كسر الصمت.. جنود إسرائيليون قدامى يدافعون عن الفلسطينيين
تاريخ النشر: 8th, December 2023 GMT
يصف جنود قدامى خدموا في مدينة الخليل بالضفة الغربية شوارع البلدة القديمة بأنها "مقسّمة حسب الجنسية"، وأنه "يتم فصل المنطقة المحيطة بالحرم الإبراهيمي على أساس الدين".
ويقول هؤلاء الجنود إن مهمتهم الأساسية، حين كانوا في الخدمة العسكرية، هي تأمين الممرات والطرق التي يستخدمها 850 مستوطنا يقطنون في تلك المدينة الفلسطينية.
The Streets in the center of Hebron are segregated according to nationality. The Area surrounding the Tomb of the Patriarchs is segregated based on religion
In any case @DemMaj4Israel, a good place to start would be to ask local Palestinians or Israeli soldiers who served there???? https://t.co/KgH8D86css pic.twitter.com/l0T35QMd7k
حين أنهى الجنود خدمتهم في البلدة القديمة بالخليل، وشهدوا على واقع لم يسبق لهم أن عاشوه في مكان آخر، قرروا "كسر الصمت".
ويسير السكان الفلسطينيون في أزقة وشوارع البلدة القديمة بمدينة الخليل بحذر شديد، فالنقاط العسكرية الإسرائيلية في كل مكان، وهناك مناطق يكون الدخول إليها مقيدا بأنظمة عسكرية، مثلا مسموحة للمستوطنين وممنوعة على الفلسطينيين، كما أن أي تحرك مشبوه يصدر عن فلسطيني قد يكلف صاحبه حياته.
وتخضع الخليل القديمة لرقابة وسيطرة أمنية مشددة من جنود إسرائيليين هدفهم الأساسي تأمين الحماية لحركة المستوطنين في البلدة القديمة ومستوطنة كريات أربع المُلاصِقة، وتأمين محيط الحرم الإبراهيمي.
العمل اليومي لهؤلاء الجنود يجعلهم منخرطين في الحياة اليومية للمدنيين، وفي كثير من الأحيان يتدخلون لفض مشادات بين الفلسطينيين والمستوطنين هناك. أو يضطرون لتفتيش النساء والأطفال والرجال وفحص هوياتهم والتحقيق معهم ميدانيا.
هؤلاء الجنود الإسرائيليون، ممن أنهوا الخدمة العسكرية في الخليل خلال الانتفاضة الثانية التي اندلعت في سبتمبر عام 2000، قرروا العمل كنشطاء لإنهاء الاحتلال في الضفة الغربية وقطاع غزة، فأسسوا منظمة "كسر الصمت"، في مارس عام 2004.
وقد اكتسبت المنظمة منذ ذلك الحين مكانة خاصة في نظر الجمهور الإسرائيلي، وفي وسائل الإعلام بسبب دورها الفريد في إعطاء صوت لتجربة الجنود هناك.
أخذ هؤلاء الجنود على عاتقهم تعريف الجمهور بواقع الحياة اليومية في الأراضي المحتلة، من خلال شهاداتهم على سيطرة الجيش الإسرائيلي على كافة مناحي حياة المدنيين في الأراضي الفلسطينية.
ولم يقتصر عملهم على مدينة الخليل ذات الطابع الأمني المعقد، بل امتد لكل مناطق التوتر في الضفة الغربية تحديدا.
وتقول المنظمة على موقعها الإلكتروني: "نحن نسعى إلى تحفيز النقاش العام حول الثمن المدفوع مقابل الواقع الذي يواجه فيه الجنود الشباب سكانا مدنيين يوميا، ويشاركون في السيطرة على الحياة اليومية لهؤلاء السكان. إن عملنا يهدف إلى إنهاء الاحتلال".
تصف المنظمة الجنود القدامى المنضوين في عضويتها بأنهم "خدموا في المناطق (مصطلح متعارف عليه في إسرائيل للإشارة إلى الضفة الغربية وقطاع غزة) وكانوا يشهدون ويشاركون في العمليات العسكرية التي غيرتهم بشكل كبير".
وتقول المنظمة إن "حالات الاعتداء على الفلسطينيين وتدمير الممتلكات هي القاعدة منذ سنوات، لكن هذه الحوادث لا تزال توصف رسميا بأنها حالات متطرفة وفريدة من نوعها".
وترى المنظمة أن الواقع وما يجري في الضفة الغربية بالتحديد معروف لدى الجنود والقادة الإسرائيليين، "إلا أن المجتمع الإسرائيلي بشكل عام يواصل غض الطرف والإنكار لما يحدث باسمه".
وتشير المنظمة إلى أن الجنود المُسرَّحين العائدين إلى الحياة المدنية "يكتشفون الفجوة بين الواقع الذي واجهوه في 'المناطق'"، و"الصمت الذي يجدونه في وطنهم إزاء هذا الواقع".
وتسعى المنظمة بأنشطتها إلى إيصال أصوات هؤلاء الجنود، ودفع المجتمع الإسرائيلي لمواجهة الواقع الذي خلقه الاحتلال.
وتجمع المنظمة شهادات من جنود خدموا في الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس الشرقية، منذ سبتمبر عام 2000، وتنشرها لرفع مستوى الوعي بواقع ما يجري على الأرض.
وتتركّز أنشطة أعضاء المنظمة على تعزيز الوعي العام، عبر عقد محاضرات واجتماعات منزلية وفعاليات عامة أخرى تسلط الضوء على الواقع من خلال أصوات الجنود السابقين.
وتنظم المنظمة جولات في الخليل وجنوب تلال الخليل في الضفة الغربية، بهدف تمكين الجمهور من الوصول إلى الواقع المتواجد على بعد دقائق فقط من منازلهم.
جندي إسرائيلي يقف لحراسة مستوطنين في البلدة القديمة في الخليلوحتى الآن، جمعت المنظمة شهادات من أكثر من 1400 جندي يمثلون جميع طبقات المجتمع الإسرائيلي ويغطون جميع الوحدات العاملة في الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس الشرقية تقريبا.
ولتقديم رواية موثقة، تعمل المنظمة على فحص الشهادات التي يدلي بها الجنود عن تجاربهم، ليتسنى نشرها بدقة، إذ يتم التحقق من جميع الحقائق مع شهود عيان إضافيين وأرشيفات منظمات حقوق الإنسان الأخرى النشطة في هذا المجال.
وتؤكد المنظمة على أولوية حماية الجنود الذين يختارون الإدلاء بشهادتهم أمام الجمهور حول خدمتهم العسكرية، حيث يختار معظم الجنود عدم الكشف عن هويتهم، بسبب الضغوط المختلفة من المسؤولين العسكريين والمجتمع الإسرائيلي ككل.
أثارت أنشطة المنظمة اهتمام وسائل الإعلام الغربية والمحلية، ونقلت أفلام وثائقية تجارب وشهادات هؤلاء الجنود القدامى.
بعض الإسرائيليين ينتقدون هؤلاء الجنود القدامى ويهاجمون رواياتهم التي تدافع عن حقوق الفلسطينيين.
وفي نظر البعض يصل الأمر لاعتبار أن عمل هؤلاء الجنود الناشطين في مجال حقوق الإنسان وإنهاء الاحتلال في الأراضي الفلسطينية يندرج ضمن "الخيانة" لدولة إسرائيل، وهو ما يعرضهم في بعض الفعاليات الميدانية التي يقيمونها في الضفة الغربية لاعتداءات يرتكبها الجنود الذين يخدمون هناك، أو مستوطنون متطرفون.
الموقف من حرب غزةتؤكد المنظمة على مطلب عودة الرهائن الإسرائيليين في غزة فورا، لكنها تعارض بعض الإجراءات العسكرية التي ترى المنظمة أنها تعقّد المشهد.
The images of Israeli hostages returning to their homes after being held for seven weeks and more in Hamas captivity...
Posted by Breaking the Silence on Thursday, November 30, 2023ونشرت المنظمة بيانا مع عدد من شركائها الإسرائيليين في مجال حقوق الإنسان، دعت فيه المجتمع الدولي إلى "التحرك لوقف الترحيل القسري الذي يحدث حاليا في الضفة الغربية"، مؤكدة أنه "لا يجب السماح لهذا الجنون بالاستمرار، ومن الواضح أن حكومتنا ليس لديها أي نية لوقفه".
Along with many of our Israeli human rights partners, we call on the international community to act to stop the forcible transfer currently happening in the West Bank. This madness must not be allowed to continue and our government clearly has no intention of stopping it. pic.twitter.com/BFnhCqZiWs
— Breaking the Silence (@BtSIsrael) October 29, 2023وترى المنظمة أنه منذ السابع من أكتوبر، "ضاعف السياسيون والصحفيون والمعلّقون الإسرائيليون ادعاءاتهم للجمهور الإسرائيلي بأنه لا يوجد أبرياء في غزة. وهم يتجاهلون عن طيب خاطر حقيقة مفادها أن عدد سكان غزة يبلغ 2.3 مليون نسمة، 40 بالمئة منهم تحت سن الخامسة عشرة".
Since October 7th, Israeli politicians, journalists and commentators have been doubling down on their claim to the Israeli public that “there are no innocents in Gaza.” They willingly ignore the fact that Gaza’s population stands at 2.3 million, with 40% of them under age 15. ???? pic.twitter.com/l2xutX46Wh
— Breaking the Silence (@BtSIsrael) December 7, 2023وتقول المنظمة إنه منذ "المذبحة المروعة التي ارتكبتها حماس، في السابع من أكتوبر، والضفة الغربية مشتعلة. لقد قُتل عدد من الفلسطينيين في الضفة الغربية أكثر من أي عام آخر، منذ عام 2005. وهذا يعني أكثر من 220 شخصا في أقل من شهرين بقليل، وقُتل ثمانية منهم على الأقل على أيدي مستوطنين مسلحين".
Since the horrific massacre by Hamas on October 7th, the West Bank has been on fire. More Palestinians have been killed in the West Bank than in any year since 2005. That’s over 220 people in a little less than two months.
At least eight of them were killed by armed settlers
???? pic.twitter.com/2xHpdLMI71
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: الضفة الغربیة وقطاع غزة المجتمع الإسرائیلی فی الضفة الغربیة البلدة القدیمة هؤلاء الجنود المنظمة على pic twitter com
إقرأ أيضاً:
إصابة فلسطيني برصاص الاحتلال الإسرائيلي في الضفة الغربية
القدس المحتلة - أصيب شاب برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي، السبت 23نوفمبر2024، عقب هجوم نفذه مستوطنون على منازل فلسطينيين في بلدة بيت فوريك شرق نابلس بالضفة الغربية المحتلة.
وأفادت جمعية الهلال الأحمر، بأن طواقمها تعاملت مع إصابة لشاب يبلغ من العمر 32 عاما بالرصاص الحي في الفخذ، وجرى نقله إلى المستشفى، وفق وكالة قنا القطرية.
وقال حسين حج محمد رئيس بلدية بيت فوريك، إن مستوطنين هاجموا منازل الفلسطينيين بحماية جيش الاحتلال على أطراف حي الضباط في البلدة، وتصدى لهم الأهالي، الأمر الذي أدى لاندلاع مواجهات في المنطقة، وسط إطلاق للرصاص.
يذكر أن عشرات المستوطنين هاجموا بلدة بيت فوريك والمنطقة ذاتها، السبت الماضي، وأحرقوا عددا من المركبات، وغرفا زراعية.
وتتعرض مدن وبلدات ومخيمات الضفة الغربية والقدس المحتلتين يوميا لحملات مداهمات واقتحامات إسرائيلية، تصحبها مواجهات واعتقالات وإطلاق للرصاص الحي والمطاطي، وقنابل الغاز السام المسيل للدموع على الشباب الفلسطينيين، وقد زادت وتيرة هذه الممارسات بالتزامن مع العدوان غير المسبوق والمتواصل على قطاع غزة.
Your browser does not support the video tag.