استمرار معارك عنيفة بين حماس وإسرائيل في غزة مع دخول الحرب شهرها الثالث
تاريخ النشر: 8th, December 2023 GMT
تدور معارك عنيفة الخميس في غزة بين حماس والجيش الإسرائيلي في كبرى مدن القطاع، بينما دخلت الحرب الأشد دموية بين إسرائيل والحركة الفلسطينية شهرها الثالث منذ هجمات السابع من أكتوبر.
من جانبه، حذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتريش، من “انهيار كامل وشيك للنظام العام” في قطاع غزة “يمكن أن يعرض حفظ السلام والأمن الدوليين للخطر”، ما أثار غضب الدولة العبرية.
وارتفعت حصيلة الضحايا في القطاع الفلسطيني الصغير، المحاصر والمدمر جراء القصف الإسرائيلي، لتبلغ الخميس 17177 قتيلا نحو 70% منهم من النساء والأطفال دون سن 18 عاما، وفق وزارة الصحة التابعة لحركة حماس.
بإسناد جوي وبحري، وصلت دبابات وجرافات إسرائيلية إلى خان يونس الخميس، ودار قتال في هذه المدينة الأكبر في جنوب القطاع، كما اشتبك مقاتلو حماس مع الجيش الإسرائيلي شمالا في مدينة غزة ومنطقة جباليا المجاورة.
في الجنوب، احتشد مئات الآلاف من المدنيين منذ بداية الحرب في رفح قرب المعبر الحدودي مع مصر، هربا من القتال ومن الوضع الإنساني الكارثي في الشمال.
وقد أجبر الجيش الإسرائيلي بعضهم في الأيام الأخيرة على النزوح مرة أخرى، فباتوا محصورين ضمن مساحة تزداد ضيقا، وهربوا نحو مدينة رفح الحدودية مع توسع رقعة القتال.
ردا على هجوم حماس في 7 أكتوبر الذي خلف 1200 قتيل أغلبهم مدنيون وأدى إلى خطف 240 آخرين، وفق مسؤولين، وعدت إسرائيل بالقضاء على الحركة التي تتولى السلطة في قطاع غزة منذ عام 2007، وأطلقت حملة قصف جوي مكثف على القطاع يرافقها غزو بري منذ 27 أكتوبر.
ومنذ تجدد القتال في الأول من ديسمبر بعد هدنة استمرت سبعة أيام، وسع الجيش هجومه البري من شمال إلى جنوب القطاع، وشدد حصاره لمدنه الرئيسية.
وقتل 87 عسكريا إسرائيليا منذ بدء الهجوم البري في غزة، بحسب الجيش.
في الشمال، دخلت عشرات الدبابات والعربات المدرعة الإسرائيلية إلى البلدة القديمة في غزة. وفي خان يونس، أعلن الجيش الخميس أنه “قتل إرهابيين من حماس وقصف عشرات الأهداف الإرهابية”.
وفي مستشفى الأقصى بشمال غزة وصلت 115 جثة خلال 24 ساعة، بحسب منظمة أطباء بلا حدود.
أما في رفح، فكانت في أرضية مشرحة مستشفى النجار نحو عشرين جثة ملفوفة بالبلاستيك الأبيض، من بينها جثث أطفال، محاطة بأحبائهم الذين كانوا يدعون ويبكون.
وفي رفح أيضا، أقام آلاف النازحين مخيمات مؤقتة، في محاولة للصمود في ظل فقر مدقع.
وروى خميس الدلو لفرانس برس، كيف اضطر للفرار من مدينة غزة ثم إلى خان يونس وصولا إلى رفح، حيث يقيم مع عائلته في خيمة لا تقي برد الشتاء القارس.
وقال “كان هناك قصف ودمار. قاموا بإلقاء المناشير والتهديد والاتصال والمطالبة بالإخلاء والخروج من خان يونس، إلى أين سنذهب؟ إلى أين سنصل”.
ووصل أحمد حجاج إلى رفح من مخيم الشاطئ في الشمال، وتحدث عن الوضع الذي يستمر في التدهور قائلا “ليس لدينا الضروريات الأساسية، والوضع يزداد سوءا يوما بعد يوم، ولا يوجد حل سياسي في الأفق”.
أكد المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس عبر “تويتر” أن النظام الصحي “جاث على ركبتيه” في قطاع غزة، حيث بات معظم المستشفيات في الشمال خارج الخدمة، بينما تعمل مستشفيات الجنوب بطاقتها القصوى مع تدفق آلاف الجرحى وهي على وشك الانهيار.
وفرضت إسرائيل “حصارا كاملا” على قطاع غزة في 9 أكتوبر، ما تسبب في نقص خطير في المياه والغذاء والدواء والكهرباء.
كما أن الوقود اللازم لتشغيل المولدات الكهربائية في المستشفيات ومحطات تحلية المياه غير متوفر.
وأكد منسق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة مارتن غريفيث الخميس بأنه يرى “مؤشرات واعدة” على إمكانية فتح معبر كرم أبو سالم بين إسرائيل وقطاع غزة قريبا للسماح بدخول المساعدات.
وقال غريفيث خلال مؤتمر صحافي في جنيف الخميس “ما زالنا نتفاوض وتوجد بعض المؤشرات الواعدة حاليا، الدخول عبر كرم أبو سالم… بأنه يمكن أن يفتح قريبا”.
وأعلنت الحكومة الإسرائيلية التي تعتبر موافقتها ضرورية لإدخال المساعدات من مصر، السماح بتوصيل “الحد الأدنى” من الوقود إلى غزة لتجنب “انهيار إنساني وتفشي الأوبئة”، بعد يومين من تلقيها دعوة في هذا الصدد من حليفتها الولايات المتحدة.
ووفق الأمم المتحدة، فقد نزح 1,9 مليون شخص، أي نحو 85% من السكان، عن منازلهم في غزة بسبب الحرب التي دمرت أو ألحقت أضرارا بأكثر من نصف المنازل.
ومدينة رفح هي المكان الوحيد الذي لا تزال المساعدات الإنسانية توزع فيه، بكميات محدودة، بحسب الأمم المتحدة.
ووصلت الأربعاء 80 شاحنة تحمل الغذاء والوقود إلى رفح، مقارنة بـ170 شاحنة يوميا في المتوسط خلال الهدنة و500 قبل 7 تشرين الأول/أكتوبر، وفق مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا).
وتثير الحرب مخاوف من تحول النزاع إلى حرب إقليمية.
ومنذ اندلاع الحرب في قطاع غزة في السابع من تشرين الأول/أكتوبر، تشهد المنطقة الحدودية بين لبنان وإسرائيل تبادلا يوميا للقصف بين حزب الله والجيش الإسرائيلي، باستثناء هدنة الأيام السبعة في حرب غزة.
على صعيد متصل، أظهر تحقيق أجرته وكالة فرانس برس ونشرت نتائجه الخميس، أن الضربة التي قتلت في 13 تشرين الأول/أكتوبر صحافيا في وكالة رويترز وأصابت آخرين بجروح بينهم مصوران لفرانس برس، نجمت عن قذيفة أطلقتها دبابة إسرائيلية.
واعتبرت منظمة “هيومن رايتس ووتش” و”منظمة العفو الدولية” الخميس، أن هذا القصف يستدعي تحقيقا في “جريمة حرب”.
(وكالات)
كلمات دلالية اسرائيل المعارك حماس
المصدر: اليوم 24
كلمات دلالية: اسرائيل المعارك حماس الجیش الإسرائیلی الأمم المتحدة فی قطاع غزة فی الشمال خان یونس فی غزة
إقرأ أيضاً:
اتهامات متبادلة بين حماس وإسرائيل حول صفقة استعادة المحتجزين
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
أفادت هيئة البث الإسرائيلية، اليوم الأربعاء، بأن حركة حماس رفضت تقديم قائمة المحتجزين الأحياء والأموات، الذين سيفرج عنهم في المرحلة الأولى، وفقًا لنبأ عاجل أفادت به قناة «القاهرة الإخبارية».
تأتي هذه –التصريحات- في ظل تقارير عن مفاوضات غير مباشرة جارية بين إسرائيل و«حماس»، بوساطة دول إقليمية ودولية، في محاولة للتوصل إلى اتفاق يشمل استعادة المحتجزين الإسرائيليين مقابل إطلاق سراح أسرى فلسطينيين.
التطورات تأتي بينما تشهد غزة استمرارًا للعدوان الإسرائيلي الذي أسفر حتى الآن عن استشهاد أكثر من 45,000 فلسطيني وإصابة نحو 107,000 آخرين منذ 7 أكتوبر من العام الماضي.
كما يتزامن هذا مع جهود دولية للتوصل إلى تهدئة طويلة الأمد في القطاع، وسط دعوات متزايدة لوقف إطلاق النار وحل القضايا الإنسانية العاجلة.
وكان إعلام إسرائيلي، قال الاثنين الماضي، إن رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو أكد -خلال جلسة خاصة بالكنيست- أن التقدم طفيف في المفاوضات مع «حماس» بشأن صفقة تبادل المحتجزين، مشيرًا إلى أنه لا يعلم متى سيتم إنجاز الصفقة.
وكشف «نتنياهو» أن المفاوضات بشأن غزة، لا تزال تشهد خلافات حول القضايا الرئيسية، وأن المحادثات مستمرة لتقليص الفجوات مع «حماس» بشأن الحرب القطاع.
من ناحية أخرى، نقل إعلام عبري -عن مصادر مطلعة على المفاوضات- القول بأنه يمكن تجاوز الخلافات مع «حماس» من خلال اتخاذ القرارات السياسية اللازمة من جانب إسرائيل.
لكن هناك شكوك حول قدرة الأطراف على الالتزام بالمهلة، التي حددها الرئيس الأمريكي المنتخب، دونالد ترامب، لتنفيذ صفقة تبادل المحتجزين، قبل تنصيبه في 20 يناير.
بينما تطالب حركة حماس، بانسحاب القوات الإسرائيلية من القطاع، وإنهاء الحرب، وإطلاق سراح قياديين فلسطينيين مثل مروان البرغوثي، لكن إسرائيل ترفض.
وتواصل قوات الاحتلال شن مئات الغارات والقصف المدفعي وتنفيذ جرائم في مختلف أرجاء قطاع غزة، وارتكاب مجازر دامية ضد المدنيين.
وينفذ الاحتلال جرائم مروعة في مناطق التوغل، وسط وضع إنساني كارثي نتيجة الحصار ونزوح أكثر من 90 % من السكان.
ودمَّرت طائرات الاحتلال الإسرائيلي مربعات سكنية كاملة فى قطاع غزة، ضمن سياسة التدمير الشاملة التي ينتهجها الاحتلال في عدوانه المستمر على قطاع غزة.