الحرة:
2025-04-26@23:11:25 GMT

غزة.. قصة نزوح ثلاث نساء ورضيع هربا من القتال

تاريخ النشر: 8th, December 2023 GMT

غزة.. قصة نزوح ثلاث نساء ورضيع هربا من القتال

بعد شهرين من اندلاع الحرب في قطاع غزة، صار أغلب سكانه مشردين وتكدسوا بسبب القصف الإسرائيلي العنيف في مناطق أصغر داخل القطاع الضيق أصلا حيث يعيش كبار السن وحديثو الولادة على حد سواء في خيام وسط الأنقاض.

انتهى المطاف بثلاث نساء أُخرجن من منازلهن في قطاع غزة بعد 61 يوما من القتال إلى وضع شديد الصعوبة حيث يسعين حثيثا الآن للعثور عن ملاذ آمن بعد الفرار من مكان إلى آخر تحت وطأة الغارات الجوية ونيران المدفعية.

وتسعى زينب خليل (57 عاما) إلى الانتقال لرابع مرة مع اجتياح الدبابات الإسرائيلية لمدينة خان يونس في الجنوب. وتعيش إسراء الجمالة (28 عاما) في خيمة لرعاية ابنتها الرضيعة التي ولدت ليلة بدء هدنة استمرت أسبوعا. وتمر مي سالم بالحدود المصرية ويتملكها الخوف من أن تجبر هي وأسرتها على عبور الحدود لتعيش حياة الغربة الدائمة.

فوجئ أغلب سكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة بالكارثة المفاجئة التي بدأت تتكشف لهم في السابع من أكتوبر بعد أن بدأت الطائرات المقاتلة الإسرائيلية شن هجمات ردا على هجوم حركة حماس المدرجة على قوائم الأرهاب الأميركية الخاطف عبر الحدود الذي تقول إسرائيل إنه أسفر عن مقتل 1200 أغلبهم من المدنيين.

وتعهد الجيش الإسرائيلي بسحق حماس، لكنه يقول إن الحركة تخفي أسلحتها ومراكز قيادتها ومقاتليها بين السكان المدنيين الذين تستخدمهم "دروعا بشرية". وتنفي حماس هذا الاتهام.

ونزح 80 بالمئة من سكان غزة الآن وكثير منهم نزحوا عدة مرات. ولحقت أضرار بمنازلهم وأعمالهم ومساجدهم ومدارسهم أو دمرت أو هجرت لكونها شديدة الخطورة في مواجهة الهجوم الإسرائيلي. وتقول السلطات الصحية في قطاع غزة إن 17177 قتلوا في القطاع.

ومع عدم تواجد علامات حقيقية على أي مهلة وشيكة، يعيش الفلسطينيون، في العراء على الأغلب، بقليل من الغذاء أو المياه النظيفة ويحاولون تهدئة روع الأطفال الذين يصرخون خلال الليل مع تساقط القنابل والقذائف.

وقالت الجمالة وهي تحتضن ابنتها النائمة، واسمها إسراء أيضا، وسط الخيام التي كثرت أعدادها فجأة حول مستشفى في دير البلح بوسط غزة "ينبغي لأي أم حديثة أن تكون في منزلها وتربي الطفل مع أمها ومع أسرتها".

وذكرت أن الأسرة تحركت بعد قصف منزلها إلى مخيم مؤقت أمام مستشفى شهداء الأقصى. ووُلدت إسراء الرضيعة هناك يوم 24 نوفمبر في ليلة بدء الهدنة التي امتدت أسبوعا وأحيت آمالا في احتمال تراجع حدة الصراع.

لكن القتال استؤنف بعد أسبوع وظلت الأسرة في الخيمة، وهي سجادة تغطي الرمال وتنام الرضيعة إسراء على سرير أطفال صغير. 

وتجد الأسرة مثل آخرين في غزة صعوبة في العثور على الغذاء والضروريات الأخرى. وقالت الجمالة "انظروا إلى حجم احتياجاتنا. لا يوجد حليب. لا يوجد حليب مجفف".

وحتى عندما تنتهي الحرب في نهاية المطاف، لا تعلم ما ستفعل بعد قصف منزلهم. وتابعت "أين سنمكث؟ أين يمكننا تربية هذه الطفل؟ أين يمكننا أن نعيش؟".

قصف متواصل رحلة بحث متواصلة عن ملاذ آمن من الغارات الجوية الإسرائيلية. أرشيفية

عاشت زينب خليل في حي الشيخ رضوان بمدينة غزة بالقرب من مخيم الشاطئ للاجئين في شمال القطاع. وبدأت إسرائيل تأمر السكان بالتوجه جنوبا في منتصف أكتوبر تشرين الأول، إلا أنها واصلت غاراتها الجوية في أنحاء القطاع.

لم تكن زينب ترغب في الرحيل ووصفته بأنه أصعب قرار في حياتها. وتحركت أخيرا إلى ملاذ قريب اعتقدت أنها ستكون فيه بمأمن من القصف، لكن الغارات الجوية اشتدت بعد عشرة أيام تقريبا من قرارها الرحيل.

وقالت، متحدثة عن رحلتها المضنية من ملاذ إلى آخر، إنها "رحلة يختلط فيها الخوف واليأس والنزوح والحزن تحت وطأة القصف المكثف" .

وحينما اندفعت القوات الإسرائيلية إلى مدينة غزة وحاصرت مستشفى الشفاء، توجهت زينب إلى الجنوب مع أسرتها ومع صديقة سائرين تارة وراكبين على عربة يجرها حمار تارة أخرى.

وذكرت زينب أنهم أثناء عبورهم أحد خطوط المواجهة، أمرهم جنود إسرائيليون "بالمشي قليلا ثم التوقف، والمشي ثم التوقف" على مدى أربع ساعات.

وانتهى بها المطاف في مدرسة يستخدمها نحو 30 نازحا كملاذ في خان يونس وهو نفس المكان الذي انتهت إليه رحلة بعض بنات إخوتها وأخواتها. وقالت زينب "في هذه الحرب، من لا تقتله القنابل يقتله المرض والحزن واليأس".

لكن الجيش الإسرائيلي يأمر الناس الآن في خان يونس أيضا بمغادرتها ولا بد لزينب أن تبحث عن مكان جديد تمكث فيه.

المدينة الرئيسية الوحيدة المتبقية للفرار إليها هي رفح المتاخمة لمصر. وينحدر أغلب سكان غزة من نسل لاجئين فروا أو طردوا من منازلهم خلال نكبة 1948. ويخشى كثير منهم أن تؤول حالهم إلى أن يصبحوا لاجئين مرة أخرى بإرغامهم على الخروج من غزة كلها.

عند مرور مي سالم بالسياج الحدودي، صوبت هي وإحدى صديقاتها بصرهما نحو مصر. وكانت قد فرت من منزلها في مدينة غزة وتوجهت أولا إلى النصيرات ثم إلى خان يونس لاحقا قبل أن يستقر بها المقام أخيرا في رفح بعد أن أمر الجيش الإسرائيلي الأفراد بالانتقال مجددا.

وقالت مي: "بالنسبة لنا، هذه هي المحطة الأخيرة. بعد ذلك، إذا أرادوا تهجيرنا قسرا، فلن نغادر. يمكنهم قتلنا هنا، لكننا لن نترك أرضنا وحياتنا بأكملها. لن نفعل ذلك".

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: خان یونس

إقرأ أيضاً:

التايمز: لماذا تفضل أوكرانيا القتال على تسليم القرم لروسيا؟

قالت صحيفة التايمز البريطانية إن حل الصراع بين أوكرانيا وروسيا في نظر الرئيس الأميركي دونالد ترامب، بسيط للغاية، ويكمن في اعتراف كييف بالحقائق على الأرض، وتنحية اعتراضاتها على استيلاء موسكو على أراضيها جانبا.

لكن من جانب آخر، فإن عديدا من الأوكرانيين يرون أن الحل الذي يقترحه ترامب ليس واقعيا فحسب، بل يشكل تهديدا مباشرا لوجود دولتهم.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2نيوزويك: لم الحرص على تدمير خاتم الصياد بعد وفاة البابا؟list 2 of 2يديعوت أحرونوت: الجيش يفضل هذا الخيار بغزة خشية خطط اليمينend of list

ووفق تقرير الصحيفة البريطانية، فقد اتبع الرئيس الأميركي نهجا عنيفا في تعامله مع الأزمة، مهددا بالانسحاب تماما من المفاوضات، ومنتقدا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي لرفضه الاعتراف بالحكم الروسي على شبه جزيرة القرم.

ونقلت التايمز عن فولوديمير فيسينكو، المحلل السياسي المقرب من إدارة زيلينسكي قوله إن الاعتراف بالسيادة الروسية على شبه جزيرة القرم يشكل سابقة خطيرة بالنسبة لأوكرانيا، ويفتح شهية الرئيس فلاديمير بوتين للاستيلاء على أراضيها.

أهون الشرين

وقال فيسينكو إذا تعين على أوكرانيا الاختيار بين الاعتراف بحق روسيا في القرم وانسحاب الولايات المتحدة من المفاوضات، فعلى الأرجح أنها ستفضل الخيار الثاني، الذي يعتبره "أهون الشرين".

ويبرر فيسينكو ما ذهب إليه بأن موافقة الأميركيين على استحواذ روسيا على القرم سيجعل بوتين بعد مرور بعض الوقت يطالب حتما بالاعتراف بملكية بلاده لبقية الأراضي التي ضمها بالفعل.

إعلان

وأشارت الصحيفة إلى ما كتبه ترامب على موقع "تروث سوشيال" بأنه لم يطلب من زيلينسكي الاعتراف بشبه جزيرة القرم باعتبارها أراضي روسية، إنما يتوقع منه نوعا من الالتزام بألا تتحدى أوكرانيا بعد الآن حكم الكرملين على شبه الجزيرة.

ونسبت التايمز إلى تاميلا تاشيفا، النائبة البرلمانية التي كانت الممثل الدائم لزيلينسكي في القرم حتى العام الماضي تحذيرها من أن "مقايضة الأراضي بوقف إطلاق النار لن تجلب سلاما مستداما، بل يمكن أن تكون منطلقا لعدوان جديد".

أما فيسينكو فيعتقد -وفق التايمز- أن تكون تهديدات ترامب وضغوطه على أوكرانيا جزءا من حرب نفسية يهدف البيت الأبيض من ورائها انتزاع تنازلات كبيرة من كييف في أقصر وقت ممكن، لكنه استدرك قائلا "لذلك علينا الانتظار حتى يتغير مزاج ترامب".

ونقلت التايمز عن أولكسندر ميريجكو، النائب الذي يرأس لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان الأوكراني، تصريحا بدا فيه متفائلا نوعا ما.

فقد أكد أن بلاده لن تفقد الأمل في الولايات المتحدة، مضيفا "نحن بحاجة إلى العمل مع ترامب، فمن يدري، ربما يعود إلى رشده في مرحلة ما".

مقالات مشابهة

  • كاتب إسرائيلي: الحكومة تضحي بالمختطفين في غزة من أجل بقائها السياسي
  • مصدر رفيع المستوى:السوداني مهتم جداً بمرقد “السيدة زينب”في سوريا وطالب الشرع التعاون في مختلف المحالات
  • الفارون من القتال في الفاشر يعيشون أوضاعا مأساوية
  • التايمز: لماذا تفضل أوكرانيا القتال على تسليم القرم لروسيا؟
  • طبيب نساء سوداني ــ  برليني عند بحيرة ليتزينزي
  • بالصور.. شعائر صلاة الجمعة من مسجد السيدة زينب
  • أونروا: 420 ألف شخص نزحوا مرة أخرى منذ انهيار وقف إطلاق النار في غزة
  • الأونروا: 420 ألف شخص نزحوا مرة أخرى منذ انهيار وقف إطلاق النار في غزة
  • 5 شهداء بقصف خيمة للنازحين غرب خان يونس
  • طبيب في خان يونس يفجع بوالديه بين ضحايا القصف الإسرائيلي