القدس المحتلة-سانا

أكثر من 100 فلسطيني تزيد أعمارهم على 15 عاماً اقتادتهم قوات الاحتلال الإسرائيلي اليوم عراة.. مقيدين.. معصوبي الأعين من مدرسة تؤوي نازحين في بيت لاهيا شمال قطاع غزة إلى ساحة مفتوحة ثم أعدمتهم بدم بارد واحداً تلو الآخر، في تكرار مروع لمجازر العصابات الصهيونية بحق الشعب الفلسطيني قبل النكبة عام 1948، لكن الجديد هذه المرة أن هذه المجازر ترتكب على مرأى ومسمع العالم أجمع الذي يشاهدها في بث مباشر على شاشات التلفزة أو وسائل التواصل الاجتماعي.

المجزرة ما هي إلا واحدة من 1577 ارتكبها الاحتلال الإسرائيلي في القطاع خلال عدوانه المتواصل عليه لليوم الثاني والستين، وأسفرت عن استشهاد ما يزيد على 17 ألف فلسطيني وإصابة وفقدان عشرات الآلاف.

ولم تكتف قوات الاحتلال المتعطش للدم الفلسطيني بإعدام 100 فلسطيني، حيث اعتلى قناصته أسطح البنايات قبالة المدارس التي تؤوي آلاف النازحين في بيت لاهيا، وأطلقوا النار على كل من يتحرك ثم اقتحمها جنوده وأجبروا مئات العائلات على مغادرتها، واعتقلوا عشرات الشبان وأجبروهم على خلع ملابسهم، ونكلوا بهم وكدسوهم في ناقلات عسكرية واقتادوهم إلى جهة مجهولة، ليضافوا إلى المئات من أهالي القطاع الذين اعتقلهم الاحتلال بعد توغله البري فيه، بينهم مرضى وجرحى وصحفيون وكوادر طبية.

المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان وثق حالات قنص وقتل مباشر نفذتها قوات الاحتلال بحق نازحين في محيط مدرستين تابعتين لوكالة الأونروا في بيت لاهيا، واستهداف كل من يحاول الخروج من النازحين، ونقل عن الشاب محمد الراعي قوله: إن قوات الاحتلال أطلقت الرصاص على 7 شبان على الأقل وتمت تصفيتهم في حالات منفصلة لتلكؤهم في خلع ملابسهم والاستجابة لأوامرها التي تقوم على الإذلال والإهانة، فيما أفاد محمد الكحلوت أن قوات الاحتلال عمدت إلى حرق منازل عدة في مشروع بيت لاهيا، وشن حملات اعتقال بحق من تبقى من الأهالي فيها بعد الاعتداء عليهم بالضرب.

المرصد وثق أيضاً اعتقال قوات الاحتلال عشرات النازحين بينهم أطباء وأكاديميون وصحفيون ومسنون بعد التنكيل الشديد بهم وتعريتهم كلياً من ملابسهم إثر حصارهم منذ أيام داخل المدرستين المذكورتين، داعياً إلى فتح تحقيق عاجل في انتهاكات الاحتلال، مطالباً الأمم المتحدة بتحمل مسؤولياتها والتحرك العاجل لإنقاذ النازحين.

الأهوال التي يواجهها 2.4 مليون فلسطيني والمجازر اليومية التي فاقت النازية والفاشية في وحشيتها وتزداد فظاعتها يوماً بعد آخر منذ بدء الاحتلال عدوانه على القطاع في السابع من تشرين الأول الماضي، تجري بضوء أخضر وحماية عمياء من الولايات المتحدة التي أعلنت قبل أيام أنها لم تر أي دليل على أن “إسرائيل” تقتل المدنيين عمداً أو تقوم بإبادة جماعية، في استمرار فج للكذب وللتغطية على جرائم الاحتلال التي خرجت معظم مدن وعواصم العالم تنديداً ورفضاً لها وللمطالبة بوقف العدوان.

وأمام كثافة مجازر الاحتلال التي يرتكبها بأسلحة أمريكية وغربية باتت مصداقية الأمم المتحدة كمنظمة دولية تأخذ على عاتقها مهمة حفظ السلم والأمن الدوليين على المحك، وخاصة بعد تفعيل الأمين العام أنطونيو غوتيريش أمس المادة الـ 99 من الميثاق التي تخوله لفت انتباه مجلس الأمن إلى أي مسألة يرى أنها قد تهدد حماية السلم والأمن الدوليين، ومطالبته المجلس بإعلان وقف إنساني لإطلاق النار في غزة لتجنب كارثة إنسانية لها تبعات لا رجعة فيها على الفلسطينيين وعلى السلم والأمن في المنطقة، ورغم أن تاريخ المنظمة حافل بالانحياز للاحتلال إلا أن العالم ينتظر جلسة مجلس الأمن غداً عله ينتصر للإنسانية ولو لمرة واحدة ويوقف الإبادة الجماعية بحق الشعب الفلسطيني.

المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء

كلمات دلالية: قوات الاحتلال بیت لاهیا

إقرأ أيضاً:

شهادات حية لـعربي21 توثق استهداف الاحتلال للنازحين شمال رفح

تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي مجازرها بحق المدنيين في قطاع غزة لليوم الـ267 على التوالي، وهو ما تجسد منذ ساعات صباح اليوم السبت في المناطق الشمالية الغربية لمدينة رفح، والتي تشهد اجتياحا بريا منذ 6 أيار/ مايو الماضي.

وتوغلت آليات الاحتلال تحت غطاء ناري كثيف في منطقة ما تسمى "الشاكوش" شمال غرب مدينة رفح، والتي نصب فيها النازحون الفلسطينيون خيامهم باعتبار أنها "آمنة"، بعد منشورات ألقاها جيش الاحتلال الإسرائيلي في بداية عمليته العسكرية على رفح، وطلب فيها من السكان والنازحين بالتوجه إلى هذه المناطق.

وارتكب جيش الاحتلال مجازر جديدة بحق النازحين والمدنيين وقام بإحراق خيامهم، ما أدى إلى استشهاد ما لا يقل عن 13 فلسطينا وإصابة آخرين بينهم صحفيون.

"نجاة من الموت بأعجوبة"
وتحدثت "عربي21" مع عدد من النازحين في المنطقة والذين نجوا من الموت بأعجوبة صباح اليوم، وأكدوا أن آليات ودبابات الاحتلال انسحبت صباح اليوم من "الشاكوش"، ما دفع عدد من المواطنين إلى العودة لخيامهم لأخذ أغراضهم الشخصية، كونها أصبحت المنطقة "خطيرة" بعد استهدافها المتكرر من الاحتلال.

لكن جيش الاحتلال عاود اجتياحه للمنطقة بعدد آليات أكبر واستهدف النازحين بشكل مباشر، وحاصر عدد من الصحفيين، ما أدى إلى وقوع شهداء وإصابات، جرى انتشال بعضهم فيما بقي غالبيتهم في المكان، نظرا لعدم قدرة الطواقم الطبية والدفاع المدني على إنقاذهم.

ويقول الشاب محمد سمير (32 عاما) الذي ترك خيمته قبيل يومين: "بعد انسحاب دبابات الاحتلال من منطقة الشاكوش في الصباح المبكر، قررت التوجه إلى الخيمة دون عائلتي وأطفالي، لأخذ احتياجاتنا وأغراضنا التي تركنها خلال التوغل المفاجئ الأول".



والجمعة، توغل الجيش الإسرائيلي في منطقة الشاكوش ضمن منطقة المواصي غرب مدينة رفح ما أدى إلى نزوح آلاف الفلسطينيين من خيامهم إلى مدينة خان يونس.

ويضيف سمير في حديثه لـ"عربي21" أنه "فور وصوله الخيمة تفاجئ بعودة آليات الاحتلال العسكرية، التي لم تمهله تخيل المشهد، وسارعت بإطلاق نيرانها وقذائفها صوب كل من يتحرك في المنطقة، فبدأ يجري حاله حال النازحين الآخرين، تاركا كل ما يملك للنجاة بنفسه من الموت".

ويتابع قائلا: "وصلت إلى منطقة بعيدة عن التي كانت في دائرة الاستهداف الإسرائيلي، والتقيت بعائلتي وقررنا النزوح من جديد إلى خانيونس، لكن هذه المرة ليس معنا فراش ولا ماء ولا طعام (..)، بدأنا نسير فقط بملابسنا، ولا يوجد معنا أدنى مقومات العيش".

ودمرت جرافات الاحتلال العسكرية نحو خمسة آلاف دونم من الدفيئات الزراعية في منطقة شمال غرب رفح، وكانت تعتبر آخر أراضٍ مزروعة بالخضروات في القطاع.

حرق الخيام
تحدثت "عربي21" من المسنة نعمة حسني (65 عاما) التي نزحت من مواصي رفح إلى أحد أقربائها في خانيونس، نظرا لوصول قذائف ونيران الاحتلال إلى المنطقة التي نزحت إليها منذ بدء العملية العسكرية في رفح.

وتشير حسني إلى أن ابنها توجه صباح اليوم إلى منطقة "الشاكوش" لأخذ باقي أغراضهم التي تركوها في الخيمة، لكنه تفاجئ بإحراق الاحتلال للمنطقة بما فيها من خيام واحتياجات أساسية مثل أنابيب الغاز والدقيق والملابس.



وتتابع بصوت حزين: "ابني اتصاوب بعد رجوع الدبابات للمنطقة وقصفها مرة أخرى، وبحمد الله استطاع الوصول إلى أقرب نقطة طبية (تابعة للصليب الأحمر)، رغم أنه كان ينزف في قدمه، وحالته أصبحت مستقرة، لكني خائفة عليه كوني لا أستطيع الوصول له حتى اللحظة والاطمئنان عليه".

وتختم بقولها: "يا ريت النزوح يخلص والحرب تخلص الي دمرت منازلنا ومسحت كل اشي منيح في حياتنا (..)، لكن حنرجع نعمل خيمة فوق منزلنا المهدوم في رفح، واليهود الي حيطلعوا من كل فلسطين غصب عنهم".

وأسفرت الحرب الإسرائيلية المستمرة على غزة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول عن أكثر من 124 ألف شهيد وجريح فلسطينيين معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد عن 10 آلاف مفقود وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة عشرات الأطفال.

ويواصل الاحتلال حربه رغم قرارين من مجلس الأمن الدولي بوقفها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية بإنهاء اجتياح مدينة رفح جنوبي قطاع غزة، واتخاذ تدابير لمنع وقوع أعمال "إبادة جماعية"، وتحسين الوضع الإنساني المزري في القطاع.


منطقة الشاكوش غرب رفح .. غزة pic.twitter.com/3hxjdF19xR

— Atef Moqayad (@atefmoq) June 29, 2024

ذهبوا للبحث عن والدهم فوجدوا جثمانه ممزق بعد أن اعتلته دبابة بجنازيرها..لم يبق إلا قدمه لقبلة الوداع ، وصرخة الصدمة لها من هول المشهد .
منطقة الشاكوش غرب رفح???? pic.twitter.com/yPOpFHdHna

— Mamdoh Ragab (@MamdohRagab2) June 29, 2024

مشهد مستمر.. نزوح من منطقة الشاكوش والمنتزه الإقليمي شمال غرب رفح بعد تقدم جديد لآليات الاحتلال. pic.twitter.com/ZtbxWoM33y

— mehrez (@mehrez756880761) June 29, 2024

مقالات مشابهة

  • شهادات حية لـعربي21 توثق استهداف الاحتلال للنازحين شمال رفح
  • اعلام فلسطيني: قوات الاحتلال الإسرائيلي تقتحم بلدة قصرة بنابلس
  • جُلّهم من الأطفال والنساء.. ارتفاع عدد الشهداء الفلسطينيين بقطاع غزة إلى 37834 شهيدًا
  • إعلام فلسطيني: قتلى وجرحى في قصف إسرائيلي على منطقة الشاكوش والإقليمي شمال غربي مدينة رفح
  • نحو 38 ألف شهيد في غزة منذ السابع من أكتوبر
  • إصابة فلسطيني برصاص قوات الاحتلال جنوب الخليل
  • إعلام فلسطيني: قوات الاحتلال تمنع طواقم الإسعاف من انتشال شهداء ومصابين من منطقة الشاكوش غربي #رفح_الفلسطينية
  • الاحتلال يتمادى في استهداف الأحياء السكنية ومدارس النازحين في غزة ويرتكب 3 مجازر جديدة
  • قوات الاحتلال الإسرائيلي تعتقل 20 فلسطينيًا في الضفة الغربية
  • اشتباكات بجنين واعتقال فلسطينيَّين والمقاومة تفجر آليات للاحتلال