نشطاء: «الفسفور الأبيض» يحرق «الجلد واللحم».. ويجب حظره في «القطاع»
تاريخ النشر: 8th, December 2023 GMT
أكد أنصار ونشطاء البيئة المصريون على الأضرار والآثار السلبية الكبيرة التى تسببها الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة والأسلحة المستخدمة فيها من جانب إسرائيل، معتبرين أنها بمثابة «كارثة بيئية مروعة» تضر بالإنسان ومختلف الكائنات الحية، فيما تضامن معهم نشطاء أمريكيون وغربيون، واتخذوا خطوات ملموسة للضغط على الإدارة الأمريكية والإدارات الغربية للتخلى عن دعمها اللا محدود لإسرائيل، والانحياز للحقوق الفلسطينية، وضرورة إنهاء الاحتلال الإسرائيلى وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة.
وأصدر حزب الخضر المصرى، المعنى بقضايا البيئة، بياناً أشار فيه إلى أن «وسائل الإعلام العالمية تناولت تقارير عن أن كمية القنابل والصواريخ التى تم إلقاؤها على أحياء قطاع غزة منذ بدء الحرب فى يوم السابع من أكتوبر الماضى وحتى اليوم كانت كثيرة للغاية، بالإضافة إلى أن إسرائيل استخدمت قنابل الفسفور الأبيض وتم توثيق ذلك من قبَل منظمة العفو الدولية».
واشار إلى أن «قنابل الفسفور الأبيض هى قنابل تُستخدم كستار دخان كثيف أو كسلاح لديه القدرة على التسبب فى أضرار للإنسان والبيئة أيضاً، وعندما يتعرض جسم الإنسان للفسفور الأبيض يحترق الجلد واللحم فلا يتبقى غير العظام».
واعتبر الحزب أن «إلقاء إسرائيل تلك الكميات الضخمة من القنابل، وإطلاق الصواريخ على كل مكان فى قطاع غزة، الذى لا يتجاوز طوله 40 كيلومتراً، وعرضه 12 كيلومتراً، هو بمثابة كارثة بيئية مروعة على قطاع غزة، وسيكون لها تأثير كبير على الهواء، والتربة، والبحر، ومياه الآبار الجوفية، وتدمير الأشجار والكائنات الحية فى غزة. ناهيك عن الآلاف من المبانى السكنية وغير السكنية التى تم تدميرها من قبَل القوات الإسرائيلية، والتى نتج عنها ملايين الأطنان من ركام المبانى التى تم تفجيرها على رؤوس الأطفال والسيدات».
وأكد الحزب أنه «لن يقف مكتوف الأيدى وهو يشاهد تلك الكارثة البيئية المروعة التى تحدث فى قطاع غزة من قبَل القوات الإسرائيلية، لكون تلك الكارثة البيئية لن تؤثر فقط على قطاع غزة، بل أيضاً على الدول المجاورة للقطاع»، مديناً بشدة تلك الأعمال التدميرية التى تقوم بها إسرائيل، وأعرب عن قلقه الشديد من تداعيات تلك الحرب على النظام البيئى، مناشداً المنظمات الدولية المعنية بحماية البيئة التدخل فوراً من أجل إيقاف تلك الحرب التى أتت على الأخضر واليابس فى قطاع غزة.
وقال خالد جوشن، رئيس حزب الخُضر المصرى، إن الحزب خاطب جهات أمريكية ودولية معنية بالبيئة، وأرسل لها بيانه بشأن الآثار البيئية المدمرة لحرب إسرائيل على غزة، داعياً إياها لاتخاذ مواقف شبيهة، والضغط على حكوماتها لوقف دعمها غير المحدود لإسرائيل، مشيراً إلى أنهم تجاوبوا معهم وأعربوا عن تأييدهم لمواقفهم سواء ببيانات أو بمخاطبة حكوماتهم ونوابهم فى البرلمان من أجل الضغط لوقف الحرب وإعطاء الفلسطينيين حقوقهم المشروعة.
واطلعت «الوطن» على رسالة حزب «الخُضر الأمريكى»، رداً على نظيره المصرى، وجاء فيها: «شكراً على رسالتكم المخلصة والغنية بالمعلومات. لقد ذكرتم بعض التفاصيل المهمة بخصوص أنواع الأسلحة المستخدمة، وسوف نشاركها مع لجنتنا الوطنية والأعضاء فى كل أنحاء الولايات المتحدة».
وأضافوا: إن أعضاء حزب الخُضر فى الولايات المتحدة مرعوبون ويشعرون بقلق عميق من الأحداث التى تتكشف فى غزة. ونحن على دراية بالتدمير الفظيع الحادث للحياة والبيئة الذى يحدث فى غزة، وقلقون جداً من أن حكومة الولايات المتحدة تقدم الدعم لقوات الاحتلال.
وكشفت الرسالة أن «الخُضر الأمريكى» أيَّد وشارك فى مظاهرة وطنية من أجل فلسطين تم تنظيمها فى «واشنطن»، وأنه دعا أعضاءه للاتصال بممثليهم فى الكونجرس وبإدارة بايدن للدعوة إلى وقف فورى لإطلاق النار، وخفض تصعيد الأعمال العدائية، ووقف كل المساعدات العسكرية لإسرائيل، وللتأكد من الحماية الدولية والمساعدات الإنسانية للمدنيين فى قطاع غزة والضفة الغربية (وفى الحقيقة فإن اتفاقية جنيف الرابعة تنص على أن إسرائيل مسئولة عن حماية ورعاية المدنيين)، والعودة الفورية والآمنة للرهائن المحتجزين فى غزة، وأن حكومتنا تدعم وتتمسك بالمبادئ المنصوص عليها فى اتفاقيات جنيف والقانون الدولى. وأشار الحزب، فى هذا السياق، إلى أنه قام بإنشاء صحيفة معلومات وبيان على موقعه الإلكترونى؛ لمساعدة الداعمين لهذه القضية فى الاتصال بالكونجرس.
وأرجع د. عاطف محمود، أمين عام حزب الخُضر المصرى، اهتمام حزب الخُضر الأمريكى بالقضية ووقوفه ضد الحرب فى غزة إلى أن طبيعة أحزاب الخُضر فى العالم، التى بلغ عددها الآن نحو 90 حزباً على مستوى العالم، أنها تقف ضد الحروب والعنف، وتبحث عن السلام كجزء من الأركان الأساسية التى تأسست عليها، مؤكداً أن كل هذه الأحزاب تقف أيضاً ضد الأسلحة النووية والكيميائية والبيولوجية واستخدامها فى الحروب، مشيراً إلى أن حزب الخُضر الكندى اتخذ موقفاً شبيهاً أيضاً من نظيره الأمريكى.
شبكة «جلوبال جرينز»: على المجتمع الدولى التدخل لوقف إطلاق النارمن جهتها، أصدرت شبكة «جلوبال جرينز»، التى تضم 4 اتحادات إقليمية تشمل الحركات البيئية العالمية وأحزاب الخُضر فى أفريقيا وأوروبا وآسيا والباسفيك، والتى تضم أكثر من 100 حزب، بياناً على صفحتها الرسمية على موقع «فيس بوك»، قالت فيه: «نحث المجتمع الدولى العريض أن يتصرف بسرعة للتوصل لوقف لإطلاق النار، وأن يعمل من أجل التوصل لخطة سلام مستدامة تتضمن حل الدولتين»، وتابعت: لن يكون هناك سلام حتى يكون كل من الفلسطينيين والإسرائيليين أحراراً ليعيشوا ويتكلموا ويعملوا كما يأملون، فى أمان، بغض النظر عن أصولهم ومعتقداتهم. وفى هذا الإطار، أكدت الشبكة أنها تدعو إلى وقف فورى لإطلاق النار، وإفراج غير مشروط وعودة آمنة للمحتجزين، وإنشاء ممرات إنسانية، واحترام القانون الإنسانى الدولى، والتدفق المستمر للإغاثة الإنسانية إلى غزة، وتطبيق حل الدولتين.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: الفسفور الأبيض الإغاثة الإنسانية الانتهاكات الإسرائيلية فى قطاع غزة من أجل فى غزة إلى أن
إقرأ أيضاً:
السودان واستغلال الفرص
تلاحقت المبادرات الإقليمية والدولية خلال الأيام الماضية للمشاركة في وضع تصور لإنهاء الحرب الأهلية في السودان.
ويبدو أن هذا الزخم الإقليمي، والدولي قد جاء عقب إشارة من حاكم العالم في البيت الأبيض الأمريكي فقد أعربت الولايات المتحدة الأمريكية على لسان كبار مسؤوليها خاصة وزير الخارجية انتوى بلينكن عن رغبتها في وقف الحرب وإسعاف النازحين والمتضررين منها، وتعاقبت المواقف الدولية التى تبنت هذا الاتجاه حيث أعربت تركيا عن رغبتها في القيام بالوساطة بين السودان والإمارات من ناحية ولعب دور لإنهاء الأزمة بالداخل من ناحية أخرى كما ساندت العديد من الدول الأفريقية ضرورة وقف الحرب، والمشاركة في الجهود الساعية لذلك.
والتزمت دولة الإمارات العربية أمام جلسة مجلس الأمن التى عقدت نهاية الأسبوع الماضي لوقف دعمها العسكري لميليشيا الدعم السريع، وفي وصف بأنه تحرك محسوب لأمريكا، وينفذ أهدافها في السودان.
أعلنت عن تقديم 200 مليون دولار كمساعدات للسودان، وخصصت 30 مليون دولار منها لدعم المجتمع المدني، وهو ما يعني أن الإدارة الأمريكية لا تزال متمسكة بدعم مناصريها من التيارات السياسية التى تتبني التدخل الأمريكي والغربى في البلاد، وتتخذ موقفًا معاديًا للحكومة الشرعية، ومجلس السيادة بزعامة عبد الفتاح البرهان، كما يعتبر قادة المجتمع المدني أنفسهم أصحاب الثورة، ومن ثم رفض مشاركة أي تيارات أخرى في إدارة العملية الانتقالية، أو رسم مستقبل السودان.
أمريكا إذن تريد وقف الحرب بالسودان مع استبعاد الجيش، والشكل العسكري للدعم السريع وتسليم السلطة والقرار لمجموعات تقدم التي يقودها عبد الله حمدوك وآخرون ينتسبون إلى المجتمع المدني وتأتي الرغبة الأمريكية في إنهاء الحرب بغرض تبريد المناطق الساخنة في العالم قبل القيام بحرب شاملة ضد روسيا وهو ما كشف عنه الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين الذي قال نهاية الأسبوع الماضي إن الغرب يحضر لهجوم شامل على بلاده.
وانطلاقًا من هذا الأمر قامت أمريكا وحلفاؤها بإنهاء الوجودين الروسي والإيراني من سوريا حتى يصبح استهداف إيران مع روسيا دون أي مشاكل سياسية، أو عسكرية في المنطقة كما أن إنهاء الحرب في السودان بالطريقة الأمريكية التي خططت لها إدارة جو بايدن تمثل انتصارًا كبيرًا لتلك الإدارة لأنها تضمن طرد روسيا من السودان ووضع ممثليها على رأس السلطة في هي مرحلة إحلال وتجديد تقوم بها أمريكا الآن بالسودان وسوريا وفلسطين ويتوقع المراقبون أن تحاول أمريكا وإسرائيل تغيير النظام في إيران بعد تدمير قدراتها النووية والإستراتيجية.
السودان إذن أمام فرصة دولية لأنهاء الحرب يمكن أن يكسبها إذا ما توحدت الإرادتان الشعبية والسياسية مع الإرادة العسكرية في إنهاء هذه الأزمة غير المسبوقة مع الاحتفاظ بوحدته واستقلاله وإزاحة الفرص من أمام العملاء لتولي الحكم في البلاد والحقيقي أن إلقاء كميات من الدولارات الأمريكية في الشارع السوداني يمكن الاستفادة منها بعملية فرز أخيرة تفصل بين أولئك القابلين على حب السودان واستقلاله ووحدة أراضيه وبين اللاهثين خلف الدولار والذين يستبيحون بيع الوطن قطعة قطعة.