سلطت صحيفة "جلوبس" الإسرائيلية الضوء على تداعيات الهجمات التي يشنها الحوثيون في اليمن على سفن الشحن الإسرائيلية منذ 3 أسابيع "دون رادع"، مشيرة إلى أن كثيرا من السفن اضطرت إلى أن تسلك طريق رأس الرجاء الصالح حول أفريقيا، ما رفع أسعار الشحن بشكل كبير.

وذكرت الصحيفة، في تقرير ترجمه "الخليج الجديد"، أن الهجمات الحوثية تصاعدت خلال الأسبوع الماضي مع إصابة 3 سفن في نفس اليوم، وهي: سفينة الحاويات Unity Explorer، المملوكة لشركة Dao Shipping ومقرها المملكة المتحدة والتي يملكها داني أونغار (ابن رجل الأعمال الإسرائيلي: رامي أونغار)، والمركبة "صوفي 2" المملوكة لشركة يابانية تزعم "جلوبس" أنها غير مرتبطة بإسرائيل، والمركبة "رقم 9" المملوكة لشركة ألمانية والمستأجرة من قبل شركة صينية، وتزعم "جلوبس" أيضا أنها غير مرتبطة بإسرائيل.

وأضافت أن التقديرات تشير إلى أن الحوثيين اعتقدوا أن السفينة رقم 9 كانت إسرائيلية لأن شركة ZIM  استأجرتها قبل 3 سنوات، تردد في البداية أن السفينة تعرضت لأضرار بالغة، وأعلن قبطانها أن السفينة ستغرق ولا يمكنها الاستمرار في طريقها، ولكن يبدو أنها باتت وشك الدخول إلى قناة السويس ولم تصب بأذى.

وبحسب الصحيفة العبرية فإن إسرائيل تواصلت مع عديد الدول الغربية والعربية بشأن "تشكيل قوة" لحماية الملاحة البحرية، وساعدتها في بعض الأحيان البحرية الأمريكية، لكن القضاء على التهديد الحوثي لا يزال بعيدًا عن التحقق.

كما دعا مستشار الأمن القومي الأمريكي، جيك سوليفان، إلى إنشاء قوة مهام بحرية، وهناك تقارير تفيد بأن السفن الحربية البريطانية واليابانية تتجه نحو مضيق باب المندب، وهو المدخل الضيق للبحر الأحمر، قبالة ساحل اليمن، والذي يوفر الوصول الجنوبي الوحيد لقناة السويس. وأورد تقارير أن سوليفان يجري محادثات حول الأمر مع الدول المهتمة، ومن المرجح أن تستمر لبعض الوقت.

تغيير مسار

غير أن شركات الشحن لن تنتظر تشكيل مثل هذه القوة الدولية، وقامت بتغيير مسار العديد من سفنها بعيدًا عن البحر الأحمر وقناة السويس، لتسير حول الطرف الجنوبي لأفريقيا بدلاً من ذلك (طريق رأس الرجاء الصالح)، ما أضاف 13000 كيلومترا لمسافة سيرها وفترة تتراوح بين 10 و14 يوما إلى جدولها الزمني، ما يرفع من تكلفة شحن البضائع.

ووفقًا لشركة Freightos الإسرائيلية، التي طورت منصة رقمية لإدارة تكاليف الشحن، فقد غيرت 5 سفن إسرائيلية على الأقل مسارها بالفعل بعيدًا عن قناة السويس حول رأس الرجاء الصالح في إفريقيا، بما في ذلك سفينتي حاويات من طراز "ميرسك"، مستأجرتين من عيدان عوفر، وهي مجموعة السفن التي تحمل مركبات يملكها رامي أونغار، وسفينة حاويات واحدة مستأجرة من ZIM.

اقرأ أيضاً

تقدير إسرائيلي: اقتصاد مصر ضحية محتملة لهجمات الحوثي البحرية

وفي نهاية نوفمبر/تشرين الثاني، أعادت ZIM توجيه سفينة الحاويات الأوروبية، التي يمكنها حمل ما يصل إلى 5600 حاوية، بعد أن غادرت بوسطن على الساحل الشرقي للولايات المتحدة متجهة إلى ماليزيا، وبدلا من الإبحار عبر البحر الأبيض المتوسط وقناة السويس، عادت السفينة أدراجها قبالة الساحل الجزائري وستبحر حول أفريقيا.

وكان تغيير مسار السفينة بمثابة مفاجأة لأنه لم يكن مقررا له التوقف في ميناء إسرائيلي وهو جزء من خدمة ZIM's ZXB التي يبحر فيها أسطول مكون من 14 سفينة بانتظام من الولايات المتحدة إلى ماليزيا عبر المكسيك وكولومبيا والصين، إما غربًا عبر قناة بنما أو شرقًا عبر قناة السويس.

إعادة توجيه

وأشارت "جلوبس" إلى تغيير مسار سفينتي حاويات إسرائيليتين أخريين، هما: "ليزا" و"بانجاني"، التابعتان لمجموعة XT، وكلاهما مستأجرتان من شركة الشحن الدنماركية العملاقة "ميرسك".

وكانت "بانجاني" تبحر إلى عمان ولكن بعد الهجمات الحوثية الأخيرة قررت التوجه إلى الهند ونقل حاوياتها إلى سفينة أخرى تابعة لـ "ميرسك"، تبحر إلى الخليج وفي طريق عودتها لن ترسو في دبي.

وأفرغت "ليزا"، التي تبحر بين شرق أفريقيا والهند، حمولتها على الفور في سلطنة عمان وواصلت طريقها إلى شرق آسيا للقيام بطرق مختلفة.

كما جرى الإعلان عن تغيير مسار حاملتي سيارات مملوكتين لشركة Ray Cars التابعة لرامي أونغار بعد أن قررتا عدم العبور من قناة السويس.

وقال جودا ليفين، رئيس الأبحاث في شركة فريتوس، إن "قناة السويس هي ممر 30% من حركة الحاويات البحرية، وتبحر عبرها ما بين 50 إلى 60 سفينة يوميًا، أو 19000 سفينة سنويًا. والحوادث في البحر الأحمر تعمل على تحويل مسار السفن حول أفريقيا على حساب القناة المصرية، لكننا لم نلاحظ بعد انخفاضا كبيرا في حركة التجارة غير المرتبطة بإسرائيل في البحر الأحمر".

وفي الوقت نفسه، تشير "جلوبس" إلى أن الإبحار حول أفريقيا لا يمثل خسارة كاملة لشركات الشحن، التي ستوفر رسوم العبور في قناة السويس، وستكون قادرة على التعامل بسهولة أكبر مع فائض السفن لديها، من خلال تحويلها إلى مسارات أبطأ، وإبقاء المزيد من السفن طافية.

وفي السياقف، يقول ليفين: "قبل الصراع مع الحوثيين، كانت بعض السفن تبطئ سرعتها لتوفير الوقود، لكن تشغيلها سمح لشركات الشحن بعدم إبقاء السفن غير مستخدمة".

ومع ذلك، ارتفعت تكاليف النقل بالفعل في أعقاب هجمات البحر الأحمر، ومن غير المتوقع حدوث هدوء طالما استمر العدوان الإسرائيلي على غزة والهجمات الحوثية.

 وبحسب بيانات شركة فريتوس، فإن الانخفاض المستمر في أسعار الشحن، بسبب العدد الزائد من الحاويات والسفن التي اشترتها شركات الشحن بعد جائحة كورونا، توقف بسبب الأحداث التي شهدها مضيق باب المندب.

وعانت التجارة الدولية مع إسرائيل من وطأة هذا الضرر، ففي حين ارتفعت أسعار الشحن على الخطوط بين آسيا والبحر الأبيض المتوسط بنسبة 9% في نوفمبر/تشرين الثاني، ارتفعت أسعار الشحن بين موانئ الصين وإسرائيل بنسبة تتراوح بين 16% و36%.

كما ارتفعت أسعار التأمين على شحن البضائع إلى إسرائيل. إذ أضافت شركة ZIM ما بين 20 إلى 100 دولار للتأمين على كل حاوية، ورفعت شركة الشحن الألمانية Hapag-Lloyd رسوم التأمين لكل حاوية من موانئ البحر الأبيض المتوسط إلى إسرائيل بمقدار 80 دولارًا.

وعلق ليفين على هذا الارتفاع في الكلفة قائلا: "لا شك أن كل هذا سيزيد أسعار المنتجات والبضائع في إسرائيل".

اقرأ أيضاً

هجمات الحوثي البحرية.. كيف تؤثر؟ وما خيارات إسرائيل وأمريكا؟

المصدر | جلوبس/ترجمة وتحرير الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: إسرائيل الحوثيين البحر الأحمر الشحن قناة السويس البحر الأحمر حول أفریقیا أسعار الشحن قناة السویس تغییر مسار إلى أن

إقرأ أيضاً:

الفريق أسامة ربيع: نشهد نقلة نوعية في جمع المخلفات البحرية بطريقة آمنة

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

شهد الفريق أسامة ربيع رئيس هيئة قناة السويس، والسيد وليد جمال الدين رئيس الهيئة العامة للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس، مراسم توقيع عقد لإدارة المخلفات وتأدية الخدمات بين شركة آنتيبوليوشن إيجيبت، والمنطقة الاقتصادية لقناة السويس، والشركة المصرية للتوريدات والأشغال البحرية التابعة لوزارة النقل، وذلك بمقر هيئة قناة السويس بمبنى الإرشاد بمحافظة الإسماعيلية.

يأتي ذلك تفعيلا للتعاون المثمر بين هيئة قناة السويس، والمنطقة الاقتصادية لقناة السويس في المجالات والأنشطة المرتبطة بالتنمية المستدامة.

ينص التعاقد على تقديم خدمات جمع المخلفات للسفن العابرة لقناة السويس بمنطقة المدخل الشمالي للقناة، والتخلص الآمن منها تحت إشراف شركة آنتيبوليوشن إيچبت" إحدى شركات هيئة قناة السويس وبالتعاون مع المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، والشركة المصرية للتوريدات والأشغال البحرية التابعة لوزارة النقل.

وقع العقد اللواء محمد أحمد محمد نائب رئيس الهيئة العامة للمنطقة الاقتصادية للمنطقة الشمالية، واللواء محمد سليمان رئيس الشركة المصرية للتوريدات والأشغال البحرية، والسيد كريتون كاتسامينيس المدير التنفيذي لشركة آنتيبوليوشن إيچبت" .

من جانبه، أكد الفريق أسامة ربيع أن قناة السويس قطعت شوطا كبيرا نحو زيادة حزمة الخدمات الملاحية والبحرية المقدمة للسفن العابرة، حيث نجحت الهيئة في إضافة مجموعة من الخدمات الجديدة التي لم تكن متاحة من قبل أبرزها خدمات تموين الوقود وإزالة المخلفات البحرية  وغيرها من الخدمات التي  تلبي احتياجات العملاء و تتلائم مع  الاستراتيجية  المستقبلية للإعلان عن قناة السويس "القناة الخضراء" بحلول عام 2030 .

وأوضح الفريق ربيع أن الاتفاق يعد نقلة نوعية كبيرة لبدء نشاط جمع المخلفات البحرية بطريقة آمنة ومستدامة ثم إعادة تدويرها مرة أخرى وفق التقنيات التكنولوجية الأحدث عالميا والمعايير والاشتراطات البيئية العالمية.

وأشار رئيس هيئة قناة السويس إلى أن المرحلة المقبلة ستشهد بدء العمل الفعلي بكل من منطقة المدخل الشمالي والجنوبي للقناة بالتعاون مع المنطقة الاقتصادية لقناة السويس وهيئة موانئ البحر الأحمر، وذلك بالتوازي مع التزام شركة  "آنتيبوليوشن إيچبت"بالقيام بدورها المجتمعي في أعمال التدريب المهني وإنشاء المدارس الصناعية وغيرها من الأنشطة المجتمعية التي سيتم التوافق عليها لاحقا وفقا للاحتياجات التنموية.

ووجه رئيس الهيئة رسالة طمانة بشأن ما يتيحه التعاقد من  إتاحة الفرصة بحل إشكالية العديد من المقاولين العاملين في مجال جمع المخلفات من السفن العابرة بهذه المناطق حيث تم التوافق على أن تكون الشركة المصرية للتوريدات والأشغال البحرية التابعة لوزارة النقل مظلة لمقاولي الأشغال البحرية من خلال الإشراف على الخدمات المقدمة من خلالهم بما يكفل مظلة قانونية وآليات عمل تواكب التكنولوجيا الحديثة وتراعي الاشتراطات البيئية للحفاظ على البيئة.

وفي هذا السياق صرح السيد وليد جمال الدين أن هذه الاتفاقية تأتي في ضوء التعاون الوثيق مع هيئة قناة السويس، كما تأتي بالاتساق مع النظم الصديقة للبيئة التي تقوم عليها اقتصادية قناة السويس منذ إنشائها، وريادتها فيما يتعلق بالممارسات المستدامة في المجالات البحرية واللوجستية والصناعية، هذا بالإضافة إلى ما حققته في مجال إنتاج الوقود الأخضر وتموين السفن بناءً على نجاحها في تقديم خدمات تموين السفن بالوقود الأحفوري والأخضر منذ مايو 2023، حيث تم تموين 1491سفينة بحوالي 949 ألف طن حتى 1 يوليو 2024، بالإضافة إلى حرص المنطقة الاقتصادية لقناة السويس على تسريع وتيرة خفض الانبعاثات في المجال الصناعي والبحري وتعزيز التعاون مع مختلف الشركاء المحليين والدوليين في هذا المجال، وأكد على أن المنطقة الاقتصادية تستهدف تشجيع المستثمرين على تصنيع المنتجات الخضراء التي تعتمد على الوقود الأخضر بمختلف أشكاله.

وأضاف السيد وليد جمال الدين أن التعامل مع جمع المخلفات للسفن والتخلص الآمن منها، والامتثال للمعايير الاجتماعية والبيئية والإدارية؛ يدعم تحقيق أهداف التنمية المستدامة، وأشار إلى أن المنطقة الاقتصادية لقناة السويس حصلت على شهادة شراكة نموذج أهداف التنمية المستدامة للمناطق الاقتصادية “SDG Model Zone Partner” من التحالف العالمي للمناطق الاقتصادية الخاصة Global Alliance of Special Economic Zones “GASEZ”، كاعتراف بالجهود الرائدة للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس في هذا المجال، كما أكد التزام اقتصادية قناة السويس نحو تقديم بيئة عمل تراعي المعايير البيئية الدولية وتدعم التحول نحو الاقتصاد الأخضر.

فيما أعرب السيد/ فيرون فاسيلياديس رئيس مجلس إدارة شركة انتيبوليوشن إيجيبت عن تطلعه لتقديم خدمات متميزة عبر الشراكة مع قناة السويس آملا أن يكون لها بصمة إقليمية خاصة تمتد خارج نطاق قناة السويس في ظل امتلاك الشركة المقومات اللازمة للنجاح من التكنولوجيا المتقدمة والكوادر البشرية المؤهلة، علاوة على خطة العمل ودراسة الجدوى، مثمنا ما لمسه من دعم كبير من هيئة قناة السويس والمنطقة الاقتصادية لقناة السويس لتيسير الإجراءات وتذليل العقبات لإنجاح المشروع وتحويله لخطوات فعلية على أرض الواقع.

جدير بالذكر، أن شركة" آنتيبوليوشن إيچبت"هي شركة مساهمة مصرية بالشراكة بين هيئة قناة السويس ممثلة في كل من شركة القناة للحبال وشركة ترسانة السويس البحرية( من الشركات التابعة للهيئة)، وشركة Antipollution اليونانية والسيد إيريك آدم رجل الأعمال المصري اليوناني لإضافة خدمة جديدة جمع المخلفات الصلبة والسائلة ضمن الخدمات اللوجيستية المقدمة للسفن العابرة للقناة.


                      

مقالات مشابهة

  • واشنطن تتسبب بارتفاع أسعار شحن الحاويات 40%
  • هجمات الحوثيين تزيد نشاط القراصنة قبالة الصومال
  • ارتفاع نوالين الشحن البحري وتأخر سلاسل الإمداد تحديات تواجه حركة التجارة العالمية
  • هجمات الحوثي على التجارة الدولية تعمّق معاناة اليمن وتؤثر على العالم
  • رُب ضارة نافعة.. هجمات البحر الأحمر تُدر الملايين على سفن الحاويات
  • لم نخض مثلها منذ الحرب العالمية.. قبطان أمريكي يكشف خطورة الوضع بالبحر الأحمر
  • رئيس قناة السويس والهيئة الاقتصادية يشهدان توقيع عقد بين شركة "انتيبوليوشن إيجيبت
  • شراكة لإدارة المخلفات وتأدية الخدمات بالمدخل الشمالي لقناة السويس
  • الفريق أسامة ربيع: نشهد نقلة نوعية في جمع المخلفات البحرية بطريقة آمنة
  • بنك الولايات المتحدة يحذر: هجمات الحوثيين في البحر الأحمر تُعيق سلسلة التوريد وتهدد الاقتصاد الأمريكي