الرياضة قد تتفوق على الأدوية.. كيف تعالج نفسك من الاكتئاب مجانا؟
تاريخ النشر: 12th, July 2023 GMT
أظهرت نتائج دراسة جديدة من جامعة جنوب أستراليا أن الرياضة أكثر فاعلية في علاج أعراض الاكتئاب والقلق، الخفيفة والمتوسطة، بمقدار مرة ونصف، من الجلسات النفسية وأدوية الاكتئاب والعلاج السلوكي.
إذا شككت في قوة تلك الدراسة، فينبغي عليك معرفة أنها الدراسة الأكثر شمولا من نوعها، فقد نشرت "المجلة البريطانية للطب الرياضي" تقرير الدراسة، الذي تضمن 97 مراجعة منهجية، و1039 تجربة وأكثر من 128 ألف مبحوث.
تختلف أساليب العلاج النفسي بين الدول، فتوصي الإرشادات الأميركية بالاستشارات والأدوية، باعتبارها نهج علاج أولي، في حين توصي الإرشادات الإكلينيكية الأسترالية بتغيير نمط الحياة أولا، مثل اتباع نظام غذائي صحي، وممارسة الرياضة، وتنظيم مواعيد النوم، قبل أن يلجأ الطبيب لترشيح الأدوية.
بنت المنظومة الطبية الأسترالية إستراتيجيتها على مئات من التجارب البحثية، التي درست تأثير النشاط البدني على الاكتئاب والقلق، حتى توصل تحليل موسع للبحوث الحالية إلى أنه يجب أن يُنظر إلى النشاط البدني على أنه الخيار الأول لعلاج الأشخاص الذين يعانون من أزمة نفسية، بنسبة نجاح تفوق فعالية الأدوية.
شرح الباحثون في الدراسة الجديدة نقاطا ربما تساعدك على تحديد خطة تتضمن الوقت، والجهد المبذول، وطبيعة النشاط البدني، مع العلم أنها الدراسة الأولى التي تقيم آثار جميع أنواع النشاط البدني على الاكتئاب والقلق والاضطراب النفسي.
وجد الباحثون أن جميع أنواع النشاط البدني والتمارين الرياضية كانت مفيدة، بما في ذلك التمارين الهوائية مثل المشي، وتمارين المقاومة، والبيلاتس، واليوغا، لكن كان للتمارين العالية الكثافة أثر إيجابي أكبر ضد الاكتئاب والقلق.
لاحظ الباحثون ارتباط بعض الرياضات بمجموعة من الآليات النفسية والفسيولوجية المختلفة، على سبيل المثال، كان تأثير تمارين المقاومة العالية أقوى على مرضى الاكتئاب، بينما كانت تمارين اليوغا وغيرها من تمارين التأمل والتمدد أكثر فاعلية في تقليل القلق.
كذلك كان للأنشطة التي تستغرق وقتا أطول تأثيرات أقل، مقارنة بالتمارين القصيرة والمتوسطة المدة، مما يعني أن الأفراد الذين يعانون من مشاكل الصحة العقلية لا يحتاجون الالتزام بممارسة تمارين مكثفة طويلة الأمد لتحقيق أقصى فائدة علاجية، بل تكفيهم 15 دقيقة لمدة 12 أسبوعا، من أجل تحقيق تغير إيجابي في صحتهم العقلية.
من المهم التأكيد أن الباحثين لم يقترحوا استبعاد الدواء والاستشارة الطبية، بل اقترحوا أن يكون النشاط البدني جزءا أساسيا في خطة العلاج.
يصل الجسم إلى مستوى من الإجهاد الفسيولوجي، بعد مرور 12 أسبوعا من الالتزام بأداء تمارين عالية الكثافة، وعندئذ يتحفز المخ للتغيير، وبمجرد أن نكون قادرين على ممارسة التمارين بكثافة أكبر، فإن الجسم يفرز هرمون "الإندروفين"، الذي يساعدنا على الشعور بالنشوة والإنجاز بعد التمرين، وزيادة ثقة الفرد بنفسه، وتحطم مخاوفه.
ويقدم الخبراء أهم الخطوات التي تساعد في التعامل مع الاكتئاب والقلق:
ينصحك أستاذ الصحة العقلية في جامعة كنتاكي، بوغيس ماكوي، عبر تقرير نشره موقع "هيلث لاين" (Health line)، بالبحث عن شيء يحفزك، فلا ينبغي أن تشعر بضغط للقيام بأي نوع من التمارين، بل اسأل نفسك عما تريد إنجازه، سواء كان تقليل الوقت الذي تقضيه مهموما، أو تحسين تركيزك، أو تخفيف وزنك، ثم ضع أهدافا بناء على دوافعك. نشر موقع جامعة هارفارد تقريرا عن التحدي المتمثل في انعدام الحافز بالنسبة للمكتئب، ونصح أستاذ الطب النفسي في كلية الطب بجامعة هارفارد، مايكل ميلر، بالبدء بخطوات صغيرة، وبالتمرين الأسهل، وبالأنشطة التي يمكنك دمجها بسهولة في روتين حياتك، مثل 5 أو 10 دقائق، قبل النوم أو بعد الاستيقاظ، وما أن تصير روتينا ثابتا، يمكنك حينئذ زيادة التمارين تدريجيا. وأشار ميلر إلى أن أي نوع من النشاط البدني مفيد، مثل المشي لدقائق معدودة، مع ملاحظة أن تكرار المشي في مواعيد ثابتة يمكن أن يساعد المريض في الشعور بالاستقرار والثقة في نفسه. ربما تمنعك الضغوط المالية أو الأمراض الجسدية من بدء رياضة جديدة، لذلك ينصحك موقع "مايو كلينك" (Mayo clinic) بمعرفة معوقاتك وتحليلها، فإذا كنت تخجل من جسدك فربما تفضل ممارسة الرياضة في المنزل، وإذا كنت تخشى الفشل فابحث عن صديق يتمرن معك ويشجعك، وإذا لم تملك مالا لشراء معدات التمارين، فمارس نشاطا مجانيا، كما قيل فإن "أفضل تمرين هو التمرين الذي يمكنك القيام به فعلا".المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
البحرين تعالج أول مريض بفقر الدم المنجلي خارج أميركا
حقق مركز البحرين للأورام إنجازاً طبياً تاريخيًا رائداً بنجاحه في استكمال علاج مريض مصاب بمرض فقر الدم المنجلي باستخدام علاج كاسجيفي (Exagamglogene Autotemcel) القائم على تقنية كريسبر لزراعة النخاع باستخدام التعديل الجيني، ليكون أول مريض خارج الولايات المتحدة الأميركية يُعلن عن تلقيه العلاج بنجاح على مستوى العالم.
ويعزز هذا الإنجاز مكانة البحرين كدولة رائدة في مجال الطب الدقيق وحلول الصحة المبتكرة على المستوى العالمي.
وتم تطوير علاج "كاسجيفي"، من قِبل شركتي "فيرتكس فارماسيتيكالز" و"كريسبر ثيرابيوتيكس"، وهو أول علاج مرخص يعتمد على تقنية كريسبر/كاس9 لزراعة النخاع باستخدام التعديل الجيني، والتي حصل مبتكروها على جائزة نوبل في الكيمياء في عام 2020. ويوفر هذا العلاج علاجًا وظيفيًا محتملاً لمرض فقر الدم المنجلي (SCD) ومرض الثلاسيميا الكبرى المعتمد على نقل الدم (TDT) – وهما امراض دم وراثية تؤثر بشكل كبير على الصحة والعمر المتوقع.
ويُعد هذا الإنجاز خطوة نوعية في مجال الطب الدقيق في مملكة البحرين والمنطقة، ويأتي بعد أن أصبحت مملكة البحرين في 2 ديسمبر 2023 ثاني دولة على مستوى العالم، والأولى في الشرق الأوسط، التي تعتمد استخدام "كاسجيفي" لعلاج مرض فقر الدم المنجلي (SCD) والثلاسيميا بيتا المعتمدة على نقل الدم (TDT)، وذلك بعد تقييم شامل ودقيق لمعايير السلامة والجودة وفعالية العلاج.
كيف تتم العملية؟
تتضمن عملية الزرع تحفيز نخاع عظم المريض لإنتاج كميات كبيرة من الخلايا الجذعية باستخدام حقن متخصصة، ومن ثم تعديل الخلايا الجذعية لإنتاج خلايا دم حمراء تحمل هيموغلوبين يعادل في وظيفته الخلايا الطبيعية وتشمل آخر مرحلة زرع الخلايا المعدلة مرة أخرى في مجرى دم المريض بعد اختبارات دقيقة لضمان الجودة والسلامة. ويمكن أيضا استخدام هذه التقنية الحديثة لعلاج الثلاسيميا (انيميا البحر الأبيض المتوسط).
وبهذه المناسبة، صرحت الدكتورة جليلة بنت السيد جواد حسن، وزيرة الصحة قائلة: "يمثل هذا الإنجاز التزام مملكة البحرين بدمج الابتكارات الطبية العالمية في استراتيجيتها الصحية الوطنية. من خلال تعزيز الشراكات بين المؤسسات، نحقق مهمتنا في توفير وصول شامل إلى علاجات تغير حياة جميع المواطنين، ونعزز مكانة مملكة البحرين كمركز للرعاية الطبية المبتكرة، تماشيًا مع توجيهات حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم حفظه الله ورعاه، وبمتابعة مستمرة من صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله".
وأضاف العميد طبيب الشيخ فهد بن خليفة بن سلمان آل خليفة، قائد الخدمات الطبية الملكية: "تفخر مملكة البحرين بكونها في طليعة الابتكار الطبي في المنطقة. نجاحنا في تقديم علاج فقر الدم المنجلي عبر تقنية زراعة النخاع باستخدام التعديل الجيني يعكس التزام المملكة بتوفير أحدث التقنيات الطبية وتعزيز ريادتها الإقليمية في مجال الطب الدقيق. فهذا العلاج يوفر أملًا جديدًا لمرضى أمراض الدم الوراثية، ويعزز الجهود الرامية لتطوير دور مملكة البحرين المتنامي في مجال الابتكار الصحي."
علاج رائد
وقال الدكتور إدوارد رولاند، الرئيس التنفيذي لمركز البحرين للأورام: “نيابة عن الفريق الطبي المسؤول عن تقديم هذا العلاج الرائد القائم على تقنية CRISPR، يشرفنا أن نتيح العلاج للمرضى في مملكة البحرين وخارجها. يعكس نجاحنا التزام مركز البحرين للأورام بدمج التكنولوجيا المتقدمة مع الخبرة العالمية. فهذا الإنجاز، الذي تم تحقيقه بعد الحصول على الاعتماد الدولي لخدمات زرع النخاع العظمي، يؤكد حرصنا على تحسين الحلول الصحية المتوفرة للمرضى من خلال الطب الدقيق والتعاون مع المؤسسات العالمية الرائدة."
يأتي إطلاق برنامج علاج أمراض الدم الوراثية عبر تقنية زراعة النخاع باستخدام التعديل الجيني ضمن استراتيجية مملكة البحرين الصحية الرامية إلى تعزيز الشراكات العالمية وضمان الوصول إلى أحدث التقنيات الطبية، مع تحقيق تحسين مستمر في الخدمات الصحية، في إطار الرعاية التي يوليها حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم حفظه الله ورعاه للقطاع الصحي في المملكة، وتنفيذاً للتوجيهات المستمرة من صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله، لتوفير أفضل الطرق العلاجية وأحدث مستويات الرعاية الصحية بمملكة البحرين.
وقد تم إطلاق برنامج علاج أمراض الدم الوراثية كفقر الدم المنجلي والثلاسيميا بيتا عبر تقنية زراعة النخاع باستخدام التعديل الجيني بالتنسيق ما بين وزارة الصحة، والخدمات الطبية الملكية – مركز البحرين للأورام، والمستشفيات الحكومية، والهيئة الوطنية لتنظيم المهن والخدمات الصحية لتبني أعلى معايير الممارسات الطبية العالمية في تقديم الرعاية الصحية.
ويُعد مركز البحرين للأورام من أبرز المراكز المتخصصة في تقديم خدمات شاملة لعلاج مرضى السرطان في مملكة البحرين. يلتزم المركز بتقديم أعلى مستويات الرعاية الطبية من خلال نهج متعدد التخصصات واستخدام أحدث التقنيات والعلاجات المتقدمة، وقد حصل مركز البحرين للأورام على اعتماد فيرتكس في عام 2024، مما يمكنه كمركز تميز عالمي من إتاحة علاج أمراض الدم الوراثية كفقر الدم المنجلي والثلاسيميا بيتا عبر تقنية زراعة النخاع باستخدام التعديل الجيني.