محور رئيسي بإستراتيجيات الدولة للبحث العلمي.. د. أيمن أربد لـ «العرب»: 17% نمواً متوقعاً بسوق الذكاء الاصطناعي حتى 2026
تاريخ النشر: 8th, December 2023 GMT
«قطر للبحوث» يمول العديد من المشاريع البحثية المتنوعة
قطر تستثمر في تطوير البنية التحتية بتشجيع تطوير مراكز البيانات
يجب أن تكون المدخلات مكتملة ودقيقة حتى تعطي المخرجات المرجوة
أكد الدكتور أيمن أربد، أستاذ مشارك ورئيس قسم تقنية المعلومات والحوسبة بكلية العلوم والهندسة التابعة لجامعة حمد بن خليفة، عضو مؤسسة قطر، أن تطوّر الذكاء الاصطناعي في قطر كان محط اهتمام لدولة قطر لسنوات طويلة، ويقول: «يُعد الذكاء الاصطناعي أحد المحاور المهمة في استراتيجيات البحث العلمي في قطر بمؤسساتها المختلفة وكذلك في مؤسسة قطر وجامعة حمد بن خليفة».
وأضاف د. أربد في تصريحات خاصة لـ «العرب»: «علاوة على ذلك، قام مجلس قطر للبحوث والتطوير والابتكار بتمويل العديد من المشاريع البحثية من خلال برامج الصندوق القطري لرعاية البحث العلمي. ووفقاً لبرنامج «تسمو» التابع لوزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، يقدر حجم سوق الذكاء الاصطناعي في قطر بنحو 31 مليون دولار في عام 2022، ومن المتوقع أن ينمو بنسبة 17.4 بالمائة سنوياً ليصل إلى 58.8 مليون دولار في عام 2026».
وتابع: «وإدراكًا لأهمية هذا القطاع، قامت وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، بالشراكة مع معهد قطر لبحوث الحوسبة، بتطوير استراتيجية قطر الوطنية للذكاء الاصطناعي التي تقوم على ستة ركائز: رعاية المواهب، والوصول إلى البيانات، والتوظيف، وتحقيق الثروة، وتبني تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي في جميع المجالات بالمستقبل، والقيادة الفكرية في أخلاقيات الذكاء الاصطناعي، والتي ستعمل على دفع تقدّم قطر نحو هذا التحوّل، كما قامت الوزارة بتعيين لجنة الذكاء الاصطناعي لوضع اللمسات النهائية على خطة التنفيذ في عام 2021».
وأوضح الدكتور أربد أن قطر استثمرت في تطوير البنية التحتية للذكاء الاصطناعي من خلال تشجيع تطوير مراكز البيانات المحلية، مما أدى إلى تأسيس Microsoft Azure وGoogle Cloud التي أصبح لها حضور محلي في السنوات الثلاث الماضية، وقال: «إن الطلب المحلي والإقليمي على تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي ضخم وسيتطلب العديد من برامج الحوافز للشركات الصغيرة وفرق البحث للمشاركة في تطوير تطبيقات الذكاء الاصطناعي في المستقبل».
أردف: «نحن مقبلون على تطوير المزيد من التقنيات التي سنشهد تطبيقاتها في مختلف المجالات، مثل أتمتة التعليم والنهوض بالتعليم الفردي المتمحور حول الطلاب واهتماماتهم، وكذلك في مجال الرعاية الصحية وأتمتة معالجة البيانات الصحية، وكذلك المجالات الاقتصادية مثل اللوجستيات التي يمكن الاعتماد فيها على تقنيات الروبوتات».
ولتوضيح أهمية الذكاء الاصطناعي في حياتنا، قال: تخيّل أنك تقود سيارتك يومًا من الأيام متجهًا لمكان جديد، لكنك لا تعرف كيف تصل لوجهتك، ولا تمتلك نظام تحديد المواقع على سيارتك أو هاتفك المحمول، فتضطر أن تسأل الآخرين عن الاتجاهات، لكن وصفهم قد لا يكون واضحًا وتضل طريقك بسبب ذلك، هذا ما كانت لتبدو عليه حياتنا اليوم دون وجود الذكاء الاصطناعي، حيث أصبحت تطبيقاته جزءًا من نسيج حياتنا اليومية، وساهمت في جعلها أبسط وأسهل في الكثير من النواحي، حتى لو لم ندرك ذلك أو اعتبرناه من المسلّمات.
تطوير دقة المعلومات
وأضاف: لفهم الذكاء الاصطناعي أكثر، يعرّف، الذكاء الاصطناعي بشكل مختصر ومبسط على أنه «مجال يتم فيه تطوير تقنية ذكية قادرة على أداء مهام الإنسان، وذلك اعتمادًا على المعلومات التي يقوم الذكاء الاصطناعي بتحليلها وفهم أنماطها ثمّ اتخاذ القرارات بناءً عليها».
ووفقًا للدكتور أيمن، ما يميز الذكاء الاصطناعي عن غيره من التقنيات هو «قدرته على تطوير دقة تصنيف المعلومات والارتقاء بفهمها بشكل أكثر فعالية من قدرة الإنسان على فهم كميّة هائلة من المعلومات».
وأوضح: «يعتمد الذكاء الاصطناعي على أن الإنسان الذي يطوّر هذا النموذج قادر على فهم المشكلة بشكل جيد وفهم المدخلات والمخرجات المطلوبة، وفي بعض الأحيان، يتم تطوير الذكاء الاصطناعي بدون تصنيفٍ للمعلومات، حيث نعتمد على قدرة أن الذكاء الاصطناعي في الاعتماد على نفسه لتصنيف المعلومات وتدقيقها وفهم الأنماط الجديدة التي لا يفهمها الإنسان».
وأشار إلى أن استخدامات الذكاء الاصطناعي متعددة وكذلك احتكاكهم بهذه التقنيات، فقال: «إذا راقبنا حياتنا اليومية سنجد أن الذكاء الاصطناعي هو بالفعل جزء من حياتنا اليومية، مثل برامج الخرائط التي تعتمد على تحليل الخوارزميات وتحليل كم هائل من البيانات لتحديد الاختناقات المرورية وزمن الوصول للوجهة، وكذلك وسائل التواصل الاجتماعي وأنظمة الفيديو عبر الإنترنت التي تقوم بتحليل بيانات المستخدمين، ومن الأمثلة الأخرى هي الترجمة الفورية التي تعتمد على تحليل النصوص».
وأضاف: ومع الانتشار المتزايد لتقنيات الذكاء الاصطناعي، تزايدت المخاوف من هيمنة هذه التقنية على الإنسان وسيطرتها على الكثير من الوظائف، ويرجع الدكتور أيمن السبب في ذلك إلى «تسارع تطوّر التقنية واستخدامها في تطبيقات متعددة».
وأوضح: «من الطبيعي عند تطوّر أي تقنية بشكّل بسريع، أن يكون هناك رفض أو تخوّف من استخدامها في البداية ويتضح ذلك في مجال العمل بشكل خاص، لكن هذا لا يعني أن الذكاء الاصطناعي سيقضي على كلّ الوظائف، بل سيُسهم في رفع المهارات المطلوبة في العمل، كما أن بعض الوظائف سيتم أتمتة أجزاء منها فقط، بالإضافة إلى الوظائف الجديدة التي سيتم استحداثها مستقبلاً».
وتابع: «قد يخشى الإنسان هذه التقنيات لأنه لا يستطيع فهمها. ولكن إذا ساعدنا الطلبة في المدارس والجامعات، وكبار السن، وغيرهم من أفراد المجتمع على فهم التقنية وفهم أساسياتها واستخداماتها المتعددة، يمكننا الحد من المخاوف حول تطوّر الذكاء الاصطناعي».
تحديات عملية وأخلاقية
كما أشار الدكتور أيمن إلى عدد من التحديات التي تواجه الذكاء الاصطناعي قائلاً: «من التحديات الكبيرة هي البيانات التي يتم إدخالها في أنظمة الذكاء الاصطناعي، إذ يجب أن تكون المدخلات مكتملة ودقيقة لتعطي المخرجات المرجوّة، بالإضافة إلى التعلّم العميق للذكاء الاصطناعي، التي ننظر إليها كصندوق أسود، حيث مازلنا لا نمتلك آلية لفهم آلية اتخاذ القرار وتصنيف البيانات وتحديد اتجاهاتها، لذا من الضروري أن نعمل على إنتاج ذكاء اصطناعي قابل للفهم للتعامل مع مخاوف الإنسان من هذه التقنية».
يتابع: «نواجه تحديا آخر يكمن في أخلاقيات الذكاء الاصطناعي، وما إذا كانت تطبيقاته المختلفة تحترم قوانين وأخلاقيات الدول ويتماشى مع المنظومة الاجتماعية والأخلاقية».
ويختتم الدكتور أيمن: «الذكاء الاصطناعي هو تقنية العصر، وسيحدث ثورة في مختلف مجالات الحياة مستقبلاً، لذا من المهم أن يكون لدى الجميع إلمام بسيط بكيفية عمل تقنيات الذكاء الاصطناعي وكيفية استخدامنا لها، وكذلك حث الطلبة المقبلين على اختيار تخصصاتهم مستقبلاً على تبني هذا المجال، حيث سنحتاج للمزيد من الخبرات والمتخصصين في الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته في شتى المجالات».
المصدر: العرب القطرية
كلمات دلالية: قطر جامعة حمد بن خليفة الذكاء الاصطناعي الذکاء الاصطناعی فی الدکتور أیمن
إقرأ أيضاً:
الذكاء الاصطناعي.. قفزة تقنية في العمليات الدفاعية
يوسف العربي (أبوظبي)
أخبار ذات صلةأظهرت فعاليات معرض الدفاع الدولي «آيدكس 2025» ريادة الإمارات في استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي، وأهمية تلك التقنيات في تحقيق قفزة تقنية للعمليات الدفاعية، حيث يتم تسخير هذه التقنيات في مختلف المنتجات والأقسام الدفاعية، وفي مقدمتها أنظمة الرادار والقيادة والتحكم، لتعزز هذه التقنيات المتقدمة عمليات اتخاذ القرار، والخدمات اللوجستية.
ويمكن لأنظمة الذكاء الاصطناعي التنبؤ بأفعال الخصم، وتحسين تخصيص الموارد، واختصار أوقات تحليل البيانات، كما سيتم فحص إمكانات الذكاء الاصطناعي لتحويل الحرب في المجالات التكتيكية والاستراتيجية بشكل شامل.
ومع التهديدات المتزايدة للأسلحة الكيميائية والبيولوجية والإشعاعية والنووية والمتفجرة حول العالم (CBRNE)، خصص معرض «آيدكس» هذا العام، جلسة يومياً لاستكشاف طرق عمل الذكاء الاصطناعي والرجال الآليين في التخفيف من أخطار هذه التهديدات، كما تمت مناقشة أنظمة الرصد والنمذجة التنبؤية ودعم القرار، إلى جانب التحديات في موثوقية الذكاء الاصطناعي، والمخاوف الأخلاقية، والحاجة إلى التعاون العالمي لتعزيز الدفاع ضد تهديدات الأسلحة الكيميائية والبيولوجية، والإشعاعية، والنووية، والمتفجرة.
دمج الذكاء الاصطناعي
قال حسن الحوسني، الرئيس التنفيذي لـ«بيانات للحلول الذكية» التابعة لشركة «سبيس 42»: «إن (سبيس 42) تكشف خلال مشاركتها في معرض الدفاع الدولي (آيدكس 2025) عن الحلول التي تدمج بين الاتصال الفضائي والذكاء الاصطناعي والأنظمة الجيومكانية، كحل متكامل يعرض للمرة الأولى».
وقال: «إن الأنظمة الجيومكانية والذكاء الاصطناعي وأنظمة الفضاء لها استخدامات متعددة مثل الاتصال الفضائي، ورصد الأرض من الفضاء، وهذا الأمر يحتاج إلى دمج القدرات بشكل متناسق لإتاحتها لتقنيات الذكاء الاصطناعي القادرة على استخلاص مجموعة من البيانات التي تدعم متخذي القرار في العديد من المجالات».
ونوّه بأن الذكاء الاصطناعي يستخدم في مجالات الأمن الوطني، وإدارة الأزمات والكوارث، مثل رصد الكرة الأرضية من الفضاء، عبر مجموعة من المستشعرات تشمل التصوير الضوئي والراداري والحراري، ويتم استقطاب هذه البيانات تحت مظلة واحدة، ومن ثم استخدام الذكاء الاصطناعي لربط هذه البيانات وتحليلها لتعطي بيانات تنبؤية تدعم صانعي القرار.
وأوضح أنه في مثال لذلك، تشارك «سبيس 42» في منظومة إدارة الأزمات والكوارث قبل وأثناء وبعد الحدث، حيث تقوم أنظمة الرصد بالحصول على صورة كاملة للمنطقة المنكوبة ليبدأ الذكاء الاصطناعي استخلاص هذه البيانات لتحديد سياق تحركات الأشخاص والطاقم الطبي، ومن ثم أثناء الحدث تقدم صور المراقبة الفضائية صورة بانورامية لصانع القرار من الحدث، وأخيراً يتم تحليل تأثير الحدث على المديين القصير والطويل.
الممارسات الأخلاقية
قال باتريس كين، الرئيس التنفيذي لمجموعة «تاليس»: «علينا أن نفرق بين استخدامات الذكاء الاصطناعي في الحياة اليومية، والتطبيقات الصناعية، ومن جانبنا نهتم بالجزء الثاني الخاص بالأنظمة الصناعية والدفاعية».
وأضاف: «الشركة طرحت مبادرة CortAIx والتي تضم 600 مهندس وأكثر من 100 طالب»، لافتاً إلى أنه يتم استخدام الذكاء الاصطناعي في أكثر من 100 منتج دفاعي.
وأشار إلى أنه يمكن تقسيم هذه المنتجات على أربع فئات، أولها الرادارات، حيث تستخدم تقنيات الذكاء الاصطناعي في تقوية الأداء، حيث يستطيع الرادار التركيز على اتجاه قدوم الطائرة، كما تستخدم في أنظمة القيادة والتحكم لحماية أرواح العسكريين والمدنيين.
ولفت إلى أن الذكاء الاصطناعي يستخدم في أبراج المراقبة، حيث يمكن تحديد مسارات معينة للطائرة لتقليص الانبعاثات البيئية، وأخيراً يتم تسخيره في التحكم بسرب الطائرات من دون طيار، حيث يستخدم الذكاء الاصطناعي في التحكم في نمط سير هذه المسيّرات.
وقال: «إننا نحرص على ترسيخ الذكاء الاصطناعي الأخلاقي في قطاع الدفاع، بحيث يكون الإنسان هو المتحكم في الذكاء الاصطناعي وليس العكس».
طبقات جديدة
قال آميت كالياني، نائب رئيس مجلس الإدارة، العضو المنتدب المشارك لمجموعة «بهارات فورج»: «إن الإمارات اتخذت خطوات مهمة في مجال الدفاع، حيث تقود العديد من الشركات الإماراتية التقدم في هذه الصناعة، لا سيما في مجال التقنيات الجديدة والذكاء الاصطناعي».
وأضاف أن جودة وتقدم المنتجات المعروضة في «آيدكس 2025» تعكس تركيز الإمارات القوي على نمو قطاع الدفاع، كاشفاً عن أن الشركة تخطط إلى تأسيس منشأة صيانة في دولة الإمارات لدعم إمداداتها من المعدات الدفاعية بشكل أفضل إلى أسواق أفريقيا والشرق الأوسط.
وقال: «إن تقنيات الذكاء الاصطناعي تسهم في إضافة طبقات جديدة من الذكاء، وجعل المنتجات العسكرية أكثر قدرة، مما سيؤدي إلى تقليل الأضرار الجانبية، وتعزيز الفعالية والكفاءة، وربما في نهاية المطاف تقليل الحاجة للقتال الجسدي».
وذكر أن الذكاء الاصطناعي هو أداة قوية تستخدم عبر منصات مختلفة في القطاع الدفاعي، حيث يساعد الذكاء الاصطناعي على تحسين سهولة التنقل عبر ميدان المعركة والكفاءة التشغيلية، كما يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي لأغراض عسكرية تتضمن ترجمة اللغات، وتحويل لغات متعددة إلى اللغة المطلوبة، بالإضافة إلى ذلك، يلعب الذكاء الاصطناعي دوراً رئيساً في تعزيز فاعلية أنظمة القيادة والتحكم العسكرية. ويؤدي الذكاء الاصطناعي دوراً فعالاً في أنظمة التحكم في الحرائق للمركبات القتالية مثل الدبابات وبشكل عام، يوفر الذكاء الاصطناعي ميزة إضافية على الصعيد العسكري، مما يساعد على تطوير حلول دفاعية أكثر ذكاء وفعالية.