السلام لأرض السلام .. معرض يجمع الماضي والحاضر في دعم القضية الفلسطينية
تاريخ النشر: 7th, December 2023 GMT
دمشق-سانا
شكل معرض السلام لأرض السلام مساء اليوم فسحة فنية غنية بمحتواها من الأعمال التي تعبر عن دعمها للقضية الفلسطينية لـ 18 فناناً وفنانة من عدة أجيال من الفنانين التشكيليين السوريين والعرب.
وضم المعرض الذي أقامه غاليري جورج كامل 28 لوحة بأحجام مختلفة تنوعت بين الكبير الجداري والمتوسط والصغير، وبأساليب فنية تعددت بين الواقعي والتعبيري والرمزي والتجريدي وبتقنيات مختلفة، لتتفرد كل لوحة ببصمة صانعها الفنية ومعالجته الخاصة للقضية الفلسطينية.
وعن المعرض قالت الدكتورة لبانة مشوح وزيرة الثقافة في تصريح لمراسل سانا: القضية الفلسطينية كانت ومازالت القضية العربية المركزية، والمعرض اليوم يتزامن مع قرب إطلاق أيام الفن التشكيلي التي اعتدنا أن نقيمها في هذا الوقت من كل عام، وإن كنا نتألم جراء ما يحدث من عدوان على غزة إلا أن الفن التشكيلي العربي استطاع أن يرصد نضال الشعب الفلسطيني في سبيل تحرير أرضه من المحتل خلال عشرات السنوات، وعبر عن تصاعد هذه القضية مع الزمن، وهي اليوم تحتاج الى حل عادل يستعيد من خلاله أصحاب الأرض حقوقهم المسلوبة.
بدوره مدير الغاليري جورج كامل أوضح انه لا يوجد أي عمل يمكن أن يعبر عن هول ما يحدث لأهل غزة جراء العدوان الصهيوني، ولكن الوقوف معهم اليوم هو واجب علينا جميعاً، مبيناً أن المعرض يضم مجموعة من مقتنيات الغاليري لفنانين معلمين وأساتذة، وصولاً للمعاصرين الذين رسموا عن القضية الفلسطينية لعقود متتالية وعبروا عن انتمائهم لها بأعمالهم الفنية وأفكارهم وطروحاتهم وأساليبهم الفنية المميزة.
الفنان سمير الصفدي المشارك بلوحة تعبيرية رسمها عام 2015 قال: من بدء الحرب على سورية انطبعت أعمالي بالحزن، واليوم ما يحصل في غزة من عدوان صهيوني هو امتداد لما عشناه طيلة السنوات الماضية ولا يمكن فصل هذه الأحداث عن بعضها، مشيراً إلى أن أعماله بألوانها القاتمة تعبر عن حالة الإنسان الذي يتعرض للاضطهاد وللعدوان ولسلب حقوقه وهو بذات الوقت متمسك بأرضه ولا يستسلم لظروفه القاسية.
وحملت أعمال المعرض تواقيع كل من الفنانين محمود حماد وممدوح قشلان ونعيم اسماعيل وإلياس زيات وعبد القادر أرناؤوط ونذير نبعة وغسان السباعي وليلى نصير وادوار شهدا وأكسم طلاع وباسم دحدوح ورولا ابو صالح وعبد الله العمري، والعراقيين يحيى الشيخ وصالح الجميعي، والفلسطينيين سامية الزرو ومصطفى الحلاج.
محمد سمير طحان
المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء
إقرأ أيضاً:
تباث الموقف اليمني تجاه القضية الفلسطينية
كان الموقف اليمني تجاه القضية الفلسطينية واضحاً منذ عقود، ولكنه أثبت وصدق ثباته منذ بداية معركة طوفان الأقصى في 7 من أكتوبر 2023م، عندما أعلن السيد القائد عبدالملك الحوثي- يحفظه الله- أن أبناء غزة وفلسطين عامة ليسوا وحدهم، وأننا معهم وسنقف إلى جانبهم، وسندافع عن قضيتهم، والتي هي في الأساس قضية الشعب اليمني.
هذا الموقف العروبي، جاء من دافع الإخوة الإيمانية، ومن باب الواجب علينا أن ندافع عن المقدسات الإسلامية، وندافع عن إخواننا في فلسطين، الذين يتعرضون لأبشع المجازر، ويرتكب بحقهم شتى أنواع القتل والدمار، والإرهاب الوحشي، وتحتل أرضهم وتصادر ممتلكاتهم، وتستباح دماؤهم من قبل الاحتلال الإسرائيلي.
القضية الفلسطينية والدفاع عنها هي المحك وهي المعيار لإثبات مدى الإيمان ومدى الالتزام بالتعاليم الدينية، وهي الغربال الذي من خلالها يتضح من هو المؤمن الحق، ومن هو المنافق والعميل والخائن، من خلالها كذلك نعرف من هو العدو الحقيقي لنا كأمة مسلمة، وكذلك طبيعة الصراع مع العدو الذي حدده الله لنا في القرآن الكريم.
ما يجري اليوم في المنطقة بعد السابع من أكتوبر 2023م، والذي أفرز لنا قيادات وأنظمة عربية وإسلامية عميلة للصهيونية، وتنفذ مخططاتها وفقاً لاستراتيجيات مدروسة منذ عقود، حتى وصل بنا الحال إلى ما وصلنا إليه اليوم من ذل وهوان وخضوع واستسلام.
كانت سوريا خلال العقود الماضية تعد إحدى الدول الداعمة للقضية الفلسطينية، والرافضة للتطبيع مع الكيان الإسرائيلي، وكان لها ثقل في المنطقة، رغم السلبيات التي حدثت أو كانت تحدث من قبل النظام السوري طيلة فترات الصراع العربي الإسرائيلي، لكن اليوم بعد سقوط دمشق في الحضن الإسرائيلي وهذه هي الحقيقة التي علينا أن نسلّم بها، أصبحت إسرائيل في مواقف اقوى من قبل، وضمنت عدم تلقي المقاومة الفلسطينية واللبنانية أي دعم يأتي عن طريق سوريا، وقطعت أحد شريانات دخول السلاح، لكن هذا لن يثني المجاهدين ولن ينال من عزيمتهم وثبات موقفهم تجاه العدو الإسرائيلي الذي يحتل أرضهم ويرتكب بحقهم أبشع المجازر اليومية.
رغم تأثير سقوط سوريا بيد الصهيونية، لكن ذلك لن يغير في ثبات الموقف اليمني تجاه القضية الفلسطينية، ولن يغير في سير معركة الجهاد المقدس والفتح الموعود، بل سيزيد من ثبات الموقف اليمني، ويؤكد أننا في معركة مقدسة، ولا تراجع عن الموقف، وأن إخواننا في فلسطين وسوريا كذلك ليسوا وحدهم، بل إننا معهم وسنقف إلى جانبهم، وسندافع عنهم، وإن العمليات العسكرية في البحر الأحمر، وفي الأراضي العربية المحتلة مستمرة، وستزداد وتيرتها، وفق مرحلة التصعيد، وبخصوص ما يروج له العملاء والخونة منتشين بسقوط سوريا، وأن معركة تحرير صنعاء قادمة كما يسمونها، ويسعون لحشد الجيوش بقيادة أمريكا وإسرائيل وبقية الدول الصهيونية ومعهم صهاينة العرب، نقول لهم: إن موقفنا ثابت تجاه القضية الفلسطينية، ولن يتغير، وسنقاتل حتى النصر أو الشهادة، وصنعاء ليست دمشق…