هل تنفجر المنطقة أم هو التصعيد قبل التسوية؟
تاريخ النشر: 8th, December 2023 GMT
من الواضح ان المشاهد التي انتشرت من داخل قطاع غزة امس، وتحديدا من شمال القطاع عن عشرات الاسرى من المدنيين وعن الاعدامات الميدانية التي قام بها الجيش الاسرائيلي توحي بأن تل ابيب باتت تبحث عن صورة انتصار، والا لما كانت هذه الصور ستنتشر بهذا الوضوح، وهذا يعني أن الجيش الاسرائيلي هو من قام بتسريب المشاهد بعد ان تقصد اعتقال المدنيين من شمال القطاع تحديدا.
ترغب اسرائيل بتحقيق عدة امور من تسريب هذه المشاهد، فهي اولا تريد تحقيق نصر معنوي، وهذا النصر، الذي لم يتحقق من خلال صورة انفاق حماس وتفجيرها ولم يتحقق عبر تحرير الاسرى المدنيين او عبر اعتقال او قتل قادة حماس الاساسيين، يريد الجيش الاسرائيلي تحقيقه من خلال صورة لعشرات المعتقلين الذين يعاملون بإذلال امام العالم أجمع، وهذه الصورة قد تشكل توازناً واضحا، من وجهة نظر اسرائيلية مع مشاهد 7 تشرين الاول .
كذلك تعتقد اسرائيل انها تحقق من هذه الصورة حالة من الرعب لدى الفلسطينيين وتحديدا المتواجدين في شمال القطاع، اذ سيستغل هؤلاء الهدنة المقبلة للرحيل بإتجاه الجنوب والنزوح النهائي عن الشمال حيث هناك خطر الاعتقال او الموت من خلال اعدامات ميدانية اضافة الى خطر الموت بالغارات الجوية، وهذا ما تظن اسرائيل انه يحقق لها هدفها الكبير بتهجير شمال قطاع غزة بالكامل..
كل ما يحصل دليل واضح على ان اسرائيل بدأت تتعايش مع فكرة الفشل في تحقيق انجاز عسكري، او حتى اي انجاز عن طريق الميدان، والا ما كانت ستخاطر مجددا بصورتها، المهتزة اصلا، أمام الرأي العام العالمي من اجل تسجيل انتصار قد يستفيد منه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ويمنع من خلاله عملية انهيار شعبيته وتكتل المعارضين ضده واستغلالهم لمعركة غزة للانتصار عليه سياسيا.
الجنون الاسرائيل وصل الى حد توجه ضربات كبرى بإتجاه لبنان، لكنها ضد اماكن مفتوحة لنقل صورة انتصار عسكري ولاستعراض القوة في مواجهة "حزب الله"، كما ان تل ابيب تحاول توجيه ضربات مباشرة للحرب بسوريا مستغلة اشتعال الجبهة جنوباً وبالتالي فإن ما كان يهدد به الحزب للرد على اي استهداف لقواته في سوريا هو في الأصل حاصل، من هنا يظهر الجيش الاسرائيلي راغباً في تحقيق انجازات شكلية ضد الحزب في لبنان او في سوريا.
وتقول المصادر ان ما تقوم به اسرائيل قد يكون مقدمة واضحة لوقف اطلاق النار وانهاء المعارك ضمن اطار التسوية وحفظ ماء الوجه لتل اييب، لكن في الوقت نفسه قد يؤدي البحث الاسرائيلي عن صورة نصر الى حصول خطأ بالتقدير في هذه الساحة او تلك، وهذا ما سيدحرج المعركة الى حرب مفتوحة، لذلك فإن كل الاحتمالات لا تزال موضوعة على الطاولة بإنتظار ان تثمر مساعي الولايات المتحدة الاميركية وقفاً لاطلاق النار.
المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: الجیش الاسرائیلی
إقرأ أيضاً:
غالانت يكشف: الجيش الإسرائيلي نشر صورة نفق لا وجود له لتأخير صفقة التبادل
#سواليف
كشف وزير جيش الاحتلال السابق، يوآف غالانت، اليوم الثلاثاء، الحقيقة حول صورة مشهورة نشرها الجيش الإسرائيلي، قال إنه “نفق ضخم في محور فيلادلفيا جنوب قطاع غزة على الحدود مع مصر وعمقه عشرات الأمتار تحت الأرض” بأنها كانت كاذبة.
ونقلت (هيئة البث الإسرائيلية) عن غالانت قوله إن “النفق لم يكن موجودا في الأصل، وإن ما عثر عليه هو خندق عمقه متر واحد فقط”.
وأكد أن الصورة استخدمت حينها لتسويق وجود أنفاق في محور فيلادلفيا من أجل المبالغة في أهمية طريق فيلادلفيا ولتأخير صفقة تبادل المحتجزين.
مقالات ذات صلةوتعود الصورة المذكورة إلى أغسطس/آب الماضي، حين نشرتها وسائل إعلام إسرائيلية، وزعمت تل أبيب حينها أنها اكتشفت نفقا ضخما للمقاومة الفلسطينية يبلغ ارتفاعه عدة أمتار.
وتحدثت وسائل إعلام إسرائيلية حينها عن إنجاز كبير يتمثل في اكتشاف النفق الضخم المكون من ثلاثة طوابق، الذي قالت إنه من ضمن البنية التحتية الواقعة تحت الأرض والتي أدهشت الجنود الإسرائيليين.
وقال غالانت إن الغرض من نشر الصورة هو تأكيد أهمية محور فيلادلفيا وإظهار أهميته وكونه معبرا للسلاح إلى غزة، وهو ما يخالف الواقع.
وأظهرت صورة النفق، التي نشرها الجيش الإسرائيلي، مركبة عسكرية وهي تخرج من النفق المذكور الذي لم يكن في الواقع إلا قناة عادية لتصريف المياه.