ابنته كانت تعزف على البيانو فيما الموساد يخطط لاغتياله.. كيف انصب"غضب الرب" على الهمشري؟
تاريخ النشر: 8th, December 2023 GMT
وضع الإسرائيليون محمود الهمشري، ممثل منظمة التحرير الفلسطينية في باريس في قائمة اغتيالات ردا على عملية ميونيخ. تسلل عملاء الموساد إلى منزله وزرعوا عبوة ناسفة في هاتفه، وانتظروا.
إقرأ المزيدكانت عملية اغتيال الهمشري في باريس هي الثانية بعد اغتيال وائل زعيتر في إيطاليا ضمن عمليات "غضب الرب" التي نفذت بأمر من رئيسة الوزراء الإسرائيلية في تلك الحقبة غولدا مائير ردا على الهجوم على الفريق الرياضي الإسرائيل في الألعاب الأولمبية الصيفية في ميونيخ عام 1972 من قبل منظمة أيلول الأسود، ما أسفر عن مقتل 11 إسرائيليا.
محمود الهمشري كان ولد في قرية قريبة من طولكرم في فلسطين عام 1938 في فترة الانتداب البريطاني. الهمشري وكان عضوا في منظمة التحرير الفلسطينية عمل في باريس ممثلا للمنظمة في فرنسا، وكان متزوجا من الفرنسية ماري كلود وله منها طفلة تدعى أمينة.
الاستخبارات الإسرائيلية كانت تتهم الهمشري بأنه كان عضوا في منظمة أيلول الأسود، وتزعم أنه تأمر لاغتيال ديفيد بن غوريون، وعمل في تجنيد أشخصا لصالح منظمة "فتح" في فرنسا.
تقارير ذكرت أن جهاز الموساد الإسرائيلي كان اتصل بمجموعة "لو غروب"، وهي جهاز استخباراتي فرنسي خاص، واستعان به في تعقب محمود الهمشري، ممثل منظمة التحرير الفرنسية في باريس.
تفاصيل عملية القتل:
تقول رواية إسرائيلية إن الموساد أرسل في 7 ديسمبر عام 1972 مجموعة من وحدة "كيدون" وتعني "الحربة" بقيادة أفنير كوفمان لاغتيال محمود الهمشري في شقته في باريس.
تظاهر عميل يدعى روبرت، وهو مساعد لكوفمان، بأنه صحفي إيطالي وأجرى مقابلة مع القيادي الفلسطيني محمود الهمشري في مكتبه داخل شقته الباريسية في شارع دالسيه 175.
خلال تلك المقابلة، ذكر الهمشري أن الفلسطينيين هم أكبر عدد للاجئين في العالم، وأنهم سيفعلون كل ما بوسعهم لاستعادة أراضيهم، كما أدلت زوجته الفرنسية ماري كلود بمداخلة انتقدت فيها إسرائيل.
بعد أن استكمل "روبرت" المقابلة، طلب من الهمشري أن يسمح له بأن يجري اتصالا هاتفيا بمقر عمله، ووجهه القيادي الفلسطيني إلى الغرفة المجاورة حيث يوجد الهاتف.
توجه روبرت إلى مكان الهاتف في الحجرة المجاورة، وتفحص نوعية الجهاز ومظهره وسجل ذلك في مفكرته لتحديد كمية المتفجرات اللازمة لعملية الاغتيال!
هذه الرواية العبرية ذكرت أن العميل الإسرائيلي "روبرت" فيما كان يستخدم هاتف القيادي الفلسطيني، تحضيرا لعملية القتل، كانت أمينة الهمشري تعزف على البيانو أغنية متفائلة! ما جعل العميل الإسرائيلي روبرت يحس بأنه أقل "حماسة" لقتل الهمشري!!
مضت خطة الاغتيال. وحين كان الهمشري خارج شقته، قام العميل الإسرائيلي "روبرت" بالتسلل إلى مسكن الهمشري وقام باستبدال جهاز هاتفه بآخر مشابه تماما ومليء بمتفجرات بلاستيكية، ثم غادر المكان.
راقب عملاء للموساد المكان بدقة للتأكد من خلو شقة الهمشري من زوجته وابنته عند تنفيذ عملية الاغتيال!
عميل قام بالاتصال بهاتف الهمشري المنزلي، إلا ان ابنته أمينة رفعت السماعة، فجرى تأجيل التفجير.
اتصلوا ثانية بعد أن مضت أمينة رفقة أمها إلى المدرسة، وفي هذه المرة رفع القيادي الفلسطيني السماعة، فسأله المتصل: "هل أنت محمود الهمشري؟"، فأجاب: نعم.
العميل أعطى إشارة لآخر كان بحوزته جهاز تفجير عن بعد.
أرسلت إشارة إلى الهاتف ودوى انفجار ضخم، إلا أن القيادي الفلسطيني لم يقتل على الفور بل تعرض لإصابات شديدة ومع ذلك كان محتفظا بوعيه.
نقل محمود الهمشري إلى المستشفى وفي 10 يناير عام 1973، اكتملت عميلة الاغتيال وفارق الحياة.
المصدر: RT
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: أرشيف الموساد القیادی الفلسطینی فی باریس
إقرأ أيضاً:
الاتحاد الأوروبي يخطط لحظر استيراد الغذاء ردا على سياسة ترامب
كشفت صحيفة "فايننشال تايمز" الأحد، أن الاتحاد الأوروبي يعتزم فرض قيود أكثر صرامة على استيراد بعض المواد الغذائية المصنعة وفق معايير تختلف عن تلك المعمول بها في دول التكتل، في خطوة تهدف إلى حماية المزارعين الأوروبيين، وتتماشى مع سياسة التجارة القائمة على مبدأ المعاملة بالمثل التي يتبناها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
ونقلت الصحيفة عن ثلاثة مسؤولين لم تسمهم أن المفوضية الأوروبية ستوافق هذا الأسبوع على دراسة فرض قيود جديدة على الواردات، مع التركيز في المرحلة الأولى على المحاصيل الأمريكية مثل فول الصويا المزروع باستخدام مبيدات حشرية محظورة في الاتحاد الأوروبي.
وأشارت الصحيفة إلى تصريحات مفوض الصحة الأوروبي أوليفر فارهيلي، الذي قال في مقابلة الشهر الماضي: "لدينا إشارات واضحة من البرلمان الأوروبي والدول الأعضاء والمزارعين تؤكد أن كل ما هو محظور في الاتحاد الأوروبي يجب أن يكون محظورًا أيضًا في الواردات، حتى لو كانت منتجات مستوردة".
وجاءت هذه الخطوة في أعقاب انتقادات الرئيس ترامب الأخيرة للدول التي تفرض قيودًا على المنتجات الأمريكية، بما في ذلك الاتحاد الأوروبي الذي يمنع استيراد المحار من 48 ولاية أمريكية. وهدد ترامب بفرض رسوم جمركية على الدول التي لا تغير سياستها التجارية.
وكانت المفوضية الأوروبية قد عارضت في السابق دعوات فرنسا ودول أخرى لتبني سياسة المعاملة بالمثل، خشية انتهاك قواعد منظمة التجارة العالمية. وتسمح الهيئة حاليًا بفرض قيود على الواردات فقط إذا كانت مبررة علميًا ولا تنطوي على تمييز ضد المنتجات المستوردة.
ويحظر الاتحاد الأوروبي العديد من المبيدات الحشرية التي ثبت ضررها على النباتات أو الحيوانات، حتى لو كانت الوكالة الصحية التابعة له قد أقرت بأن بعضها آمن عند استهلاكه بمستويات منخفضة. وأكد فارهيلي أن المبيدات التي تحتوي على مواد مسرطنة أو مسببة لاختلال الغدد الصماء يجب ألا يُسمح بدخولها إلى التكتل عبر الأغذية المستوردة.
وأشار التقرير إلى أن الشاي والقهوة كانا من أكثر المنتجات التي تحتوي على بقايا مبيدات محظورة، حيث وجدت الدراسات أن 38% من عينات الشاي و23% من عينات القهوة تحتوي على هذه المواد. كما أظهرت العينات أن نحو ربع المنتجات القادمة من الهند و17% من الصين، وهما من أكبر منتجي الشاي عالميًا، تحتوي على بقايا مبيدات محظورة.
وستشمل الخطط المستقبلية للمفوضية الأوروبية إدراج معايير أعلى لرعاية الحيوانات في الاتفاقيات التجارية، حيث يفرض الاتحاد قواعد صارمة تتعلق بمساحة تربية الدجاج والعجول ونظافة أماكن الإيواء، مما يزيد من تكاليف الإنتاج على المزارعين الأوروبيين.
وأكد أحد المسؤولين أن هذه الإجراءات تهدف إلى تعزيز الدعم الشعبي للاتفاقيات التجارية، خاصة بعد أن رفضت بعض البرلمانات الوطنية التصديق على صفقات تجارية حديثة بسبب مخاوف تتعلق بتأثيرها على المزارعين والبيئة.