كتبت سابين عويس في" النهار": ينعكس الاهتمام الدولي بالملف اللبناني من باب الجنوب، لا من باب الاستحقاقات الداخلية المتعلقة بانتخاب رئيس. وهو ما تفسّره الحركة الدولية في اتجاه لبنان، وآخرها كثافة الوفود الأمنية الفرنسية التي أعقبت زيارة المبعوث الرئاسي جان إيف لودريان.

ينبثق الاهتمام باستقرار الجبهة الجنوبية من الرغبة في ضمان أمن المستوطنات الإسرائيلية وسحب صاعق التهديدات التي يمثلها وجود "حزب الله" على الحدود عبر قوات الرضوان، بعدما أدت التطورات العسكرية التي أعقبت أحداث السابع من تشرين الأول الماضي إلى تجميد مسار كان قد بدأ على طريق ترسيم الحدود البرية، على غرار المسار الذي سلكه الترسيم البحري، وأفضى إلى ضمان استخراج إسرائيل النفط من حقل كاريش.



وفيما كان المسار البرّي قد سلك أشواطاً بعيدة، عبّر عنها الموفد الأميركي آموس هوكشتاين، في زيارته ما قبل الأخيرة، علماً بأن زيارته الأخيرة لم تخل من البحث في هذا الملف، بعدما لمس تعليقاً أو تجميداً له، فإن نقطة الاختلاف الكبيرة أو القطبة المخفيّة ما بين الترسيم البحري والترسيم البري، أن الأخير يضع مستقبل الحزب ومبرّر وجوده وسلاحه على المحك.
ولعل هذا ما دفع واشنطن إلى الضغط في اتجاه تفعيل تنفيذ مندرجات القرار الدولي الرقم ١٧٠١ الذي كان يغط في سبات عميق في ظل الخروقات المستمرة، علماً بأن هذا الضغط لن يذهب إلى حدود الدفع نحو وضعه تحت الفصل السابع، بل الاكتفاء بتطبيقه كما هو، ومن دون أي تعديلات يحكى عنها، وكانت قد طُرحت في أروقة الأمم المتحدة قبل انعقاد مجلس الأمن للبحث في الإحاطة المقدمة من المنسقة الخاصة يوانا فرونتسكا.

كان واضحاً من اعتذار إسرائيل عن مقتل الجندي في الجيش اللبناني أنه يرمي إلى تأكيد تحييد لبنان الرسمي عن الصراع القائم، تمهيداً لتعبيد الطريق أمام الدخول في مفاوضات على ترسيم الحدود انطلاقاً من التطبيق الفعلي الكامل للقرار الدولي، والذي ينص على انتشار الجيش على الحدود بالتنسيق مع قوات الطوارئ الدولية، بالتزامن مع سحب كل سلاح غير سلاح الجيش. وكان لافتاً في هذا الإطار الكلام الأميركي المتكرر عن ضرورة أن ينعم لبنان وإسرائيل بالسلام. ورغم تأكيد المتحدث الإقليمي في وزارة الخارجية الأميركية سام ويربرغ في حديث تلفزيوني أمس أن "لا رابط بين مفاوضات ترسيم الحدود والوضع مع إسرائيل"، مروّجاً لفكرة أن "ترسيم الحدود سيؤدي الى فائدة اقتصادية للشعب اللبناني"، فإن مصادر سياسية لبنانية لا تسقط هذا الربط من حسبانها، مشيرة إلى أن الترسيم سيكون بنداً أول ضمن أي تسوية أو استراتيجية يجري العمل عليها في شأن الوضع اللبناني الإسرائيلي على الحدود. لكن المصادر لا تنفي في المقابل العمل الدولي الجاري من أجل فك أي ارتباط بين الوضع اللبناني والوضع في غزة، والذي على رغم نفي الأمين العام لـ"حزب الله" في أول خطاب له بعد اندلاع الحرب معرفته بها، تبيّن بالوقائع وجوده. ذلك أن مفاعيل الهدنة في غزة انسحبت على الحدود الجنوبية، ما يؤكد وحدة المسار أو الساحات بين الجنوب وغزة. ولا تستبعد المصادر أن يشكل ملف قيادة الجيش مؤشراً لما سيكون عليه مستقبل التسوية، إذا ما تم التمديد لقائده جوزف عون، أو الذهاب نحو تعيين قائد جديد.

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: ترسیم الحدود على الحدود

إقرأ أيضاً:

هيئة البث تتحدث عن استعداد إسرائيلي لانسحاب "متدرج" من غزة

تحدثت هيئة البث العبرية الرسمية، مساء الثلاثاء، عن أن الجيش الإسرائيلي يستعد "للانسحاب التدريجي" من قطاع غزة مع دخول اتفاق مرتقب لوقف إطلاق النار حيز التنفيذ، وأشارت إلى أن الأمر "قد يستغرق أسبوعا لتفكيك مواقعه في محور نتساريم وسط القطاع".

 

وفي تقرير لها مساء الثلاثاء، قالت الهيئة إن "اجتماعات وتقديرات للوضع جرت في قيادة المنطقة الجنوبية بالجيش الإسرائيلي خلال الـ 24 ساعة الأخيرة استعدادا لانسحاب تدريجي من القطاع مع بدء سريان اتفاق وقف إطلاق النار".

 

وفي وقت سابق الثلاثاء، أعلن متحدث الخارجية القطرية ماجد الأنصاري، في مؤتمر صحفي، أن المفاوضات وصلت مرحلة "التفاصيل النهائية"، مؤكدا أنها بلغت "أقرب نقطة" لإعلان اتفاق.

 

بينما كشفت مصادر فلسطينية للأناضول أن الاتفاق "شبه جاهز وتوقيعه قد يكون قبل الجمعة".

 

ونقلا عن مصدر أمني لم تسمه، قالت هيئة البث إن "الجيش الإسرائيلي يستعد للانسحاب من الجانب الفلسطيني لمعبر رفح بعد وقت قصير من توقيع الصفقة".

 

ووفق ذات المصدر: "جرى تنسيق الانسحاب الإسرائيلي من محور فيلادلفيا (على الحدود بين غزة ومصر) مع مسؤولين أمنيين إسرائيليين ومصريين وأمريكيين".

 

وذكرت الهيئة أن "الجيش سينسحب من محور فيلادلفيا خلال الأيام الأولى بعد توقيع الصفقة مع حماس".

 

لكنها قالت إن الجيش "قد يستغرق أسبوعا لتفكيك مواقعه والبنى التحتية التي بناها في محور نتساريم وسط غزة".

 

وأوضحت أن "الجيش يستعد لإقامة منطقة عازلة على طول الحدود مع قطاع غزة، وأنه سبق أن هدم جميع المباني في منطقة يبلغ عرضها أكثر من كيلومتر على الحدود (دون تحديد جهة)".

 

ورغم ذكر محوري نتساريم وفيلادلفيا ومعبر رفح، لم تتحدث الهيئة عن استعداد الجيش لانسحاب من محافظة شمال قطاع غزة التي تشهد منذ 5 أكتوبر/ تشرين الأول 2024، إبادة مكثفة أسفرت عن 5 آلاف فلسطيني قتيل ومفقود فضلا عن 9 آلاف جريح و2600 معتقلا ودمارا هائلا بالبنية التحتية.

 

ويتضمن الاتفاق المحتمل 3 مراحل تستمر كل منها 42 يوما، وتشمل تفاصيل تبادل الأسرى الإسرائيليين بغزة والفلسطينيين بسجون إسرائيل، وخطوات وقف إطلاق النار وإدخال مساعدات يومية إلى القطاع، وعودة النازحين إلى منازلهم بما فيها مناطق شمالي القطاع، وفق مسودة حصلت عليها الأناضول.

 

وبدعم أمريكي ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 إبادة جماعية في غزة، خلفت أكثر من 156 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.

 

وتواصل تل أبيب مجازرها متجاهلة مذكرتي اعتقال أصدرتهما المحكمة الجنائية الدولية، في 21 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع السابق يوآف غالانت، بتهمتي ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بحق الفلسطينيين في غزة.


مقالات مشابهة

  • إعلام إسرائيلي يتحدث عن استعداد الجيش لانسحاب تدريجي من غزة
  • الرئاسة الفلسطينية: ندعم جهود تطبيق مبدأ سيادة القانون والحفاظ على الأمن والأمان
  • قتلى وجرحى في قصف للتحالف الدولي على إدلب
  • هيئة البث تتحدث عن استعداد إسرائيلي لانسحاب "متدرج" من غزة
  • يخص الجيش.. أمريكا تعد الرئيس اللبناني بهذا الأمر
  • محلل سياسي: الجيش اللبناني يحظى بدعم دولي وعربي (فيديو)
  • محلل سياسي: الجيش اللبناني يحظى بدعم دولي وعربي
  • يديعوت: حراك في دول جوار سوريا بشأن ترسيم الحدود بعد سقوط الأسد
  • إعلام إسرائيلي: الجيش يوسع نطاق هجومه في بيت حانون
  • تسمية الرئيس المكلّف أول اختبار للاتفاق اللبناني - العربي - الدولي حول شكل الحكم