حرص مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ “COP28″، على الالتزام بنهج الشمولية والعمل متعدد الأطراف، واحتضن للمرة الأولى في تاريخه العديد من الأجنحة الجديدة ومنها جناح الأديان ، وذلك تأكيدا على أن العمل المناخي العالمي مسؤولية الجميع ، ويجب على كافة الأطراف الاضطلاع بمسؤولياتها ودعم الجهود المبذولة في مواجهة تداعياته.

وقال مسؤولون دوليون في تصريحات على هامش مشاركتهم في فعاليات “جناح الأديان” في “COP28” ، إن وجود هذا الجناح للمرة الأولى في تاريخ مؤتمرات الأطراف يؤكد أهمية مشاركة كل الأطراف الفاعلة في الجهد العالمي المبذول لحماية مستقبل الكوكب وتحقيق التنمية المستدامة في المجتمعات.

وأكد معالي نك أحمد نظمي، وزير الموارد الطبيعية والبيئة وتغير المناخ في ماليزيا، أهمية اتخاذ إجراءات عاجلة وملموسة، وإيجاد حلول مبتكرة، وإشراك جميع فئات المجتمع في العمل المناخي.

وأشار إلى أن الالتزام نحو البيئة والاستدامة متأصل في المجتمع الماليزي الذي يتميز بالتنوع الفريد الثقافي والديني.

من جانبه أكد سعادة ميغيل أنخيل موراتينوس، الممثل السامي لتحالف الحضارات التابع للأمم المتحدة، أهمية دور قادة الأديان ورموزها في مواجهة التحديات العالمية، وفي مقدمتها قضية التغير المناخي، مشيدا بجهود مجلس حكماء المسلمين في حشد عدد كبير من المؤسسات الدينية من مختلف أنحاء العالم للحوار معا من أجل اتخاذ إجراءات فاعلة بشأن قضية المناخ والتوعية بمخاطرها، وإسماع صوت الأديان للقادة المشاركين في “COP28” لإيجاد حلولٍ حاسمةٍ لإنقاذ العالم من أزمة المناخ.

من جهته أكد القس جوني مور، رئيس مؤتمر القادة المسيحيين، أن مبادرة إقامة جناح الأديان في “COP28”، يجب ضمان إدراجها في منظومة عمل مؤتمرات الأطراف القادمة؛ لأنها تجمع الناس من مختلف الأديان لبحث سبل معالجة تداعيات تغير المناخ.

وأشار إلى أن التغير المناخي يتطلب الالتزام بنهج تعاوني دولي من جميع الأطراف الفاعلة لتحقيق تقدم في مواجهة هذا التحدي، داعيا قادة الأديان إلى تثقيف أنفسهم حول القضايا المتعلقة بتغير المناخ وحماية البيئة من أجل نشر الوعي والمعرفة في مجتمعاتهم المختلفة، وإنقاذ كوكب الأرض من الأخطار المناخية التي تهدده.

وذكر أن الحفاظ على البيئة وحماية كوكب الأرض مسؤولية تقع على عاتقنا جميعاً، معربا عن أمله بأن تسهم مبادرات جناح الأديان في “COP28” ومخرجاته في تغيير الإجراءات المتخذة في مجال المناخ.

من ناحيتها أشادت ليكيبريا كانوجام، أصغر ناشطة مناخية في العالم، بتنظيم جناح الأديان لأول مرة في تاريخ مؤتمر الأطراف لدعم الحلول لمواجهة التحديات المناخية، من خلال التأثير العميق للقيم الدينية والروحانية لإنقاذ كوكب الأرض.

وثمنت مبادرات دولة الإمارات خلال مؤتمر الأطراف وفي مقدمتها إنشاء صندوق بقيمة 30 مليار دولار للحلول المناخية على مستوى العالم، مشيرة إلى أهمية العمل معا للانتقال العادل للطاقة المتجددة لحماية مستقبل الأجيال المقبلة.

ويجمع جناح الأديان في COP28 قادة الأديان الذين يشاركون في عشرات من الجلسات الحوارية بحضور أكثر من 300 متحدث من مختلف أنحاء العالم؛ بهدف بلورة رؤية مشتركة، واتخاذ موقف موحد بين قادة الأديان والعلماء وخبراء البيئة والشباب والنساء وممثلي الشعوب الأصلية في مواجهة الآثار السلبيَّة للمناخ.

وينظم مجلس حكماء المسلمين جناح الأديان في “COP28” بالشراكة مع رئاسة مؤتمر الأطراف “COP28″، ووزارة التسامح والتعايش وبرنامج الأمم المتحدة للبيئة، وذلك حتى 12 ديسمبر الجاري في مدينة إكسبو دبي.وام


المصدر: جريدة الوطن

كلمات دلالية: جناح الأدیان فی مؤتمر الأطراف قادة الأدیان فی مواجهة

إقرأ أيضاً:

فرنسا والمانيا يعدان باوروبا “قوية وموحدة” في مواجهة ترامب

22 يناير، 2025

بغداد/المسلة: تعهد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشار الألماني أولاف شولتس الأربعاء ببذل كل ما في وسعهما من أجل أوروبا “موحدة وقوية” في مواجهة “التحدي” الذي ستمثله أميركا في عهد دونالد ترامب.

واعلن المسؤول الألماني الذي يزور باريس “من الواضح أن الرئيس ترامب سيشكل تحديا”. وأضاف من قصر الإليزيه حيث استقبله ماكرون “أوروبا لن تنكفىء أو تختبىء بل ستكون شريكا بناء واثقا من نفسه”.

ودعا الرئيس الفرنسي الدول السبع والعشرين وبشكل خاص الثنائي الفرنسي الألماني، إلى “الاضطلاع بدورهما” من أجل أوروبا “موحدة وقوية وذات سيادة” تعرف كيف تدافع عن “مصالحها” في حين تعهد الرئيس الأميركي الجديد برفع الرسوم الجمركية على الاتحاد الأوروبي وهدد بخفض دعمه العسكري.

وشدد ماكرون على أن “الرد الوحيد على الحقبة الذي ندخلها هو المزيد من الوحدة والطموح والجرأة واستقلالية أكبر للأوروبيين. هذا هو ما يدفعنا، وسنواصل العمل في هذا الاتجاه”.

والتقى ماكرون وشولتس حول مائدة غداء في أحد آخر لقاءاتهما قبل الانتخابات التشريعية في 23 شباط/فبراير التي يرجح أن يفوز فيها زعيم المعارضة المسيحي الديموقراطي فريدريش ميرتس.

ويصادف الاجتماع في الذكرى الـ62 لـ”معاهدة الإليزيه” الموقعة في 1963 والتي أرست المصالحة بين البلدين بعد الحرب العالمية الثانية.

إعطاء زخم
في الكواليس، تراهن الدبلوماسية الفرنسية على علاقة مع ميرتس أقل صعوبة منها مع شولتس ولو أن العاصمتين واصلتا العمل معا بشكل وثيق في السنوات الماضية حول جميع المواضيع الأوروبية الكبرى.

وقالت المتحدثة باسم الحكومة الفرنسية صوفي بريما “ينبغي أن يتقارب الزوج الفرنسي الألماني من جديد بقوة وبسرعة كبيرتين. لن تتمكن أوروبا من الصمود بدون زوج فرنسي ألماني قوي” إلى جانب رئيسة المفوضة الاوروبية اورسولا فون دير لايين.

ويأمل إيمانويل ماكرون في استثمارات أوروبية ضخمة في مجال التكنولوجيا الحديثة بما في ذلك من خلال تبادل الديون – وهو موضوع محرم في برلين – لمواجهة المنافسة الأميركية. كما يدعو إلى تعزيز الدفاع والصناعة الدفاعية الأوروبية.

ودعا الزعيمان إلى دعم قطاعات السيارات والصلب والمواد الكيميائية الاوروبية في مواجهة الضربات التي وعد بها دونالد ترامب. فهل هذه أجندة للمستشار العتيد؟.

وأعلن المرشح المحافظ الثلاثاء خلال المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس أنه “قريب جدا” من الرئيس الفرنسي، مؤكدا أنه يلتقيه “بانتظام”.

غير أن الحذر يسود مع الترقب. وقالت إيلين ميار دولاكروا خبيرة ألمانيا في جامعة السوربون إن “هذا سيريح الجميع قليلا، رغم أن ميرتس ليس سهلا هو أيضا وأن الوضع لن يتغير بصورة جذرية معه”.

“إملائي”
وأوضحت “حين يتعنت شولتس، يبدي ذلك بعدم قول أي شيء. أما ميرتس، فإن تعنّت، سوف نسمعه. إنه سريع الغضب”.

وثمة إجماع على أن الطرفين ارتكبا أخطاء كل من جانبه، قادت إلى هذه البرودة بين ماكرون وشولتس، وهما يختلفان حتى من حيث الأطباع، إذ يحرص الفرنسي على شغل الساحة فيما الألماني قليل الكلام.

وصل شولتس، وزير المال السابق في عهد أنغيلا ميركل، إلى السلطة برؤية متباينة حيال فرنسا والعجز المتكرر في ميزانيتها.

والخلافات كثيرة، سواء حول مشروع الدرع الصاروخية الأوروبية أو تسليم أوكرانيا صواريخ بعيدة المدى أو إنجاز اتفاق التبادل الحر بين الاتحاد الأوروبي ودول ميركوسور، وهو اتفاق دعت إليه برلين خلافا لرأي باريس.

كما أن ماكرون الذي يطرح نفسه في مواقف كثيرة في موقع زعيم الاتحاد الأوروبي، يثير الكثير من عدم الفهم في المانيا.

وقالت إيلين ميار دولاكروا إن “سلوكه، تصرفاته، أسلوبه في إطلاق مواقف وتصريحات طنانة وافتعال الفرص، كل هذا يتعارض تماما مع أطباع شولتس”.

ولفت شتارك مستشار العلاقات الفرنسية الألمانية في المعهد الفرنسي للعلاقات الدولية إلى أن “بعض قراراته، ومنها حل الجمعية الوطنية، لم تُفهم، كما لم يفهم عدم اكتراث فرنسا لمعايير التقارب” في منطقة اليورو.

وأضاف أن ألمانيا ترى أن ماكرون “رئيس ضعُف كثيرا ومعزول”.

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author moh moh

See author's posts

مقالات مشابهة

  • “حكماء المسلمين” يشارك بـ 250 إصداراً في معرض القاهرة الدولي للكتاب
  • رئيس الطائفة الإنجيلية يشارك في حلقة نقاشية حول مواجهة التغيرات المناخية.. صور
  • مؤتمر بلا تعهدات.. “حكومة عدن” بلا تمويل ولندن تفشل في الترويج لها  
  • فرنسا والمانيا يعدان باوروبا “قوية وموحدة” في مواجهة ترامب
  • «كوب 30» في ضيافة البرازيل .. في محاولة لإعادة محادثات المناخ 2025 إلى المسار الصحيح
  • جناح الإمارات في “دافوس 2025” يستضيف جلسة حول التنافسية العالمية
  • منتدى جنيف للمناخ يركز على العمل الأخلاقي والمتعدد الأطراف لمعالجة الأزمات العالمية
  • مسير ووقفة لخريجي دورات “طوفان الأقصى” في مديرية بني مطر بصنعاء
  • الحكيم يؤكد على أهمية الوحدة العربية الكردية لمواجهة التحديات
  • رئيس وزراء فرنسا: أوروبا قد “تُسحق” إذا لم تفعل شيئا في مواجهة ترامب