بوابة الوفد:
2024-09-16@19:18:24 GMT

هل حث الشرع على احترام خصوصية الآخرين

تاريخ النشر: 8th, December 2023 GMT

يسأل الكثير من الناس عن حث الشرع على احترام خصوصية الآخرين اجابت دار الافتاء المصرية وقالت أمر الشرع الشريف بالستر وغض الطرف عن عثرات الناس وعيوبهم، وعدم تتبع عوراتهم، وعدم التشهير بهم؛ لئلا يكون سببًا في نشر السوء من وجه، وسترًا وعونًا على التوبة وإصلاح النفس من وجه آخر؛ فعَنْ أبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وآله وسلم: «مَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا سَتَرَهُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، وَاللَّهُ فِي عَوْنِ الْعَبْدِ مَا كَانَ الْعَبْدُ فِي عَوْنِ أَخِيهِ» أخرجه الإمام مسلم في "صحيحه".


وفي رواية أخرجها الإمام ابن ماجه في "سننه": «مَنْ سَتَرَ عَوْرَةَ أَخِيهِ الْمُسْلِمِ سَتَرَ اللَّهُ عَوْرَتَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَمَنْ كَشَفَ عَوْرَةَ أَخِيهِ الْمُسْلِمِ كَشَفَ اللَّهُ عَوْرَتَهُ حَتَّى يَفْضَحَهُ بِهَا فِي بَيْتِهِ»؛ قال الإمام الصنعاني في "سبل السلام" (2/ 638، ط. دار الحديث): [من ستر مسلمًا اطلعَ منه على ما لا ينبغي إظهارهُ من الزلاتِ والعثراتِ، فإنه مأجور بما ذكره من سترهِ في الدنيا والآخرة؛ فيسترهُ في الدنيا بألَّا يأتي زلةً يَكْرَهُ اطلاعَ غيرهِ عليها، وإن أتاها لم يُطلعْ الله عليها أحدًا، وستره في الآخرة بالمغفرة لذنوبه وعدم إظهار قبائحه وغير ذلك] اهـ.
وقد حرص الإسلام على احترام خصوصية الإنسان، وهو أمر داخل في مقصد حفظ العرض، وهو أحد المقاصد الكبرى للشريعة، وشرع الله عزَّ وجلَّ لأجل ذلك من الأحكام والتشريعات ما يحفظ به للإنسان حقه في الخصوصية، في هيئته وصورته، وهذا ليس مقصورًا على أن يخترق الإنسان سترًا مسدلًا أو أن ينظر إلى عورةٍ، بل هو نهيٌ عن عموم اختراق خصوصية الآخرين بغير علمهم وبغير ضرورة لذلك.
ولما كان حفظ خصوصيات الجسد في هيئته وصورته أمرًا واجبًا؛ لا يحل استباحته إلا لسبب مما استقر على تسميته بأسباب الإباحة، وهي حالات تبيح -على خلاف الأصل- ما كان محظورًا؛ كأن يكون له سلطة قانونية تبيح له هذا التصوير: فقد جعلت الشريعة الإسلامية من آدابِ الطريق العام: غض البصر؛ فعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ قَالَ: «إِيَّاكُمْ وَالجُلُوسَ عَلَى الطُّرُقَاتِ» فَقَالُوا: مَا لَنَا بُدٌّ؛ إِنَّمَا هِيَ مَجَالِسُنَا نَتَحَدَّثُ فِيهَا، قَالَ: «فَإِذَا أَبَيْتُمْ إِلَّا المَجَالِسَ، فَأَعْطُوا الطَّرِيقَ حَقَّهَا» قَالُوا: وَمَا حَقُّ الطَّرِيقِ؟ قَالَ: «غَضُّ البَصَرِ، وَكَفُّ الأَذَى، وَرَدُّ السَّلاَمِ، وَأَمْرٌ بِالْمَعْرُوفِ، وَنَهْيٌ عَنِ المُنْكَرِ» متفق عليه.
وإذا كان من آداب الطريق، غض البصر، وكفُّ الأذى، فإن الاطلاع على خصوصية الناس دون علمهم يشتمل على تجاوز غض البصر إلى استراق النظر وخرق الخصوصية التي كفلها الشرع الحنيف لعباده. وممَّا سبق يُعلَم الجواب عمَّا جاء بالسؤال.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الله ع

إقرأ أيضاً:

إمام مسجد الحسين: ميلاد سيدنا النبي هو أعظم حدث في تاريخ البشرية

قال الشيخ أيمن منصور، إمام مسجد الحسين، إن ميلاد سيدنا النبي هو أعظم حدث في تاريخ البشرية لأنه ميلاد النور والرحمة والرأفة والبركة.

وأكد «منصور» في تصريح خاص لـ«الوطن» أن الله سبحانه وتعالى أكرم هذه الأمة بهذا النبي الذي قال الله تعالى في حقه: «وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين».

المولد النبوي الشريف

وأشار إلى أن مظاهر الاحتفال اليوم بميلاد سيدنا النبي تعبير بسيط عن احتفال الأمة الإسلامية بالمولد النبوي الشريف، وأن الاحتفال الحقيقي يكون باتباع سنته وبالتأسي بأخلاقه، والسير على طريقته فينزل المرأ على حكمه وينقاد لشرعه صلى الله عليه وسلم.

مسجد الحسين

وأكد الشيخ منصور إمام مسجد الحسين، أنه لم يحتفل بمولد النبي من يظلم الناس ولم يحتفل بمولد النبي من يخوض في أعراض الناس، ولم يحتفل بميلاد رسول الله من يأكل أموال الناس بالباطل، ولم يحتفل بمولد رسول الله من حرم الآخرين من حقوقهم التي شرعها الله سبحانه وتعالى كهؤلاء الذين يحرمون أخواتهم من الميراث.. احتفالنا الحقيقي يكون باتباع هدي رسول الله، مُشيرا إلى أن الله تعالى أكد في قرآنه الكريم عظمة هذا النبي، قال تعالى: «لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم».

مقالات مشابهة

  • «الإفتاء«: قراءة القرآن مصحوبة بالآلات الموسيقية والتغني به مٌحرم شرعًا
  • قصيدة في رثاءِ الأخ الأديب الأستاذ / عبدِ الله القِطي
  • ???? هل ما يحدث في السودان ابتلاء أو امتحان أو عقوبة من الله؟
  • إمام مسجد الحسين: ميلاد سيدنا النبي هو أعظم حدث في تاريخ البشرية
  • مذاهب وأخلاق الناس في المولد النبوي الشريف
  • بتلاوة القرآن وإنشاد الأشعار والمدائح.. الإفتاء توضح الحكم الشرعي في الاحتفال بالمولد النبوي الشريف
  • الحكيم يشدد على احترام الدستور والقضاء كمرجع أساس في النظم الديمقراطية
  • الإمام الطيب يوضح الاحتفال اللائق بمولد النبي غدًا
  • المحكمة الدستورية حرصت على ضمان احترام حقوق المترشحين والناخبين
  • «أطيب خلق الله».. منة فضالي تنعى ناهد رشدي بكلمات مؤثرة