لبنان ٢٤:
2024-07-06@19:02:09 GMT

إلى أي حدّ تستطيع واشنطن لجم إسرائيل؟

تاريخ النشر: 8th, December 2023 GMT

إلى أي حدّ تستطيع واشنطن لجم إسرائيل؟

من يراقب كيف تتطور الأمور العسكرية الميدانية، سواء في غزة أو في جنوب لبنان، لا يسعه سوى التوصّل إلى استنتاج واحد، وهو أن نظرية "وحدة الساحات" مثبتة بالوقائع الحسّية. وهذا ما بدا واضحًا من خلال التزام "حزب الله" بهدنة تبادل الرهائن والأسرى، وهو لم يكن طرفًا فيها وغير مستفيد منها سوى بـ "تبريد" مدافعه وإعادة تموضعه على طول الجبهات، التي عادت إلى سخونتها السابقة، وتحضيرًا للمراحل المقبلة.

  
ووفق المعطيات المتوافرة للقيادتين السياسية والعسكرية في "حارة حريك" فإن المواجهة المتوقعة سيكون لها وجهان، سياسي وعسكري، ولكل مقال مقام لدى هاتين القيادتين. وفي الاعتقاد أن المواجهة السياسية مع الذين يسعون إلى تعديل القرار الدولي 1701 ستكون أصعب من المواجهة العسكرية، وذلك بما يتناسب مع ما يُرسم للمنطقة من مشاريع جديدة في ضوء ما ستسفر عنه حرب غزة في موازين الربح والخسارة، خصوصًا أن الحديث عن إيجاد منطقة عازلة في الجنوب بدأ ينتقل من مرحلة الكلام السرّي في المجالس الدولية الضيقة إلى الضغط العلني. 
والمنطقة العازلة بالمفهوم الدولي، وبالتحديد الأميركي، تعني إبعاد "حزب الله" عن خطوط المواجهة، وتحويل المناطق، التي له فيها الأمرة وكلمة الفصل، إلى مناطق منزوعة السلاح، وذلك في محاولة من المهتمين بأمن إسرائيل الشمالي لفرض أمر واقع جديد من شأنه أن يعيد الطمأنينة النسبية، التي كان يعيشها المستوطنون على طول الخط الأزرق طيلة الفترة التي تلت حرب تموز وسبقت حرب غزة. 
إلا أن هذا الأمر يبدو غير واقعي طالما أن "حزب الله" هو اللاعب الأقوى في معادلة "توازن الردع"، خصوصًا مع ما يملكه من إمكانات عسكرية وقتالية، وهو القادر على تهديد إسرائيل في عمق عقر دارها في حال لجأت إلى ما تسعى إليه لجهة توسعة رقعة الحرب. وهذه المحاولة قد تلجأ إليها تل أبيب في حال واحدة فقط، وهي عدم قدرتها على تحقيق أي مما خطّطت له في "حربها الغزاوية".  
ولكن إسرائيل، وقبل إقدامها على أي مغامرة في جنوب لبنان، تحسب ألف حساب لما ستكون عليه المواجهة المباشرة مع "حزب الله"، وما ستكون عليه نتائج هذه المواجهة الشاملة، وهي التي خبرت في هذين الشهرين من المواجهات مدى قدرة "الحزب" على إنزال أكبر قدر من الخسائر في المواقع المستهدفة، سواء عبر المسيّرات الانقضاضية أو عبر صواريخ "بركان"، التي أُدخلت حديثًا إلى المعركة.   
ما يمكن استنتاجه من كل ما تقدّم أن لا عودة إلى قواعد الاشتباك السابقة، بعدما تحولت جبهة الجنوب إلى خط تماس قتالي يذكر بمرحلة ما قبل عام 1978. قد تهدأ الجبهة لكن قواعدها اختلفت، وهو ما يسلط الضوء على سلسلة التحركات الدولية المرتبطة بحرب غزة وتشمل لبنان. ويضع هذا الواقع الجديد القرار 1701 على نار حامية، ويطرح تساؤلات حول مهمة قوات الطوارئ الدولية العاملة في الجنوب تماشياً مع الضغوط لتنفيذ القرار والمترافق مع الحديث عن مناطق عازلة. وبينما يتوقع أن تستمر حرب غزة، وقد تطول مع ما تحمله من تداعيات، تحاول الولايات المتحدة تأسيس مسار جديد منفصل على جبهة لبنان، لكنه مرتبط بإسرائيل. وإذا كانت الوجهة هي الاستمرار بالعمل على منع انفجار الجبهة الجنوبية إلى حين تحقيق الأهداف في الملف الفلسطيني، فإن ذلك لا يلغي احتمال الحرب الكبرى، أو العمل على ترسيم منطقة أمنية فاصلة منزوعة السلاح جنوباً، رغم أنه أمر غير متاح حالياً باعتبار أن "حزب الله" لا يقبل بالخروج من ساحته الاساسية. 
الأمر وفق المصدر السياسي مرتبط بما سيحدده الاميركيون مستقبلاً، إن كان باستمرار الضغط على إسرائيل لمنعها من شن حرب على لبنان، والبحث مجدداً في ملف الترسيم، إنما بطريقة مختلفة لا تبدو واشنطن في صددها تقديم عروض لـ "حزب الله" لعدم الانخراط في حرب كبرى محتملة، ومنها أثمان سياسية في لبنان.  
ومن بين هذه الأثمان الانتخابات الرئاسية إذ يعتقد كثيرون أنه بات مطلوبًا رئيس لمرحلة ما بعد حرب غزة. 
المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: حزب الله حرب غزة

إقرأ أيضاً:

إسرائيل تغتال مسؤولاً بحزب الله شرق لبنان

اغتالت مسيرة إسرائيلية مسؤلا في حزب الله، مساء اليوم السبت، بعدما قصفت سيارته من نوع رابيد على طريق بلدة شعت الواقعة شمال مدينة بعلبك شرق لبنان.

 

كما أفادت مصادر "العربية" أن الاستهداف تم بصاروخين من المسيرة.

كذلك أضافت أن الغارة أسفرت عن مقتل مسؤول عسكري بحزب الله يعمل في مجال الصواريخ، يدعى ميثم العطار.

 

ووقع الاستهداف على بعد حوالي 100 كيلومتر من الحدود الجنوبية اللبنانية مع إسرائيل.

وابل من صواريخ الكاتيوشا

ومساء أمس الجمعة، أعلن حزب الله أنه أطلق وابلاً من الصواريخ على شمال إسرائيل.

 

حيث قال في بيانات منفصلة إنه قصف بوابل من صواريخ الكاتيوشا "مستعمرة مرغليوت" وموقعين عسكريين حدوديين "رداً على قصف إسرائيل القرى الجنوبية"، خصوصاً بلدات كفرشوبا ومركبا والخيام ويحمر شقيف وكفر تبنيت، وفق فرانس برس.

 

رد إسرائيلي

فيما أعلن الجيش الإسرائيلي في بيان أن اثنين من جنوده أصيبا بجروح طفيفة "بمقذوفات أطلِقت على بلدة كريات شمونة الحدودية"، لافتاً إلى أنهما نقلا إلى المستشفى.

 

كما أضاف أنه ضرب "مصدر عمليات الإطلاق" وأطلق نيران المدفعية على مناطق عدة في جنوب لبنان رداً على ذلك.

 

أكثر من 300 صاروخ وعدد من المسيرات

يشار إلى أنه منذ الأربعاء، أعلن حزب الله إطلاق أكثر من 300 صاروخ وعدداً من المسيرات على مقار عسكرية في شمال إسرائيل وهضبة الجولان رداً على اغتيال إسرائيل (يوم 3 يوليو) القيادي في الحزب محمد ناصر بمنطقة الحوش في مدينة صور جنوب لبنان. وهو القيادي البارز الثالث الذي يقتل منذ بدء التصعيد.

 

ورغم أن التصعيد يتركز بشكل رئيسي في جنوب لبنان، تشن إسرائيل بين الحين والآخر ضربات في العمق اللبناني وتحديداً في شرق البلاد، مستهدفة عناصر من حزب الله.

 

مقتل 497

يذكر أنه منذ اندلاع الحرب بين إسرائيل وحركة حماس في السابع من أكتوبر في قطاع غزة، يتبادل حزب الله وإسرائيل القصف بشكل شبه يومي.

 

ما أسفر حتى الآن عن مقتل 497 شخصاً على الأقل في لبنان غالبيتهم عناصر من حزب الله ونحو 95 مدنياً، حسب تعداد لفرانس برس يستند إلى بيانات حزب الله ومصادر رسمية لبنانية.

 

فيما أعلن الجانب الإسرائيلي من جهته مقتل 16 عسكرياً و11 مدنياً.

 

 

مقالات مشابهة

  • إسرائيل تغتال مسؤولاً بحزب الله شرق لبنان
  • قراءة عسكرية.. كلامٌ لافت من واشنطن عن حزب الله!
  • حزب الله يقصف موقعين وصواريخ لبنان تحرق 70 ألف دونم بإسرائيل
  • باحث سياسي: نتنياهو يريد المحتجزين دون إبرام صفقة تبادل
  • خبيران: إسرائيل وحزب الله لا يريدان حربا شاملة لكنهما أصبحا أكثر وضوحا في المواجهة
  • هل تستطيع المعارضة تطويق حزب الله في مجلس النواب؟
  • هل ستندلع الحرب؟ إتصالات ومعلومات والإستراتيجية الدفاعية الى الواجهة
  • هذه هي أبعاد مهمة المبعوث الأميركي في فرنسا
  • التهدئة جنوبا تنتظر لقاءات نتنياهو في واشنطن
  • إسرائيل تكشف تفاصيل الهجوم على مقر الجيش في لبنان عام 82