في حين ينتشر زواج الأقارب بشكل كبير في المجتمعات العربية بما فيها المجتمع القطري باعتباره أحد مظاهر العادات والتقاليد والأعراف السائدة في المجتمع، مع التركيز بصفة خاصة على الزواج من أبناء العمومة، وذلك بهدف «الحفاظ على اسم العائلة» وتوطيد العلاقات الأسرية، يُفضّل بعض الناس تجنب هذا الزواج بداية من الدرجة الرابعة، أي من بنت العم أو العمة أو بنت الخال أو الخالة، إما نتيجة المشكلات المعتادة التي تحدث داخل العائلة الواحدة بسبب اختلاف الزوجين مما يؤدي إلى النزاع والقطيعة فيفضل البعض الابتعاد عن زواج الأقارب، أو تفاديا لظهور الأمراض الوراثية المحتملة في الأطفال «والتي قد تحول حياة الأسرة إلى جحيم من المعاناة».


«العرب» استطلعت آراء بعض المختصين لبيان ما يتعلق بحكم زواج الأقارب في الشرع، وبيان الرأي الطبي في زواج الأقارب.

د. حسن البريكي: يُظهر الصفات المرضية الكامنة

ينوه الدكتور حسن البريكي، خبير الإصلاح الأسري بمركز الاستشارات العائلية «وفاق» بأن قضية زواج الأقارب أمر اشتهر عند العرب خاصة، منذ قديم الزمان، ويعتبر من الظواهر الاجتماعية ذات الارتباط الجذري بالعادات والتقاليد التي ينظر لها على أنها مصدر أمان اجتماعي واستقرار عائلي؛ فهو يعتبر وسيلة للمحافظة على تماسك القبيلة وترابطها الاجتماعي.
وأوضح الدكتور البريكي أن معدل زواج الأقارب يختلف في نسبة حدوثه بين الشعوب والأجناس، وتتأثر هذه النسب بعادات وأديان كل بيئة. وتشير بعض الإحصائيات في بعض الدول الخليجية أن نسبة 50 % من السكان متزوجون من الأقارب.
وأضاف: مع تطور العلم في هذا العصر ولا سيما علم الوراثة، فقد تبين أن لزواج الأقارب الكثير من المساوئ الصحية، فالعديد من الأطباء والمختصين في علوم الأجنة لا يحبذون زواج الأقارب بسبب المخاطر التي تنجم عنه؛ لأنه يساهم في زيادة احتمال ظهور العيوب والأمراض الوراثية عند الأجيال، وقد أظهرت بعض الدراسات الطبية أن نسبة ظهور الأمراض الوراثية الناتجة عن زواج الأقارب هي الأعلى بالمقارنة مع الزواج من الأباعد، حيث إن 37 % من حالات استسقاء الدماغ، واعتلال الجهاز العصبي عند الأطفال حديثي الولادة ترجع إلى الزواج بين الأقارب وتعدد الحمل.
وأوضح أن أن الزواج من الأقارب حسب الدراسات، يعد واسطة إلى إظهار الصفات المرضية الكامنة وتكثيفها في النسل عوضا عن إبادتها وتشتيت شملها، كما أنه يفضي إلى إقلال النسل وإلى العقم؛ وذلك لأن ما قد يحمله الإنسان من الصفات المرضية الطفيفة تتكاثف بالزواج بالأقارب فتبدو جلية مع الزمن عدا ما قد يعتري الإنسان من إنتان أو تسمم يؤثران في نسله.
وتؤكد تلك الدراسات أن ما بين 5 % إلى 8 % من مجمل الأزواج في العالم يعانون من مشكلة عدم الإخصاب، والتي ترجع لأسباب عديدة من بينها زواج الأقارب، وأن اختيار الرجل لإحدى قريباته يعد مسؤولا عما يزيد على 3 و13 % من الأمراض النفسية والعصبية لدى أفراد الأسرة، وبحسب تلك الدراسات فإنه يوجد أكثر من 13 مليون مواطن عربي مصاب بالإعاقة معظمها كانت نتيجة أمراض وراثية كان من بينها التزاوج بين الأقارب، ناهيك عن ارتفاع معدلات الطلاق والمشاكل الزوجية بين الأقارب بنسبة أكبر من حالات الزواج العادية كما أكدت بعض الدراسات الاجتماعية.
وتابع الدكتور البريكي: قرر كثير من علماء تحسين النسل أن ضعف الذرية يرجع في كثير من الأحيان إلى عامل الوراثة، فكلما كانت الزوجة ذات قرابة أوثق كلما ظهر أثر الوراثة أكثر، والسبب في ذلك أن جميع الصفات والاستعدادات السيئة في الأصول القريبة تنتقل إلى الذرية والأعقاب. ومن هنا استحب بعض علماء الشرع ألا تكون الزوجة قريبة من الزوج، ذكر ذلك الحافظ ابن حجر عن الإمام الشافعي، رحمهما الله.

د. طارق شعبان: أحد أسباب إعاقات الأطفال

قال الدكتور طارق شعبان، استشاري أمراض النساء والولادة: من باب العادات والأعراف في بعض الثقافات تفضل القرابة كمعيار يؤسس عليه الزواج والتركيز بصفة أخص على القرابة القصوى، أي الزواج من أبناء العمومة. إذ ينص الموروث الشعبي على أن الزواج المفضل هو الزواج الداخلي.
وأضاف ان زواج الأقارب يعتبر مخلفات الوضع البدائي لنظام الأمومة، إذا أخذنا بعين الاعتبار أنّ المجتمع الأبوي عند قدماء العرب كان يعتقد أنّ الطفل يرث صفات خاله وهذا - أي الخال - كان مهتمًا بصفات صهره.
وأشار إلى أن الثقافة الشعبية تنص على الحقيقة التالية: كلما تزوجت المرأة خارج العائلة كلما تبع هذا الزواج نقل أموال أهلها إلى الغير (الآخر) عبر الإرث. ونظرا للصبغة الفلاحية التي تطبع المجتمعات سابقًا، فإن الأرض تشكل مركز الاهتمام الرئيسي. 
ورغم أن القاعدة الطبية الشرعية لا تمانع من زواج الأقارب، لكنها تحث على توخي الحذر والحيطة، حيث تؤكد معظم الدراسات العلمية عن الأمراض الوراثية الشائعة، ومن أبرزها أمراض هيموغلوبين الدم «خضاب الدم» والعيوب الخلقية الاستقلابية والأمراض أحادية الجينات الشائعة، أنها السبب الرئيسي للكثير من الأمراض والإعاقات لدى الأطفال. 
وأوضح أن العديد من الأبحاث العلمية التي أجريت حول زواج الأقارب كشفت أن الإصابة بتلك الأمراض والإعاقات لدى الأطفال من أبوين قريبين واضحة بسبب عدم إجراء الفحص الطبي لدى الزوجين قبل الزواج، حيث تكون الفرصة أكبر لدى الزوجين من الأقارب في حمل صفات وراثية متنحية عندما يكون كل واحد من الأبوين حاملاً للصفة المسببة للمرض. وحسب بعض الدراسات، فإن زواج الأقارب يورث 82 مرضاً، مثل الإجهاض المتكرر، الإعاقات المتعددة، مرض الحويصلات المتعددة بالكلية، مرض الثلاسيميا، مرض زيادة الحديد بالدم، مرض ضمور عضلات الوجه والكتفين، مرض الأورام المتعددة بالقولون، وزن المواليد يكون أقل من زيجات غير الأقارب، وغيرها من الأمراض. 
وأكد الدكتور شعبان أن كل إنسان يشارك أخاه أو أخته في نصف عدد المورثات التي يحملها ويشارك أعمامه وأخواله في ربع عدد المورثات، ويشارك أبناء وبنات عمه أو خاله في ثمن عدد المورثات العامل الوراثي المتنحي في أحد الوالدين أو كليهما ليس له القدرة على التعبير عن نفسه، إلا إذا اجتمع مع عامل وراثي متنح مماثل له حينئذ تظهر الصفة الوراثية التي يحملانها معاً في المولود على هيئة المرض المعني. فإذا تزوج إنسان بابنة عمته أو خالته أو ابنة عمه أو خاله وكان كل منهما يحمل نفس العامل الوراثي المتنحي لمرض ما فهناك احتمال إن 25% من أولادهما ستظهر عليهم تلك الصفة و50% منهم يحملون العامل الوراثي المتنحي بدون ظهور أي أعراض، 25% منهم لن يحملوا هذه الصفة. أما إذا كانت درجة القرابة بعيدة فإن احتمال تواجد الجينات المماثلة أقل وبالتالي يكون احتمال حدوث المرض في الأولاد أقل. 
وأضاف: بالرغم من ذلك هناك جوانب إيجابية. فإذا كان بالأسرة عوامل وراثية مرغوبة ليست في غيرها من الأسر مثل صفات الجمال والذكاء والقوة أو طول العمر وغيرها، حينئذ يكون زواج الأقارب أفضل من زواج الأباعد، شريطة ألا يستمر الزواج بين الأقارب جيلًا حتى لا تتحول الأسر إلى مجتمعات صغيرة مغلقة، وهو ما ثبت وراثيًا أنه مضر.

د. فؤاد الشعبان: نعمل على استكشاف العلاقة بين زواج الأقارب و»التوحد»

في حين أنَ زواج الأقارب لا يزال «متهم» بزيادة فرص الإصابة باضطرابات طيف التوحد، فإنَّ نتائج الدراسة التي أجراها معهد قطر لبحوث الطب الحيوي، التابع لجامعة حمد بن خليفة، تتحدّى الافتراض بأن هذا الزواج يساهم في انتشار طيف التوحّد، مؤكدة أن الاعتقاد السائد حول ارتباط زواج الأقارب باضطرابات طيف التوحد التي يزداد بها الأطفال، هو خاطئ ولا أساس له من الصحة ولا يمت للعلم بصلة.
وشارك في هذه الدراسة علماء وباحثون من مؤسسة كليفلاند كلينك الطبية وجامعة أوريغون للصحة والعلوم الأمريكية بناء على تحليل معلومات السجل الوطني القطري والمسح السكاني لاضطراب التوحد، إذ قام الدكتور فؤاد الشعبان من مركز بحوث الاضطرابات العصبية في معهد قطر لبحوث الطب الحيوي وفريقه بفحص 891 طفلا، سواء من المصابين باضطراب طيف التوحد أو بدونه، ليكشف التحليل عدم وجود ارتباط كبير بين قرابة الوالدين وخطر الإصابة بالتوحد.
وتتناقض نتائج هذا البحث، الذي يستند إلى عينة كبيرة ومنهجيات بحث قوية، مع الدراسات السابقة بشأن زواج الأقارب بوصفه أحد العوامل المسببة للإصابة بالتوحد، ويتحدى هذا الاكتشاف السردية الحالية، ويؤكد الحاجة إلى مزيد من البحث لفهم العوامل المعقدة التي تسهم في انتشار اضطرابات طيف التوحد.
تشخيص أكثر دقة
وقال الدكتور فؤاد الشعبان، الباحث الرئيسي في معهد قطر لبحوث الطب الحيوي، «لا يتحدى هذا البحث المعتقدات السائدة فحسب، بل يسلط الضوء أيضا على أهمية الدراسات المعتمدة على الأدلة في تشكيل فهمنا للحالات الطبية المعقدة، مثل اضطرابات طيف التوحد»، لافتا إلى أنه مع استمرار المجتمع العلمي في كشف الظروف والأسباب المحيطة بالتوحد، فإن مثل هذه الدراسات تمهد الطريق لتشخيص أكثر دقة وتدخلات فعالة وأنظمة دعم معززة للأفراد والعائلات المتأثرة بهذا الداء. وأضاف «نحن واثقون من أن النتائج التي توصلنا إليها قد أثارت الاهتمام بين العلماء على مستوى العالم، مما أسهم في التطلع لإجراء مزيد من البحث والاستكشاف في العلاقة بين الأقارب واضطراب طيف التوحد في مجموعات سكانية أخرى».
يذكر أن معهد قطر لبحوث الطب الحيوي يعد معهدا بحثيا رائدا بجامعة حمد بن خليفة، ويستهدف معالجة الأولويات الصحية الوطنية لدولة قطر، التي تضمنتها إستراتيجية قطر الوطنية للبحوث، وذلك من خلال مراكزه البحثية المتخصصة: مركز البحوث التطبيقية للسرطان والمناعة، ومركز بحوث السكري، ومركز بحوث الاضطرابات العصبية.

د. محمود أبو المعاطي: لم يرد به نهي صريح.. والإنسان يتخير الأكفأ ديناً وخلقاً

قال الشيخ الداعية الدكتور محمود عبدالعزيز أبو المعاطي، أستاذ الفقه المقارن وعضو مكتب الفتوى سابقاً: إن زواج بنت العمة، أو بنت العم، أو بنت الخال، أو بنت الخالة، إباحته تعتبر من المعلوم من دين الإسلام بالضرورة، وأما ما ورد من آثار تنصح بزواج الأباعد دون الأقارب، فكلها لم تثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإنما ثبت عنه أن الإنسان يتخير الأكفأ دينا وخلقا.
وأضاف د. أبوالمعاطي: وما يثار طبيا عن زواج الأقارب من أنه سبب لكثير من الأمراض دعوى تحتاج إلى برهان، بل إن كثيرا من الأطباء يفندون هذه الإشاعة ويهونون منها.
وأشار الدكتور أبو المعاطي إلى ما قال الدكتور محمد البار في هذا الشأن: من أن الأمراض الوراثية التي نسميها متنحية موجودة لدى الزوج، وموجودة لدى الزوجة، وكلاهما يبدو سليما من هذه الأمراض التي هي تزداد بزواج الأقارب، ونسبة الأمراض الوراثية - عبر جيل واحد - الموجودة في المجتمع لا تزيد عن 2 % من التشوهات الموجودة في الأطفال المواليد عند ولادتهم، وهي حوالي 2-3 %، أو من 3 % إلى 4 % فهناك نسبة زيادة، ولكنها ليست على نطاق.
وتابع أن زواج الأقارب لم يرد به نهي صريح في الإسلام، ولا حث عليه، فهو متروك لاختيار الناس ما هو أنسب لهم، ولعل هذا النهج يؤكد ما توصل إليه الطب الحديث في هذا الموضوع، وهو أن زواج الأقارب ليس ضارا على طول الخط، فقد يكون نافعا، في حالة ارتفاع نسبة الذكاء والجمال والقوة في العائلة، وبالتي فالقول بأن زواج الأقارب كله ضرر، مع كون الإسلام أباحه، كلام تعوزه الصحة العلمية.
وواصل د. أبوالمعاطي حديثه بقوله: لم تأت آية أو حديث صحيح في المنع من زواج الأقارب، بل قد جاءت الأدلة الشرعية بخلاف هذا، قال الله عز وجل: (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَحْلَلْنَا لَكَ أَزْوَاجَكَ اللَّاتِي آتَيْتَ أُجُورَهُنَّ وَمَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ مِمَّا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَيْكَ وَبَنَاتِ عَمِّكَ وَبَنَاتِ عَمَّاتِكَ وَبَنَاتِ خَالِكَ وَبَنَاتِ خَالَاتِكَ اللَّاتِي هَاجَرْنَ مَعَكَ ) الآية... الأحزاب /50. وقد تزوج النبي صلى الله عليه وسلم من زينب بنت جحش رضي الله عنها، وهي ابنة عمته، وزَوَّج ابنته فاطمة من ابن عمه علي بن أبي طالب رضي الله عنهما، مما يدل على أنه لا حرج من زواج الأقارب. وعلى هذا، فمنع زواج الأقارب، أو القول بأنه سبب لانتشار الأمراض أو وجود جيل مشوه أو مريض، كلام غير صحيح.
وأشار إلى أنه قد يوجد في زواج الأقارب ـ أو غيرهم ـ ما يسبب شيئاً من ذلك، ولكنه ليس أمراً غالباً، بل يبقى في حدود القليل أو النادر. ولا شك أن الأصل هو الجواز والإباحة، بل في نبينا محمد صلى الله عليه وسلم أسوة وأعظم بها من أسوة، حينما زوج ابنته علياً رضي الله عنهما وعن نسلهما، فهي بنت ابن عمه وهم أقارب، ولا شك طبعاً في الجواز ولا أحد يقول إنه غير جائز، لكن القضايا الطبية أو المعينة وهذه تبدو لي قضايا عينية، أما أن القاعدة كلها: منع زواج الأقارب فهذا ليس جائزاً، والفقهاء لهم كلمة قريبة من هذه، فهم يقولون: الزواج من القريبة أصبر، ومن البعيدة أنجب. هكذا يقولون: الزواج من القريبة أصبر؛ لأنها تصبر عادة وتتحمل كثيراً، والمحافظة على الرحم والمحافظة على القرابة تجعلها تتحمل كثيراً، ومن الغريبة أنجب، بمعنى أن الولد يكون أكثر نجابة. 
وأضاف: أيضاً ابن عمر أمر بالإغراب، أن يُغرب بمعنى يتزوج من البعيدة. فعلى كل حال، لا شك أن الأصل هو الجواز، وأما إذا كانت هناك قضية خاصة، على معنى أنه إذا كان هناك فعلاً مرض معين أو حالة معينة يُخشى منها، كما لو كان في الأسرة مرض معين، مثلاً مرض وراثي: فهذا شيء آخر. ولا شك أن العلم الحديث توصل إلى ما لم يتوصل إليه الأقدمون، والأشياء المدركة بحس أو المدركة بشيء بشرط أن تكون فعلاً مقاييس معينة ليست تخمينية، فهذه لا مانع من الأخذ بها.

المصدر: العرب القطرية

كلمات دلالية: قطر زواج الأقارب المجتمع القطري العادات والتقاليد العلاقات الأسرية الأمراض الوراثیة طیف التوحد من الأمراض الزواج من من زواج إذا کان

إقرأ أيضاً:

في حوار خاص الدكتور محمد سالم الغامدي لـ( النيل الدولية) الحاجة لتعديل تقومينا الهجري تأتي من ضرورة ضمان دقة توقيت الشرعية السماوية

شمسان بوست /متابعات

أكد الكاتب السعودي الدكتور محمد سالم الغامدي إن التعديل ‏لغرض تحقيق دقة توافق الأمور الشرعية والحياتية مع حركة الكواكب والأبراج والفصول الأربعة

وقال الغامدي في حوار خاص أجرته( النيل الدولية) ‏من شأنه تقليل تقليل الأختلافات في بداية الأشهر وخاصة المرتبطة بعبادات دينية كالحج والصيام ، وتوحيد المواقيت الدينية بين البلدان المسلمة. إن تحديث التقويم الهجري يعد من الضروريات الحديثة لتطوير وتحسين أساليب حساب الزمن في العالم الإسلامي.
الى نص الحوار :

حاوره : محمد العياشي

‏1. سعادة الدكتور محمد ماهي الأخطاء التي توجب تصحيح التراث الشرعي وتقويم الأشهر والأيام تشمل عدم التقيد بالمنازل الثابتة للقمر والتداخل بين المحاكم والسلطات الشرعية في تحديد مواقيت الشرعية السماوية ؟

ج1 :
الأخطاء كثر منها ماله علاقة بالساسة ومنها ماله علاقة برجال الدين ( الفقهاء ورجال الحديث )

لكن أبرزها :
– أن المجتمعات الإسلامية اهتمت بالنقل وتجاهلت العقل وكما نعلم أن العقل هو المتحكم في النقل لكن حدث العكس حتى في كتاب الله تعالى اختلف المفسرون بينما القرآن لايحتاج لهم لأن الله تعالى كمله كما في قوله تعالى ( اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ) وفصله كما في قوله تعالى ( وكل شئ فصلناه تفصيلا ) وبينه كما في قوله تعالى (ونزلنا عليك الكتاب تبياناً لكل شئ ) ولم يفرط فيه من شئ كما في قوله تعالى ( مافرطنا في الكتاب من شئ لكن الفقهاء والمحدثون تنافسوا في ابتكار ماتكيله قرائحهم بعد كل الآيات السابقات فكتبوا ملايين الصفحات لهذا المكمل التام المفصل الذي عدد صفحاته 600 صفحة فقط
– أن المجتمعات الإسلامية اعتبرت أن كل المكتوبات البشرية دين يستوجب الإلتزام بها وفي المقابل تجاهلوا كتاب الله تعالى الذي شبههم الله تعالى فيه بالقطيع ( الأنعام ) الذي يندفع باتجاه من يسوقه دون وعي كما في قوله تعالى ( إن هم إلا كالأنعام بل هم أضل سبيلاً )
– أن الكثير من الساسة ورجال الدين اتخذوا الدين مركباً لتجذير حكمهم وتحقيق مصالحهم الدنيوية فضلوا وأضلوا شعوبهم .

2. التقويم الروماني هو التقويم المستخدم في العصور القديمة في روما، وقد طرأت عليه التعديلات ليسجل العديد من الأحداث والمناسبات الحضارية.ماهي أبرز التعديلات؟

ج2:
هذا التقويم يبدأ العام فيه من أول شهر مارس وشهور هذا التقويم عشرة أشهر ومازالت تلك الأشهر تحمل نفس الأسماء من مارس حتى ديسمبر لكن فيعام 153 ق.م انتقلت بداية العام من مارس إلى يناير ثم فبراير وعندما تولى القيصر الروماني (يوليوس قيصر) كلف احد كبار الفلكيين وهو (سوسيجينيو) بوضع نظام ثابت للتقويم الروماني وفيه اعتمد التقويم الشمسي بدلاً من القمري ليتم التوافق مع الفصول الأربعة والظواهر الطبيعية وجعل السنة الكبيسة 366 يوم والسنة العادية365 يوماً وجعل بداية التاريخ الروماني أول يناير وجعل الشهور فردية العدد يناير مارس ابريل 31 يوماً وزوجية العدد 30 يوماً وجعل شهر فبراير 29 يوماً في السنة العادية و30 يوماً في السنة الكبيسة ثم عدلت أيام شهري سبتمبر ونوفمبر الى 30 يوماً بدل 31 يوماً واستمر هذا التقويم حتى اليوم.

4. ما هي النقاط المشتركة بين التقويم الهجري والتقويم الروماني هي اعتماد الاثنين على الحركة الشمسية، وماهو الاختلاف يكمن في الطريقة التي يتم بها تحديد المواقيت السماوية؟

ج4:
كل التقاويم تشترك في كونها حساب للزمن متوافقاً مع حركة النجوم والكواكب والفصول بغرض تثبيت اعمالهم الدينية والزراعية وكافة العمليات الحياتية حسب مناسبتها لكل فترة زمنية لكنها تختلف في أمور أخرى كعدد الأشهر والبعض منها يعنمد على حركة الشمس مع الأرض والقليل منها يعتمد على حركة القمر مع الأرض وكل التقاويم العالمية التي اعتمدت على حساب القمر مع الأرض فشلت .

5. ما أهمية اعتماد التقويم الهجري الشمسي الجلالي تكمن في الحفاظ على الهوية الإسلامية والتقويم الديني للمسلمين؟

ج5 :
هذا التقويم يسمى أيضاً بالجلالي نسبة لجلال الدولة ملك شاه سلطان السلاجقة وهو تقويم مداره الأبراج الفلكية التي تمر فيها الشمس حيث أن لكل برج فلكي (30) درجة قوسية على مسار الشمس والشمس تمر ببرج واحد كل شهر في كل شهر شمسي ودقة التقويم الهجري الشمسي أعلى من الميلادي حيث تبلغ نسبة الخطأ فيه يوم واحد لكل (3,8) مليون سنة مقابل نسبة الخطأ في التقويم الميلادي البالغة يوم واحد لكل (3300) سنة والتقويم الهجري الشمسي يتكون من (365) يوم في السنة البسيطة و (366) يوم في السنة الكبيسة ومبدأ سنة الهجرة النبوية.

6. ماهي اضافات التقنيات المتقدمة لعلم الفلك التي إضافات في مجال تقويم الأشهر والأيام من خلال تسجيل الحركات الكونية بدقة أكبر؟
ج6:
نعلم جميعاً أن العالم قد وصل إلى مراحل متقدمة في الحسابات الفلكية حتى أنها – أي التقنيات الحديثة – اصبحت تحسب ميلاد القمر والكسوف والخسوف وغيرها كثر بالثانية الواحدة لكن للأسف في مجتمعاتنا الإسلامية لازال الكلام البشري النقلي مقدس فهم يقفون كحجر عثرة أمام كل ذلك التقدم ويصرون على بعض الأعمال التي تجاوزها الزمون بقرون .

7. ماهي الحاجة لتعديل تقويمنا الهجري لتوافق حركة الأبراج والفصول، وذلك لضمان دقة توقيت الشرعية السماوية؟

ج7 :
فقط قرار من الحكومات وتفصيل وآليات عملية من عقلاء رجال الدين ومن علماء الفلك في الدول الإسلامية فالأمر سهل وميسر والتقاويم عمل بشري يصيب ويخطئ ويتعدل مادام لايتعارض مع كتاب الله تعالى .

8. ماهي تبعات اختلاف وتعدد التقويمات عبر الأزمنة تشمل الارتباك والتباس في تحديد المواقيت الدينية والاجتماعية؟

ج8:
لاختلاف البيئات والمواقع على الكرة الأرضية والإجتهادات من قبل بعض القادة والعلماء ومادام انها تتوافق مع حركة الكواكب والأبراج والفصول فحتما ستنجح أما اختلافها فختما يحدث الكثير من الأضرار .

9. كيف يمكننا الاستفادة من أبرز التقاويم العالمية من خلال دراستها ومقارنتها مع تقويمنا الهجري والاستفادة من التقنيات المتقدمة لتحسينه؟

ج9 :
أرى أن التقويم الجلالي موافق جداً لمجتمعاتنا الإسلامي كونه هجري يتوافق مع الكواكب والأبراج والفصول ونسبة الخطأ فيه شبه مفقودة لاتتجاوز يوم واحد لكل 3،8 مليون سنة مقابل نسبة الخطأ في التقويم الميلادي التي تقدر بيوم واحد لكل 3300 يوم في السنة الكبيسة .

10. ماهي الأسس الشرعية والعلمية التي يجب أخذها في الاعتبار عند تحديد تقويم الأشهر والأيام في العصر الحالي تشمل تطبيق القواعد الفلكية والرصد الدقيق للحركات السماوية والشروط الشرعية المحددة؟

ج10:
فقط كتاب الله تعالى التام المكتمل والأخذ بالجوانب العلمية الفلةية وما وصل إليه العالم المتقدم في هذا الجانب والأهم من ذلك هو موافقتها لحركة الكواكب والأبراج والفصول الأربعة .

شكرا لك ..

مقالات مشابهة

  • دراسة زواج القاصرات بكلية الحقوق بمراكش
  • «الصحة» تبحث التعاون مع «فايزر» في صقل مهارات الكوادر الطبية وعلاج الأمراض المزمنة
  • الصحة تكشف تفاصيل مبادرة الرئيس للكشف على المقبلين على الزواج
  • متحدث "الصحة" يكشف تفاصيل فحص 2 مليون شاب وفتاة مقبلين على الزواج
  • الصحة تكشف تفاصيل فحص أكثر من 2 مليون شاب وفتاة مقبلين على الزواج
  • "الصحة": فحصنا مليوني شاب وفتاة مقبلين على الزواج
  • أستاذ كبد: "100 مليون صحة" حلت مشاكل تراكمت على مدار عقود
  • «الصحة» تكشف تفاصيل فحص أكثر من 2 مليون شاب وفتاة مقبلين على الزواج
  • في حوار خاص الدكتور محمد سالم الغامدي لـ( النيل الدولية) الحاجة لتعديل تقومينا الهجري تأتي من ضرورة ضمان دقة توقيت الشرعية السماوية
  • التحديات الصحية في مرحلة الشيخوخة: استراتيجيات الوقاية والرعاية