أول مدربة لـ«فريق رجال»: خطفت لقب «الأفضل» من 63 رجلا
تاريخ النشر: 7th, December 2023 GMT
من بين كل تجارب الفتيات التى حاولت لعب كرة القدم تبرز فتاة اختارها عدد كبير من اللاعبات لتكون مثلاً أعلى، بل وصرحن بأن هدفهن السير على خطاها والتدرب معها حالياً، لكن بالتأكيد كانت خلفها قصة ملهمة، ونجاح ولد من رحم معاناة كبيرة حتى شقت طريقها نحو التألق فى كرة القدم، هى فايزة حيدر لاعبة منتخب مصر سابقاً والمدير الفنى الأسبق لفريق فيوتشر، كما أنها لاعبة فى نفس الفريق على الرغم من بلوغها سن 39 سنة.
وتقول فايزة حيدر بتأثر: «بدأت الكرة فى بداية التسعينيات، واحتجت ما يقرب من 20 عاماً أعمل فيها بجد واجتهاد وجلد لتحمل الضغوط، حتى حققت حلمى وحصلت على وسام الجمهورية فى الرياضة عام 2018».
احتجت 20 عاماً من العمل لإثبات قدرتى على النجاح.. والأهالى كانوا بيمنعوا بناتهم يلعبوا معاياوتروى فايزة حيدر تجربتها قائلة: «لعبت فى الشارع مع الأولاد وأنا من مجتمع صعيدى لأن جدى عمدة فأنا من عائلة النادى بالأقصر، وأعتز بأسرتى وتقاليدى جداً، رغم أننى ولدت فى منطقة حلوان وأسرتى من الأقصر، وكان القلق الأكبر هو الحفاظ على عاداتى وتقاليدى، وزادت الصعوبة كون أمى ربتنى بمفردها بعد وفاة والدى وعمرى 9 سنوات، فضلاً عن أن الإمكانات المادية لم تكن جيدة، والفرص المتاحة للعب الكرة كانت قليلة فأنا بدأت لعب الكرة منذ ما يقرب من 30 سنة، والثقافة لم تكن مثل الآن، فتعرضت لانتقادات فى المدرسة ومن الناس فى الشارع، وأمى كانت تخشى من معرفة أهل والدى فى الأقصر حتى لا يأخذونى منها».
وتواصل فايزة حيدر تفاصيل معاناتها لتحقيق أحلامها مع الكرة: «أمى قالت لى العبى بس حافظى على دراستك وعلى تقاليدك، المجتمع كان رافض الفكرة نهائياً والأهالى كانوا بيمنعوا بناتهم يلعبوا معايا، كنت بتفرج على الأولاد فى النادى من خلف السور، وأثناء فترات الراحة للأولاد كنت أداعب الكرة وشاهدنى المدرب وقال لى انتى بتعرفى تلعبى كرة ولعبت فعلاً فى فريق الأولاد».
وأضافت: «لعبت فى أول فريق للبنات مع نادى شرق حلوان وحصلنا على ميداليات من خلال اللعب مع بعض مراكز الشباب، وبدأ الناس يتحدثون عنى، حتى انطلاق أول بطولة دورى للكرة النسائية 1997، ولعبت مع نادى شرق حلوان 5 سنوات وبعدها انتقلت لنادى الطيران أنا وزميلتى سهام فؤاد وهى محكّمة دولية حالياً مقابل 5 آلاف جنيه ومجموعة من الكرات وملابس».
لعبت فايزة حيدر فى نادى الطيران لمدة 18 سنة وحققت لقب الدورى وهداف الدورى، وعلى المستوى الدولى شاركت مع المنتخب فى كأس الأمم الأفريقية 1998 و2016، أما فى التدريب فكانت فايزة حيدر أول مدربة سيدة لفريق من الرجال فى عام 2009، وتقول عن تلك الواقعة: «توليت تدريب مركز شباب نهضة شرق حلوان كأول تجربة وتعرضت لانتقادات وكل مدرب كان بيقول دى بنت هنديها على قفاها ونكسبها 3 أو 4 ولكن ربنا كرمنى ووصلت للدور قبل النهائى وحصلت على المركز الثالث فى بطولة شارك فيها 64 فريقاً وحصلت على جائزة أفضل مدرب فى البطولة».
وكشفت مدرب نادى فيوتشر الأسبق للكرة النسائية أنها حصلت على دورات تدريبية مع الاتحاد الدولى لكرة القدم «فيفا» والاتحاد الأفريقى «كاف» وكذلك دورات مع المجلس الثقافى البريطانى تسمى «برنامج المهارات الأساسية» وتحت إشراف الاتحاد الإنجليزى لكرة القدم، ودورات تدريبية مع الاتحاد الهولندى والإسبانى.
وتحدثت فايزة حيدر عن تغير المفاهيم والتوسع فى مشاركة الفتيات فى كرة القدم قائلة: «فكرة المشاركة تغيرت حالياً، عندما كان عدد المشاركات 100 فتاة كنت أذهب للبيوت بنفسى لإقناع الأهالى بالفكرة وكنت أواجه رفضاً شديداً ويقال لى (بنتى مش هتلعب كورة) وكنت بقول لهم أنا قدامكم محافظة على عاداتى وتقاليدى والفيفا بيسمح بمشاركة البنات بالحجاب، بعض أولياء الأمور اقتنعوا والبعض الآخر أغلق الباب، وفيه بنات قابلتهم بعد زواجهم ومعهم أبناؤهم، قالوا لى كان نفسى أكمل فى كرة القدم لو كان القرار فى إيدى».
وأضافت: «لم يتملك منى اليأس فى أى يوم، وتعرضت للقذف بالحجارة والسباب وسمعت إهانات من عينة (دى حافية ولابسة مقطع) ولو كنت استسلمت لتلك الضغوط لما أكملت مشوارى، حتى وصلت الآن أن أهلى فى الأقصر يشاهدون كل أحاديثى التليفزيونية سواء داخل أو خارج مصر، وفخورون بنجاحى».
ومن أبرز المخاوف التى تواجه أولياء الأمور من مشاركة بناتهم فى كرة القدم هو التشبه بالرجال، أو تغير الشكل الأنثوى، وأوضحت فايزة حيدر هذه المشكلة قائلة: «بعض النماذج فى بداية تجربة الكرة النسائية قالت أنا بلعب كرة فلازم أكون ولد فى المظهر من خلال العضلات المفتولة لمواجهة المجتمع بالعضلات والحديث بنبرة صوت غليظة وقص الشعر، وبالفعل كان هناك 4 أو 5 نماذج لجأوا لتناول الهرمونات الذكورية للحصول على هذا المظهر، ولكن هذه النماذج اختفت سريعاً من المشهد».
وأكدت فايزة حيدر أن الطريقة الأمثل لزيادة قاعدة مشاركة الفتيات فى كرة القدم ستكون من خلال المدارس التى وصفتها بـ«الكنز» وقالت: «يجب أن نبحث عن المواهب، لا يوجد آثار تخرج بمفردها يجب أن ننقب عنها وهو يحتاج لعمل ومجهود والدولة إن شاء الله ستقول كلمتها ووزارة الشباب والرياضة تبدأ التنفيذ وهناك المئات من المتطوعين راغبون فى المساعدة».
وحذرت فايزة حيدر من لجوء بعض الأندية لشراء فرق كاملة، بالذهاب لأكاديميات خاصة بها عدد من الفتيات يمارسن كرة القدم ويتم شراء الفريق بدلاً من تأسيس فرق دون الاهتمام بالنتائج، ومن الأشياء الكارثية فى الكرة أن بعض الأندية تستغل ذلك الأمر كاستثمار بالحصول على مقابل مادى لتسجيل اللاعبين فى فرقهم، وأضافت: «هذه السياسة ستؤدى للعبة مهملة لمجرد الحصول على رخصة، ولكن كرة القدم أصبحت صناعة يجب التعامل معها بجدية فالدورى الإنجليزى أصبحت قيمته مليارات بعدما كانت فى السابق لا تتجاوز مليون دولار لمجرد أنهم تعاملوا مع كرة القدم على أنها صناعة يمكن أن تحقق دخلاً».
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: الكرة النسائية فى کرة القدم
إقرأ أيضاً:
بلال: لا أعادي دوري الكرة النسائية ولكن انتقادي موجه للنظام الحالي
أكد أحمد بلال نجم الأهلي السابق، أن إقامة بطولة دوري السيدات لكرة القدم لا يجوز إقامته بوجود 18 ناديًا، كان يجب البدء الأول بعدد 8 فرق فقط، ومن ثم توسيع القاعدة مستقبلًا، مشيرا إلى أن هناك أندية لديها القدرة على شراء لاعبين مثل الأهلي والزمالك ومودرن سبورت والمصري وبيراميدز، كما أن هناك أندية تمتلك فرق منذ فترة طويلة وهما مسار ووادي دجلة.
وقال في تصريحات عبر برنامج بوكس تو بوكس الذي يبث على فضائية etc: "نحن في مصر نعاني من الكواليتي في الرجال، ولذلك كان من الأفضل وجود عدد قليل من الأندية، وانتقاء أبرز العناصر في بطولة الدوري، ومن ثم زيادة عدد الفرق مستقبلا، لكن ما يحدث حاليا شئ هزلي، وسط انسحابات عديدة، وبطولة الدوري غير مرضية مطلقا، والنتائج كبيرة جدًا، أنا لا أعادي دوري الكرة النسائية ولكن انتقادي موجه للنظام الحالي والأحداث والنتائج الكبيرة التي تنتهي بانتصارات كبيرة للغاية".
وأضاف: "كنت أتمنى في البداية، انتقاء الفرق الجاهزة للمشاركة منها الأربع اندية التي تشارك في بطولات إفريقيا، الموضوع بالنسبة للرجال مختلف، من الممكن أن يمارسوا كرة القدم في الشارع أو ملاعب الخماسي أو أي مكان لكن هذا يصعب على السيدات، كرة القدم تلعب بالقدم وتحتاج لموهبة عكس باقي الألعاب التي تلعب باليد".
وأكمل: "كان الأفضل تقليل عدد فرق الدوري من أجل ضمان منافسة قوية في البطولة، كان يجب التحضير بشكل أفضل، ومنح الأندية مهلة من أجل تكوين فرق قوية، لكن هذا لم يحدث، كان الأفضل منح مهلة لمدة عام كامل من أجل تكوين فرق سيدات قادرة على المنافسة على بطولة الدوري مثلما حدث مع لعبة (البادل) ".
وزاد: "لآبد من وضع لائحة قوية تطبق على كل الأندية، وتوقيع غرامات كبيرة في حالة عدم توافر عربة الاسعاف، لابد من مواجهة تلك الأمور بتوقيع غرامات قوية (مليون جنيه على سبيل المثال)، لابد أن يكون هناك لوائح صارمة وعقوبات شديدة، لإجبار الأندية على الالتزام وخوض المباريات".
وتابع: "لماذا لا يمتلك كل نادٍ عربة إسعاف، ويؤخذ على أيمن الشريعي كثرة التصريحات التي قد تتسبب في أزمات، خصوصا بعدما أطلق عدة تصريحات في ملف محمد شوقي، وتحدث عن الخطأ والعقوبة، ثم اليوم يعتذر عن خطأ إداري من جانب أحد موظفي ناديه".