جحيم الحرب الإسرائيلية على غزة يتواصل للشهر الثالث
تاريخ النشر: 8th, December 2023 GMT
دخلت الحرب الإسرائيلية على غزة، أمس الخميس، شهرها الثالث مع تواصل القصف الجوي والمدفعي الإسرائيلي على مناطق عدة من شمال قطاع غزة إلى جنوبه، مخلفاً مئات القتلى والجرحى، فيما تواصلت المعارك الضارية بين القوات المتوغلة ومقاتلي الفصائل، وتكبد الجيش الإسرائيلي خسائر إضافية بين الضباط والجنود، بينهم نجل مسؤول حكومي كبير، بينما أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية «البنتاغون» استئناف تحليق مسيراتها في سماء القطاع بحجة البحث عن الرهائن.
وخلال ساعات يوم أمس، شهدت المناطق الشمالية لقطاع غزة غارات جوية وقصفاً مدفعياً شديدين، لاسيما في بيت لاهيا وبيت حانون ومخيم جباليا وحي الشجاعية شرق مدينة غزة، فيما دارت أعنف الاشتباكات في مدينة خان يونس. وقالت أوساط عدة إن الأوضاع، في هذه المدينة، أشبه بالجحيم على غرار بقية أنحاء القطاع، بينما يتكدس مئات الآلاف من سكان القطاع في رفح على الحدود مع مصر.
وأكدت وزارة الصحة في غزة أن 350 فلسطيياً غالبيتهم نساء وأطفال قتلوا وأصيب 900 آخرون خلال ساعات يوم الخميس. وقال المتحدث باسم الوزارة أشرف القدرة، في مؤتمر صحفي، إن حصيلة الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر الماضي ارتفعت إلى 17 ألفاً و177 قتيلاً و46 ألف جريح. وأضاف أن «70 في المئة من ضحايا العدوان الإسرائيلي من الأطفال والنساء». ولفت إلى أن «قوات الاحتلال استهدفت 130 مؤسسة صحية ما أدى إلى إخراج 20 مستشفى و46 مؤسسة ومركزاً للرعاية الأولية من الخدمة».
إلى ذلك، قالت هيئة البث الإسرائيلية الرسمية، أمس الخميس، إن إسرائيل اعتقلت إدارياً نحو 700 فلسطيني في غزة منذ بداية الحرب في السابع من أكتوبر الماضي.
وقالت الهيئة «اعتقل الجيش الإسرائيلي وجهاز الأمن العام الشاباك، حتى أمس، نحو 700 شخص في غزة، وتم تمديد اعتقالهم في إجراء إداري بموجب قانون المقاتلين غير الشرعيين».
ولفتت إلى أن هذا العدد لا يشمل الفلسطينيين الذين تم اعتقالهم في غلاف قطاع غزة يوم السابع من أكتوبر/ الماضي، والذين لم يتم تحديد أعدادهم.
وكانت هيئة البث أشارت سابقاً إلى أن الجيش الإسرائيلي أقام مركز تحقيق واعتقال لفلسطينيين تم اعتقالهم من داخل قطاع غزة. وفي سياق المعارك، أعلن الجيش الإسرائيلي، أمس الخميس، مصرع جنديين خلال القتال في قطاع غزة، من بينهما غال إيزنكوت ابن رئيس هيئة الأركان الأسبق الوزير في حكومة الحرب غادي إيزنكوت.
وإيزنكوت وزير بحكومة الطوارئ نيابة عن حزب الوحدة الوطنية بزعامة بيني غانتس، كما أنه مراقب في مجلس الوزراء الذي يقود صناعة القرار في الحملة العسكرية على غزة.
وقالت صحيفة «تايمز أوف إسرائيل»، إن إيزنكوت تلقى نبأ مقتل ابنه أثناء قيامه بجولة في القيادة الجنوبية للجيش إلى جانب غانتس، وزير الدفاع السابق. وبمصرعه، يرتفع عدد الجنود الإسرائيليين الذين قتلوا في الهجوم البري على غزة إلى 89.
في أثناء ذلك، أعلنت «كتائب القسام»، الجناح العسكري لحركة «حماس»، أنها استهدفت غرف قيادة الجيش الإسرائيلي في المحور الجنوبي لمدينة غزة بصواريخ، كما استهدفت دبابة ميركافا ودكت تحشدات للقوات المتوغلة بقذائف الهاون في محور شمال مدينة خان يونس.
وذكرت «القسام» أنها استهدفت دبابتين إسرائيليتين في محور شرق مدينة خان يونس، كما هاجم مقاتلوها قوة راجلة مكونة من 15 جندياً بثلاث عبوات مضادة للأفراد خلفت عدداً من القتلى في محور شرق مدينة خان يونس.
على صعيد آخر، أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون)، أمس الخميس، أن الولايات المتحدة استأنفت تحليق طائرات مسيّرة غير مسلحة فوق قطاع غزة، للمساعدة في البحث عن الرهائن الذين تحتجزهم حركة «حماس».
وكانت الرحلات الجوية قد توقفت خلال الهدنة، التي انتهت الأسبوع الماضي ولم تجدد.
وقالت المتحدثة باسم البنتاغون ليزا لورانس في بيان: «دعماً لجهود استعادة الرهائن، استأنفت الولايات المتحدة تحليق الطائرات المسيّرة غير المسلحة فوق غزة».
وأضافت: «نواصل تقديم المشورة والمساعدة لدعم شريكتنا إسرائيل أثناء عملها في جهود استعادة الرهائن»، حسب تعبيرها.
المصدر: صحيفة الأيام البحرينية
كلمات دلالية: فيروس كورونا فيروس كورونا فيروس كورونا الجیش الإسرائیلی مدینة خان یونس أمس الخمیس قطاع غزة على غزة
إقرأ أيضاً:
ردود الفعل الإسرائيلية على الخطة المصرية لإعمار غزة
القدس المحتلة- بدت ردود الفعل الإسرائيلية متناغمة مع موقف الحكومة الإسرائيلية برئاسة بنيامين نتنياهو، برفض مخرجات وقرارات القمة العربية التي تبنت خطة مصر لإعادة إعمار قطاع غزة.
وتعزز هذا التناغم بتل أبيب مع إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب، رفض الخطة المصرية، وتمسكه بمقترحه الهادف إلى تهجير سكان قطاع غزة.
وحمل الرفض الإسرائيلي لخطة الرئيس عبد الفتاح السيسي في طياته كواليس مخططات حكومة نتنياهو بشأن قطاع غزة سواء استئناف القتال والعودة للحرب، وهواجس تل أبيب من طرح مقترح حل الدولتين الذي تكرسه الخطة المصرية، وكذلك التخوف من الضبابية حيال مكانة حركة حماس في إدارة القطاع مستقبلا.
وحيال ذلك، سارعت وزارة الخارجية الإسرائيلية انتقاد ومهاجمة قرارات ومخرجات القمة العربية واعتبرت أن بيانها الختامي "لا يعكس الواقع بعد 7 أكتوبر 2023، ويستند إلى مفاهيم قديمة".
وترى أن حكم حماس في غزة "يمنع أي فرصة للأمن بالنسبة لإسرائيل وجيرانها. ومن أجل السلام والاستقرار، لا يمكن ترك حماس في السلطة"، على ما جاء في بيان الناطق باسم الوزارة أورن مرمورشتاين.
وحظي موقف الخارجية الإسرائيلية بتفاعل من قِبَل الكُتّاب والمحللين ووسائل الإعلام الإسرائيلية التي تماهت إلى حد كبير مع رفض الخطة المصرية، والترويج لمقترح ترامب من أجل تهجير الغزيين.
إعلانوبررت القراءات والتحليلات الإسرائيلية رفض الخطة المصرية بعدم واقعيتها، وخطورتها على إسرائيل من حيث الإبقاء على الغزيين في القطاع، وكذلك الإبقاء على حركة حماس بالمشهد، كما أن الخطة تضمن الحفاظ على حقوق الشعب الفلسطيني، وتكرس حل الدولتين، وهي بالتالي تتعارض وتتصادم مع مخططات إسرائيل بعد السابع من أكتوبر.
تحريض
هذه المبررات والتوليفات لدوافع رفض إسرائيل للخطة المصرية، استعرضها رئيس قسم الشؤون العربية في القناة الـ14 الإسرائيلية عمري حاييم، من خلال مقال له بعنوان "الخطة المصرية في غزة ولماذا لا أمل لها".
فقد وجّه انتقادات للخطة وعمد إلى التحريض عليها، كونها بالأساس تعارض تهجير الغزيين، وكذلك تبقي على حركة حماس في تصدر المشهد، وتمهد لإعادة السلطة الفلسطينية إلى القطاع.
وأوضح حاييم أن مخرجات القمة العربية وقراراتها تأتي في ظل الأزمة في المحادثات بين إسرائيل وحماس، وهو ما يعني تحصينا لحماس في المفاوضات واتخاذ موقف مناهض لإسرائيل بكل ما يتعلق في اتفاق وقف إطلاق النار والمرحلة الثانية من المفاوضات، كما أن الخطة المصرية بمثابة البديل لمقترح ترامب للتهجير وإعادة الإعمار.
وحيال ما تحمل الخطة من مواقف ومحاور لا تتناغم مع الموقف الإسرائيلي، يعتقد حاييم أن "الخطة المصرية لا تملك فرصة كبيرة للنجاح لأكثر من سبب، كونها تتناقض تماما مع مقترح ترامب بشأن إخراج سكان غزة من القطاع، وفي القمة، أكد القادة العرب مرارا وتكرارا معارضتهم لهذا الأمر".
وفي محاولة منه لدق الأسافين بين العرب والفلسطينيين، واصل الكاتب الإسرائيلي التحريض على الخطة المصرية وزعم أنها لن تحظى بالدعم الشعبي بالعالم العربي ولا حتى بين أبناء الشعب الفلسطيني، وذلك لعدم استعداد الفلسطينيين لتطبيق ما تقترحه الدول العربية بأن تكون السلطة الفلسطينية هي السلطة الحاكمة رسميا في القطاع.
إعلانولفت إلى أن الخطة المصرية تزيح حماس جانبا لكن تبقي عليها بالمشهد السياسي، كما أنها تعزز مكانة السلطة الفلسطينية بإعادتها إلى الحكم في القطاع، كما أن الخطة لا تبدد التهديدات الأمنية من القطاع ولا تضمن الحفاظ على الأمن القومي لإسرائيل.
"كامب ديفيد" على المحكوفي سياق تداعيات الرفض الإسرائيلي للخطة المصرية على العلاقات بين القاهرة وتل أبيب، ترى محللة الشؤون العربية في صحيفة "يديعوت أحرونوت" سمدار بيري، أن ذلك يضع معاهدة السلام "كامب ديفيد" على المحك خصوصا في حال قررت إسرائيل استئناف الحرب على غزة، وكذلك يضع إسرائيل أمام تحديات جديدة بالشرق الأوسط حتى وإن حظيت بدعم ترامب.
وتعتقد بيري أنه حتى لو لم يتم تنفيذ خطة السيسي، فإن الموافقة المبدئية التي حصلت عليها من زعماء الدول العربية لها معنى أوسع، وهو رفض التهجير والترانسفير، وأنهم لن يستوعبوا حشود الفلسطينيين الذين سيتم طردهم من قطاع غزة، وبالتالي فإن مقترح ترامب لتهجير الغزيين، في شكله الحالي، سيصبح غير قابل للتنفيذ.
لكن لا تزال هناك أسئلة كبيرة وساخنة لم تتم الإجابة عنها في الخطة المصرية، تقول بيري "هل توافق حماس والجهاد الإسلامي على نزع سلاحهما وتسليمهما للشرطة الفلسطينية الجديدة؟ من سيدير قطاع غزة: السكان المحليون أم الفلسطينيون من الضفة الغربية، أم قيادة مختلطة تشمل أيضا شخصيات من العالم العربي؟ ومن أين ستأتي الأموال لإعادة الإعمار؟".
رسائل إسرائيلالقراءة ذاتها استعرضها محلل الشؤون السياسية في صحيفة "يسرائيل هيوم" أرييل كهانا، مشيرا إلى أن إسرائيل ترفض خطة الدول العربية لحل أزمة غزة، في إشارة منه إلى أن تل أبيب معنية بالإبقاء على الأزمة وحالة القتال في قطاع غزة، وذلك حتى تحقق أهداف الحرب المعلنة.
ورجح المحلل السياسي أن الرفض الإسرائيلي للخطة المصرية التي يأتي الكشف عنها بالتزامن مع دخول رئيس هيئة الأركان العامة للجيش الإسرائيلي إيال زامير، لمنصبه خلفا للمنتهية ولايته هرتسي هاليفي، مؤشر إلى أن إسرائيل قد تستأنف القتال في القطاع بما يتلاءم وتعليمات واشنطن.
إعلانوأوضح أن الرسالة الرئيسية التي تريد إسرائيل إيصالها من خلال رفض الخطة المصرية هي أن حماس لا يمكن أن تبقى في السلطة، وأن إعادة إعمار قطاع غزة يجب أن تتم "من خلال الهجرة الطوعية للسكان"، وكذلك رفض إعادة السيطرة على قطاع غزة إلى السلطة الفلسطينية، وهي خطوة ترى إسرائيل أنها "غير مرغوب فيها وخطيرة".