أسير إسرائيلي سابق: حماس لم تخفني وإنما خفت من الموت تحت القصف
تاريخ النشر: 8th, December 2023 GMT
سرايا - قال أسير إسرائيلي سابق إنه لم يخف من القتل على أيدي عناصر حركة حماس، وإنما أن يلقى حتفه في القصف الإسرائيلي على قطاع غزة.
جاء ذلك في تسريبات تسجيلات صوتية للقاء أسرى إسرائيليين مفرج عنهم وبعض من ذويهم مع رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو بعد إطلاق سراحهم في عملية تبادل أسرى مع حركة حماس عقب "هدنة إنسانية" أُعلنت في 24 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي وأفضت إلى الإفراج عن 81 أسيرا إسرائيليا، و240 فلسطينيا، وأوردها الإعلام الإسرائيلي والأمريكي.
ونقلا عن تلك التسجيلات، ذكر "Ynet" أحد أكثر المواقع الإخبارية شهرة في "إسرائيل"، أن ذوي المحتجزين أبدوا سخطهم وغضبهم لنتنياهو جراء الغارات الجوية على غزة، في ظل احتفاظ الفصائل الفلسطينية برهائن إسرائيليين بالقطاع.
وأورد الموقع الإسرائيلي على لسان أحد المفرج عنه، دون ذكر اسمه، قوله: "كل يوم في الأسر كان صعبا جدا، كنا في الأنفاق وكنا خائفين من أن إسرائيل وليس حماس هي التي ستقتلنا".
وأشار إلى صدور شائعات في الأوساط الشعبية الإسرائيلية تحدثت عن "قتل حماس الرهائن"، قائلا: "قالوا إن حماس قتلتنا".
وفي حديثه مع نتنياهو بحسب الخبر نفسه، أوصى الأسير المفرج عنه بتبادل الأسرى في أقرب وقت وعودة الجميع إلى بيوتهم.
في السياق نفسه، ذكرت أسيرة أخرى مفرج عنها، أن مروحية إسرائيلية أطلقت النيران على إسرائيليين مدنيين.
التصريح هذا، يأتي ضمن التسجيل الصوتي المسرب الوارد بموقع "سي إن إن" الأمريكي عن لقاء نتنياهو مع أسرى مفرج عنهم، ونشرته الأربعاء تحت عنوان "التسجيل الصوتي المسرب لاجتماع ساخن يكشف غضب الرهائن من نتنياهو".
وفي الفقرة الرابعة من خبر الموقع الأمريكي وردت الجملة التالية: "سمعت امرأة أفرج عنها مع أطفالها دون زوجها وهي تقول: كان شعورنا هناك أن أحدا لم يفعل شيئا من أجلنا. وفي الحقيقة أن المكان الذي كنا نختبئ فيه تعرض للقصف، وكان ينبغي تهريبنا إلى الخارج وقد أصبنا بجروح، إضافة إلى ذلك، فتحت المروحيات (في 7 أكتوبر) النار علينا في طريق غزة".
ونشرت وسائل إعلام أمريكية تقارير عن مخطط إسرائيلي لاستخدام خراطيم المياه لإغراق الأنفاق في غزة، في ظل احتفاظ الفصائل الفلسطينية بأسرى إسرائيليين داخلها ومخاوف على مصيرهم.
ونقل موقع "واللا" الإخباري الإسرائيلي، الأربعاء، عن زوجة أسير أطلق سراحها مؤخرا قولها لأعضاء المجلس الوزاري الحربي في الاجتماع المشحون الذي عقد في مقر وزارة الدفاع الإسرائيلية بتل أبيب مساء الثلاثاء: "إنهم (الأسرى) في الأنفاق، وأنتم تتحدثون عن إغراقها بمياه البحر".
وأضافت، دون أن يذكر الموقع اسمها: "لقد وضعتم السياسية فوق إعادة المختطفين، لقد ضرب زوجي نفسه (لا يزال أسيرا لدى المقاومة) لأن الأمر كان صعباً عليهم، وأنتم لا تفكرون إلا في إسقاط حماس".
ونقل موقع "واينت الإخباري" الإسرائيلي، الأربعاء، عن ذات الإسرائيلية التي لم يذكر اسمها، الأقوال نفسها: "شعرنا وكأن لا أحد يفعل أي شيء من أجلنا. الحقيقة هي أنني كنت في مخبأ تعرض للقصف وأصبحنا لاجئين جرحى".
وتابعت: "تم فصل زوجي عني قبل ثلاثة أيام من عودتي إلى إسرائيل وتم نقله إلى الأنفاق. وأنتم تتحدثون عن إغراق الأنفاق بمياه البحر؟ أنتم تقصفون طرق الأنفاق في المكان الذي يتواجدون (الأسرى الإسرائيليون) فيه بالضبط".
ونقل موقع "واللا" عن إسرائيلية أخرى، لم يذكر اسمها: "كنا داخل الأنفاق في ظروف صعبة إلى مستحيلة. تحت الأرض مع نقص الأكسجين، وأياما كاملة كنا في الظلام. الظروف الصحية السيئة التي تسبب مشاكل في الجهاز الهضمي".
وأضافت عن الأسرى الإسرائيليين في غزة: إنهم "على وشك فقدان الأمل".
من جهته، قال أحد الأسرى الذين أطلق سراحهم مؤخرا، ولم يتم ذكر اسمه: "إن الأسرى لن ينجوا من قصف الجيش الإسرائيلي".
وأضاف: "كنا خائفين من أن إسرائيل وليس حماس هي التي ستقتلنا".
المصدر: الأناضول
المصدر: وكالة أنباء سرايا الإخبارية
إقرأ أيضاً:
جنرال إسرائيلي: الحرب على غزة فشل مطلق وليست نصرًا مطلقًا
قال الجنرال احتياط في جيش الاحتلال الإسرائيلي غيورا آيلاند إن إعلان حركة حماس تعليق إعادة الأسرى يعكس بوضوح ميزان القوى الحقيقي في الصراع الحالي، واصفا الحرب على غزة بأنها "فشل مطلق وليست نصرا مطلقا"، وفي مقال نشره على موقع Ynet، أشار آيلاند إلى أن الطريقة التي تمت بها عودة الأسرى الإسرائيليين في الأسبوع الماضي تؤكد فشل إسرائيل في تحقيق أهدافها من الحرب على غزة.
وأوضح آيلاند أن هناك طريقتين مقبولتين لتقييم نتائج الحروب، الطريقة الأولى هي فحص مدى تحقيق الأطراف لأهدافها، والطريقة الثانية تتعلق بقدرة كل طرف على فرض إرادته على الطرف الآخر، وعلق على الطريقة الأولى قائلاً: "إسرائيل فشلت في ثلاثة ونصف من أصل أربعة أهداف حددتها لنفسها في الحرب، لم نتمكن من تدمير القوة العسكرية لحماس، لم نتمكن من إسقاط حكم حماس، ولا نقدر على إعادة سكان غلاف غزة إلى منازلهم بشكل آمن، وأما الهدف الرابع، وهو إعادة الأسرى، فقد تحقق جزئيًا فقط".
وأشار الجنرال إلى أن حماس من جانبها نجحت في تحقيق جميع أهدافها، وأهمها استمرار حكمها في قطاع غزة، وهو ما يُظهر، بحسب قوله، أن إسرائيل قد فشلت في الصراع بشكل كامل، واعتبر أن حماس تمسكت بنجاح بمقاليد الأمور في غزة، بينما فشلت إسرائيل في تحقيق أي من أهدافها الرئيسية.
وفيما يتعلق بالطريقة الثانية لتقييم الحرب، قال آيلاند إن النصر الكامل في الحروب يتمثل في استسلام الطرف الآخر دون شروط، كما حدث في نهاية الحرب العالمية الثانية مع ألمانيا واليابان، وأضاف أن "إسرائيل لم تحقق هذا النوع من النصر، بل فشلت في كسب الحرب بشكل كامل"، مشيرًا إلى أن حماس ستواصل فرض شروطها في إعادة الأسرى وستستمر في التحكم في غزة.
واعتبر آيلاند أن تصريحات حماس حول تعليق عملية إعادة الأسرى تكشف عن موازين القوى الحقيقية بين الطرفين، مضيفًا: "حماس ستجعلنا نزحف حتى نرى جميع المختطفين في منازلهم إذا ما رأت ذلك"، وتابع بأن هذه الحقيقة تكشف عن خطأ الحكومة الإسرائيلية في التعامل مع طبيعة الحرب، مؤكدًا أن الحرب على غزة هي في الواقع صراع مع "دولة" وليست مع "منظمة إرهابية".
وأشار إلى أن الخطأ الأساسي في السياسة الإسرائيلية هو التصور الخاطئ للواقع، موضحًا أن "غزة أصبحت دولة بحكم الواقع في عام 2007، وحماس هي الحزب الحاكم الذي يدير هذه الدولة"، وأكد أن إسرائيل تعاملت مع هذا الواقع بشكل خاطئ، حيث قدمت لحكومة حماس جميع احتياجاتها من الطعام والماء والوقود، بدلاً من محاصرتها اقتصاديًا.
واختتم آيلاند مقاله بالقول: "إسرائيل تتعامل مع حماس كما لو أنها مجرد منظمة إرهابية، بينما حماس أصبحت دولة بكل المقاييس"، وأضاف أن النتيجة الحتمية لهذا التصور الخاطئ هي أن "من يرحم القساة ينتهي به الأمر ليكون قاسيًا على الرحماء".