عندما طرح تطبيق سناب شات مفهوم "البيانات المؤقتة" للجماهير قبل عقد من الزمن، انطلقت رسائل التدمير الذاتي بالفعل. كان هناك الكثير من الشركات التي تحاول جني الأموال، بدءًا من Poke التي أنشأتها Meta وحتى Wickr وConfide وHash وغيرها. في أغلب الأحيان، فشلت جميع تلك الشركات، لكن الفكرة ازدهرت. ولتحقيق هذه الغاية، قدم تطبيق WhatsApp للتو رسائل صوتية يتم حذفها تلقائيًا بعد تشغيلها.

ميزة العرض مرة واحدة في تطبيق المراسلة موجودة بالفعل للصور والرسائل، ولكن هذه هي المرة الأولى التي يتم تطبيقها على الرسائل الصوتية. الواجهة بسيطة. ما عليك سوى اختيار "عرض مرة واحدة" وإرسال رسالة صوتية. سوف تدمر ذاتيًا بعد أن يسمعها المتلقي. هذا ليس ممتعًا فقط في نوع Mission Impossible، ولكنه يعزز الخصوصية بشكل فعال في حالة التسجيلات الصوتية التي تشير إلى موضوعات حساسة. مرحبًا، من حين لآخر، يتعين عليك إعطاء تفاصيل بطاقة الائتمان لشخص ما، ومن الأفضل أن تكون آمنًا بدلاً من الندم.


هناك بعض التحذيرات، حيث لا توجد تكنولوجيا مضمونة. يشجع تطبيق WhatsApp المستخدمين على إرسال الرسائل الصوتية مرة واحدة فقط إلى الأشخاص الذين يثقون بهم، حيث توجد طرق للالتفاف على الطبيعة المؤقتة للبيانات. على سبيل المثال، يمكن لمستخدمي Android استخدام وظيفة تسجيل الشاشة أثناء الاستماع ويمكن لأي شخص استخدام كاميرا أخرى أو ميكروفون خارجي لالتقاط الرسالة.

سيتم طرح الأداة عالميًا خلال الأيام القليلة المقبلة، لذلك قد يستغرق الأمر بعض الوقت قبل أن يصل التحديث إلى جهازك. قام WhatsApp بإجراء جميع أنواع التحسينات طوال العام الماضي. في الأسبوع الماضي فقط، قدمت المنصة إمكانية مشاركة الصور بتنسيقها الأصلي، دون ضغط. أضاف التطبيق أيضًا مؤخرًا أداة تخفي عنوان IP الخاص بك عند إجراء المكالمات.

المصدر: بوابة الوفد

إقرأ أيضاً:

رسائل عزت غزاوي التي وصلت

جميلة هي الرسائل الورقية بين الناس، مبهجة وكلها حب وثقة، وتؤجج الحس بالحياة داخل المرسل و المرسل له، لم يعد هناك رسائل ورقية صارت كلها الكترونية عبر شيء جامد بعقل كبير وبلا قلب اسمه الايميل، هذا ليس موضوعنا طبعا، لكن ذكره كان ضروريا لابراز حميمية رسالة الورق تلك الأيام العصيبة في حياة الفلسطينيين، أواخر الثمانينيات، وهذه الأواخر لا تعني سوى بداية الانتفاضة الأولى، 1987- 1993 حيث الدم المسفوح والغضب الشعبي الفلسطيني العارم، والبطولات، لا أتحدث عن رسائل بين العشاق، ولا بين أشخاص عاديين يرسلون رسائلهم عبر صناديق البريد العادي في بلادهم إلى أحبائهم المغتربين، أتحدث عن كاتب فلسطيني يجلس القرفصاء داخل زنزانته، الضيقة جدا، أمام الزنزانة سجان حاقد وظيفته في الحياة، الاستمتاع بتعطيل الحياة العادية لهذا المناضل.

هذا الكاتب المناضل ليس سوى الروائي الشهير عزت غزاوي، 1948-2003 والذي سيصبح فيما بعد رئيسا لاتحاد الكتاب الفلسطينيين، ليس لدى عزت في زنزانته سوى قلم وورق شفاف أبيض، تم تهريبه له بطريقة ما، لا يفعل عزت في الزنزانة سوى التذكر والكتابة، تذكر ادباء فلسطين والعالم و أصحابه وزملائه في عالم الكتابة وابنائه وزوجته واحدا واحدا، وراح يكتب بحذر وصمت رسائل سماها فيها بعد (رسائل لم تصل بعد،) كانت الانتفاضة الفلسطينية في ذروتها، انتفاضة شعب قاوم بالحجارة والقضبان الحديدية وبجسده، السجون امتلأت بالمناضلين، والشهداء يسقطون بالعشرات يوميا، والاحتلال جن جنونه، فيبطش بالأطفال كما عادته والشيوخ والنساء، من ضمن هؤلاء كان الكاتب عزت غزاوي الذي وجهت له تهمة المشاركة في القيادة الوطنية الموحدة لهذه الانتفاضة الشعبية. غرق عزت في كتابة الرسائل، لم يكن هناك شيء يفعله سوى ذلك، كتب عشرات الرسائل الى العشرات من الاهل والشعراء والأصدقاء، وكانت الرسائل تتكوم لديه وتلف على شكل كبسولات، تغلق بإحكام بانتظار رفيق يوشك على التحرر لانتهاء مدة سجنه، يبتلعها الرفيق، ثم يخرجها في المرحاض في بيته حين يعود اليه، بهذه الطريقة السريالية تصل رسائل المناضلين الفلسطينيين.

لا يستطيع أي كاتب تسعيني من كتاب فلسطين خصوصا كتاب السرد أن ينكر أن كتاب عزت غزاوي (رسائل لم تصل بعد) والذي نشر أوائل التسعينيات عن دار المؤسسة العربية للدراسات والنشر، لم يعصف به وبذاكرته ولم يصنع داخله أثرا لبنيته و دوائره الجمالية. على صعيد كاتب هذه السطور، أستطيع أن أحدد شكل تأثير لغة وأجواء هذا الكتاب الساحر على لغتي وأجواء اصداراتي الأولى أول التسعينيات ( موعد بذي مع العاصفة)، الشعرية الواضحة في كتابي الأول كان لشعرية كتاب الرسائل دور كبير فيها، ومنذ قراءتي لكتاب عزت وأنا مولع بالجنس الادبي( إذا صح أن نسميه كذلك )النص- الرسالة، والذي سأتعلق به وأصدر كتبا كثيرة تعتمد بنيته، وفي نقاشاتنا يعترف أصدقائي الكتاب التسعينيين، بأن لغة عزت المتفردة في نصوصه الروائية والقصصية اللاحقة قد ظلت تطاردنا وتفعل فينا فعلها الجمالي.

استحضر عزت غزاوي عشرات الشخصيات الإبداعية مثل لوركا ومحمود درويش وطاغور، حاورهم واستحضر عوالمهم وقصصهم، وسياقات حياتهم، ولعل أنضج وأكثر الرسائل تأثيرا كانت رسالته الى (كلود) الفرنسي أحد موظفي الصليب الأحمر:

أنا كلود من الصليب الأحمر.

أهلا بك.

لم أكن أتوقع مثل تلك الزيارة.

كيف أنت؟

لا أدري.

هذه هي المرة الثالثة التي أحاول فيها أن أراك، لكنهم لم يسمحوا لي.

أين نحن؟

لا تعرف أين أنت؟ نحن في ( بتاح تكفا).

كلود عزيزي: ربما تكون بقية الأحاديث أثناء زيارتك الأولى عادية جداً رغم أنها استمرت ساعتين. لا أذكر الكثير مما تحدثنا به خلال الوقت لكنني أذكر جيداً أنك قلت لي: سأبقى معك أطول فترة ممكنة. أنظر إلى السماء وحاول أن تأخذ أنفاساً عميقة. هل كنت بالفعل تدرك مدى حاجتي لذلك! لا تنس أنني كنت أحسدك على طبيعة إحساسك وأنت معي. أنت داخل السجن في زيارة قصيرة تقوم بخدمة إنسانية أحترمها كثيراً، لكن الأهم من ذلك شعورك الحقيقي بأنك ستخرج خلال لحظات وتنسى عفونة الزنازين).

تبدو رسائل غزاوي شديدة الطزاجة ( مضى على إصدارها أكثر من عشرين عاما وما زال الكثيرون يحبون استعادتها حنينا لزمن فلسطيني جميل يتوازى فيه الألم مع الشرف،) تمسكا بالطبيعة الإنسانية الني يحاول السجان نزعها من الفلسطينيين، وتأكيدا لنفسه وللعالم بأن الكتابة يمكن أن تكون ردا مناسبا على همجية السجان، تفضحه وتوثق بربريته، والاهم من ذلك أنها ترسل إشارة مهمة الى أن الفلسطينيين قادرون على أن الابداع الثقافي والحضاري الإنساني حتى لو كانت السكين تواصل حز العنق.

عزت غزاوي في سطور.

ولد لعائلة هاجرت من بلدة قاقون في فلسطين المحتلة عام 1948. درس المرحلة الإعدادية في القرية والثانوية في مدرسة عتيل الثانوية. درس الأدب الإنجليزي في الجامعة الأردنية. عمل مدرسًا في مدارس طولكرم. نال درجة الماجستير في الأدب الإنجليزي من جامعة ساوث داكوثا الأمريكية. عمل محاضرًا في جامعة بيرزيت حتى رحيله. أعتقل لمدة سنتين بسبب عضويته في القيادة الوطنية الموحدة إبان الانتفاضة الأولى. انتخب أمينًا عامًا للتجمع الوطني لأسر شهداء فلسطين حتى رحيله. أحد مؤسسي اتحاد الكتاب الفلسطينين، في رصيده العشرات من الروايات والقصص القصيرة والمقالات النقدية، وكان عضوًا في هيئات إدارية وثقافية إلى أن أنتخب رئيسًا للإتحاد حتى وفاته. عين وكيل لوزارة الثقافة والإعلام فبل رحيله بثلاثة أشهر. قام بترجمة كتب عالمية إلى اللغة العربية. توفي في أبريل 2003.

مقالات مشابهة

  • واتساب: فوائده الكبيرة ومخاطره المحتملة في العصر الرقمي
  • واتساب في مصر: بين سهولة التواصل ومخاطر الاستخدام
  • واتساب تعمل على ميزة جديدة تتيح استقبال الرسائل من التطبيقات الأخرى
  • واتساب: بداية ظهوره وكيفية إخفاء آخر ظهور على التطبيق
  • رسائل عزت غزاوي التي وصلت
  • واتساب يضيف ميزة جديدة لتحسين تجربة المستخدمين ..إليك كيفية تطبيقها
  • واتساب: فوائد وطريقة تسجيل حساب
  • واتساب يضيف ميزة جديدة: الموسيقى في تحديثات الحالة
  • تطبيق WhatsApp يعمل على تطوير ميزة مشاركة الصور للعمل بآداء أسرع عبر زر “Gallery”
  • برلمانية: قانون البناء يدعم الخصوصية والأمن لكنه بحاجة إلى تطبيق فعّال