إعداد: فرانس24 تابِع إعلان اقرأ المزيد

اتهمت بريطانيا والولايات المتحدة، الخميس، روسيا بشن حملة تدخل سيبرانية "غير مقبولة" تستهدف كبار المسؤولين السياسيين والصحافيين والمنظمات غير الحكومية.

وسبق أن حامت شبهات حول تدخل روسيا في السياسة البريطانية، منها ما يتعلق بالاستفتاء المثير للانقسام على خروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي 2016، لكن الحكومة المحافظة واجهت انتقادات لعدم إجرائها تحقيقا في ذلك.

وفي أحدث اتهام، قالت وزارة الخارجية البريطانية إن جهاز الأمن الفدرالي الروسي يقف وراء "محاولات غير ناجحة للتدخل في عمليات سياسية في المملكة المتحدة"، مضيفة أنها استدعت سفير روسيا لدى لندن بهذا الخصوص.

وقال وزير الخارجية البريطاني ديفيد كامرون في بيان، إن "محاولات روسيا التدخل في سياسات المملكة المتحدة غير مقبولة إطلاقا، وتسعى إلى تهديد مساراتنا الديمقراطية".

وأضاف: "رغم جهودهم المتكررة، فإنهم فشلوا. وفي حين أسفر بعض الهجمات عن تسريب وثائق، إلا أن محاولات التدخل في السياسة والديمقراطية البريطانية لم تنجح".

وتابع: "بمعاقبة الجهات المسؤولة واستدعاء السفير الروسي اليوم، نكشف محاولاتهم الخبيثة لبسط النفوذ ونسلط الضوء على مثال آخر لكيفية اختيار روسيا العمل على المسرح العالمي".

وقال مكتب كامرون إن "المركز 18" وهو وحدة داخل جهاز الأمن الفدرالي الروسي (إف إس بي)، مسؤول عن "عدد من عمليات التجسس السيبرانية" ضد لندن.

تسريب وثائق

وقالت الحكومة البريطانية إن الجهاز الروسي استهدف برلمانيين من أحزاب سياسية عدة، ونتج عن بعض تلك الهجمات تسريب وثائق في عملية بدأت أقله عام 2015 وامتدت حتى 2023.

وقرصن الجهاز أيضا مستندات تجارية بريطانية-أمريكية سربت قبل الانتخابات العامة البريطانية في كانون الأول/ديسمبر 2019، وفق الحكومة.

وقالت الخارجية إن عميلين روسيين فرضت عليهما عقوبات لتورطهما في الإعداد لما يسمى حملات التصيد الاحتيالي و"أنشطة تهدف إلى تقويض المملكة المتحدة".

تنطوي عمليات التصيد الاحتيالي على إرسال مقرصن روابط ضارة إلى أهداف معينة "لمحاولة حضها على مشاركة معلومات حساسة".

وغالبا ما يقدم المقرصن على "نشاط استطلاعي حول هدفه" من أجل تصميم هجماته بشكل أكثر فعالية، وفقا للمركز الوطني للأمن السيبراني في المملكة المتحدة.

وعادة ما يتصل المهاجم بالأهداف عبر البريد الإلكتروني ووسائل التواصل الاجتماعي ومنصات الشبكات المهنية، وينتحل صفة جهات اتصال حقيقية لأهدافه، ويرسل دعوات كاذبة إلى مؤتمرات وفعاليات، وروابط ضارة لاجتماعات عبر منصة زوم.

ونشرت السلطات القضائية الأمريكية من جهتها الثلاثاء لائحة اتهام أصدرتها محكمة في سان فرانسيسكو (غربا) بحق مواطنين روسيين هما رسلان ألكساندروفيتش بيريتياتكو، العنصر في جهاز الأمن الفدرالي الروسي، وفقا لواشنطن ولندن، وأندريه ستانيسلافوفيتش كورينيتس.

وقالت وزارة العدل الأمريكية في بيان، إن الرجلين قد يكونان في روسيا، وهما متهمان بالإقدام على "حملة قرصنة للشبكات المعلوماتية في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة ودول أخرى في حلف شمال الأطلسي (الناتو) وفي أوكرانيا، لمصلحة الحكومة الروسية".

وقالت الوزارة إن كلاهما يواجه تهمتين بالقرصنة المعلوماتية، يعاقب عليهما بالسجن لمدة تصل إلى 5 سنوات لبيريتياتكو و10 سنوات لكورينيتس.

في الولايات المتحدة، استهدفت محاولات القرصنة هذه "موظفين أو موظفين سابقين في مجتمع الاستخبارات ووزارة الدفاع ووزارة الخارجية، ومقاولين في مجال الدفاع، وبنية تحتية لوزارة الطاقة، على الأقل بين تشرين الأول/أكتوبر 2016 وتشرين الأول/أكتوبر 2022"، وفق البيان.

استهداف مسؤولين

في كانون الثاني/يناير، حذر مسؤولو الأمن السيبراني في المملكة المتحدة من أن روسيا وإيران تستهدفان بشكل متزايد مسؤولين حكوميين وصحافيين ومنظمات غير حكومية بهجمات تصيد بهدف "الإضرار بأنظمة حساسة".

وحض المركز الوطني للأمن الإلكتروني التابع لمكاتب الاتصالات الحكومية البريطانية، وهي وكالة استخبارات، على توخي مزيد من اليقظة بشأن التقنيات والتكتيكات المستخدمة، إضافة إلى نصائح لتخفيف تأثيرها.

وقال إن مجموعتي سيبورغيوم ومقرها روسيا و"تي إيه 453" ومقرها إيران استهدفتا عددا من المنظمات والأفراد في المملكة المتحدة وخارجها طيلة عام 2022.

العام الماضي، ذكرت صحيفة بريطانية أن عملاء يشتبه في أنهم من الكرملين اخترقوا الهاتف المحمول لرئيسة الوزراء البريطانية السابقة ليز تراس عندما كانت وزيرة للخارجية.

وبحسب صحيفة ميل أون صنداي، يعتقد أنهم تمكنوا من الوصول إلى "اتصالات سرية جدا مع شركاء دوليين".

وقال مصدر للصحيفة إن الهاتف "المخترق" وضع داخل خزانة مقفلة في موقع حكومي آمن بعد اختراق رسائل تصل إلى عام، من بينها "نقاشات حساسة جدا" حول الحرب في أوكرانيا.

واكتشفت القرصنة في صيف 2022، عندما كانت تراس تقوم بحملتها للفوز بزعامة حزب المحافظين وخلافة بوريس جونسون في رئاسة الوزراء، وفق الصحيفة.

والمشتبه بهما مستهدفان بعقوبات بريطانية، وأخرى فرضتها وزارة الخزانة الأمريكية. كما أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية عن مكافأة تصل إلى 10 ملايين دولار للحصول على معلومات تؤدي إلى مكان وجودهما، واعتقالهما مع المتواطئين معهما.

وقال مسؤول كبير في مكتب التحقيقات الفدرالي (إف بي آي) مشترطا عدم كشف هويته: "كلاهما مطلوب حاليا من جانب مكتب التحقيقات الفيدرالي". وقال إن ثمة اشتباها "في وجودهما بروسيا"، مضيفا أنه لا يتوقع أن تسلمهما موسكو.

وتابع المسؤول: "لكن إذا سافرا إلى بلد يتعاون مع نظام العدالة الأمريكي، فإنهما يواجهان خطر تسليمهما إلى الولايات المتحدة".

فرانس24/ أ ف ب

المصدر: فرانس24

كلمات دلالية: الحرب بين حماس وإسرائيل قمة المناخ 28 الحرب في أوكرانيا ريبورتاج سيبرانية الولايات المتحدة هجوم تكنولوجيا الأمن السيبراني روسيا بريطانيا الحرب بين حماس وإسرائيل إسرائيل غزة حماس النزاع الإسرائيلي الفلسطيني الجزائر مصر المغرب السعودية تونس العراق الأردن لبنان تركيا فی المملکة المتحدة

إقرأ أيضاً:

كالاس لـ"يورونيوز": موسكو تسعى إلى زرع الانقسام بين واشنطن والأوروبيين.. لا تمنحوها ذلك

أكدت كايا كالاس، مسؤولة الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي، في مقابلة مع "يورونيوز" أن موسكو تسعى إلى زرع الانقسام بين الولايات المتحدة والأوروبيين، مشددة على ضرورة الحفاظ على وحدة الصف لمواجهة العدوان الروسي على أوكرانيا.

اعلان

خلال حديث مباشر في برنامج "أوروبا اليوم" على شبكة "يورونيوز" يوم الأربعاء، أكدت كالاس أنه "لا يوجد خلاف" بين بروكسل وإدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مشددة على أهمية بقاء الطرفين متحدين لمواجهة التهديدات القادمة من روسيا.

وأضافت كالاس، أن المحادثات الجارية في الوقت الراهن تُعد "دبلوماسية مكوكية"، موضحة أن أوروبا ستلعب دورا حيويا عندما تبدأ المفاوضات الرسمية للتوصل إلى تسوية سلمية.

وجاءت تصريحاتها بعد يوم من المكالمة الهاتفية التي جمعت بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، حيث اتفقا على وقف مؤقت لمدة 30 يومًا للهجمات على البنية التحتية للطاقة في أوكرانيا.

وقالت كالاس: "لا توجد طاولة مفاوضات تجلس عليها روسيا وأوكرانيا في الوقت الحالي. وما نراه الآن هو دبلوماسية مكوكية"، واضافت "بالطبع، لكي ينجح أي اتفاق، يجب أن يكون الأوروبيون حاضرين خلال المفاوضات للموافقة عليه، لأن تنفيذ أي اتفاق يعتمد على أوروبا".

اختلاف في الروايات بين ترامب وبوتين

وعن تقييمها للمكالمة بين ترامب وبوتين، قالت كالاس: "من الجيد أن نرى كيف تتطور الأمور. ترامب كان واضحًا بأن المساعدات العسكرية لأوكرانيا لم تكن جزءًا من المحادثة، بينما قال بوتين إنها نوقشت. شخصيًا، أفضل تصديق ترامب على الرئيس بوتين"، وفق تعبيرها.

وبحسب التقارير، فإن بوتين اشترط وقف المساعدات العسكرية الغربية لأوكرانيا كشرط أساسي للهدنة المؤقتة، لكن ترامب نفى ذلك خلال مقابلة مع شبكة فوكس نيوز، مؤكدًا أن "المساعدات لم تُناقش".

ورغم وصف ترامب للمكالمة بأنها "مثمرة"، إلا أن الاتفاق على وقف جزئي لإطلاق النار لم يحقق الهدف الذي كان يسعى إليه، وهو التوصل إلى وقف شامل للقتال على الأرض وفي البحر والجو.

كالاس: الاتحاد الأوروبي يعمل على خطة مساعدات بقيمة 40 مليار يورو لأوكرانيا.مقترح جديد لدعم عسكري أوروبي لأوكرانيا

وفي سياق متصل، تقدمت كالاس بمقترح يهدف إلى تقديم دعم عسكري جديد لأوكرانيا بقيمة 40 مليار يورو، يشمل تعزيز الإمدادات من الذخائر المدفعية وأنظمة الدفاع الجوي والصواريخ والطائرات المسيرة والمقاتلات.

وكشفت "يورونيوز" عن مسودة المقترح، والتي تتيح للدول المشاركة تقديم تعهدات بالمساهمة، دون الحاجة إلى موافقة جميع الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي البالغ عددها 27. كما يفتح المجال أمام دول غير أوروبية، مثل المملكة المتحدة والنرويج، للمشاركة في المبادرة، في خطوة تعكس تحولًا نحو تشكيل "تحالف الراغبين".

ومن المقرر أن يُناقش هذا المقترح خلال قمة قادة الاتحاد الأوروبي في بروكسل يوم الخميس، فيما لا تزال هناك تساؤلات حول إمكانية إدراج 18 مليار يورو من الأرباح المصادرة من الأصول الروسية المجمدة في أوروبا ضمن الحزمة التمويلية لهذه الخطة.

Relatedالاتحاد الأوروبي يدرس مصير الأصول الروسية المجمدة وسط مخاوف قانونيةالكرملين: بوتين يوافق على تعليق الضربات على البنى التحتية للطاقة الأوكرانية لمدة ثلاثين يومًازيلينسكي: العقوبات على موسكو وتعزيز حلف العالم الحر والضمانات الأمنية.. طريق أوكرانيا إلى السلام

إلى جانب ذلك، من المتوقع أن يصدر الاتحاد الأوروبي، يوم الأربعاء، ورقة عمل تتضمن مقترحات ملموسة لتعزيز القدرات الدفاعية الأوروبية.

وفي ختام حديثها، شددت كالاس على ضرورة تعزيز القوة الدفاعية لأوروبا، قائلة: "كلما كنا أقوى، قلّت احتمالية اندلاع الحرب. علينا بذل المزيد من الجهود في الدفاع عن أنفسنا، وأيضًا في دعم أوكرانيا، فكلما كانت أقوى في ساحة المعركة، كانت أقوى على طاولة المفاوضات".

Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية وزير المناخ لرئاسة حكومة إستونيا بعد تعيين كالاس على رأس الدبلوماسية الأوروبية قادة الاتحاد الأوروبي يختارون فون دير لاين وكوستا وكالاس لشغل المناصب العليا في التكتل زعماء الاتحاد الأوروبي يستعدون لتأييد فون دير لاين وكوستا وكالاس لتولي المناصب العليا في الكتلة مقابلةروسياالاتحاد الأوروبيعلاقات دبلوماسيةالحرب في أوكرانيا اعلاناخترنا لكيعرض الآنNext زيلينسكي: العقوبات على موسكو وتعزيز حلف العالم الحر والضمانات الأمنية.. طريق أوكرانيا إلى السلام يعرض الآنNext لقاء بين رئيسي رواندا والكونغو الديمقراطية في قطر لبحث سبل تحقيق السلام يعرض الآنNext بعد اتهامات بالفساد.. اعتقال رئيس بلدية إسطنبول المعارض لأردوغان أكرم إمام أوغلو يعرض الآنNext الاتحاد الأوروبي يدرس مصير الأصول الروسية المجمدة وسط مخاوف قانونية يعرض الآنNext الفصائل الفلسطينية تنعى قادة منها في الغارات الإسرائيلية المتجددة على غزة اعلانالاكثر قراءة إسرائيل تستأنف حربها على غزة بأمر من نتنياهو.. غارات تحصد أرواح أكثر من 400 فلسطيني حرب غزة تتجدد... مئات القتلى الفلسطينيين وصاروخ يمني يستهدف قاعدة نيفاتيم الإسرائيلية عاصفة مدمرة تجتاح ثماني ولايات أمريكية تودي بحياة 42 شخصا وتخلف دمارا واسعا الكرملين: بوتين يوافق على تعليق الضربات على البنى التحتية للطاقة الأوكرانية لمدة ثلاثين يومًا ترحيل طبيبة لبنانية من أمريكا رغم حيازتها لتأشيرة والسبب: حضورها جنازة نصر الله اعلان

LoaderSearchابحث مفاتيح اليومدونالد ترامبغزةفولوديمير زيلينسكيحركة حماسضحاياألمانياروسياالصراع الإسرائيلي الفلسطيني إتفاقية سلامواشنطنإسرائيلحروبالموضوعاتأوروباالعالمالأعمالGreenNextالصحةالسفرالثقافةفيديوبرامجخدماتمباشرنشرة الأخبارالطقسآخر الأخبارتابعوناتطبيقاتتطبيقات التواصلWidgets & ServicesAfricanewsعرض المزيدAbout EuronewsCommercial ServicesTerms and ConditionsCookie Policyسياسة الخصوصيةContactWork at Euronewsتعديل خيارات ملفات الارتباطتابعوناالنشرة الإخباريةCopyright © euronews 2025

مقالات مشابهة

  • واشنطن تقلّص جهود مكافحة حملات التهديد الروسي وسط تقارب ترامب مع موسكو
  • “جود الباحة” تستهدف توفير 6600 وحدة سكنية بمختلف مناطق المملكة خلال العام الجاري
  • بوتين: روسيا تتعرض لمحاولات تستهدف زعزعة استقرارها السياسي
  • كالاس لـ"يورونيوز": موسكو تسعى إلى زرع الانقسام بين واشنطن والأوروبيين.. لا تمنحوها ذلك
  • توتر داخل الحكومة البريطانية بعد تصريحات وزير الخارجية بشأن إسرائيل
  • الخارجية البريطانية ترفض شجب إسرائيل بعد قتل عاملين في جمعية بريطانية بغزة
  • «الخارجية» تتسلم البراءة القنصلية من قنصل عام المملكة المتحدة
  • هل ينجح ترامب في وقف الحرب في أوكرانيا؟.. موسكو تخشى توسع الناتو المتسارع وتضع شروطها.. وترقب للقاء الرئيس الأمريكي مع نظيره الروسي
  • غارات أميركية جديدة باليمن وأنصار الله تستهدف "هاري ترومان" للمرة الثانية
  • روسيا تكشف عن شروطها للسلام وتحذر من تدخل الناتو