سهيل المزروعي: الإمارات تتصدر العالم في كمية الكهرباء النظيفة المضافة للشبكة لكل فرد
تاريخ النشر: 8th, December 2023 GMT
سامي عبد الرؤوف (دبي)
أعلن معالي سهيل المزروعي وزير الطاقة والبنية التحتية، أن دولة الإمارات العربية المتحدة كانت الأولى عالمياً في إضافة كميات من (الكهرباء النظيفة) لكل فرد خلال السنوات الخمسة الماضية، مشيراً إلى أن 75% من الكميات الإضافية من الكهرباء النظيفة انتجت من محطات براكة للطاقة النووية.
وأكد التزام دولة الإمارات العربية المتحدة بخفض البصمة الكربونية لقطاع الطاقة، مشيراً إلى أنه خلال الأيام الماضية من مؤتمر (كوب 28)، أيدت 22 حكومة حول العالم، زيادة استخدام الطاقة النووية بمقدار ثلاثة أضعاف بحلول عام 2050.
وقال المزروعي أمام «قمة الطاقة النووية من أجل الحياد المناخي» التي تقام في دبي: «هذا التزام تام من تلك الدول والحكومات وهو ما لم يحدث في دورات مؤتمر« كوب» السابقة، لذلك أثنى على رئاسة كوب 28 على تعاملها مع هذا الالتزام، ونتطلع إلى العمل معاً في المستقبل، وسيكون لدى كوب 28 المزيد من الالتزامات في تقليل الانبعاثات».
وأضاف: «نقوم في دولة الإمارات العربية المتحدة، بدور أساسي في قطاع الطاقة العالمي على مدار سنوات عديدة، ونرى أن هناك حاجة واضحة لخفض البصمة الكربونية من محفظة الطاقة لدينا لتوفير مواردنا الطبيعية للاستخدام المحلي، بالإضافة إلى التصدير، قدر الإمكان».
وأشار إلى أن هناك زخماً كبيراً نشهده في قطاع «الطاقة النظيفة» وخاصة في مؤتمر «كوب 28» من أجل إنتاج طاقة خالية من الانبعاثات الكربونية، ونريد الاستفادة من هذا، بالعمل مع دول أخرى من أجل إنتاج طاقة خالية من الانبعاثات الكربونية.
وشدد على أنه سيكون من المهم في المستقبل مواءمة محطات الطاقة النووية مع المستفيدين أو المستخدمين، خاصةً في مجال توليد الهيدروجين والبخار والحرارة للاستخدام الصناعي، لافتاً إلى أن الطاقة النووية محورية في توفير مصدر نظيف لكهرباء الحمل الأساسي.
وذكر أن «قمة الطاقة النووية من أجل الحياد المناخي» المقامة حالياً بدبي على مدى يومين، هي قمة مهمة لاستكشاف العرض والطلب على الكهرباء النظيفة كجزء من السباق العالمي للحصول على المزيد من الطاقة النظيفة، مرحباً بالنقاشات والإجراءات اللازمة للفوز بهذا السباق في الأيام القادمة.
وأكد الدور المهم للطاقة النووية في مسيرة الانتقال لمصادر الطاقة النظيفة في دولة الإمارات العربية المتحدة، مسلطاً الضوء على حقيقة أن محطات براكة للطاقة النووية تقوم بدور أساسي في عملية خفض البصمة الكربونية لقطاع الطاقة وتوفير الطاقة المستدامة في الدولة.
تكوين تحالف
فيما كشف معالي سهيل المزروعي وزير الطاقة والبنية التحتية، أمس في تصريحات لـ «الاتحاد» ووكالة أنباء عالمية، على هامش افتتاح قمة الطاقة النووية من أجل التغير المناخي، عن تكوين دولة الإمارات العربية، تحالفاً يضم 60 شركة نصفها من شركات النفط الوطنية، وجميعها تعهدت بالتخلص من غاز الميثان.
وقال: «يجب أن نتحدث عن التخلص التدريجي من إنتاج الطاقة الكهربائية من الوقود الأحفوري، خاصة في ظل تسحن التقنيات والتكنولوجيا».
وتسأل معاليه، ماذا لو كان لدينا في المستقبل تقنية تزيل جميع انبعاثات ثاني أكسيد الكربون من الوقود الأحفوري وتجعله نظيفًا؟
وقال وزير الطاقة والبنية التحتية: «ما نؤمن به في دولة الإمارات العربية المتحدة هو أننا يجب أن نعمل بجد مع المجتمع العلمي حول العالم لإيجاد بدائل أنظف للطاقة، وفي هذه الأثناء علينا أن نحرص على خفض الانبعاثات التي تنتجها».
ويشكل الفحم ما نسبته 32% من الوقود الأحفوري المستخدم حول العالم، ويتم نقاش الدول التي تستخدم الفحم حول إمكانية وتوقيت التوقف عن استخدام الفحم والاعتماد على الطاقة النووية على سبيل المثال أو استخدام أشكالًا أخرى من الطاقة النظيفة.
وأكد المزروعي في ختام تصريحاته، أهمية إيجاد الحلول والاستثمار في الطاقة النظيفة، ويكون المستهلكون هم الذين يقررون في نهاية المطاف. أخبار ذات صلة الإمارات: الوضع في غزة كارثي ولا يمكننا الانتظار أكثر محمد بن راشد وسعود المعلا والشيوخ يعزون في وفاة حميد بن بدر العليلي مؤتمر الأطراف «COP28» تابع التغطية كاملة
«قمة الطاقة»
وكانت انطلقت صباح أمس أعمال «قمة الطاقة النووية من أجل الحياد المناخي» التي تقام في دبي يومي السابع والثامن من ديسمبر الحالي، على هامش مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (COP28)، وبتنظيم من مبادرة «الطاقة النووية من أجل الحياد المناخي» التي تدعو إلى تعاون غير مسبوق بين صناع القرار وقادة قطاع الطاقة النووية، لمضاعفة القدرة الإنتاجية للطاقة النووية ثلاث مرات على الأقل لتحقيق الحياد بحلول عام 2050. وتم إطلاق «الطاقة النووية من أجل الحياد المناخي» من قبل مؤسسة الإمارات للطاقة النووية والمنظمة النووية العالمية في سبتمبر 2023 والتي حققت نجاحاً كبيراً تمثل في الإعلان عن تعهد 22 دولة في اليوم الثالث من مؤتمر COP28 بمضاعفة القدرة الإنتاجية للطاقة النووية ثلاث مرات بحلول عام 2050.
واتفقت هذه الدول على الأهمية الكبيرة لزيادة الاستثمارات في الطاقة النووية من أجل خفض الانبعاثات الكربونية وتسريع خفض البصمة الكربونية للصناعات الثقيلة.
«التقنيات الجديدة»
وركز الموضوع الرئيسي لقمة الطاقة النووية من أجل الحياد المناخي على الحاجة المتزايدة لتقنيات الطاقة النووية الجديدة لدعم القطاعات الاقتصادية الأساسية، حيث شددت القمة على أن الانتقال إلى هذه التقنيات يجب أن يتم بطريقة صديقة للبيئة، وبهدف المساهمة في مسيرة العالم نحو الحياد المناخي.
وسلطت مؤسسة الإمارات للطاقة النووية الضوء على دورها المحوري في تركيز الاهتمام على الجهود الدولية الجارية لتطوير تقنيات الطاقة النووية المتقدمة، من أجل مواجهة التغير المناخي وتسريع المسيرة العالمية لخفض البصمة الكربونية والوصول إلى الحياد المناخي بحلول عام 2050. وأكدت المؤسسة، أن محطات براكة أكبر مصدر منفرد للكهرباء في المنطقة وفور تشغيلها بالكامل العام المقبل ستوفر 25% من احتياجات الدولة من الكهرباء وستحد من 22.4 مليون طن من الانبعاثات الكربونية سنوياً.
تجربة الإمارات
من جهته، قال محمد الحمادي، العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لمؤسسة الإمارات للطاقة النووية، خلال اليوم الأول من القمة: «تطوير محطات براكة للطاقة النووية خطوة كبيرة في انتقال دولة الإمارات إلى مصادر الطاقة النظيفة، حيث تعد واحدة من أكبر محطات الطاقة النووية في العالم، وأكبر مصدر منفرد للكهرباء الخالية من الانبعاثات الكربونية في المنطقة».
وأكد أن الكهرباء الوفيرة والنظيفة التي تنتجها محطات براكة، بالإضافة إلى المعارف والخبرات والتكنولوجيا المكتسبة من تطوير المحطات، تدعم الابتكار في تقنيات الطاقة النووية المتقدمة ومن بينها تطوير المفاعلات المعيارية المصغرة.
وأفاد أن قمة الطاقة النووية من أجل الحياد المناخي، المقامة على هامش مؤتمر COP28، توفر منصة مثالية لمناقشة الطلب على الكهرباء وكيفية الوفاء بهذا الطلب، حتى نتمكن بشكل جماعي من مواصلة خفض البصمة الكربونية للقطاعات الثقيلة، من خلال إنتاج كميات أكبر من الكهرباء النظيفة.
وقال: «قد أصبح السعي إلى تطوير تقنيات الطاقة النووية المتقدمة ضمن أولويات العالم الاستراتيجية، والدول التي تبادر في ذلك سيكون لها الدور الأهم في ضمان أمن الطاقة واستدامتها».
وقال: «لتحقيق هدف مضاعفة القدرة الإنتاجية للطاقة النووية العالمية ثلاث مرات لتلبية الطلب المتزايد على الطاقة النظيفة وتحقيق أهداف الحياد المناخي، يجب إضافة المزيد من المفاعلات ذات الحجم الكبير، وتطوير المفاعلات المعيارية المصغرة، التي تتوافر بأكثر من 80 تصميماً في مراحل مختلفة من التقدم، ويتوقع المطورون استخدامها بشكل تجاري في أوائل ثلاثينيات القرن الحالي».
وتقدر قيمة سوق المفاعلات المعيارية المصغرة بأكثر من 6 مليارات دولار، ومن المتوقع أن ترتفع بشكل كبير بمجرد تشغيل أول مفاعلات من هذا الطراز.
القنيات الحديثة
وخلال «قمة الطاقة النووية من أجل الحياد المناخي»، سلط الحمادي الضوء على التقدم الذي حققه «البرنامج المتقدم لتقنيات الطاقة النووية» الذي أطلقته مؤسسة الإمارات للطاقة النووية مؤخراً، وهو عبارة عن منصة جديدة مصممة لمواكبة أحدث التطورات في تقنيات الطاقة النووية.
ويسهم البرنامج في تعزيز مكانة دولة الإمارات الريادية في تطوير الحلول المناخية من خلال تسريع الانتقال العالمي لمصادر الطاقة النظيفة.
كما يركز البرنامج على تقييم أحدث التقنيات في فئات المفاعلات المعيارية المصغرة والمفاعلات المتقدمة الأصغر حجماً وقدرة إنتاجية، والتي يمكنها إنتاج البخار والهيدروجين والأمونيا، بالإضافة إلى الحرارة المستخدمة في العمليات الصناعية.
ومن خلال القيام بذلك، تتعاون مؤسسة الإمارات للطاقة النووية، التي تتولى تطوير قطاع الطاقة النووية في الدولة مع الشركاء المحليين لتحديد سبل استخدام هذه التقنيات المتقدمة، ومع الشركاء العالميين في فرص تطوير هذه التقنيات وتنفيذ المشاريع المتعلقة بها.
بناء الشراكات
وفي إطار هذا البرنامج، أعلنت المؤسسة مؤخراً عن عدد من مذكرات التفاهم الجديدة مع شركاء دوليين خلال مؤتمر COP28، لبدء العمل على استكشاف فرص التعاون المشترك والاستثمار واستخدام تقنيات الطاقة النووية الجديدة.
وتدعم هذه المذكرات التطوير السريع لهذه التقنيات بهدف زيادة تطوير مشاريع الطاقة النووية الجديدة في دولة الإمارات وفي جميع أنحاء العالم، ولا سيما أن البرنامج النووي السلمي الإماراتي انتقل إلى حقبة استراتيجية جديدة من الابتكار والبحث والتطوير، للبناء على النجاح الذي تحقق خلال تطوير محطات براكة، من أجل تطوير حلول جديدة للطاقة النظيفة بما في ذلك الهيدروجين والتقنيات الأخرى.
وعلى الصعيد الدولي، شهدت الطاقة النووية انتعاشاً كبيراً، حيث تسعى الدول إلى تسريع خططها وإجراءاتها لضمان أمن الطاقة وخفض البصمة الكربونية بموجب مقررات الأمم المتحدة، ولا سيما مع الدعم الذي يلقاه قطاع الطاقة النووية من قبل صانعي القرار السياسي في عدد من الدول، بما فيها المملكة المتحدة والولايات المتحدة وكندا واليابان وفرنسا والصين، بالإضافة إلى الاهتمام المتزايد من قبل القطاع الخاص في الاستثمار بتقنيات الطاقة النووية، إلى جانب الاتجاه أكثر إلى آليات التمويل الأخضر.
استكشاف الفرص
تنتج محطات براكة للطاقة النووية - حجر الأساس للبرنامج النووي السلمي الإماراتي طاقة كهربائية آمنة وموثوقة وصديقة للبيئة على مدار الساعة وطيلة أيام الأسبوع لدعم النمو الاقتصادي والاجتماعي في دولة الإمارات ومواجهة ظاهرة التغير المناخي. ولهذا تعد محطات براكة من أهم ركائز التنمية المستدامة في دولة الإمارات، وتسهم بشكل كبير في تحقيق أهداف مبادرة الدولة الاستراتيجية للحياد المناخي 2050، من خلال قيادة أكبر الجهود لخفض البصمة الكربونية في دولة الإمارات والعالم العربي.
وتواصل مؤسسة الإمارات للطاقة النووية استكشاف المزيد من الفرص من خلال استراتيجيتها للبحث والتطوير، بما في ذلك تقنيات الطاقة النووية المتقدمة، مثل تكنولوجيا النماذج الصغيرة للمفاعلات النووية، والهيدروجين الخالي من الانبعاثات الكربونية، إلى جانب المجالات ذات الصلة مثل استكشاف الفضاء والزراعة والطب.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: كوب 28 مؤتمر الأطراف الإمارات سهيل المزروعي الكهرباء النظيفة الطاقة النظيفة دولة الإمارات العربیة المتحدة مؤسسة الإمارات للطاقة النوویة محطات براکة للطاقة النوویة من الانبعاثات الکربونیة الکهرباء النظیفة فی دولة الإمارات الطاقة النظیفة هذه التقنیات بالإضافة إلى بحلول عام 2050 قطاع الطاقة المزید من من الطاقة من خلال إلى أن
إقرأ أيضاً:
الإمارات توفر المياه النظيفة لـ150 ألف عائلة في غزة
غزة (الاتحاد)
أخبار ذات صلة «الهلال الأحمر» تطلق حملة كسوة الشتاء في شبوة الجيش الإسرائيلي يوسع نطاق عملياته شمالي القطاعتواصل دولة الإمارات العربية المتحدة جهودها في تقديم المساعدات الإغاثية للأشقاء الفلسطينيين في قطاع غزة، في إطار عملية «الفارس الشهم 3» الإنسانية، التي أمر بها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، لدعم الأشقاء الفلسطينيين.
وتواصلت حملة تقديم المياه الصحية للأسر الفلسطينية النازحة في القطاع، حيث وصل عدد المُستفيدين إلى 150 ألف أسرة يومياً، بهدف توفير المياه النظيفة لهم في ظل ما تعانيه محافظات قطاع غزة من تدمير للبنية التحتية وخطوط المياه والصرف الصحي نتيجة الحرب.
وتم تجهيز وتوزيع خزانات المياه على مناطق النزوح بالتعاون مع مصلحة المياه ومتطوعي عملية «الفارس الشهم 3» في مختلف مناطق القطاع، وتتم تعبئتها يومياً لتسهيل حصول الأسر النازحة على المياه نظراً للصعوبات التي يواجهونها والتحديات التي تواجهها البلديات في قطاع غزة، التي تحول دون قدرتها على تقديم الخدمات الأساسية ومن ضمنها المياه للفلسطينيين مما يسبب كارثة إنسانية.
وتتواجد صهاريج المياه يومياً بين خيام النازحين وفي مراكز الإيواء وتلبي الاحتياجات اليومية لـ150 ألف أسرة.
يذكر أن الإمارات سعت في المرحلتين الأولى والثانية إلى تشغيل 6 محطات للتحلية وتوصيلها للنازحين من خلال خطوط إمداد في محافظتي رفح وخان يونس، وخزانات تم تركيبها في مختلف مناطق القطاع، ليستفيد آلاف النازحين من المشاريع الحيوية، كما تم تركيب 13 خزان مياه صالحة للشرب تتم تعبئتها يومياً، بالإضافة لعدد من السيارات التي تتوجه لمناطق وجود العائلات النازحة لتسهيل حصولهم على المياه.
كما وقعت عملية «الفارس الشهم 3»، مذكرة تفاهم مع البلديات في محافظات شمال القطاع وغزة وخان يونس ودير البلح لإصلاح خطوط وشبكات المياه المتضررة في المدينة، لتسهيل وصول المياه لمناطق تواجد السكان والنازحين.
وكانت عملية «الفارس الشهم 3» قد قدمت في وقت سابق، 4 سيارات وصهاريج للمياه، واثنتين للصرف الصحي، سعياً لمواجهة التحديات التي تعصف بالقطاع، في ظل الواقع الإنساني المتردي، ولتحسين جودة الخدمات التي تُقدمها البلديات للعائلات النازحة.
وفي السياق، تقدم دولة الإمارات عبر عملية «الفارس الشهم 3» الدعم لـ 37 تكية لتوزيع الوجبات الغذائية على الفلسطينيين في مختلف مناطق قطاع غزة.
وتتصدر الإمارات العمليات الإغاثية التي تصل إلى شمال القطاع، حيث تسعى إلى زيادة المساعدات قدر المستطاع، وتوفير المواد الغذائية ومستلزمات الشتاء والأغطية، للتخفيف من معاناة الأشقاء الفلسطينيين.