على عكس المعروف .. دراسة: استخدام الهاتف الذكي يفيد الصحة العقلية
تاريخ النشر: 8th, December 2023 GMT
رغم التحذيرات المتتالية من استخدام الهواتف الذكية، إلا أن هناك دراسة جاءت لتضرب بتلك التحذيرات عرض الحائط، وذلك لأن الدراسة الحديثة أثبتت أن استخدام الهاتف الخلوي لبضع ساعات يوميا قد يقلل من خطر الإصابة بمشكلات الصحة العقلية.
وجد باحثون من جامعة هانيانغ في كوريا أن الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 13 إلى 18 عامًا والذين استخدموا هواتفهم لمدة تقل عن ساعتين يوميًا كانوا أقل عرضة للإصابة بالاكتئاب ومشاكل النوم والتوتر والأفكار الانتحارية وإدمان الكحول مقارنة بأقرانهم الذين لم يستخدموا هاتفًا في اليوم.
ولكن أكثر من أربع ساعات من وقت الهاتف ارتبطت بنسبة تصل إلى 22% من خطر الإصابة بهذه المشاكل الصحية، في حين أظهرت معظم الأبحاث أن الوقت المفرط أمام الشاشة يمكن أن يكون ضارًا برفاهيتنا، يقول الباحثون إن النتائج التي توصلوا إليها تظهر أن الكميات الصغيرة يمكن أن تكون 'مفيدة' عندما يتعلق الأمر باستخدام الهاتف في مرحلة البلوغ.
ويقولون إن بعضها مفيد للأغراض الاجتماعية، مما يساعد في محاربة الوحدة والعزلة. لكن الكثير منها قد يكون علامة على التعاسة في أجزاء أخرى من حياة الناس، كما قد يكون الأشخاص غير السعداء أكثر عرضة لذلك.
وقال الباحثون: "إن استخدام الهواتف الذكية لمدة ساعة أو ساعتين كان وقائيًا ضد محاولات الانتحار. ومن نتائجنا، يبدو أن استخدام الهواتف الذكية لمدة تقل عن ساعتين يوميًا مفيد لنتائج الصحة العقلية مقارنة بعدم الاستخدام".
وأضافوا: "أظهرت دراستنا أن الآثار الضارة للنتائج الصحية تظهر بعد أربع ساعات من استخدام الهاتف الذكي، وهو ما يتوافق مع الدراسات السابقة".
ونظر الباحثون في بيانات عامي 2017 و2020 من 50 ألف مراهق من الاستطلاع المستند إلى الويب الخاص بسلوك الشباب الكوري، والذي يحتوي على 103 أسئلة حول الصحة البدنية والعقلية.
كما تم إجراء استبيان حول استخدام الهواتف الذكية في عام 2017 ومرة أخرى في عام 2020، ونظر الباحثون في العلاقة بين استخدام الهاتف والنتائج الصحية، مع مراعاة عوامل أخرى مثل العمر والجنس والحالة الاجتماعية والاقتصادية.
مقارنةً بالنتائج الصحية للأشخاص الذين لم يستخدموا الهاتف، كان المراهقون الذين استخدموا هواتفهم لمدة تقل عن ساعتين يوميًا أقل عرضة للتوتر بنسبة 30% وأقل عرضة بنسبة 27% للنوم السيئ.
وكانوا أيضًا أقل عرضة للإصابة بالاكتئاب بنسبة 38%، وأقل عرضة للانتحار بنسبة 43%، وأقل عرضة لتعاطي الكحول بنسبة 47%، وكانت هذه الارتباطات متسقة لدى المراهقين الذين استخدموا هواتفهم لمدة تتراوح بين ساعتين إلى أربع ساعات في اليوم.
وبالمقارنة مع الأشخاص الذين لم يستخدموا الهاتف على الإطلاق، كانوا أقل عرضة للتوتر بنسبة 29% وأقل عرضة للإصابة بالاكتئاب بنسبة 34%.
كما كانوا أقل عرضة للانتحار بنسبة 40% وأقل عرضة لتعاطي الكحول بنسبة 27%، وشدد الباحثون على أن التحيز يمكن أن يتسلل إلى الدراسات الاستقصائية، حيث أظهرت الدراسات السابقة أن المراهقين الذين يعانون من صعوبات في التنظيم العاطفي قد يكونون أكثر عرضة للاستخدام المفرط للهواتف الذكية.
ووجد الفريق أن استخدام الهاتف كان له تأثير سلبي على النتائج الصحية عندما يصل إلى ما بين أربع إلى ست ساعات أو أكثر، مقابل غير المستخدمين، وبالمقارنة مع أولئك الذين استخدموا هواتفهم لمدة تقل عن أربع ساعات في اليوم، فإن الأشخاص الذين استخدموها لأكثر من أربع ساعات كانوا أكثر عرضة للسمنة وضعف الصحة العقلية.
ويُعتقد أن السبب في ذلك هو أنهم يقضون وقتًا أطول على هواتفهم بدلاً من ممارسة الرياضة، ويرتبط الاستخدام المتزايد لوسائل التواصل الاجتماعي أيضًا بالتعاسة، حيث يقارن الناس أنفسهم وحياتهم بالآخرين عبر الإنترنت.
وكان لديهم أيضًا فرصة أكبر للتوتر والاكتئاب وسوء النوم والانتحار، وقد وجدت الأبحاث السابقة أن حوالي ثلث البالغين الأمريكيين معرضون لخطر الإدمان على هواتفهم الذكية.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: استخدام الهواتف الذکیة استخدام الهاتف الصحة العقلیة لمدة تقل عن أربع ساعات ا أقل عرضة
إقرأ أيضاً:
دراسة تحذر من الاستهلاك المفرط للسكر وتأثيره على الصحة العامة في سلطنة عُمان
- إعادة تركيب الأغذية المصنعة وفرض ضرائب على المشروبات المحلاة
- أهمية توسعة المرافق الرياضية وزيادة الفحص المبكر للأمراض غير المعدية
أظهرت دراسة أهمية التعامل مع خطورة الاستهلاك المفرط للسكر وتأثيره السلبي على الصحة العامة في سلطنة عُمان ودعت إلى اتخاذ تدخلات تتناسب مع ثقافة المجتمع العُماني وتراعي احتياجات أفراده للحد من تناول السكريات الحرة ووفق انتشار اضطراب وارتفاع مستوى الجلوكوز، فقد شهدت سلطنة عُمان، شأنها شأن سائر بلدان إقليم شرق المتوسط، زيادة ملحوظة في انتشار التغذية المفرطة والأمراض المرتبطة بها في العقود القليلة الماضية.
ووفقًا لدراسة حول المعارف والمواقف والسلوكيات المتعلقة باستهلاك السكر لدى العُمانيين للفئة العمرية من 14 إلى 60 عامًا، بيّنت نتائجها الآثار السلبية للإفراط في تناول السكر على الصحة وكانت السلوكيات الغذائية المتعلقة بالسكر ضعيفة، حيث أظهر 73% من المراهقين و40% من البالغين فقط سلوكيات غير صحية، وأشار أكثر من ثلث المراهقين إلى أنهم يضيفون السكر إلى المشروبات والأطعمة، وتكررت هذه السلوكيات أيضًا بين البالغين.
وأفادت نسبة كبيرة من المراهقين 68% و46% من البالغين بأنهم نادرًا ما يتحققون من كمية السكر في الأطعمة.
وأشارت الدراسة إلى ضرورة تقديم نصائح وإرشادات من قبل العاملين في مجال الرعاية الصحية وأخصائيي التغذية حول خفض كمية السكريات الحرة في النظام الغذائي وخاصة للأفراد المصابين بالأمراض المزمنة.
ثقافة المجتمع
كما أوضحت أن الاستهلاك المفرط للأطعمة الغنية بالسكر والكربوهيدرات يزيد من ارتفاع نسبة الجلوكوز في الدم، حيث توصي منظمة الصحة العالمية بأن لا يتجاوز استهلاك السكر 10% من السعرات الحرارية.
وبالنظر إلى مدى خطورة الاستهلاك المفرط للسكر على الصحة العامة في سلطنة عُمان، فهناك حاجة واضحة لاتخاذ تدخلات تناسب ثقافة المجتمع العُماني وتساعد أفراده على الحد من تناول السكريات الحرة، وبالتالي الحد من انتشار «اضطراب» و«ارتفاع» مستوى الجلوكوز، حيث يمكن أن يتسبب الاستهلاك المفرط للسكريات الحرة في ارتفاع الكوليسترول والدهون الثلاثية وضغط الدم، وهي عوامل الخطر الرئيسة للأمراض القلبية الوعائية.
وبحسب المسح الوطني لرصد عوامل الخطورة المرتبطة بالأمراض غير المعدية (STEPS) التي أجرتها سلطنة عُمان في عام 2017، يعاني 12% من العُمانيين البالغين الذين تزيد أعمارهم عن 18 عامًا من اضطراب في مستويات الجلوكوز في الدم و15% منهم يعانون من «ارتفاع» مستوى الجلوكوز في الدم و/أو تم تشخيصهم سابقًا بالإصابة بمرض السكري. وإجمالًا، يعاني 27% من العُمانيين البالغين من اضطراب أو ارتفاع مستويات الجلوكوز في الدم.
توصيات السياسة
خلصت الدراسة إلى ضرورة اعتماد نهج متعدد الجوانب للحد من استهلاك السكر في سلطنة عُمان، ويجب الاستمرار في برامج الصحة العامة الحالية وتنفيذ سياسات جديدة لتمكين المراهقين والبالغين من اختيار بدائل صحية.
كما دعت إلى فرض ضرائب على المشروبات المحلاة بالسكر مشيرة إلى أنها أثبتت فعاليتها في بلدان أخرى لذا ينبغي أن تحافظ سلطنة عُمان على الضرائب الانتقائية التي تم تطبيقها في عامي 2019 و2020 على مشروبات الطاقة والمشروبات الغازية وغيرها من المشروبات المحلاة بالسكر موضحة غياب إجراء تقييم مفصل الآثار الضريبة المفروضة على السكر في سلطنة عُمان حتى الآن، داعية إلى العمل مع مصنعي المواد الغذائية لتقليل محتوى السكر في الأغذية المصنعة وإعادة تركيب الأغذية المصنعة لتقليل محتوى السكر من خلال وضع معايير محددة والتعاون مع الشركاء من القطاع الخاص.
وأوصت الدراسة بإيجاد حملات إعلامية لتحسين النظام الغذائي وزيادة النشاط البدني باعتبار أن السمنة عامل خطر رئيسي للإصابة بمرض السكري في منطقة الخليج، لذا يتطلب الوضع بذل المزيد من الجهود لتحسين النظام الغذائي وزيادة النشاط البدني لدى المجتمع العُماني.
كما ينبغي القيام بحملات إعلامية للتوعية لاتباع نظام غذائي صحي وممارسة الرياضة بانتظام عبر قنوات متعددة في سلطنة عُمان، بما في ذلك وسائل الإعلام مثل الإذاعة والتلفزيون والإنترنت وبرامج التعليم المدرسي، ونظرًا لارتفاع المعرفة العامة بالسكر، يجب تصميم حملات إعلامية لتحسين السلوكيات المتعلقة بالأنظمة الغذائية منخفضة السكر وتسهيل الممارسات الصحية.
النشاط البدني
وأوصت الدراسة بتعزيز وزيادة المرافق الرياضية وتوسيعها لتشجيع النشاط البدني، والاستمرار في فحص الأمراض المزمنة غير المعدية في سلطنة عُمان من أجل تسهيل الكشف المبكر عن حالات اضطراب السكر في الدم والسكري.
ويستهدف برنامج الفحص المواطنين العُمانيين الذين تكون أعمارهم أو تزيد عن 35 عامًا في مؤسسات الرعاية الصحية الأولية.
وركزت الدراسة على ضرورة تبادل المعلومات أثناء الفحص والعلاج كجزء من فحوصات الأمراض المزمنة غير المعدية والمراجعة الطبية للأشخاص الذين تم تشخيص إصابتهم بالأمراض المزمنة غير المعدية، وينبغي على العاملين في مجال الرعاية الصحية وأخصائيي التغذية تقديم النصح والإرشاد حول كيفية تقليل كمية السكريات الحرة في النظام الغذائي للفرد، مشيرة إلى ما لوحظ سابقا بأن البالغين الذين يعانون من أمراض مزمنة مثل السكري أو ارتفاع ضغط الدم أو أمراض القلب لا يملكون معرفة عالية عن السكر من نظرائهم الذين لا يعانون من هذه الأمراض.
وهذا يشير إلى أن المعلومات المتعلقة بالسكر لا تنقل إليهم أثناء الزيارات الطبية إلا قليلًا، ويرجع ذلك على الأرجح إلى عدم توفر أخصائيي التغذية في بعض المؤسسات الصحية؛ فحوالي 50% من المراكز الصحية الأولية في سلطنة عُمان لا يوجد بها أخصائيو تغذية، وفي المراكز الصحية التي يوجد بها أخصائيو التغذية يكون العبء أعلى من قدرة هؤلاء الأخصائيين.
وأكدت الدراسة أنه ينبغي بذل المزيد من الجهود لنشر المعلومات الخاصة بالتغذية وتقليل السكر، ونظرًا لانخفاض التغطية الحالية لأخصائيي التغذية في المراكز الصحية، يمكن إعطاء الأولوية للأفراد الذين يعانون من اضطراب مستويات الجلوكوز أو السكري أو أمراض القلب والأوعية الدموية الأخرى لتلقي المعلومات الغذائية. بالإضافة إلى ذلك، يمكن مشاركة المعلومات المتعلقة بالآثار الصحية للأطعمة عالية السكر مع المراهقين والبالغين كجزء من زيارات الرعاية الأولية الروتينية بغض النظر عن حالتهم الصحية.