المصدر | متابعاتالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: بايدن إسرائيل غزة حماس وول ستریت جورنال خان یونس
إقرأ أيضاً:
تقرير أمريكي: إدارة ترامب تواجه نفس الخيار الذي أربك بايدن بشأن إنهاء تهديد الحوثيين بالبحر الأحمر (ترجمة خاصة)
أفاد تقرير أمريكي بأن الوقت حان للتوقف عن التلاعب بالحوثيين بشأن تهديدات الجماعة وهجماتها على سفن الشحن في البحر الحمر.
وقالت مجلة " commentary" في تقرير ترجمه للعربية "الموقع بوست" إن إيقاف هجمات الحوثيين، في البحر الأحمر يتطلب من القادة الغربيين مواجهة عواقب سوء تقديرهم الفادح للتهديد الحوثي.
في غضون ذلك، يؤكد التقرير أنه ينبغي النظر إلى قاعدة الحوثيين الجماهيرية في الأوساط التقدمية الغربية على حقيقتها: مُشجّعون للإرهاب الاقتصادي الذي، إن تُرك دون رادع، سيُسبب سلسلة من الموت والدمار في جميع أنحاء المنطقة وخارجها.
وقال "أعلن الحوثيون عزمهم على استئناف هجماتهم على السفن التجارية المارة عبر ممرات الملاحة في البحر الأحمر والسويس. وتدّعي الطغمة العسكرية اليمنية المدعومة من إيران أمرين: الأول أنها ستهاجم السفن الإسرائيلية فقط، والثاني أنها تفعل ذلك تضامنًا مع حماس في غزة".
وأضاف "كلاهما كذب. ففي الواقع، ستكون كل سفينة عُرضة للهجوم، والحوثيون يختبرون نموذجًا من قرصنة القرن الحادي والعشرين، والذي إن نجح، فسيستمر، ومن المرجح أن يقتدي به آخرون، مما سيُلقي بالاقتصاد العالمي (والأمن العالمي) في حالة من الاضطراب لم يكن مستعدًا لها".
واستطرد "يمكن، بل يجب، إيقاف الحوثيين، لكن ذلك يتطلب من القادة الغربيين مواجهة عواقب سوء تقديرهم الفادح للتهديد الحوثي. في غضون ذلك، ينبغي النظر إلى قاعدة الحوثيين الجماهيرية في الأوساط التقدمية الغربية على حقيقتها: مُشجّعون للإرهاب الاقتصادي الذي، إن تُرك دون رادع، سيُسبب سلسلة من الموت والدمار في جميع أنحاء المنطقة وخارجها".
بمعنى آخر، حان الوقت للتوقف عن التلاعب بالحوثيين. وفق التقرير.
وقال "لنبدأ بالكذبة الأولى: أن السفن الإسرائيلية فقط هي المعرضة للخطر. مثال واحد فقط من بين أمثلة عديدة، نقلاً عن نعوم ريدان وفرزين نديمي: "عندما تعرضت ناقلة النفط/الكيماويات "أردمور إنكونتر" (رقم المنظمة البحرية الدولية 9654579) التي ترفع علم جزر مارشال للهجوم في ديسمبر 2023، كانت مملوكة لشركة "أردمور شيبينغ" الأيرلندية، ولم تكن لها أي صلات واضحة بإسرائيل. بعد أسبوعين، كشف تقرير صادر عن شركة "تريد ويندز" عن قضية خطأ في تحديد الهوية - يبدو أن الهجوم كان مدفوعًا باعتقاد أن قطب الشحن الإسرائيلي عيدان عوفر يمتلك حصة في الشركة، لكن أسهم عوفر بيعت قبل أشهر من الهجوم".
وأشار إلى أن روسيا والصين هما المستفيدان الرئيسيان من هجمات الحوثيين، مع أن أحداً لا ينعم بالأمان حقاً.
وبشأن الكذبة الثانية: وهي أن هذه مجرد "مقاومة" إضافية في غزة، وبالتالي لا تشكل تهديداً أوسع. لفهم المدى الكامل لهذه الكذبة، يجدر بنا مراجعة الضرر الواسع النطاق الذي ألحقه إرهاب الحوثيين في البحر الأحمر، والفوائد التي عادت على الحوثيين أنفسهم، وما يُخبرنا به كلاهما عن الاستخدامات المستقبلية لهذه الأساليب.
ذكرت صحيفة نيويورك تايمز في ديسمبر/كانون الأول: "يبدو الأمر كما لو أن صناعة الشحن قد عادت إلى أيام ما قبل افتتاح قناة السويس عام 1869". وقد أعادت شركات الشحن توجيه أساطيلها بشكل جماعي حول رأس الرجاء الصالح، مما أضاف 3500 ميل بحري و10 أيام إلى معظم الرحلات. قبل أن يبدأ الحوثيون هجماتهم، كانت قناة السويس تُعالج 10٪ من التجارة العالمية.
في يناير/كانون الثاني، قدّرت مجلة الإيكونوميست أن "شحنات البضائع عبر البحر الأحمر انخفضت بنسبة 70% من حيث الحجم"، وأن التكاليف المتزايدة لشركات الشحن - والتي ترفع تكلفة البضائع المنقولة على المستهلكين - تبلغ حوالي 175 مليار دولار سنويًا.
ولفت التقرير إلى أن هناك، طريقة أخرى للالتفاف على هذا التهديد: رشوة الحوثيين. لدى الجماعة نظام دفع مُعدّ ليعمل تقريبًا مثل نظام E-ZPass، ولكن لقرصنة قناة السويس.
وأكد أن هذه المدفوعات غير قانونية بالطبع، لذا لا تستطيع الشركات الغربية دفعها؛ وسيكون من السهل رصد أولئك الذين بدأوا فجأة بالمرور عبر ممرات الشحن سالمين. تُدرّ أموال الحماية على الحوثيين ما يصل إلى ملياري دولار سنويًا. كما أن الصواريخ والطائرات المُسيّرة التي يستخدمونها لتنفيذ هذا المخطط تنخفض أسعارها عامًا بعد عام.
"بعبارة أخرى، هذه خطة عمل. ربما يستطيع الحوثيون البقاء على قيد الحياة بمفردهم، حتى لو اختفت الرعاية الإيرانية. كما أشارت مجلة الإيكونوميست، "بممارستهم الضغط على مالكي السفن، يكسبون مئات الملايين من الدولارات سنويًا - بل مليارات الدولارات - بينما يفرضون على العالم تكاليف بمئات المليارات. وبدلًا من الصمت عند توقف إطلاق النار في غزة، قد يكون الحوثيون يُبشرون بعالم فوضوي بلا قواعد أو شرطي". وفق التقرير.
وخلصت مجلة " commentary" إلى أن إدارة ترامب تواجه الآن نفس الخيار الذي أربك جو بايدن بشأن إنهاء تهديد الحوثيين للاقتصاد العالمي. مؤكدة أن المخاطر أكبر مما يدركه الكثيرون، نظرًا للآثار المترتبة على إنشاء نموذج قرصنة حديث وفعال قد يُحتذى به للجماعات الإرهابية الأخرى. في الواقع، المخاطر كبيرة بما يكفي لدرجة أن وضع حد للحوثيين هو الخيار البديهي.