أكد ضياء رشوان، رئيس الهيئة العامة المصرية للاستعلامات، أنَّ الانتخابات الرئاسية هي الأهم في الأنظمة الرئيسية والتي يملك بها رئيس الدولة كل الصلاحيات التنفيذية، وموقع الرئيس المصري وفقا للدستور المصري في موقع مهم للغاية.

د. وجدي زين الدين يروي موقفًا مأسويًا خلال تغطيته انتخابات سابقة انتخابات الرئاسة والمواطنة

وأضاف خلال مؤتمر صحفي، الخميس، أن الحوار الوطني جاء ليفتح الباب أمام مزيد من الديمقراطية، موضحًا أنَّ أنه في مثل الأوضاع الدولية والإقليمية الحالية الحرجة يتعاظم دور رئيس الجمهورية في الأنظمة الرئاسية، وفي مصر رئيس الدولة هو صانع السياسة الخارجية.

وتابع: “لابد من التطور إلى الأمام ديمقراطيا وهو ما شهدناه في جلسات الحوار الوطني والذي كان في غاية الأهمية، والإصلاح السياسي تأخر بسبب أولويات أخرى ولكن بالحوار الوطني حققنا ذلك وعقبه الانتخابات الرئاسية الحالية، وبالتالي قطعنا خطوة مهمة من تحول الحوار لشيء مؤسسي وسيتلوه برلمان ثمَّ محليات، وقطعنا بذلك خطوات أفضل نحو الجمهورية الجديدة وهذه ملامحها”.

وأشار إلى أنّ الأصل في الإعلام أنه لا يكون محايدا إلا إعلام الدولة، لأن الدولة ملك للجميع، موضحًا أن إعلام الدولة في مصر حدده الدستور في المادتين 212 التي تناولت الصحافة القومية، و213 التي تناولت الإعلام المرئي (ماسبيرو سابقا).

الحفاظ على إعلام الدولة مستقل

وأضاف أن إعلام الدولة هو الوحيد الذي يجب أن يكون محايدا، أما الإعلام الخاص فلا يمكن أن يكون مطالبا بالحياد، لأنه يعبر عن شخص أو مؤسسة أو مجموعة من الشركاء. 

وتابع أن إعلام الدولة مثل التلفزيون والإذاعة التابعة للهيئة الوطنية لم يتجاوزوا خطوط تكافؤ الفرص والتساوي بين كل المرشحين للانتخابات الرئاسية 2024، أما الإعلام الخاص لا يمكن أن نطالبه بذلك، ومن ثم، فإننا يجب علينا الحفاظ على إعلام الدولة مستقلا عن أي حكومة وأي رئيس، لذلك تم عمل الهيئات لأن الإعلام ليس تابعا للحكومة لكنه مملوك للشعب".

وذكر أنّ مصر دولة تتطور نحو الديموقراطية رغم التحديات الراهنة، ولم تصل للديموقراطية بعد، مشيرًا إلى أنّ مراكز استطلاع الرأي جزء من الديموقراطية، وهي علم وصنعة ومؤسسات.

واستكمل أنّ هذه المراكز موجودة في الدول الكبرى، تختلف عن النتائج الحقيقية بنسب ضئيلة للغاية، وهذا الأمر ليس موجودا في مصر، مشيرًا إلى أنه يحلم بأن يكون هذا الأمر موجودا في الانتخابات القادمة.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: مصر الانتخابات الرئاسية ضياء رشوان الوفد بوابة الوفد إعلام الدولة

إقرأ أيضاً:

الإعلام الإسرائيلي... أزهى عصور التعتيم!

في رسالته بمناسبة «اليوم العالمي لحرية الصحافة»، في 3 مايو (أيار) الماضي، أعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عن فزعه للعدد الكبير من الصحافيين الذين قُتلوا في العمليات العسكرية الدائرة، منذ 7 أكتوبر (تشرين الأول) الفائت، في غزة.

لقد قُتل عشرات الصحافيين المعنيين بتغطية أحداث تلك الحرب، وبسبب تصاعد وتيرة القتل، والغياب المُتعمّد لآليات التدقيق والتقصي، لم يعُد بالإمكان إحصاء عدد الصحافيين والإعلاميين القتلى على نحو دقيق، لكن بعض التقديرات تتحدث عن مقتل ما يزيد على مائة صحافي، واعتقال العشرات.
وفي الأسبوع الماضي، طالبت 15 وسيلة إعلام ألمانية كبرى بإتاحة الفرص لصحافييها للدخول إلى قطاع غزة، للقيام بدورها الضروري في تغطية الأحداث، عادّة أن منع دخولها القطاع لممارسة عملها «سابقة غير معهودة في التاريخ».

وبالتوازي مع ذلك، توالت الأنباء عن قصف وتدمير مقار لوسائل إعلام دولية وإقليمية ومحلية في القطاع المنكوب بالحرب، فضلاً عن ملاحقة السلطات الإسرائيلية عدداً من الصحافيين بتهم ارتباطهم بحركة «حماس»، والعمل لصالحها، وهي اتهامات قُدّمت من دون أدلة دامغة في أحيان عديدة.
ولم تكتفِ إسرائيل في سياساتها الرامية إلى تعقيم المجال الإعلامي المواكب للحرب بتلك الممارسات، لكنها فرضت أيضاً رقابة عسكرية صارمة على وسائل الإعلام المحلية بشقيها «التقليدي» و«الجديد»؛ إذ بات من الصعب جداً الحصول على صور أو فيديوهات أو تقييمات ميدانية للأوضاع على الأرض، وهو الأمر الذي غيّب الجمهور عن معرفة كثير من الحقائق الضرورية لإدراك تأثيرات الحرب وتطوراتها.

ترسم هذه الوقائع صورة لما أرادته إسرائيل بخصوص المواكبة الإعلامية لحربها، التي بدأت مع «حماس»، ثم امتدت إلى لبنان مع «حزب الله»؛ إنها استراتيجية تعتيم متكاملة، تستهدف السيطرة على الصورة الذهنية عن تأثير الحرب، بما يُمكّن قادة الدولة العبرية من التصرف من دون ضغوط إعلامية، وبأقل قدر ممكن من المحاسبة الشعبية.

والشاهد، أن للحرب جانبين؛ أحدهما مادي، تحدده ديناميات القتال على الأرض، ونتائجها العملية، وثانيهما معنوي، تحدده صورة كل طرف من أطرافها خلال عمليات القتال وبعده، ويبدو أن إسرائيل أولت اهتماماً بالغاً بتلك الصورة، ويبدو أيضاً أنها تحقّق نجاحاً عملياً باطراد.

فلم تكن إسرائيل، منذ إنشائها، غافلة عن الأثر الكبير للصورة الذهنية والسمعية في مجريات صراعها مع العرب عموماً والفلسطينيين خصوصاً، بل على العكس تماماً؛ إذ تثبت مراجعة أدبيات الهندسة الإعلامية وإدارة مجال الرأي العام المواكب للصراع من الجانب الإسرائيلي، وجود درجة عالية من الحساسية والوعي بأهمية هذا المجال.

فغداة إعلانها، بدأ رئيس الوزراء، آنذاك، ديفيد بن غوريون، تأسيس عدد من الهيئات والمنظمات، التي رأى أنها ضرورية وحيوية لتعزيز الدولة الوليدة، التي «تعيش في محيط من العداء، وتواجه التحديات الجسام».

ومن أولى الهيئات التي حرص بن غوريون على تأسيسها، آنذاك، «هيئة رؤساء تحرير الصحف»، وهي الهيئة التي ألزمت السلطات من خلالها جميع رؤساء التحرير في صحف الدولة كافّة بالاشتراك في عضويتها، والامتثال لقراراتها.

تحدّث بن غوريون، في اجتماع تدشين «هيئة رؤساء تحرير الصحف»، ليعطيهم ما يمكن وصفه بالتوجيه الاستراتيجي لعملهم، فقال: «يجب علينا أن نزن أقوالنا، ولا نعطي العدو معلومات، ولا نزرع الفتنة والفوضى في شعبنا».

صحيح أن إسرائيل سعت لاحقاً إلى تطوير استراتيجيتها الإعلامية في مواكبة حروبها ونزاعاتها العنيفة إلى ما اُصطلح على تسميته «كسب العقول والقلوب»، لكن تلك الاستراتيجية لم تصمد قط عندما احتدمت النزالات الكبرى؛ إذ ظلّت الرغبة في التعتيم أكثر تأثيراً في الممارسات الفعلية.

لم تكن الشكوى من سياسة التعتيم الإسرائيلية على مجريات الحرب في غزة ولبنان، خصوصاً ما يتعلّق بتأثيرها في الداخل الإسرائيلي، عالمية أو عربية فقط، لكن بعض وسائل الإعلام العبرية اشتكت أيضاً من خطورة تلك السياسة.

إنها سياسة تعتيم بارعة ومكتملة الأركان وناجعة إلى حد كبير، وأهم ما يميّزها أنها تحدث بسلاسة واطراد، وتحت شعارات براقة عن الحداثة، والديمقراطية، والرغبة في الانفتاح.

(الشرق الأوسط اللندنية)

مقالات مشابهة

  • ضياء رشوان: الاحتلال لم يستطع اختراق «السنوار» رغم الاحتلال والمحاصرة
  • ضياء رشوان: الاحتلال الإسرائيلي فشل في اختراق منظومة «السنوار» رغم حصار غزة
  • ضياء رشوان: ما حدث اليوم أعاد إسرائيل لنقطة البدء في 7 أكتوبر
  • ضياء رشوان: الرد الإيراني يدخل بالشرق الأوسط مرحلة جديدة من الصراع
  • 6 أكتوبر.. الانتخابات الرئاسية بتونس والجامعة العربية تشارك ببعثة مراقبة
  • إعلام الأزهر تعقد لقاءً ترحيبًا بالطلاب وتقدم الدعم اللازم لصقل مهاراتهم الصحفية
  • السيسي للمصريين: تماسك الدولة الضمان الوحيد لمواجهة التحديات
  • الإعلام الإسرائيلي... أزهى عصور التعتيم!
  • ضياء رشوان: الرئيس طالب بإيلاء قضايا الأمن القومي أولوية في فعاليات الحوار الوطني
  • ضياء رشوان: الرئيس جدد مطالبته بإيلاء قضايا الأمن القومي والسياسة الخارجية أولوية بالحوار الوطني