الخليج الجديد:
2024-07-01@15:42:37 GMT

عن منطقة عازلة في جنوب لبنان

تاريخ النشر: 8th, December 2023 GMT

عن منطقة عازلة في جنوب لبنان

عن منطقة عازلة في جنوب لبنان

لماذا ترضخ المقاومة اللبنانية لشروط إسرائيلية، وتقبل إقامة هذه المنطقة العازلة طوعاً، ما دامت "إسرائيل" عاجزة عن حسم حرب غزّة عسكرياً؟!

ثمة خشية من أن تكون "إسرائيل" قد بيّتت نيّة مبكّرة لشنّ عدوان جديد على لبنان، يتيح لها تسجيل إنجاز والنزول عن رأس الشجرة التي صعدت إليها في حرب غزّة.

لم تعد حدود لبنان الجنوبية مع فلسطين جبهة إشغال واستنزاف لإسرائيل، بل باتت مفتوحة جدّيا على احتمالات تفرض خلطاً جديداً للأوراق بالمنطقة حرباً أو سلماً.

ربما تدرك "إسرائيل" أنّ الدبلوماسية الغربية غير قادرة على إنجاز هذا المطلب لها لاعتباراتٍ كثيرةٍ وعديدة، خاصة أنّ جيشها لم يحقّق بعد إنجازا عسكريا في غزّة.

اضطرّ المستوطنون تحت وابل صواريخ تستهدف المستوطنات إلى إخلائها واللجوء إلى داخل فلسطين المحتل ما شكّل ضغطاً عليهم وعلى جيش وحكومة إسرائيل أيضاً.

أعطت "إسرائيل" رُعاتها الدوليين وقتاً معيّناً لإقامة المنطقة العازلة وإلاّ ستلجأ لخيار الحرب لإقامتها كما عملت في غزّة فلجأت إلى القوّة العسكرية المفرطة للقضاء على المقاومة الفلسطينية هناك.

* * *

منذ إطلاق معركة طوفان الأقصى في قطاع غزّة في 7 أكتوبر، عادت جبهة جنوب لبنان مع فلسطين المحتلة إلى الواجهة في ضوء المواجهات التي باتت جزءاً من المشهد اليومي الجنوبي، مع فارق أنّ قوى وفصائل أخرى غير حزب الله انخرطت، هذه المرّة، في هذه المواجهات، منها فلسطينية ومنها لبنانية.

وفُتحت الأبواب على كلّ الاحتمالات، حتى هذه اللحظة التي تشهد فيها المواجهات حالة من المدّ والجزر على إيقاع ما يجري في غزّة، وقد بات معروفاً أيضاً أنّ هذه الجبهة هي جبهة إشغال واستنزاف أكثر مما هي جبهة حرب مفتوحة.

غير أنّ جبهة الإشغال هذه، وإن لم تستجب لرغبات كثيرين، شكّلت حالة ضاغطة على الجيش الإسرائيلي من ناحية وعلى المستوطنات القريبة على الحدود مع لبنان من ناحية ثانية، فالجيش اضطّر لحشد قسم من قواته ومعدّاته عند الحدود وهو يخوض معارك يومية هناك.

واضطرّ المستوطنون تحت وابل الصواريخ، التي تستهدف أحياناً محيط المستوطنات، إلى إخلائها، واللجوء إلى الداخل الفلسطيني المحتل. ما شكّل ضغطاً عليهم وعلى الجيش وعلى الحكومة الإسرائيلية أيضاً.

ومن هنا، برز الحديث عن المنطقة العازلة في جنوب لبنان، وتحديداً في منطقة جنوب الليطاني، وأشار أخيرا إلى ذلك وزير الجيش الإسرائيلي، وهدّد بأنّ هذه المنطقة يجب أن تُقام بالدبلوماسية أو عن طريق القوّة العسكرية.

وحمل مسألة المنطقة العازلة في جنوب لبنان أيضاً بشكل غير رسمي الموفد الفرنسي الرئاسي إلى بيروت جان إيف لودريان، الذي فاتح بشأنها في زيارته أخيرا المسؤوليين اللبنانيين، في غضون حرب غزّة، وفي ظلّ المواجهات اليومية التي تجري على جبهة جنوب لبنان.

غير أنّ المسؤولين اللبنانيين أكّدوا له أنّ لبنان ملتزم بقرار مجلس الأمن 1701 الصادر في العام 2006، وأنّ المطلوب أن تلتزم به "إسرائيل" وتوقف اعتداءاتها على لبنان، وخرقها شبه اليومي الجوي والبحري لهذا القرار.

ويذكّر الحديث عن المنطقة العازلة الذي برز أخيرا بمحاولات تعديل قرار مجلس الأمن 1701 لناحية منح قوات الطوارئ الدولية العاملة في جنوب لبنان (يونيفيل) مزيداً من الصلاحيات، وقد جرى بعضُها في صيف العام 2022 عندما جرى إدخال تعديلات على القرار أجازت لهذه القوات التحرّك في منطقة عملها دون تنسيق مسبق مع الجيش اللبناني، بخلاف النصّ الرسمي الأصلي لهذا القرار.

كما جرت محاولات إدخال تعديلات أخرى في صيف 2023 عند انتهاء ولاية "يونيفيل"، غير أنّ الظروف الميدانية هذا العام لم تسمح بما كان مطروحاً، ليظلّ الأمر معلقاً عند التعديل الذي حصل في العام 2022، علماً أنّ قوات الأمم المتحدة لم تمارس بعد هذه الصلاحية رغم حصولها عليها.

يجري الحديث اليوم عن المنطقة العازلة التي تقضي بإخراج مقاتلي حزب الله من منطقة جنوب الليطاني وإبعادهم إلى شمال النهر في الأروقة الدولية، فيما يهدّد وزير الجيش الإسرائيلي بأنّ ذلك يجب أن يحصل عن طريق الدبلوماسية أو عن طريق القوّة العسكرية.

بمعنى آخر، أعطت "إسرائيل" رُعاتها الدوليين، أو منحتهم، وقتاً معيّناً لإقامة هذه المنطقة العازلة، وإلاّ فإنّها ستلجأ إلى خيار الحرب من أجل إقامتها تماماً كما عملت في غزّة، حيث لجأت إلى القوّة العسكرية المفرطة بهدف القضاء على المقاومة الفلسطينية هناك.

وربما تدرك "إسرائيل" أنّ الدبلوماسية الغربية غير قادرة على إنجاز هذا المطلب لها لاعتباراتٍ كثيرةٍ وعديدة، خصوصا أنّ الجيش الإسرائيلي لم يحقّق بعد أي إنجاز عسكري في غزّة، فلماذا ترضخ المقاومة اللبنانية لشروط إسرائيلية، وتقبل إقامة هذه المنطقة العازلة طوعاً، ما دامت "إسرائيل" عاجزة عن حسم معركة غزّة عسكرياً؟!

ومن هنا تتولّد خشية من أن تكون "إسرائيل" قد بيّتت نيّة مبكّرة لشنّ عدوانٍ جديدٍ على لبنان، يتيح لها تسجيل إنجاز يسمح لها بالنزول عن رأس الشجرة التي صعدت إليها في حربها على غزّة.

لم تعد الحدود الجنوبية للبنان مع فلسطين المحتلة مجرّد جبهة إشغال واستنزاف للإسرائيلي، بل باتت مفتوحة بشكل جدّي وحقيقي، وبخلاف الفترة السابقة كلّها، على كلّ الاحتمالات التي تفرض خلطاً جديداً للأوراق في المنطقة حرباً أو سلماً.

*وائل نجم كاتب وباحث لبناني

المصدر | العربي الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: لبنان إسرائيل المنطقة العازلة حزب الله جنوب لبنان حرب غزة لودريان المقاومة الفلسطينية جنوب الليطاني الجیش الإسرائیلی المنطقة العازلة فی جنوب لبنان هذه المنطقة فی غز ة

إقرأ أيضاً:

"رويترز": نازحو الجنوب اللبناني في قلب المعاناة.. ومخاوف من التصعيد

معاناة كبيرة يعيشها النازحون من جنوب لبنان جراء التصعيد بين حزب الله اللبناني والاحتلال الإسرائيلي، في ظل غياب المساعدات الإنسانية وبعد تدمير منازلهم وهروبهم إلى أماكن أخرى، لكن ما يثير مخاوف أكثر هو اندلاع حرب شاملة قد تخلف المزيد من القتلى وتدمر ما بقى لهم في الجنوب.
وذكرت وكالة “رويترز” في تغطية لها من جنوب لبنان، أن النازحين من الجنوب اللبناني يجدون أنفسهم في قلب المعاناة، فالمساعدات تكاد تكون معدومة.
ولفتت الوكالة إلى أن معظم البلدات الحدودية في جنوب لبنان باتت الآن مدمرة بنسبة 70٪، جراء الضربات الجوية والمدفعية الإسرائيلية، في ظل التصعيد الدائر بين حزب الله وإسرائيل، مشيرة إلى أن أكثر من 11 ألف وحدة سكنية باتت مدمرة وهذا يعني أن هذه القرى غير صالحة للسكن وتحتاج إلى سنوات لإعادة بنائها.
فعلى سبيل المثال، تظهر صور الأقمار الصناعية جزء كبير من قرية "عيتا الشعب" اللبنانية قد تحولت إلى أنقاض بعد أشهر من الغارات الجوية الإسرائيلية، وهذا يقدم لمحة عن حجم الأضرار في أحد معاقل حزب الله الرئيسية في جنوب لبنان.
وتقع "عيتا الشعب" في جنوب لبنان حيث يتمتع حزب الله بدعم قوي من الكثير من الشيعة وكانت عيتا الشعب خط جبهة في عام 2006 عندما نجح مقاتلوها في صد الهجمات الإسرائيلية خلال الحرب الشاملة التي استمرت 34 يوما.
لكن اليوم، باتت القرية غير موجودة، وهرب سكانها خارج المنطقة بحثا عن الآمان بعيدا عن الضربات الإسرائيلية، تاركين أراضيهم التي احترقت.
وأشارت الوكالة إلى أن إسرائيل تمطر الجنوب اللبناني بالفسفور الأبيض، وهو الذي تسبب في أمراض كثيرة وخطيرة للموجودين وحرائق واسعة في الأراضي والمنازل.
لكن بالنسبة للنازحين خارج الجنوب، فالوضع صعب للغاية، تكشف الأرقام أن نحو 100 ألف مواطن لبناني من الجنوب نزحوا جراء الأعمال العدائية، وفق المنظمة الدولية للهجرة، ومن منطقة الحدود بين إسرائيل ولبنان كان هناك أكثر من 60 ألف نازح.
وعلى عكس إسرائيل التي تمول إقامة في الفنادق للنازحين من الجنوب وتوفر لهم سكن مؤقت، إلا أن العائلات من لبنان لا يتلقون أي دعم تقريبا من الدولة.
ووفقًا للمنظمة الدولية للهجرة، فإن أكثر من 80% من النازحين في لبنان يستضيفون أقاربهم أو أصدقائهم. ويؤجر 14% منهم منازل ويعيش الباقي في ملاجئ أو الشوارع.
سامر أبو دلة، من مواليد "قضاء يارين" قرب البيسارية عام 1979، نشأ ليصبح مدرسًا، وقام ببناء منزل في يارين مع زوجته وأطفاله الستة عام 2011، معتقدًا أن الحدود استقرت بعد حرب ضروس في 2006 في المنطقة، لكنه عاد ليكون نازحا من جديد تاركا منزله وعمله. يقول سامر، “لقد أصبحت مسألة النزوح أمرا دائما بالنسبة لنا.
يعيش سامر الآن مع والدته في منطقة آخرى ويضطر للنوم مع أربعة أشخاص داخل غرفة صغيرة، بينما باتت الشقة الصغيرة تستوعب 11 شخصا.
توضح الوكالة أن حتى الفنادق التي تفتقد للسياح في الوقت الحالي باتت ملاجئ للمواطنين، فندق مونتانا استقبل أكثر من 152 عائلة، كما تحول فندق الصنوبر إلى مركز إيواء للنازحين في منطقة العرقوب، وحاليا يضم 40 عائلة، وجميع غرفه ممتلئة باللاجئين وليس السياح.
تختتم الوكالة بالقول إن ما يقلق المواطنين والنازحين هو حدوث حرب شاملة تهدد وجودهم في الأساس، ولن يصبح هناك مكان آمن، إذ تهدد إسرائيل بإعادة لبنان إلى العصر الحجري.

مقالات مشابهة

  • ما قاله عن الإتفاق مع الحزب لافت... سموتريتش: يجب إقامة منطقة عازلة بجنوب لبنان
  • The Spectator: احتمالات الحرب بين حزب الله وإسرائيل حقيقية.. ليس أمامنا سوى الانتظار
  • قائد المنطقة الوسطى في جيش الاحتلال سابقاً: لا تستخفوا بالتهديدات الإيرانية
  • إسرائيل تعتزم بناء معبر رفح بموقع جديد وتوسيع المنطقة العازلة
  • "رويترز": نازحو الجنوب اللبناني في قلب المعاناة.. ومخاوف من التصعيد
  • جيش الاحتلال يوسع المنطقة العازلة على طول 14 كم من محور فيلادلفيا
  • الجيش الإسرائيلي يستهدف مسلحين في مبنى تابع لحزب الله اللبناني
  • ‏الجيش الإسرائيلي يعلن استهداف مبنى عسكري لحزب الله في منطقة حولا في جنوب لبنان
  • فايننشال تايمز: هل تسعى إسرائيل لإنشاء منطقة ميتة في لبنان؟
  • المتحدثة باسم اليونيفيل للحرة: الوضع يبعث على القلق