أخبارنا المغربية- العربي المرضي

أصدر القضاء باستئنافية طنجة، أول أمس الثلاثاء، حكمه الابتدائي في حق سيدتين متابعتين بتهم تتعلق باستغلال ابنتيهما القاصرتين في نشر محتويات إباحية على منصات التواصل الاجتماعي.

فبعد مرافعات ومداولات ماراطونية، قضت المحكمة في حق المتهمتين بالحبس النافذ لخمس سنوات نافذة لكل منهما، علما أن هيئة الحكم راعت اعترافات الفتاتين اللتين أكدتا أن الفيديوهات المنشورة لم تكن ذات حمولة جنسية، وأنها فقط عبارة عن "مسابقات" تحصلان من ورائهما على مقابل مادي تحت أنظار والدتيهما.

  

وكانت عناصر المصلحة الولائية للشرطة القضائية بمدينة طنجة، قد أوقفت في 15 من شتنبر الماضي، سيدتين تبلغان من العمر 38 و40 سنة، وذلك للاشتباه في تورطهما في قضية تتعلق بالاتجار بالبشر عن طريق استغلال فتيات قاصرات في أعمال إباحية.

وقد جرى توقيف السيدتين على خلفية الاشتباه في تورطهما في التغرير بابنتيهما القاصرتين، وتسخيرهما في تصوير محتويات إباحية في منصات رقمية أجنبية على الأنترنت، وذلك مقابل استفادتهما من تحويلات مالية.

وأسفرت عملية التفتيش المنجزة في هذه القضية عن حجز معدات لتخزين المعطيات الرقمية تتضمن تسجيلات فيديو لهذا النشاط الإجرامي، علاوة على مجموعة من الملابس الداخلية النسائية والهواتف المحمولة التي كانت تستعمل في ارتكاب هذه الأفعال الإجرامية.

 

المصدر: أخبارنا

إقرأ أيضاً:

منصات التواصل.. بين الفوضى والمنفعة

 

 

 

د. ذياب بن سالم العبري

في زاوية صغيرة من منصة "إكس" (تويتر سابقًا)، وبين عناوين مثيرة ومقاطع لا تنتهي، ظهرت تغريدة هادئة لكنها قوية، تقول: "منصة كان يُفترض أن تكون للفائدة، أصبحت ساحة للابتذال والتكلف وخالف تُعرف والإساءة والتضليل… ولن يبقى إلا ما ينفع الناس".

وقفتُ عند هذه الكلمات كما يقف العاقل على أطلال حلمٍ جميل، كان يُفترض أن ينمو ويُثمر، فإذا به يُترك بين أيدٍ تعبث به، وتُفرغه من هدفه، وتحوله إلى سوقٍ للهوى والرغبة، ومرآةٍ للذات المتضخمة.

لقد جاءت منصات التواصل الاجتماعي كطفرة كبرى في عالم الاتصال، فتحت المجال للجميع كي يعبروا عن آرائهم، ويشاركوا أفكارهم، ويبنوا جسورًا بين الثقافات والمجتمعات، إلّا أن هذه النعمة سرعان ما اختلطت بنقمة الاستخدام السيئ، فتغيرت الصورة من فضاء للحوار إلى حلبة للصراخ.

صرنا نعيش في عالم "الترند" اللحظي، حيث لا يُكافأ من يُفيد؛ بل من يُثير، ولا يُحتفى بمن يُقدّم معرفة، بل بمن يُثير الجدل. وصار بعض الناس يقيسون القيمة بعدد الإعجابات وإعادة التغريد، لا بمدى النفع، أو عمق الكلمة، أو احترام العقل.

والأخطر من ذلك، أنَّ المحتوى السطحي والموجّه والمضلل بدأ يتسلل لعقول الناس، خاصةً فئة الشباب، الذين ما يزالون في طور التكوين، ويبحثون عن هوية، وقد يجدونها- للأسف- في نموذج هشّ، أو قدوة وهمية، لا تستند إلى علم ولا إلى خُلق.

ولأننا لا نكتب لنشكو، بل لنقترح، فإننا نرى أنَّ الحل ليس في الانسحاب من هذه المنصات، ولا في محاربتها، بل في ترشيد استخدامها، وصناعة محتوى نافع ينافس على المساحات، ويقدّم بدائل حقيقية وجذابة.

وهذا يتطلب:

وعيًا فرديًا: أن يدرك كل شخص مسؤوليته عمّا يكتب، ويشارك، ويتابع. جهدًا مؤسسيًا: من وزارات الإعلام والتربية والتعليم والثقافة، لتوجيه الخطاب الرقمي، ودعم المحتوى الراقي. مبادرات أهلية: تُبرز النماذج الهادفة، وتُسلّط الضوء على الحسابات التي تُثري لا التي تُشتّت. تعزيز ثقافة "التفكير النقدي" لدى الشباب، حتى لا يكونوا ضحيةً لما يرونه، بل يملكون القدرة على التمييز بين الغثّ والسمين.

إننا بحاجة إلى أن نُربّي أبناءنا على أنَّ الكلمة مسؤولية، وأن ما يُنشر لا يزول، وأن أثر الكلمة قد يفوق أثر السيف، وأنّ كل ما نكتبه في هذه المساحات قد يكون شاهدًا لنا أو علينا.

ورغم ضجيج التفاهة، ما زال هناك من يُغرّد بالحكمة، ويبني بالعقل، ويزرع الخير. هؤلاء يجب أن ندعمهم، ونتيح لهم الفرصة للظهور، ونقتدي بهم، ونُكثر من أمثالهم.

وفي النهاية، نعود إلى سؤال لا بد أن يطرحه كل منَّا على نفسه، قبل أن يضغط زر نشر"، هل ما أكتبه اليوم سأكون فخورًا به غدًا؟

مقالات مشابهة

  • جراحة تجميل تودي بحياة مصممة أزياء شهيرة بطنجة
  • 16 حكماً في “جولة الرياض” للجياد العربية
  • الحكومة الألمانية المقبلة تتبنى نهجاً صارماً بشأن الهجرة
  • مراكش: توقيف فتاة لنشرها محتويات تحرض على العنف والتشهير
  • توقيف فتاة في 19 عمرها بسبب تسجيل ونشر محتويات رقمية تحرض على العنف
  • مشروع جديد يحل إشكالية ركن السيارات بمحيط ملعب طنجة
  • مجلس الوزراء يصدر حزمة مقررات تتعلق بالكوادر التربوية والتعليمية
  • حكماً بالإعدام لملايين الأشخاص.. أمريكا توقف تمويل برامج الغذاء «الطارئة» في 13 دولة
  • ضبط 435 قضية مخدرات وتنفذ 83277 حكما قضائيا خلال 24 ساعة
  • منصات التواصل.. بين الفوضى والمنفعة