منظمة التحرير: الفلسطينيون لن يسمحوا بإعادة إنتاج نكبة جديدة
تاريخ النشر: 7th, December 2023 GMT
أكدت دائرة شؤون اللاجئين في منظمة التحرير الفلسطينية، اليوم/الخميس/، أن الشعب الفلسطيني كما حافظ طوال 75 عامًا من النكبة والتهجير على حضوره في المكان والزمان، وحافظ على هويته الوطنية وثقافته ووجوده فوق أرضه، وكما أفشل كل مشاريع التصفية، فإنه لن يسمح بأن تمر مخططات التهجير القسري أو أي فكرة من أفكار التوطين.
وقالت الدائرة - في بيان صحفي - إن ما يحدث اليوم في غزة والضفة الغربية بما فيها القدس، هو محاولة مستميتة من جانب الاحتلال الإسرائيلي لإعادة إنتاج نكبة أو نكسة جديدة بحق الشعب الفلسطيني، بهدف تهجيره والقضاء على القضية الفلسطينية والحقوق الوطنية.
وأضافت أن هناك رغبة جامحة لدى حكومة الحرب الإسرائيلية لإحداث نكبة حقيقية على الأرض هدفها كي الوعي الفلسطيني وقتل أي إمكانية لقيام دولة فلسطينية، أو تحقيق أي من الحقوق الفلسطينية في العودة والاستقلال واستعادة الممتلكات.
وأكدت أن ما يحدث اليوم يستهدف كل التواجد الفلسطيني فوق أرض فلسطين، وبكل وضوح تبرز المقارنات ما بين بنية الخطاب والممارسات الصهيونية إبان النكبة وبنية الخطاب والممارسات الصهيونية اليوم، فالإجراءات على الأرض إبان النكبة من قبل العصابات الصهيونية (هاجاناه، إرجون، بيتار، شتيرن، بلماخ) هي ذاتها وتناظرها سلسلة الإجراءات التي تقوم بها عصابات المستوطنين اليوم (شبيبة التلال، مجموعات تدفيع الثمن) بحماية جيش الاحتلال، وما بين الموقف الدولي المتحيز في الماضي والحاضر.
وأكدت دائرة شؤون اللاجئين أن ما يجري في قطاع غزة من قتل جماعي لا يمكن توصيفه إلا تحت بند الإبادة الجماعية وجرائم الحرب، بل هي أكبر عملية إبادة جماعية تمارس على الهواء مباشرة، والعالم اليوم على مفترق طرق فيما يخص القيم الإنسانية، داعية المجتمع الدولي إلى اتخاذ موقف واضح بشأنها.
وقالت إن إسرائيل وتحت غطاء مُزيف لفكرة "الدفاع عن النفس"، تسعى لتبرير الإبادة الجماعية في غزة والتطهير العرقي اليومي في كل الأرض الفلسطينية، وتحت هذا التبرير الزائف تمارس مجددا ما حدث للشعب الفلسطيني في نكبته الأولى عام 1948، ونكسة 1967، ولكن هذه المرة على نطاق أوسع، إذ تنفذ فعليا تطهيرا عرقيا جماعيا له تحت "ضباب الحرب".
وأعربت عن رفضها المطلق لأي مشاريع أو أفكار أو اقتراحات للتهجير، واعتبارها مشاريع تسعى لتصفية القضية الفلسطينية برمتها، وخلق حالة لجوء جديدة سيكون لها تأثيرها الخطير على الإقليم والعالم، مشددة على أن الحل أو المدخل الحقيقي يكمن في معالجة شاملة للقضية الفلسطينية، من خلال الإقرار بالحقوق الفلسطينية وفقا للشرعية الدولية، ومن خلال إقامة الدولة الفلسطينية المُستقلة، وعاصمتها القدس وعودة اللاجئين وفقا للقرار 194.
وطالبت الدائرة بالوقف الفوري للعدوان على قطاع غزة، وإتاحة المجال للطواقم الطبية والدفاع المدني وطواقم الإنقاذ لانتشال المفقودين من تحت الأنقاض، وإتاحة المجال للمواطنين الفلسطينيين من العودة لبيوتهم وأملاكهم ومصادر رزقهم.
وشددت على ضرورة فتح معبر رفح وممرات إنسانية عاجلة وآمنة تسمح بإدخال كل احتياجات قطاع غزة من الغذاء والماء والوقود والدواء، دون شروط أو قيود أو تحديد لعدد الشاحنات، والسماح بسفر المصابين والمصابات للعلاج في الخارج، ووصول طواقم طبية إلى غزة للمساعدة في إنقاذ الجرحى، ورفض المفهوم الإسرائيلي للممرات الآمنة التي من شأنها دفع الناس، وتحت تهديد القوة والتدمير والقتل، إلى ترك قطاع غزة، والذي هو مُخطط أصبح مكشوفا للقاصي والداني.
وأكدت المنظمة تفويض وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" وفقا للقرار 302، والتأكيد على مشارِكتها الفاعلة في إيصال المساعدات الإنسانية والإغاثية إلى قطاع غزة بشكل كامل، وعودة عملها ومقرها الرئيس في مدينة غزة، وإجراء التنسيق اللازم والتعاون مع كافة الوكالات الأخرى مثل منظمة الصحة العالمية، وبرنامج الغذاء العالمي، ومكتب تنسيق الشؤون الإنسانية، ومنظمة الامم المتحدة للطفولة/اليونيسف/، وأن تعمل هذه المنظمات الأممية على رفض الشروط التي تفرضها إسرائيل وتهدف إلى تهجير الفلسطينيين قسرا من شمال غزة إلى جنوبها بشكل قاطع، والعمل على توفير مساكن ومراكز إيواء مناسبة وآمنة وملبية لاحتياجاتهم الإنسانية الأساسية.
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: الشعب الفلسطيني غزة منظمة التحرير الفلسطينيون نكبة جديدة قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
مدير المستشفيات الميدانية بغزة: عيب على الإنسانية أن يتجمد أطفالنا ويموتوا من البرد
ناشد مدير المستشفيات الميدانية في وزارة الصحة بقطاع غزة مروان الهمص أصحاب الضمائر الحية في العالم وكل من له علاقة بحقوق الإنسان أن يوقفوا الحرب والتدمير الذي يستهدف مستشفيات قطاع غزة، وقال إنه من العيب على الإنسانية أن يتجمد الأطفال الصغار في خيمهم بسبب البرد.
ووصف الهمص الأوضاع في مستشفيات شمال قطاع غزة بأنها سيئة، إذ لا يزال الاحتلال الإسرائيلي يستهدف هذه المستشفيات، وقد أخرج المستشفى الإندونيسي شمالي قطاع غزة من الخدمة تماما بعد أن أخرج الأطباء والممرضون والمرضى الذي كان عددهم يقدر بنحو 30 إلى طريق مجهول، وقال إن بعض هؤلاء وصلوا إلى غزة، والبعض الآخر لا يعرف مصيرهم.
وأكد الهمص في مقابلة مع قناة الجزيرة من غزة أن مستشفى كمال عدوان شمالي قطاع غزة يعاني من وضع أسوأ، فالاحتلال يقوم على مدار 85 يوما بتدمير محيط المستشفى، وعمد الليلة الماضية إلى تدمير كل الأبراج، بالإضافة إلى حرق البيوت، مما أدى إلى سقوط الشظايا داخل المستشفى، بما في ذلك غرف المرضى، مؤكدا وقوع إصابات، ونُقل المرضى والطواقم الطبية إلى ساحات الممرات والطابق الأول للمستشفى من أجل حمايتهم.
وتحدث الهمص عن تصدع جدران مستشفى كمال عدوان جراء استهداف الاحتلال المباني المحيطة به وتفجير روبوتات متفجرة.
إعلانوكشف أن طائرات "كواد كابتر" قصفت المستشفى مستهدفة كل من يمشي في داخل ساحاته، وحرقت أيضا أحد مولدات المستشفى.
وأشار إلى تحذير أطلقه أحد الأطباء من أن الاحتلال يضغط على المستشفيات من أجل إخلائها أو قتل من فيها.
ونقل مدير المستشفيات الميدانية حقائق صادمة عن الحالة التي وصل إليها الوضع الإنساني في قطاع غزة، وقال إنهم استقبلوا اليوم في المستشفى بخان يونس جنوبي القطاع طفلا صغيرا لا يتجاوز 8 أشهر متجمدا من البرد داخل الخيمة، ولم يستطيع الأطباء تقديم أي خدمة له.
ووصف الهمص الحالة بالقول "نحن لا نعيش في بلاد الإسكيمو ولا ما وراء المحيط الهادي، نحن نعيش في بلد معتدل الجو، لكن أن يصل أطفال إلى داخل مستشفياتنا متجمدين من البرد فهذا عيب في حق كل الإنسانية".
يذكر أن رضيعة فلسطينية توفيت فجر يوم الجمعة الماضي متأثرة بالبرد الشديد داخل خيمة نزوح في منطقة المواصي غرب مدينة خان يونس.
وحمّل الهمص الاحتلال الإسرائيلي مسؤولية الوضع الإنساني السيئ في قطاع غزة، لأنه يقصف مناطق النزوح وخيم النازحين، مؤكدا أن الناس يتضورون جوعا، خاصة في جنوب القطاع، إذ تصل إلى المستشفيات حالات تعاني من سوء التغذية، وبعض كبار السن يصلون وقد فارقوا الحياة، لأنهم -كما يخبر أهاليهم الأطباء- لم يتناولوا على مدار 5 أيام أو أسبوع قضمة خبز.
كما يعاني الغزيون من نقص في المستلزمات الطبية والطواقم الطبية بسبب استهداف الاحتلال الإسرائيلي لهم.
وأكدت وزارة الصحة في قطاع غزة ارتفاع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي على القطاع منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023 إلى 45 ألفا و361 شهيدا و107 آلاف و803 مصابين.