الخليج الجديد:
2025-01-03@09:04:23 GMT

عن منطقة عازلة في جنوب لبنان

تاريخ النشر: 8th, December 2023 GMT

عن منطقة عازلة في جنوب لبنان

عن منطقة عازلة في جنوب لبنان

لماذا ترضخ المقاومة اللبنانية لشروط إسرائيلية، وتقبل إقامة هذه المنطقة العازلة طوعاً، ما دامت "إسرائيل" عاجزة عن حسم حرب غزّة عسكرياً؟!

ثمة خشية من أن تكون "إسرائيل" قد بيّتت نيّة مبكّرة لشنّ عدوان جديد على لبنان، يتيح لها تسجيل إنجاز والنزول عن رأس الشجرة التي صعدت إليها في حرب غزّة.

لم تعد حدود لبنان الجنوبية مع فلسطين جبهة إشغال واستنزاف لإسرائيل، بل باتت مفتوحة جدّيا على احتمالات تفرض خلطاً جديداً للأوراق بالمنطقة حرباً أو سلماً.

ربما تدرك "إسرائيل" أنّ الدبلوماسية الغربية غير قادرة على إنجاز هذا المطلب لها لاعتباراتٍ كثيرةٍ وعديدة، خاصة أنّ جيشها لم يحقّق بعد إنجازا عسكريا في غزّة.

اضطرّ المستوطنون تحت وابل صواريخ تستهدف المستوطنات إلى إخلائها واللجوء إلى داخل فلسطين المحتل ما شكّل ضغطاً عليهم وعلى جيش وحكومة إسرائيل أيضاً.

أعطت "إسرائيل" رُعاتها الدوليين وقتاً معيّناً لإقامة المنطقة العازلة وإلاّ ستلجأ لخيار الحرب لإقامتها كما عملت في غزّة فلجأت إلى القوّة العسكرية المفرطة للقضاء على المقاومة الفلسطينية هناك.

* * *

منذ إطلاق معركة طوفان الأقصى في قطاع غزّة في 7 أكتوبر، عادت جبهة جنوب لبنان مع فلسطين المحتلة إلى الواجهة في ضوء المواجهات التي باتت جزءاً من المشهد اليومي الجنوبي، مع فارق أنّ قوى وفصائل أخرى غير حزب الله انخرطت، هذه المرّة، في هذه المواجهات، منها فلسطينية ومنها لبنانية.

وفُتحت الأبواب على كلّ الاحتمالات، حتى هذه اللحظة التي تشهد فيها المواجهات حالة من المدّ والجزر على إيقاع ما يجري في غزّة، وقد بات معروفاً أيضاً أنّ هذه الجبهة هي جبهة إشغال واستنزاف أكثر مما هي جبهة حرب مفتوحة.

غير أنّ جبهة الإشغال هذه، وإن لم تستجب لرغبات كثيرين، شكّلت حالة ضاغطة على الجيش الإسرائيلي من ناحية وعلى المستوطنات القريبة على الحدود مع لبنان من ناحية ثانية، فالجيش اضطّر لحشد قسم من قواته ومعدّاته عند الحدود وهو يخوض معارك يومية هناك.

واضطرّ المستوطنون تحت وابل الصواريخ، التي تستهدف أحياناً محيط المستوطنات، إلى إخلائها، واللجوء إلى الداخل الفلسطيني المحتل. ما شكّل ضغطاً عليهم وعلى الجيش وعلى الحكومة الإسرائيلية أيضاً.

ومن هنا، برز الحديث عن المنطقة العازلة في جنوب لبنان، وتحديداً في منطقة جنوب الليطاني، وأشار أخيرا إلى ذلك وزير الجيش الإسرائيلي، وهدّد بأنّ هذه المنطقة يجب أن تُقام بالدبلوماسية أو عن طريق القوّة العسكرية.

وحمل مسألة المنطقة العازلة في جنوب لبنان أيضاً بشكل غير رسمي الموفد الفرنسي الرئاسي إلى بيروت جان إيف لودريان، الذي فاتح بشأنها في زيارته أخيرا المسؤوليين اللبنانيين، في غضون حرب غزّة، وفي ظلّ المواجهات اليومية التي تجري على جبهة جنوب لبنان.

غير أنّ المسؤولين اللبنانيين أكّدوا له أنّ لبنان ملتزم بقرار مجلس الأمن 1701 الصادر في العام 2006، وأنّ المطلوب أن تلتزم به "إسرائيل" وتوقف اعتداءاتها على لبنان، وخرقها شبه اليومي الجوي والبحري لهذا القرار.

ويذكّر الحديث عن المنطقة العازلة الذي برز أخيرا بمحاولات تعديل قرار مجلس الأمن 1701 لناحية منح قوات الطوارئ الدولية العاملة في جنوب لبنان (يونيفيل) مزيداً من الصلاحيات، وقد جرى بعضُها في صيف العام 2022 عندما جرى إدخال تعديلات على القرار أجازت لهذه القوات التحرّك في منطقة عملها دون تنسيق مسبق مع الجيش اللبناني، بخلاف النصّ الرسمي الأصلي لهذا القرار.

كما جرت محاولات إدخال تعديلات أخرى في صيف 2023 عند انتهاء ولاية "يونيفيل"، غير أنّ الظروف الميدانية هذا العام لم تسمح بما كان مطروحاً، ليظلّ الأمر معلقاً عند التعديل الذي حصل في العام 2022، علماً أنّ قوات الأمم المتحدة لم تمارس بعد هذه الصلاحية رغم حصولها عليها.

يجري الحديث اليوم عن المنطقة العازلة التي تقضي بإخراج مقاتلي حزب الله من منطقة جنوب الليطاني وإبعادهم إلى شمال النهر في الأروقة الدولية، فيما يهدّد وزير الجيش الإسرائيلي بأنّ ذلك يجب أن يحصل عن طريق الدبلوماسية أو عن طريق القوّة العسكرية.

بمعنى آخر، أعطت "إسرائيل" رُعاتها الدوليين، أو منحتهم، وقتاً معيّناً لإقامة هذه المنطقة العازلة، وإلاّ فإنّها ستلجأ إلى خيار الحرب من أجل إقامتها تماماً كما عملت في غزّة، حيث لجأت إلى القوّة العسكرية المفرطة بهدف القضاء على المقاومة الفلسطينية هناك.

وربما تدرك "إسرائيل" أنّ الدبلوماسية الغربية غير قادرة على إنجاز هذا المطلب لها لاعتباراتٍ كثيرةٍ وعديدة، خصوصا أنّ الجيش الإسرائيلي لم يحقّق بعد أي إنجاز عسكري في غزّة، فلماذا ترضخ المقاومة اللبنانية لشروط إسرائيلية، وتقبل إقامة هذه المنطقة العازلة طوعاً، ما دامت "إسرائيل" عاجزة عن حسم معركة غزّة عسكرياً؟!

ومن هنا تتولّد خشية من أن تكون "إسرائيل" قد بيّتت نيّة مبكّرة لشنّ عدوانٍ جديدٍ على لبنان، يتيح لها تسجيل إنجاز يسمح لها بالنزول عن رأس الشجرة التي صعدت إليها في حربها على غزّة.

لم تعد الحدود الجنوبية للبنان مع فلسطين المحتلة مجرّد جبهة إشغال واستنزاف للإسرائيلي، بل باتت مفتوحة بشكل جدّي وحقيقي، وبخلاف الفترة السابقة كلّها، على كلّ الاحتمالات التي تفرض خلطاً جديداً للأوراق في المنطقة حرباً أو سلماً.

*وائل نجم كاتب وباحث لبناني

المصدر | العربي الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: لبنان إسرائيل المنطقة العازلة حزب الله جنوب لبنان حرب غزة لودريان المقاومة الفلسطينية جنوب الليطاني الجیش الإسرائیلی المنطقة العازلة فی جنوب لبنان هذه المنطقة فی غز ة

إقرأ أيضاً:

‏مصادر فلسطينية: مقتل 6 في غارة إسرائيلية على مقر وزارة الداخلية التي تديرها حماس في خان يونس بقطاع غزة

أعلنت ‏مصادر فلسطينية، مقتل 6 في غارة إسرائيلية على مقر وزارة الداخلية التي تديرها حماس في خان يونس بقطاع غزة.

وأعلنت إسرائيل، موافقتها رسميًا على الخطة التي اقترحتها الولايات المتحدة الأمريكية، لوقف إطلاق النار بين حزب الله وتل أبيب والذي دخل حيز التنفيذ في الساعة العاشرة من صباح يوم الأربعاء بتوقيت العاصمة اللبنانية بيروت.

وفي وقت سابق، بدأ جيش الاحتلال الإسرائيلي، عملية برية محدودة في جنوب لبنان تستهدف البني التحتية لحزب الله، وسط تحليق مكثف للطيران وقصف مكثف بالمدرعات والدبابات على مناطق الجنوب.

وقد شهدت لبنان حادثة مؤلمة بعد انفجار المئات من أجهزة الاتصال "البيجر" المستخدمة من قبل عناصر حزب الله، ما أسفر عن مقتل 11 أشخاص وإصابة نحو 3000 آخرين.

هذه الحادثة أثارت اهتمامًا دوليًا واسعًا، حيث كانت الأجهزة المنفجرة تُستخدم للتواصل بين عناصر الحزب.

مقالات مشابهة

  • غارات للاحتلال جنوب لبنان في خرق متواصل لوقف إطلاق النار (شاهد)
  • الجيش الإسرائيلي يتوغل في جنوب لبنان
  • غارات إسرائيلية تستهدف جنوب لبنان
  • ‏مصادر فلسطينية: مقتل 6 في غارة إسرائيلية على مقر وزارة الداخلية التي تديرها حماس في خان يونس بقطاع غزة
  • حزب الله» يهدد إسرائيل ونعيم قاسم يبشر بعافية المقاومة
  • إسرائيل تخرق الهدنة في جنوب لبنان.. تحركات دولية وسط أزمة سياسية خانقة
  • تقريرٌ يكشف.. ماذا قرّرت إسرائيل بشأن لبنان؟
  • قصف يطال منطقة لبنانية.. ماذا استهدفت إسرائيل؟ (فيديو)
  • إسرائيل تعلن استهداف مخزن أسلحة لـ”حزب الله” جنوب لبنان
  • جنوب سيناء.. لجنة لتقنين أوضاع المخيمات والكامبات السياحية بسرابيط الخادم