أكد أنصار ونشطاء البيئة المصريون على الأضرار والآثار السلبية الكبيرة التى تسببها الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة والأسلحة المستخدمة فيها من جانب إسرائيل، معتبرين أنها بمثابة «كارثة بيئية مروعة» تضر بالإنسان ومختلف الكائنات الحية، فيما تضامن معهم نشطاء أمريكيون وغربيون، واتخذوا خطوات ملموسة للضغط على الإدارة الأمريكية والإدارات الغربية للتخلى عن دعمها اللا محدود لإسرائيل، والانحياز للحقوق الفلسطينية، وضرورة إنهاء الاحتلال الإسرائيلى وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة.

«الخُضر المصرى»: أطنان المتفجرات تلوث الهواء والتربة والمياه الجوفية

وأصدر حزب الخضر المصرى، المعنى بقضايا البيئة، بياناً أشار فيه إلى أن «وسائل الإعلام العالمية تناولت تقارير عن أن كمية القنابل والصواريخ التى تم إلقاؤها على أحياء قطاع غزة منذ بدء الحرب فى يوم السابع من أكتوبر الماضى وحتى اليوم كانت كثيرة للغاية، بالإضافة إلى أن إسرائيل استخدمت قنابل الفسفور الأبيض وتم توثيق ذلك من قبَل منظمة العفو الدولية».

واشار إلى أن «قنابل الفسفور الأبيض هى قنابل تُستخدم كستار دخان كثيف أو كسلاح لديه القدرة على التسبب فى أضرار للإنسان والبيئة أيضاً، وعندما يتعرض جسم الإنسان للفسفور الأبيض يحترق الجلد واللحم فلا يتبقى غير العظام».

واعتبر الحزب أن «إلقاء إسرائيل تلك الكميات الضخمة من القنابل، وإطلاق الصواريخ على كل مكان فى قطاع غزة، الذى لا يتجاوز طوله 40 كيلومتراً، وعرضه 12 كيلومتراً، هو بمثابة كارثة بيئية مروعة على قطاع غزة، وسيكون لها تأثير كبير على الهواء، والتربة، والبحر، ومياه الآبار الجوفية، وتدمير الأشجار والكائنات الحية فى غزة. ناهيك عن الآلاف من المبانى السكنية وغير السكنية التى تم تدميرها من قبَل القوات الإسرائيلية، والتى نتج عنها ملايين الأطنان من ركام المبانى التى تم تفجيرها على رؤوس الأطفال والسيدات».

وأكد الحزب أنه «لن يقف مكتوف الأيدى وهو يشاهد تلك الكارثة البيئية المروعة التى تحدث فى قطاع غزة من قبَل القوات الإسرائيلية، لكون تلك الكارثة البيئية لن تؤثر فقط على قطاع غزة، بل أيضاً على الدول المجاورة للقطاع»، مديناً بشدة تلك الأعمال التدميرية التى تقوم بها إسرائيل، وأعرب عن قلقه الشديد من تداعيات تلك الحرب على النظام البيئى، مناشداً المنظمات الدولية المعنية بحماية البيئة التدخل فوراً من أجل إيقاف تلك الحرب التى أتت على الأخضر واليابس فى قطاع غزة.

وقال خالد جوشن، رئيس حزب الخُضر المصرى، إن الحزب خاطب جهات أمريكية ودولية معنية بالبيئة، وأرسل لها بيانه بشأن الآثار البيئية المدمرة لحرب إسرائيل على غزة، داعياً إياها لاتخاذ مواقف شبيهة، والضغط على حكوماتها لوقف دعمها غير المحدود لإسرائيل، مشيراً إلى أنهم تجاوبوا معهم وأعربوا عن تأييدهم لمواقفهم سواء ببيانات أو بمخاطبة حكوماتهم ونوابهم فى البرلمان من أجل الضغط لوقف الحرب وإعطاء الفلسطينيين حقوقهم المشروعة.

واطلعت «الوطن» على رسالة حزب «الخُضر الأمريكى»، رداً على نظيره المصرى، وجاء فيها: «شكراً على رسالتكم المخلصة والغنية بالمعلومات. لقد ذكرتم بعض التفاصيل المهمة بخصوص أنواع الأسلحة المستخدمة، وسوف نشاركها مع لجنتنا الوطنية والأعضاء فى كل أنحاء الولايات المتحدة».

وأضافوا: إن أعضاء حزب الخُضر فى الولايات المتحدة مرعوبون ويشعرون بقلق عميق من الأحداث التى تتكشف فى غزة. ونحن على دراية بالتدمير الفظيع الحادث للحياة والبيئة الذى يحدث فى غزة، وقلقون جداً من أن حكومة الولايات المتحدة تقدم الدعم لقوات الاحتلال.

وكشفت الرسالة أن «الخُضر الأمريكى» أيَّد وشارك فى مظاهرة وطنية من أجل فلسطين تم تنظيمها فى «واشنطن»، وأنه دعا أعضاءه للاتصال بممثليهم فى الكونجرس وبإدارة بايدن للدعوة إلى وقف فورى لإطلاق النار، وخفض تصعيد الأعمال العدائية، ووقف كل المساعدات العسكرية لإسرائيل، وللتأكد من الحماية الدولية والمساعدات الإنسانية للمدنيين فى قطاع غزة والضفة الغربية (وفى الحقيقة فإن اتفاقية جنيف الرابعة تنص على أن إسرائيل مسئولة عن حماية ورعاية المدنيين)، والعودة الفورية والآمنة للرهائن المحتجزين فى غزة، وأن حكومتنا تدعم وتتمسك بالمبادئ المنصوص عليها فى اتفاقيات جنيف والقانون الدولى. وأشار الحزب، فى هذا السياق، إلى أنه قام بإنشاء صحيفة معلومات وبيان على موقعه الإلكترونى؛ لمساعدة الداعمين لهذه القضية فى الاتصال بالكونجرس.

وأرجع د. عاطف محمود، أمين عام حزب الخُضر المصرى، اهتمام حزب الخُضر الأمريكى بالقضية ووقوفه ضد الحرب فى غزة إلى أن طبيعة أحزاب الخُضر فى العالم، التى بلغ عددها الآن نحو 90 حزباً على مستوى العالم، أنها تقف ضد الحروب والعنف، وتبحث عن السلام كجزء من الأركان الأساسية التى تأسست عليها، مؤكداً أن كل هذه الأحزاب تقف أيضاً ضد الأسلحة النووية والكيميائية والبيولوجية واستخدامها فى الحروب، مشيراً إلى أن حزب الخُضر الكندى اتخذ موقفاً شبيهاً أيضاً من نظيره الأمريكى.

شبكة «جلوبال جرينز»: على المجتمع الدولى التدخل لوقف إطلاق النار

من جهتها، أصدرت شبكة «جلوبال جرينز»، التى تضم 4 اتحادات إقليمية تشمل الحركات البيئية العالمية وأحزاب الخُضر فى أفريقيا وأوروبا وآسيا والباسفيك، والتى تضم أكثر من 100 حزب، بياناً على صفحتها الرسمية على موقع «فيس بوك»، قالت فيه: «نحث المجتمع الدولى العريض أن يتصرف بسرعة للتوصل لوقف لإطلاق النار، وأن يعمل من أجل التوصل لخطة سلام مستدامة تتضمن حل الدولتين»، وتابعت: لن يكون هناك سلام حتى يكون كل من الفلسطينيين والإسرائيليين أحراراً ليعيشوا ويتكلموا ويعملوا كما يأملون، فى أمان، بغض النظر عن أصولهم ومعتقداتهم. وفى هذا الإطار، أكدت الشبكة أنها تدعو إلى وقف فورى لإطلاق النار، وإفراج غير مشروط وعودة آمنة للمحتجزين، وإنشاء ممرات إنسانية، واحترام القانون الإنسانى الدولى، والتدفق المستمر للإغاثة الإنسانية إلى غزة، وتطبيق حل الدولتين.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: الفسفور الأبيض الإغاثة الإنسانية الانتهاكات الإسرائيلية فى قطاع غزة من أجل فى غزة إلى أن

إقرأ أيضاً:

يسيّره الأردن لمدة 8 أيام.. جسر جوي إغاثي لقطاع غزة

عمّان- تستمر في الأردن -وضمن مبادرة إنسانية إغاثية- عملية تسيير طائرات عسكرية ضمن (جسر جوي) لقطاع غزة على مدار 8 أيام بمشاركة دولية، كان قد أعلن عنه في 8 يناير/كانون الثاني الجاري.

وتنطلق 16 رحلة جوية يوميا عبر طائرات من المقرر أن تنقل 20 طنا من المساعدات عالية القيمة والمواد العاجلة والقابلة للتلف، لا سيما العلاجات واللوازم الطبية وحاجات الأطفال إلى القطاع.

وفي حديثه للجزيرة نت قال الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة الأردنية العقيد الركن مصطفى الحياري إن الهدف من الجسر الجوي هو حشد أكبر جهد إغاثي وإنساني ممكن وتشجيع وتحفيز المجتمع الدولي للمشاركة فيه، وكذلك تسليط الضوء على معاناة الأشقاء في القطاع الفلسطيني.

وأكد الحياري أن ما تقوم به المملكة من دور في إغاثة الأشقاء بغزة واجب إنساني وأخلاقي مشترك، ويتطلب تضافر كافة الجهود العربية والدولية لإنجاحه في ظل التحديات التي تمس أبسط حقوق سكان القطاع في الحياة، كما أن الجسر الجوي يضمن تدفق المساعدات الإنسانية لتلبية احتياجاتهم العاجلة ودعم المتضررين من الحرب.

ووفقا للحياري ستنفذ القوات المسلحة الأردنية هذه المبادرة باستخدام مروحيات تابعة لسلاح الجو الملكي.

إعلان

وشاركت كل من إيطاليا وماليزيا واليونان وبريطانيا في تلك المساعدات الإنسانية، سواء من خلال الطائرات أو المواد أو الدعم المالي المباشر الذي قدم للهيئة الخيرية الأردنية الهاشمية والخدمات الطبية الملكية.

تنسيق الجهود

بدوره قال الأمين العام للهيئة الخيرية الأردنية الهاشمية حسين الشبلي إن الهيئة تعقد شراكات مع منظمات إقليمية ودولية لدعم الجهد الإغاثي في قطاع غزة، مبينا حاجة القطاع لتضافر الجهود الدولية الإغاثية.

وأشار -في تصريح للجزيرة نت- إلى أن الجسر الجوي يأتي استمرارا للجهد الذي بدأ خلال الحرب على غزة بإرسال 53 طائرة إلى مطار العريش والإنزالات الجوية التي وصلت لأكثر من 390 طائرة، إضافة للممر الإغاثي الذي شمل 147 قافلة مساعدات.

وأوضح الشبلي أن المبادرة تهدف لاستئناف عملية إرسال المساعدات إلى مستشفيات القطاع على نحو عاجل من خلال المنظمات الدولية هناك، قائلا إن طبيعة المساعدات وحجمها يتم تنسيقه مع هذه المنظمات عبر تقييم الاحتياجات والأولويات في القطاعات المختلفة سواء بالجانب الصحي أو الإغاثي أو الغذائي.

وفي 20 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، وخلال الحرب على قطاع غزة، سيّرت القوات المسلحة الأردنية سربا من 8 طائرات عسكرية محملة بـ7 أطنان من المساعدات الإنسانية الضرورية جرى تسليمها لبرنامج الأغذية العالمي للأمم المتحدة في منطقة القرارة بالقطاع.

وتوالت العمليات الجوية حيث تضمنت 125 عملية إنزال للمساعدات جوا على القطاع الفلسطيني خلال الحرب، فضلا عن المشاركة في 266 عملية إنزال جوي للمساعدات مع دول عربية وأجنبية.

مقالات مشابهة

  • ملك الأردن يلتقي ترامب في 11 فبراير الجاري بالبيت الأبيض
  • حكومة غزة تتلو تقريرا أوليا عن خسائر الحرب.. منطقة منكوبة
  • أدوية التنحيف الجديدة تٌغذّي قطاع الطب التجميلي بطلب كبير
  • توصيات «الزراعة» للتعامل مع تأثير المنخفض القطبي على النبات.. يبدأ الجمعة المقبلة
  • تفاصيل اتفاق السيسي وترامب بخصوص الحرب في غزة
  • إسرائيل: عائلات المحتجزين طلبت مرافقة نتنياهو في زيارته إلى واشنطن لكن طلبهم قوبل بالرفض
  • صحة غزة تُصدر آخر إحصائيات الحرب الإسرائيلية على القطاع
  • محلل عسكري إسرائيلي: حماس تُسيطر على غزة بشكلٍ كامل و إسرائيل لا تملك أي نفوذ على الحركة
  • بعد 470 يوما من الحرب.. خسائر إسرائيل في غزة بالأرقام
  • يسيّره الأردن لمدة 8 أيام.. جسر جوي إغاثي لقطاع غزة