الظفرة (الاتحاد)
 شهد مسرح الحديقة العامة في مدينة زايد أمسية شعرية مميّزة قدّمت تجربة الشاعر راشد بن سندية المنصوري، وتألق فيها الشاعر بإلقاء مجموعة قصائد وطنية وغزلية جميلة. وحظي في ختامها بتكريم مركز أبوظبي للغة العربية، بإهدائه لوحة فنّية باسم مهرجان الظفرة للكتاب 2023.
شارك في الأمسية، التي نظّمها المركز ضمن برنامج «ليالي الشعر: أصوات حبّتها الناس»، الشاعر عبيد بن قذلان المزروعي، الذي تولّى إدارة الجلسة ومحاورة الضيوف، والشاعر سلطان بن خليفة الطنيجي، وتألّق المطرب معضد الكعبي في غناء قصائد شهيرة للمنصوري بصوته العذب، على إيقاع الموسيقيين عبد الله عبد الكريم وعلي البلوشي.


وتحدّث المنصوري، وهو من مواليد مدينة غياثي، عن بداياته في نظم الشعر بالقول: «إنها بدأت منذ الصغر إذ كان يكتب قصائد والده محمد علي بن سندية المنصوري، ويلقيها على مسامع الحاضرين في المجالس والمناسبات المختلفة، الأمر الذي حرّك فيه موهبة الشعر وطوّرها ليأخذ مكانه بين الشعراء». وأشار إلى مشاركاته المتعدّدة في المناسبات، وكان آخرها في معرض الصيد والفروسية، وهي تجربة ثرية وممتعة في الوقت ذاته.
فنون الشعر الشعبي
وألقى المنصوري بعضاً من قصائده الشهيرة على مسامع الحاضرين.. وأثرى الشاعر سلطان بن خليفة الطنيجي الأمسية بإلقاء بعض القصائد الشهيرة لشعراء الظفرة القدامى، كما قدّم معلومات مهمّة عن منطقة الظفرة في قديم الزمان ودواوين شعرها وشعراء الظفرة. وأشار إلى أن البحث ما يزال جارياً عن جمع قصائد شعراء الظفرة الذين لم تصدر لهم دواوين.
وتحدّث الطنيجي عن بعض فنون الشعر الشعبي وبحوره، ومنها التغرودة، وهو فنّ الشعر الغنائي التقليدي في البادية. كما تحدّث عن شعر أو بحر الونة، الذي كان يستخدمه أهل المنطقة في نظم الشعر، وهو أحد فنون الأداء التقليدية التي تتميّز بألحانها العذبة وامتزاجها بكلماتٍ من الشعر النبطي. ويغلب الحزن على هذا الشعر، وسُمّي بالونة نسبة إلى الأنين، وكان يؤدّى عادة ليلاً لأنه يثير شجون الشاعر فيئنّ من شدّة الألم.
وتتواصل فعّاليات برنامج «ليالي الشعر: أصوات حبتها الناس» على المسرح الرئيسي لحديقة زايد، طيلة أيام مهرجان الظفرة للكتاب التي تمتد حتى 10 ديسمبر الحالي، حيث تقدّم للجمهور كوكبة من أبرز شعراء الظفرة الذين أثروا الشعر النبطي بتجارب ملهمة. 

أخبار ذات صلة قصائد وطنية وغزلية في ليلة الشاعر راشد بن فطيمة المنصوري لوحات ميثه المزروعي تحتفي باستدامة التراث

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: أمسية شعرية مركز أبوظبي للغة العربية مهرجان الظفرة للكتاب

إقرأ أيضاً:

"قضايا المصطلح في فنون البادية" ضمن مناقشات الندوة العلمية بملتقى سيناء

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

تواصلت فعاليات "ملتقى سيناء الأول لفنون البادية" بقصر ثقافة العريش، والذي تنظمه الهيئة العامة لقصور الثقافة برئاسة اللواء خالد اللبان، ضمن احتفالات وزارة الثقافة بالذكرى الثالثة والأربعين لتحرير سيناء، وتحت رعاية الدكتور أحمد فؤاد هنو وزير الثقافة، واللواء دكتور خالد مجاور محافظ شمال سيناء.

شهدت الليلة الثانية من الملتقى انعقاد الندوة العلمية بعنوان "قضايا المصطلح الخاصة بفنون البادية.. رؤى ومفاهيم"، بحضور الكاتب محمد عبد الحافظ ناصف نائب رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة، الذي رحب بالحضور مشيرا إلى رمزية انعقاد الملتقى في شمال سيناء تزامنا مع ذكرى التحرير، ومؤكدا على أهمية أرض سيناء وتاريخها المقاوم، كما نوه بأهمية موضوع الندوة في سياق الملتقى.

أدار الندوة الدكتور مسعود شومان، رئيس الإدارة المركزية للشئون الثقافية، الذي أشار إلى تنوع المصطلحات في فنون البادية، لافتا إلى وجود مصطلحات خاصة بكل فن وبكل طريقة أداء، ليس في سيناء فقط، بل في أنحاء متعددة من البوادي، موضحا أن الإشكال يكمن في تباين استخدام المصطلحات بين الثقافات، متسائلا عن الجهة التي تملك حق "التصديق" على المصطلح، ومؤكدا أن الحفر في الموروث الشفهي، مثل "السيرة الهلالية" في البادية، يكشف عمق الميثولوجيا السيناوية.

وتحدث الباحث مسعد بدر، المتخصص في ميثولوجيا سيناء، وصاحب كتاب "السيرة الهلالية في البادية" واستعرض أنماط الفنون النثرية الشفاهية التي تشمل: السيرة، الحكاية الأسطورية، الحكاية الخرافية، الحكاية الشعبية، اللغز، والمثل، معتبرا أن جميعها تنضوي تحت مسمى "الحكايات الشعبية".

الرواة حراس الادب الشعبي 

ولفت إلى أن تلك الحكايات غالبا ما تُروى دون معرفة القائل الأصلي، مما يجعل الرواة حراسا للأدب الشعبي. كما شرح الفروق الدقيقة بين مصطلحات مثل "الخرافة" و"الخريفة" و"الخورافة"، مشيرا إلى أن قوة الرواية في البادية لا ترتبط بالعمر أو النوع بل بقدرة الراوي على السرد، حتى لو كان طفلا.

فنون الحكي 

وعقب د. مسعود شومان موضحا أن "السيرة" تمثل "أم فنون الحكي"، تماما كما يُعرف المسرح بأنه "أبو الفنون"، موضحا أن الفصل بين أشكال الحكي الشعبي شبه مستحيل، وهو ما أشار إليه عبد الحميد يونس في كتاباته. وأضاف أن السيرة الشعبية تبنى حول بطل تتابع حياته من قبل ولادته وحتى مماته، مشيرا إلى سيرة الزير سالم كنموذج بارز في البادية، وتناول كذلك الفروق بين الأسطورة والملحمة والسيرة.

جمع وتدوين التراث 

وتحدث الباحث حمد شعيب، عضو اتحاد الكتاب ورئيس لجنة الحفاظ على التراث بمحافظة مطروح، عن تجربته في جمع وتدوين المأثورات الشعبية، مشددًا على أن اختلاف المصطلحات بين الثقافات ينعكس في اللغة اليومية، بل حتى في الشعر البدوي، حيث توجد تعبيرات لا تناسب كل الفئات العمرية. كما عرض أمثلة لغوية على تحولات نطق الحروف مثل "الجاف" (الجيم اليمنية)، مما يؤدي إلى تغير المعنى. وأكد شعيب أهمية الجمع الميداني لفهم الثقافة البدوية، مستشهدا بتجربته في جمع قصائد احتوت على معلومات دقيقة عن مواقع حربية مهمة.

أما الباحث والشاعر حسونة فتحي، ابن العريش، فلفت إلى أن البداوة ليست مجرد سلوك بل منظومة من القيم الإنسانية مثل الشجاعة والمروءة. وأوضح أن "البدوي" يعرف بانتمائه لتلك القيم، في حين أن "البدو" يخص القبائل والعائلات.

الشعر البدوي 

 واستعرض نماذج من الشعر البدوي مثل "الدحية" و"المربوعة"، موضحا فروق الإيقاع بينهما، وتطرق إلى مصطلحات مثل "السامر" المرتبط بالمكان الذي يلقى فيه الشعر، مؤكدا أن اللسان العربي - كما ورد في القرآن - هو كمال البيان.

واختتمت الندوة العلمية بأمسية شعرية بعدد من شعراء البادية وهم الشاعر منصور القديري، والشاعر سلمى الجميعاني، والشاعر عطا الله الجداوي، وقد جرت نقاشات موسعة شارك فيها الشعراء والباحثون منهم الشاعر حاتم عبد الهادي، والأديب إبراهيم سالم، وأحد شيوخ قبيلة اللفيتات.

ملتقى سيناء الاول لفنون البادية 

وانطلقت أمس الأول فعاليات ملتقى سيناء الأول لفنون البادية، وتنظمه وزارة الثقافة ممثلة في هيئة قصور الثقافة احتفالا بالذكرى الثالثة والأربعين لتحرير سيناء، وتستمر فعالياته حتى 27 من أبريل الحالي، ويتضمن مجموعة من العروض الفنية لفرق البادية المصرية وورشا حرفية ويدوية وأنشطة للأطفال ومعارض للكتب والمنتجات وندوة علمية بمشاركة نخبة من الباحثين بالإضافة إلى الأمسيات الشعرية.

وينفذ الملتقى من خلال الإدارة المركزية للشئون الفنية، والإدارة المركزية للشئون الثقافية، والإدارة المركزية للدراسات والبحوث، وبالتنسيق مع إقليم القناة وسيناء الثقافي، وفرع ثقافة شمال سيناء.

مقالات مشابهة

  • حمدان بن زايد يُعزّي في وفاة محمد سعيد المرر ومبارك عبيد المنصوري
  • أمسية ثقافية حول أثر القراءة في تشكيل الوعي المجتمعي بتبوك
  • "قضايا المصطلح في فنون البادية" ضمن مناقشات الندوة العلمية بملتقى سيناء
  • بحضور السيسي.. فقرة شعرية وإنشاد ديني في حفل تخرج الدورة الثانية لتأهيل أئمة الأوقاف
  • جنجويد ضد البابا – أو آخر فنون الجنجا
  • الوزيرة المنصوري تعلن عن برنامج لتجهيز أحياء مكناس لتعزيز جاذبية المدينة التاريخية
  • تلاقي الإبداعات الإماراتية والمغربية في أمسية شعرية
  • قصائد «الأخطل الصغير» تُحيي ليلة مميزة في مكتبة محمد بن راشد
  • قصائد عن عيد الاستقلال الأردني
  • الشيب المبكر: الأسباب والعوامل التي تؤدي إلى ظهور الشعر الرمادي في سن الشباب