الجزيرة:
2025-01-16@16:01:19 GMT

لا تغادري الحُلم يا فاطمة!

تاريخ النشر: 8th, December 2023 GMT

لا تغادري الحُلم يا فاطمة!

كانتْ تلك الفتاةُ من غزّة تصرخ من الألم، وهو يحاول تضميدَ جراحها، وظلّت مع ذلك تسأله: "يا عمو قل لي هذا حلم وِلَا حقيقة"، وكان الطبيب عاجزًا عن الجواب يحاول أن يهدّئها، ويقول: "عمو خلينا نوقف النزيف أولًا".

لا أدري ما اسمك، يا صغيرتي، فدعيني أسمِّك "فاطمة" نسبة إلى أشرف نساء العالمين، بنت أعظم خلْق الله، حبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم.

أنا أيضًا، يا فاطمة، لا أريد أن أجيب، أَوَ تعلمين لماذا يا رُوح الروح- وكل بنات غزة هكذا والله- لأنني أخاف عليك من نفسي هذه الخائرة أولًا، ومن عواقب الوعي المبكّر الذي بلغْتِه تحت القصف والبارود.

يا فاطمة! دعينا نظل في مرابع الحُلم، ولو كان كابوسًا، فهو أرحم من أن تدركي يا حبيبتي الحقيقة، فجراح الوعي تكون أحيانًا أعمقَ من جراح الكوابيس وأوجع.

يا فاطمة! لن نذهبَ إلى النبي يوسف في سجنه ليُؤوِّل لنا الحُلم، ونعْبُر كابوسَنا الرهيب، ولو فعلنا يا بُنيتي فلن تجدي حولك إلا أضغاث أُمّة صلبها جلادوها من وراء البحار، فها هي الطير تأكل من رؤوسنا جميعًا، إلا أهل غزّة فإنهم يسقون الدنيا كرامةً من كؤوس جهادهم.

لن نغادر الحلم

يا فاطمة، إني أخاف عليك! لن نغادر الحُلم ولو كان كابوسًا، ولو فعلنا- يا صغيرتي- إلى أين نذهب؟ سيطلبون منك عند الحدود جواز سفر، وأنت لم تستخرجيه بعدُ، ولو كنت استخرجتِه فلن يصدقوك إن قلتِ لهم: "إنه كان محفوظًا مع أمي التي خرّ سقف بيتنا عليها مع بقية إخواني وأخواتي".

وحتى لو كانت وثيقة السفر بحوزتنا، يا فاطمة، فسيقولون لك: أين "الفيزا"؟ فمَن هو مثلك محرّمة عليه بلاد العرب، حلال لغيره ولو كانوا ممن هدموا الدار فوق رؤوسنا، عصيّةٌ عليه وحده حدودها، مشاع لغيره من بيض البشرة وزرق العيون!

آهِ يا فاطمة! لو كانت أمك على قيد الحياة لقصت عليك بعض قصص آلامنا على حدود العرب وعلى دروبهم! كم من مرة يتعين على الواحد منا أن ينزِل متاعه للتفتيش ويُحَمِله، ولن يمرّ إلا من بعد إتاوة يدفعها!

نحن، يا فاطمة، مأخوذون عند بني جلدتنا بالشبهة دائمًا، يصفوننا أحيانًا بأننا مُقَطَّعون لا تُؤْمَن جوانبنا، فنُسْأَلُ ونُسْتَجْوب ونُرَدُّ على أعقابنا، فكم من أسرة منا جابت مطارات العالم فلم تجد بابًا عربيًا تدخل منه، فاستقبلتها "ديار الحرب" بعد أن رفضتها "ديار الإسلام".

سيعلم حرّاس البوابات غدًا، يا فاطمة، مَنْ هم الذين تقطعت بهم السبل في عالم لا يرحم إلا الأقوياء الأحرار.

هل أخبرك، يا فاطمة، عن مئات الأسر ممن لجؤُوا إلى بلد عربي ثم أُخْرِجوا منه، قبل سنوات قليلة، ولم يستقبلهم بلد عربي، وفتحت البرازيل في الجانب الآخر من العالم لهم أبوابها، وكانت من بينهم عجوز، تكاد تخنق المئة، لتدفن هناك في موطن اللجوء الجديد؟!

يا فاطمة! إني أخاف عليك، لن نبرح الحُلم ولو كان كابوسًا "يا شيبة أبوي"، كما كان جَدي يناديني وأنا رُوح روحه في مثل سنك اليوم.

دنيا الحلم

سنظل في دنيا الحلم، يا صغيرتي! أَوَ تدرين ما سوف ترين إن خرجنا إلى دنيا الحقيقة؟ شوارع نَغِلة تمتلئ حتى الثمالة بأجسام لا تشعر بكينونتها ولا وزنها، يحط على رؤوسها الطير ولا تهش باليد لتستنفره.

ينتهرهم الراعي ويهوش عليهم كلبه فيسوقهم إلى الحظيرة وراء جرس المرياع، )هو الكبش ذو الجرس يقود النعاج وراء حمار يركبه الراعي).

يا فاطمة! لو رأيتِ لرأيتِ جموعًا تموج تحسبينهم من بعيد جحافل تنفر إلى ساح الوغى، فإذا اقتربت رأيت غثاءَ سيلٍ تتناثر فقاعاته مثل فراش مبثوث.

لا تغادري يا بُنيتي، فلا يَنْبَؤُكِ مثلي، وأنا واحد منهم فقاعة لا وزن لها ولا قيمة.

يا فاطمة، إني أخاف عليك! الكابوس الذي تبحثين عن تأويل له أرحم مما ستجدينه في بلدان مَن كنا نظن أنهم منا ونحن منهم، وما يضمره كبراؤهم تجاه غزة ذلك أعظم وأحط، وهم يستعجلون فناء غزة ومُجاهديها.

طلبت غزة في محنتها قليلًا من زاد وماء، فجاءتها منهم أكفان وشيء من متاع قليل، وهذه لم تدخل إلا من بعد إذن من سادتهم في الكيان.

أتدرين، يا صغيرتي، ما قيمة كل من يرتقون شهداء من أطفال غزة ونسائها وشيوخها، أو يجرحون مثلك في نظر هذا الغثاء؟ فيلم قصير على المنصات كالذي شاهدتُك فيه تسألين عن الحلم، وتحاولين عبوره إلى الحقيقة.

نتبادله ونتصنع الحزن، ونشيد بصمود أهل غزة، ونكتب كما أفعل الآن، وندعو وكفى، بانتظار فيلم آخر! وحتى لو كان هذا الفيلم الآخر لحظةَ هدم "الأقصى" لا قدر الله، سيتنظرون فيلمًا آخر يصور ما هو أعظم وأكثر هولًا.

لا تسألي، يا فاطمة، تأويلًا من يوسف حتى يأتي زمن يُستبدَل فيه الغثاء بمن يجاهدون ويغاثون.

 

 

aj-logo

aj-logo

aj-logoمن نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معناأعلن معنارابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+

تابع الجزيرة نت على:

facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinerssجميع الحقوق محفوظة © 2023 شبكة الجزيرة الاعلامية

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: ولو کان کابوس ا لو کان

إقرأ أيضاً:

الإبادة الجماعية والقتل خارج القانون في أرض المحنة وقلب الجزيرة .

بقلم / عمر الحويج

يبتدع المستبدون الضغاة أشكالاً متعددة الألوان التحائلية ، يخدعون بها الشعوب لقهرها ، وجعلها خاضعة لهم ، سابحة بحمدهم ، بل متحكمة في أمرهم كجموع ، وحتى في مشاعر الفرد منهم الداخلية ، يتحكمون في نفث الغضب المدمر داخله ، إن رأوا ذلك مفيداً لصالحهم ، ونفخ الروح في فرحه ، إذا قدروا أن ذلك معززاً لمصالحهم ، منها تدريبات مورست على شعبنا ، دون أن يتبين خبثها ومراميها ، وعاشها كتجارب تجرعها سُماً ، حين مرت عليه في حياته اليومية ، التي دمرها المستبد ، لو تذكرون في سنوات القهر المايوي ، كان عمداً أو لعجز في نظامه ، وفشله في توفير الحياة الكريمة لمواطنيه ، في أبسط مظاهرها ومتطلباتها الحياتية ، حين كانت تقطع الماء من بلاد النيلين الفياضة به أنهاراً وسيولاً ، وتنعدم من مصباتها الصناعية لأيام عدة ، أو شهوراً متعددة ، يتضجر منها المواطن ويستاء ، ويكره ذاته وحياته ، ولكنه يتهيب إعلان ًكراهيته وسخطه ، على من تسبب في حرمانه من الماء ، ومن ثم دون تفسير أو إعتذار ، يظهر الحاكم المستبد إجتهاداً ، إن كان فيه عامداً او بفعل الرغبة في البقاء على رأس سلطته ، يعيد الماء الى مواطنيه ، فيفرح هؤلاء المخدوعين ، بل يغنون ويهللون ويكبرون ثلاثاً ، للعودة الميمونة للماء التي حرموا منها ، ولم يكن لهم يد في حجبها ، ومع ذلك يعبرون غناءاً مرسلاً ، تاليفاً ولحناً جنائزياً "الموية جات املوا الباقات " أو إن كان الحرمان واقعاً على الكهرباء أيهما سواء ، فهم ينشدون كما للماء "الكهرباء جات أملوا التلاجات " !!! ، أو هكذا إذا لم تخني الذاكرة ، وهكذا يجدون أنفسهم ، يهللون ويكبرون ثلاثاً ، لحدوث ضرر لم يتسببوا فيه ، وحدوث فرح وابتهاج لم يكونوا طرفاً في استرداده .
وبداية القول ، ليفرح الشعب الطيب المقهور في الجزيرة وحاضرتها مدني ، بانغشاع غمة الطرد من البيوت وفرحهم بعودتهم إليها إذا قدر لهم الرجوع ، وأمل وقف القتل والإغتصاب والنزوح الذي مورس ضدهم ، دون أن يسألوا انفسهم في تلك اللحظة الفارقة في حياتهم ، عن دواعي كل هذا الذي يحدث أمامهم ، وإن كانوا بعد المحنة قطعاً سيتسالون ، عن السبب الذي جعلهم ، يقتلون ويغتصبون وينزحون ، هل إستدعوا ، بأنفسهم كل هذا الخراب ، هل جاءهم غازي من خارج ديارهم ، وفعل بهم كل هذا الذي حدث ، أو كان زلزالاً أرسله رب العباد لعقابهم ، نقول لا والله ، إنه من فعل المستبدين ، الذين يعجزون عن توفير الماء أو الكهرباء ، فيغضب المحتاحين لها ، ثم يعيدونها فيفرح ويغني المتشوقون لحضورها .
فمن قتلهم في بيوتهم مقتحماً مجرماً ، ومن قتلهم في شوارعهم "بتهمة متعاون" مجرماً .
ورغم "الإسترداد" لمدينة ود مدني ، التي عانى موطنيها بفقدها بفعل الآخرين الضغاة ، وعايشها بعض من آثروا المكوث بها والتعايش جبراً مع مغتصبيها الجدد ، وهم خانعون جبراً وليس طوعاً ، تعالوا لنرى ردة فعل من فرط فيها طائعاً مختاراً ، بتسليم مفتاحها سهلاً ، ثم استردادها إنسحاباً ، مفتاحاً لا فتحاً ، دون عناء ودون دماء بذلها فداء هذا الإسترداد . إنها المأساة القادمة ومتوقعة ، حتى لو تم ايقاف إقترافها لأسباب خارجة عن إرادتهم ، وأعنيهم وأسمعوعهم ، هؤلاء الإنصرافيون ، ماذا يقولون لهذا الشعب المهدود والمهزوم ، في أرزاقه وفي أعناقه ، في أجساده وبنيانه . طيلة شهور عدة ، إنهم يصرخون : لقد رصدنا أكثر من ستة إلاف متعاون، أقبضوا عليهم هؤلاء الخونة العملاء الذين تعاونوا مع الدعامة، بتحريض مفتوح الأبواب على مصراعيه ، في استباحة دماء كل مواطني مدينة ود مدني المتبقين عجز النزوح ، وعامة مناطق وقرى الجزيرة . يردد صدى صراخهم "العمساب" ، أمسحوا الكنابي من أرض الجزيرة ، لتعيدوا لأهلها نقاءها العروبي-عباسوي .
وجميعها دعاوي تصل نهاياتها المنطقية إلى الدرجات العليا لمسمى الإبادات الجماعية في القوانين الدولية .

في تحذيرات مسبقة ، بعض فقرات من مقال بعنوان [الشروع في الإبادات الجماعية خارج القانون ] بتاريخ 3 / أكتوبر / 2024م .

.
في معرض كتاباتي في التحذير من الحرب اللعينه التي يقودها طرفاها فصيلا الإسلام السياسي “القصر والمنشية ” ، وهم أصل البلاء والحكاية أو قل أصل البداية والنهاية ، وقد تفرقا بعدها شيعاً ومذاهباً وقبائلاً وضغايناً ومَّصّالِحاً ” للإستئثار بالسلطة المتنازع عليها أيهما يفوز بها . وخطورتها على شعب السودان إذا تواصلت . واياً كان المنتصر ، فلينتظر الشعب المجازر والإبادات الجماعية ، وقد شهدنا ، حين كان الجنجوكوز يعيش وهَّم المنتصر يظن ، في إجتياحاته لبوابات المدن الحضر ، وشعاب الريف المحتضر ، رأيناه ماذا فعل ؟؟ ، وما نوع الجرائم المرتكبة ، ولاداعي لتعدادها فهي تعيش وتمشى بيننا حية بجرمها وبشاعتها ، عنفها وفظاعتها ، وما زالت تحصد الأرواح والممتلكات وأسلحة الدمار يمارس بها ، عنفه وحقده ، حتى على أجساد الحرائر واليافعات .
والآن وفي انتصار مصنوع (وليست ثورة ديسمبر المصنوعة ياعبد الماجد عبد الحميد) في بعض أحياء بحري ، شمبات والحلفاية ظهر الإسلامويون بوجههم الداعشي القبيح ، الذي ظل يعبئهم ويجهزهم بالتحريض المتواصل ، ذلك الناطق الفعلي ، المخفي وجهه ، مطلق عنان لسانه ولسان حال"كرتيه" ، ذلك المدعو الإنصرافي ومن خلفه جماعته اللايفاتية ، وخلفهم جميعاً تنظيمهم الإسلاموكوزي ، ونفذوا دون التزام ديني أو أخلاقي او قيمي ، انما ألبسوه ديناً وأخلاقاً وقيماً ، وطبقوها زيفاً وكان مجملها حصاداً داعشياً . وبدأ معه حصد أرواح الشباب “المتعاون” هكذا تهمتهم التي صاغها لهم الإنصرافيكوز ولايفاتيته ، هكذا أخذوا الشباب ، بعضهم جرجروه ، من بيته ومن طرف شارعه ، ومن حارته ومن وسط تكافليته التطوعية ، حين خدمته الآخرين ، للتخفيف عنهم مآسي حربهم اللعينة وحتى الآخرين من هو في مسجده ، يخدِّعونهم إلى محاكمة رصاصهم المعبأ جاهزاً للإطلاق الأعمى دون قانون ، دون فرز ، ودون حتى مُهلَّة التشهد لإستقبال موت إعدامهم ، ذلك الرصاص الموجه إلى صدور الأبرياء ، يتوعدون بالصوت والصورة أهل السودان كافة ، بأن هذه التهمة “متعاون) ” ستنتقل بشرورها ، مع كل انتصار يحققونه ، او يحلمون به في الخيال ، ينتقلون به ، من حارة إلى حارة ومن زقاق إلى زقاق ، ومن زنقة لي زنقة ، ومن بيت لى بيت ، وحتى من بناية إلى بناية يحتلونها ، ويحولونها الى أشكال من احتفالات الموت والقتل برقصاتها الهستيرية ، يتبعها التهليل والتكبير ، يعرفون كيف ينوعونه ويخترعون طرقه المتشفية ، وسيكون ذلك القتل ، اشكالاً والواناً ، حسب الوصف الذي سيصفون به ضحيتهم أياً كان إنتمائه من شباب المقاومة : ديسمبرياً كان ، قحاطياً كان ، جذرياً كان ، أو مواطناً مشتبهاً فيه ، كائن من كان ، حتى لو كان لا مع هذا ولا مع ذاك ، وسنرى المقاطع المصورة لقطع وجز الرؤوس وتشريح الأحياء ، قبل تحويلهم إلى جثامين ، وأكل أكبادهم ، وما سهل منها مضغه ، كل ذلك سيتم ، وينشر وينتشر في لايفاتهم أمام أعيننا لنراه ، ونتعظ كما يريدون ، وأن نكون صامتين هامدين ، إن كنا طلقاء بفعل الصدفة والقدر من نوع هذه المذابح .

وتحذيرات أخرى وبعض فقرات من مقال سابق29 / يوليو / 2023م بعنوان [أوقفوا الحرب وإلا الإبادة الجماعية في الشوارع لمن يدعي النصر أيهما كان أحط الطرفين] .

يجب النجاح في وقف الحرب .. وإلا إذا انتصر ، أحد الطرفين ، على الآخر "ولا أحتاج أن ينط لي أحد من الطرفين ، ليقول الجيش هو المنتصر ، والآخر جنجويدي ليقول لي نحن نحتل 90% من مدن العاصمة المثلثة " ومع يقيني ، أن هذه الحرب العبثية ، سوف تتوقف بفعل طبيعة عبثيتها ، لكن لنذهب إلى ماذا سيحدث عند إنتصار أحدهما على الًآخر ،
النازيوإسلامويون ، غداً عندما ينتصر الجيش ، فليستعد كل من لم يؤيد الجيش الكيزاني وبإسم الوطنية وحرب الكرامة ، فهو إرتكب جريمة الخيانة العظمى وعقوبتها الإعدام ، ولأن لا وقت لديهم للمحاكمات “تذكرون إعدام ضباط رمضان" والقوائم جاهزة لديهم يتصدرها قحاتة وجذريين ومن والاهم ، ولن تتوقف عندهم ، إنما ستتواصل ممتدة لكل من ساهم في إسقاط حكمهم ، من قوى ثورة ديسمبر العظيمة ، ولن ينجو منهم أحد ، حتى الأطفال الذين حملوا الأعلام وجاءوا برفقة ذويهم ، وهم يتطلعون لمستقبل زاهر ، أما الأخطر الذي جعلني أطلق تصوري هذا للإبادات الجماعية ، لأن هذه المرة ، ليس الإرسال إلى السجون والإحالة للصالح العام ، وإنما ” التنفيذ الفوري ذبحاً من الوريد إلى الوريد .. وأين ومتى؟ إنه حيث التنفيذ الفوري ، عاجلاً لا آجلاً ، داخل البيوت وفي شوارع المدن والقرى ، عقاباً .. لأنها شوارع كانت لاتخون !! . وأُسِّرَّكم أمراً ، أن المدعو الإنصرافي المخفي نفسه ، وهل يُخفي الشر في سماهو !! ، ستجدونه وقد إنتقل من مقره الأمريكي ، ليكون إنطلاقه من موقعه بطائرة خاصة ، نظير خدماته الذي قدمها للتنظيم ، فهو قادر على فعلها ، ومعه أحدث أداة للقتل السهل الممتنع ، ليرسل بها "يوديهم" إلى الله ، عدداً لايستهان به من قتلاه بيديه الإثنتين مباشرة ، كما يردد في لايفاته بشكل غير مباشر ، وهو الذي يأمر الجيش الكيزاني بالخطط العسكرية التي يتم تنفيذها فوراً دون إبطاء أو مراجعة .
أما إذا كان الإنتصار معقوداً لصالح الجنجوكوز ، فأيضاً القوائم جاهزة ممتلئة باسماء الفلول المحصورة قوائمهم لديهم ، ومن خلفهم الذين صدقوا أنه سيأتي لهم بالديمقراطية والحكم المدني ، بما فيهم جموع الديسمبريين وحتى الذين لم يصدقوا ، فكلهم في الموت سواء ، فهم يريدون دولة الأفروإسلاموية الصافية ، فيما يعني أن كل من يمشي على قدميه مصيره أيضاً كالسابقين لهم ، وهم اللاحقون الذين علموهم السحر “أمسح أكسح قشوا ما تجيبو حي أكلو ني” ، وأُسِّر لكم أمراً ، الآخر عبد النعم الربيع ستجدونه وقد إنتقل من مقره اللندني . بطائرة خاصة ، وهو قادر قدرة صديقه اللدود الإنصرافي ، ومعه أحدث أداة للقتل السهل الممتنع ، ليعطي كل من يلقاه أمامه ، طلقة في رأسه ، كما قال بعضمة لسانه ، عند إغتيال والي غرب دارفور خميس أبكر .
ليس هذا سيناريو من الخيال ، ولكنه نابع من عمق تجارب بلادنا المنكوبة بالقتل الجماعي المجاني ، فتمنوا معي أن تتوقف هذه الحرب العبثية ، بالتفاوض ، لا بإنتصار أحد الطرفين على الآخر ، ولا ضير ان يظل طرفاها المجرمان في الصورة مؤقتاً ، والشعب قادر على تغيير وإزالة هذه الصورة . بثورته التي ستزداد قوة ومنعة وصلابة وتصميماً بعد الحرب ، وبعد تحطيم إطار هذه الصورة المؤقتة ، بمحوها من جذورها ، وسينفذ شعاراته ، ولكن هذه المرة ، عنوة “وبسلميته” إقتداراً ، لتصبح سارية المفعول فوراً دون مماحكة أو تأجيل ، ثم يعقبها العقاب القانوني في محاكمنا الداخلية ، بعد إصلاح إعوجاجها ، أو محكمة العدل الدولية أيهما أنسب وأصلح ، وشعاراته المعلومة هي :
الجيش جيش الشعب ، لا جيش الكيزان والعسكر للثكنات والجنجويد ينحل .
فلا مفر والإبادة الجماعية من أمامكم ، والنازيوإسلامويون من الطرفين خلفكم .
إذن ناضلوا من أجل وقف الحرب .. وتنادوا بأعلى أصوأتكم لوقف الحرب وأتحدوا تحت شعاركم .. لا للحرب نعم للسلام .

omeralhiwaig441@gmail.com  

مقالات مشابهة

  • الجزيرة.. القتل خارج القانون.. ما الفرق إذا ؟!
  • الشروع في تصوير "زواج الغفلة" استعدادا لرمضان
  • الإبادة الجماعية والقتل خارج القانون في أرض المحنة وقلب الجزيرة .
  • هل الذكاء الاصطناعي يتجسس عليك؟.. خبير يكشف مخاطر جمع بياناتك دون إذنك
  • مأساة “أبو شوك”: نازحون يختبئون في باطن الأرض هرباً من الموت
  • سلام عليك يا غزة…!
  • عاجل | مراسل الجزيرة: 22 شهيدا في القصف الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة منذ فجر اليوم
  • عشان مايتضحكش عليك.. اعرف الشروط الصحيحة لكتابة إيصال الأمانة
  • تلتقي بصديق عزيز عليك.. حظك اليوم برج الأسد الثلاثاء 14 يناير 2025
  • مقاتلة روسية تصفع مدربها بعد خسارتها بالضربة القاضية (شاهد)