قال موقع "فرانس إنفو"، إن عدة الكثير من الأحداث، التي وقعت بملاعب فرنسا، تثير المخاوف من ظهور أعمال الشغب مجددا في البلاد.

وقال الموقع، في تقريره الذي ترجمته "عربي21"، إن المباراة الأخيرة ضمن الجولة العاشرة من الدوري الفرنسي التي جمعت بين مرسيليا وليون الأحد التاسع والعشرين من تشرين الأول/ أكتوبر، أصبحت مسرحًا لأعمال الشغب حتى قبل انطلاق المباراة؛ حيث تم الاعتداء على حافلة  أولمبيك ليون وهي في طريقها إلى الملعب، والتي على متنها مدرب ليون فابيو جروسو، مما أدى إلى إصابة أحد مساعديه.



وأضاف أنه في الثاني من كانون الأول/ديسمبر؛ توفي أحد مشجعي نانت قبل وقت قصير من انطلاق مباراة نانت ونيس. تميزت العديد من المباريات هذا الموسم بالتجاوزات، مما أعاد مواضيع الشغب والعنف في الملاعب إلى الواجهة.

وعلى هامش مباريات كرة القدم في فرنسا أصبحت أعمال الشغب حاضرة بقوة. في هذا السياق؛ يقول دومينيك بودان وهو أستاذ علم الاجتماع في معهد فونتينبلو للدراسات السياسية والمتخصص في هذا الموضوع: "منذ اللحظة التي تكون فيها المواجهة عفوية، والتي تهدف إلى الإضرار بالممتلكات المادية ومهاجمة مؤيدي الخصم دون سبب، ينبغي وصف هذا بالشغب".

وبعد أربعة عقود من وصولها إلى فرنسا، وشهدت أعمال الشعب تغييرات، ٱطلق عليها أحيانًا اسم "الشغب الجديد" أو "الشغب 2.0"، وتتميز اليوم بالقتال بين المشجعين في أماكن بعيدة عن الملاعب الرياضية.

في المقابل؛ تقوم الفرقة الوطنية لمكافحة الشغب التابعة لوزارة الداخلية، بمراقبة وإصدار تقارير منتظمة عن التجاوزات والاعتقالات خلال مباريات دوري الدرجة الأولى والثانية.

ويقول تيبو ديلوناي أحد المسؤولين في الفرقة: "على صعيد الاعتقالات، هناك زيادة إجمالية قدرها 15 بالمئة. تتزايد الاعتقالات بسبب عاملان أساسيان وهما الألعاب النارية والعنف".

وذكر الموقع أن مفوض الشرطة أبلغ عن تغير مواقع أعمال العنف، قائلًا: "خارج الملاعب؛ تزايدت حوادث الاشتباكات والمشاجرات بين المشجعين في الهواء الطلق. نحن نلاحظ ذلك كونه يظهر تغيرًا في المواقف داخل المجموعات، والرغبة في الدخول أكثر في المواجهة مع الخصم".

وبالنسبة إلى الفرقة الوطنية لمكافحة الشغب، وامتدت المشاجرات إلى الأوساط التي كانت حتى الآن أقل تأثرًا.

ويضيف مفوض الشرطة: "من قبل، كانت هذه الظاهرة تؤثر على أندية بذاتها. أما، في الوقت الراهن أصبحت الأندية الأقل اعتيادًا على ذلك، والتي لديها عدد أقل من المشجعين معنية بذلك، بما في ذلك دوري الدرجة الثانية".



في الوقت نفسه؛ تشهد كرة القدم الفرنسية أيضًا بعض التوتر في ملاعبها، الذي لا يرتبط دائمًا بالمشاغبين، الذين يتم استبعادهم بشكل متزايد من الملاعب الرياضية.

وينقل الموقع عن نيكولاس هوركيد وهو عالم اجتماع أن: "من المرجح أن تكون الحوادث التي تقع في المنطقة المجاورة مباشرة للملاعب أو داخلها هي عمل مجموعات من المشجعين المتطرفين أو معارضين للفريق المنافس، مما قد يؤدي إلى صراعات".

ووفقًا لما أوردته الفرقة الوطنية لمكافحة الشغب، تتزايد أيضًا بعض الأعمال حول ساحات الملاعب، ولا سيما عمليات الاقتحام في العشب.

بخصوص هذا يقول تيبو ديلوناي: "في هذا الوضع لا يشكل الأمر خطر، وغالبًا ما يكون احتفاليًا يعود إلى الرغبة في التقاط صورة أو الحصول على قميص. لكن تنذر هذه الممارسات بإمكانية مهاجمة اللاعبين يوما ما".

بسبب كثافتها أعادت التجاوزات إلى الذاكرة ديناميكية المشاغبين، وحول هذا يقول تيبو ديلوناي: "نحن نتعامل مع أفراد يمكنهم تبني قواعد الشغب، مثل المتطرفون الذين ينخرطون أحيانًا في أعمال عنف".

وينبع العنف الحالي في الملاعب من ديناميكيات مختلفة ويستجيب لمنطق مختلف.

ونسب الموقع إلى نيكولاس هوركيد أن مشكلة مصطلح "الشغب" تكمن في الخلط بين أعمال مختلفة تمامًا مثل إلقاء الألعاب النارية على أرض الملعب، والقتال بين المشجعين بالقرب من الملاعب، وتنظيم مشاجرات خارج أي مباراة، وإلقاء التحية النازية في المدرجات ورمي الحافلة بالحجارة. من المهم التمييز بين الأعمال، لأن تفسيراتها مختلفة".

وتفتح الظواهر المتعددة الباب لمحاولة تفسير هذا المستوى العالي من التوتر في كرة القدم الفرنسية والذي قد يعود إلى صراع بين المشجعين والنادي أو من النتائج الرياضية السيئة.

وبالنسبة لدومينيك بودان؛ تستجيب المشاجرات البعيدة عن الملاعب لمنطق الهوية والقتال لأسباب رياضية وتاريخية وثقافية. ناهيك عن ذلك، يعزي بودان المشاجرات إلى الجانب التنظيمي، مضيفًا: "عندما يحدث ذلك في المنطقة المجاورة مباشرة للملاعب، كما هو الحال بالنسبة لأولمبيك مرسيليا، فإن هذا يعكس أخطاء في التنظيم الأمني".

من جانبه؛ يشير رونان إيفين المدير التنفيذي لرابطة مشجعي كرة القدم بأوروبا إلى مسألة قدرة السلطات العامة على السيطرة على الحشود وغياب إدارة التحركات الكبيرة للجماهير.

ويعزي نيكولاس هوركيد أعمال الشغب في الملاعب إلى التوتر السائد في المجتمع، قائلًا: "نحن نعيش في زمن يسود فيه الكثير من القلق. وبما أن الملعب تاريخيًٌا هو مكان للتخلص من التوتر من الممكن أن يكون له هذه الوظيفة في الفترة الحالية".

وأفاد الموقع أن موسم 2021 و2022 شهد مواجهات عديدة في المدرجات بعد عودة الجمهور. وفي الوقت الحاضر، ينبغي الأخذ بعين الاعتبار تأثير الشبكات الاجتماعية في انتشار هذه الأفعال وسط أكبر عدد ممكن من الناس.

وفي المقابل، يقول  نيكولاس هوركيد: "الشبكات الاجتماعية ليست سببًا في هذه الحوادث. وترجع الهجمات بين المؤيدين في المقام الأول إلى التنافس بين المجموعات. ومن ناحية أخرى؛ تميط الهواتف المحمولة وشبكات التواصل الاجتماعي اللثام عن الممارسات التي كانت غير مرئية منذ خمسة عشر أو عشرين عامًا بسبب عدم توثيقها".

وبحسب المتخصصين في هذه المسألة؛ كان العنف دائمًا موجودًا بهذا الخصوص يقول دوميني بودان: "لا شيء جديد. لقد جعلنا انتشار كوفيد 19 ننسى أن وقوع الحوادث ممكن".

وفي ختام التقرير نقل الموقع عن نيكولاس هوركيد أن الأحداث الحالية أكثر إثارة للصدمة كون السلطات الفرنسية تحارب الشغب منذ سنوات.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية فرنسا الشغب الملاعب العنف فرنسا عنف شغب ملاعب صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة أعمال الشغب فی الملاعب کرة القدم

إقرأ أيضاً:

محكمة فرنسية تسمح لمؤسس "تليجرام" بالخروج من فرنسا بعد احتجازه العام الماضي

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

سمحت السلطات القضائية الفرنسية، لمؤسس تطبيق "تليجرام" بافيل دوروف، بالخروج من فرنسا بعد احتجازه منذ شهر أغسطس من العام الماضي، بتهم تتعلق باتهامه بالتقصير في حجب المحتوى المتطرف والإرهابي.

وأفرجت السلطات الفرنسية عن الملياردير الروسي بكفالة قدرها 4.2 مليون جنيه إسترليني، بعد اتهامه بالتقصير في حجب المحتوى المتطرف والإرهابي.. حسبما ذكرت صحيفة "تليجراف" البريطانية.

وسُمح لبافيل دوروف، مؤسس تطبيق تليجرام، بمغادرة فرنسا مؤقتا، حيث وُجهت إليه عدة تهم تتعلق بتمكين الجريمة المنظمة.

واحتُجز دوروف، البالغ من العمر 40 عاما، في مطار لو بورجيه خارج باريس في أغسطس 2024، ووُجهت إليه تهمٌ عديدة تتعلق بتطبيق المراسلة الشهير.

وتعد هذه هي المرة الأولى التي يُعتقل فيها مؤسس شركة تواصل اجتماعي بسبب محتوى على منصته، ويُعد تليجرام أحد أشهر تطبيقات المراسلة في العالم، حيث يضم أكثر من 900 مليون مستخدم نشط.

مقالات مشابهة

  • أمين عام الناتو السابق يدعم إنشاء مظلة نووية فرنسية بريطانية لأوروبا
  • بتكلفة 3.5 مليون جنيه.. متابعة أعمال رصف وتركيب بلاط الإنترلوك بشوارع إيتاي البارود
  • بعد غياب 300 يوم.. علي معلول بعود إلى الملاعب
  • ضربة قوية لبرشلونة.. كاسادو يغيب شهرين
  • مشاهد من بدء عودة الأهالي التدريجية من مطار حميميم إلى قراهم وبلداتهم بريف اللاذقية، بعد فرض الأمن والاستقرار من قبل إدارة الأمن العام
  • السوداني يوافق على منح المشجعين الكويتيين فيزا مجانية لدخول العراق
  • هكذا إختلس عون شباك بمكتب بريد 600 مليون سنتيم من حساب رعية فرنسية
  • محكمة فرنسية تسمح لمؤسس "تليجرام" بالخروج من فرنسا بعد احتجازه العام الماضي
  • من بريق الملاعب إلى ظلام تهجير الفيليين.. حكاية النجم الكروي علي حسين
  • محمد صلاح يكشف عن سر نجاحه في الملاعب الأوروبية