شعبان يوسف: الثقافة منتج أساسي ودافع لتكوين الهوية الوطنية في مصر
تاريخ النشر: 12th, July 2023 GMT
قال الشاعر والمؤرخ شعبان يوسف، إنّ الثقافة منتج أساسي ودافع لتكوين الهوية الوطنية والقومية في الوقت ذاته، متابعًا: «في مصر نتنفس ثقافة، والثقافة منتج أيضًا بحيث يكون متداولا بين الناس مثل السينما والمسرح والشعر والرواية، وكل الفنون ذات الصلة بالقراءة».
أخبار متعلقة
شعبان يوسف يروي تفاصيل اقتحام بهاء الطاهر والنخبة الثقافية وزارة الثقافة في 30 يونيو
هالة صدقى عن مسلسل خالد يوسف : «ملحمة شعبية مهمة» (فيديو)
توفي بكورونا وتلألأ مشواره بـ«الشهد والدموع».
وأضاف يوسف خلال حواره مع الإعلامية خلود زهران مقدمة برنامج «الحوار الوطني»، على قناة «اكسترا نيوز»: «في مصر، إحنا شاطرين في إنتاج الثقافة.. ففي ستينيات القرن الماضي، كنا نشاهد السينما الوطنية في الشارع والأحياء، ولم تكن هناك دور عرض سينمائي مثلما هو الحال في هذه الأيام».
وتحدث الشاعر والمؤرخ عن ذكريات طفولته مع السينما، حيث كان يشاهدها مع جيرانه في الشوارع والأحياء، موضحًا: «أتذكر المعلم حنا وهو صاحب الفرن، وكنا نجلس على الأرض وكانت هناك ماكينة ندور، وعبر جدار عمارة كنا نشاهد الأفلام، فقد شاهدنا أفلام إحسان عبدالقدوس ويوسف السباعي، وهو ما أدى إلى تكوين أجيال متعددة، فالفن يؤدي دورًا مهمًا جدًا في تغذية المجتمع».
الشاعر والمؤرخ شعبان يوسفالمصدر: المصري اليوم
كلمات دلالية: شكاوى المواطنين
إقرأ أيضاً:
الهوية الثقافية في ظل المتغيرات
لكل شعب من الشعوب هويته الثقافية الخاصة به والتي يفتخر بها ويعمل على الحفاظ على أصالتها وتميزها، وربما في بعض الثقافات المنفتحة تعمل على غرسها في الشعوب الأخرى؛ لكي تؤكد قبول واتساع هذه الثقافة بالإضافة إلى السعي للسيطرة والتغيير، والثقافة كما عرفها إدوارد تايلور في أواخر القرن التاسع عشر الميلادي (الكل المركب والمعقد الذي يشتمل على المعرفة والمعتقدات والفنون والأخلاق والقانون والعرف وغير ذلك التي يكتسبها الإنسان باعتباره عضواً في المجتمع).
حدد إدوارد تايلور المفردات اللامادية غير المحسوسة في حياة البشرية مثل الأخلاق والأعراف وغيرها، وهذه تنشأ كما يحللها علماء الاجتماع نتيجة التفاعل الاجتماعي أو الاحتكاك الاجتماعي بين الأفراد أو الجماعات وهذا التفاعل أو الاحتكاك يُنتج عادات وسلوك وثقافة معينة وتصبح نمطاً من أنماط حياة الشعوب تٌمارس بشكل دائم أو مؤقت، لذلك أن نظرة العالم اليوم تجاه الهوية الثقافة تغيرت عن الماضي نتيجة لأن العالم في حال متغير بشكل سريع وهائل وأصبحت الهوية الثقافية يتحكم فيها متغيرات خارجية بطمسها أو تكريسها أو الرقي بها كما يظن بعضهم.
وهنا تساؤل مهم : هل يظن بعضهم أن هذه المتغيرات عندما تأكل في جسد الهوية الثقافية تقدم لنا حياة راقية؟
أن هذه الحياة الراقية والوصول إلى قمتها على حساب الهوية الثقافية من خلال ذلك الوهم الذي يعيشه الكثير من الناس أصبحت صيغة أعجمية براقة تسعى لطمس الهوية الثقافية ويمكن الرد عليهم بأن الثقافة العربية والإسلامية من أجمل وأسمى الثقافات العالمية وتعيش في أي زمان ومكان، ولأنها ثقافة بقيت صامدة كالجبل أمام الكثير من التيارات سواءً التيارات العسكرية أو الفكرية أو الثقافية التي اجتاحت العالم العربي والإسلامي في العصور الماضية.
إن معرفة هذه المتغيرات وتحليلها أمر في غاية الأهمية ، ولكن إذا كُشف الستار عن من يقود هذه المتغيرات التي تسعى لطمس الهوية الثقافية ولذلك فأنه من ذات الأهمية بمكان الكشف عن المستفيدين من طمس الهوية الثقافية وخصوصاً عندما أصبح الغزو الثقافي ذراع مهم للسيطرة والتغيير .
لقد درج في الواقع الثقافي العالمي مصطلح (إصلاح الثقافات) لأن هذه الثقافات ثقافات بائدة لا تتفق مع اتجاهات دعاة التغيير ولا تتوافق مع نظام ثقافي متطور – كما يعتقدون – ولهذا السبب فأن الكثير من البشرية أصبحت نظرتها واعية لمحيطها الثقافي وأصبحت بعض المجتمعات تأخذ كل ما يتوافق معها وتنبذ كل ما يتعارض مع ثقافتها ، وعملت بعض الدول للحفاظ على هويتها الثقافية من متغيرات العصر حيث كلفت في هذا الجانب المؤسسات الثقافية لوضع برامج وقائية لحماية هويتها الثقافية من كل عارض يشكل خطر جسيم .
أن المحافظة على الهوية الثقافية يأتي من المهام الأساسية للمجتمعات ثم دور المؤسسات الثقافية والتعليمية للحفاظ على الأجيال القادمة من خطر الانسلاخ الثقافي حتى يتعامل الأجيال مع جميع الأخطار التي قد تمس هويتهم الثقافية بالشكل الوقائي الصحيح .