يثير موقف الحركة التي تقود السلطة الفلسطينية منذ إنشائها في العام 1994 استياء في صفوفها، ولو أنه لم يخرج إلى العلن بعد، وبين الفلسطينيين، في وقت تتنامى شعبية غريمتها حركة حماس.

اعلان

وتتجنّب حركة فتح ومسؤولون في السلطة الفلسطينية الإعلان عن موقف مؤيد للهجوم الذي نفذته حركة حماس ضد إسرائيل في السابع من تشرين الأول/أكتوبر، أو التضامن العملي معها، رغم التنديد بسقوط ضحايا كلّ ساعة نتيجة القصف الإسرائيلي العنيف على قطاع غزة.

ويقول مسؤول فلسطيني من قيادات الحركة "ضُربنا بِحُقنة مخدّر تسمى أوسلو"، في إشارة الى الاتفاقات الموقعة في العام 1993 والتي نصّت على التفاوض من أجل الحل النهائي بين إسرائيل والفلسطينيين. وكان يفترض أن تؤدي المفاوضات الى إنشاء دولة فلسطينية، الأمر الذي لم يحدث.

"لا ندري أين دورنا في هذه المعركة؟"

ويقول المسؤول الذي لم يشأ ذكر اسمه "تتجنّب القيادة العليا للحركة إعطاء أي موقف مؤيد أو متضامن، كي لا تظهر أنها مؤيدة لما قامت به حركة حماس".

ويقول العديد من قادة الحركة من الجيل الجديد بصوت خافت "لا ندري أين دورنا في هذه المعركة؟".

في الأيام الأولى للحرب التي أعقبت هجوم حركة حماس غير المسبوق، أثار رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس الجدل بعد أن نقل عنه قوله للرئيس الفنزويلي نيكولاس مادرو "أفعال حماس لا تمثّل الشعب الفلسطيني، وسياسات وبرامج وقرارات منظمة التحرير الفلسطينية هي التي تمثل الشعب الفلسطيني".

ويقول المسؤول الذي طلب عدم ذكر اسمه "نظهر في فتح وكأن الأمر في غزة لا يعنينا، لأن غالبية القيادات المؤثرة ارتبطت بمصالح شخصية مع السلطة الوطنية، وبالتالي بات الجميع يشعر أن مصالحه ستتضرّر في حال أعلن موقف مغاير لموقف رئيس السلطة الوطنية".

صراعات داخلية ومتشعبة في حركة فتح

وشهدت حركة فتح صراعات داخلية عقب وفاة زعيمها التاريخي ياسر عرفات في العام 2004. وأبعد الرئيس محمود عباس عقب انتخابه في العام 2005، عددا من قادة الحركة المؤثرين، ومنهم محمد دحلان المقيم الآن في الإمارات، وناصر القدوة، قريب ياسر عرفات.

ويقول القيادي في حركة فتح توفيق الطيراوي لوكالة فرانس برس "حركة فتح ناضلت بالسلاح منذ 1965، الى حين اتفاقية أوسلو على اعتبار أنه ستكون لنا دولة، لكن هذا الموضوع فشل".

وشاركت حركة فتح والأجهزة الأمنية الفلسطينية بقوة في المواجهات المسلحة مع الجيش الإسرائيلي خلال الانتفاضة الثانية، وقتل واعتقل الآلاف من عناصرها في الفترة ما بين العامين 2000 و2004.

ووثّقت هيئة شؤون الأسرى في ذلك الحين 126 ألف حالة اعتقال في تلك الانتفاضة، ومن ضمنهم حوالى 18 ألف طفل ممن تقلّ أعمارهم عن 18 عاما.

ويقول مسؤول قيادي في الحركة طلب عدم ذكر اسمه "بصراحة أشعر بشيء من النقمة على المستوى القيادي الذي لا يظهر أي موقف إزاء هذه الحرب في غزة".

ووصف القيادي في حركة فتح وأمين سرّها الفريق جبريل الرجوب الهجوم الذي نفذته حركة حماس ب" الزلزال" الذي يجب أن يعيد حسابات الجميع.

وقال الرجوب خلال لقائه صحافيين وكتّاب في الكويت الأسبوع الماضي "أحداث السابع من أكتوبر كانت زلزالاً بكل المعاني".

وبحسب الرجوب، مؤسس جهاز الأمن الوقائي الفلسطيني، تحتّم الأحداث القائمة على القوى الفلسطينية "بما فيها حركة فتح" إجراء مراجعة شاملة.

وقال الرجوب "حركة حماس جزء من نسيجنا الوطني النضالي والسياسي والاجتماعي ولا بدّ من إشراكها في القرار السياسي".

ويقول منتمون الى حركة فتح إن دور الحركة تراجع أصلا في الشارع الفلسطيني "منذ توقيع اتفاقية أوسلو، وانغماس القادة في وظائف السلطة الوطنية".

ولم يحصل الفلسطينيون على دولتهم المنشودة، وتنامى الاستيطان في الضفة الغربية بشكل لافت منذ توقيع اتفاقية أوسلو.

وعلى ما يبدو أن الصراعات الداخلية في الحركة أفرزت جيل جديدا يبقى ناشطا في الميدان.

اعلان

ويقول عضو اللجنة المركزية لحركة فتح توفيق الطيراوي "هناك أعضاء في الحركة مسلحون ينسقون مع إخوانهم الآخرين في فصائل أخرى بعيدا عن القيادة السياسية".

وبحسب الطيراوي، هناك جيل جديد يعيش "حالة من التمرد على الواقع في مختلف التنظيمات".

ويقول "هذا الجيل من الشباب جيل تمرّد على كل الواقع الذي مرّ فيه وعلى كل التنظيمات الفلسطينية".

إسرائيل اعتقلت أعضاء في حركة فتح في الضفة الغربية

ونفذ الطيران الإسرائيلي أثناء الحرب في غزة هجمات طالت موقع لحركة فتح في مخيم بلاطة في الضفة الغربية المحتلة، واعتقل عددا من القياديين الميدانيين في الحركة.

وأواخر تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، نفّذ مسلحون حكم الإعدام بحق اثنين من الفلسطينيين اتهموا بالتعاون مع الجيش الإسرائيلي في مخيم طولكرم، وهو نهج جديد يقوم به مسلحون بعيدا عن قوانين السلطة الفلسطينية.

اعلان

ولعب القيادي مروان البرغوثي دورا قياديا ميدانيا في الانتفاضة الثانية، ويتمنى كثيرون الإفراج عنه من سجون إسرائيل من خلال صفقة تبادل قد تنجح في إبرامها حركة حماس لقاء الرهائن الإسرائيليين لديها.

ويقول قيادي في فتح عمل ضابطا في جهاز أمني "ليس لفتح إلا مروان البرغوثي لتفعيلها وإحداث تغيير في الواقع السياسي، لأنه مقبول لحركة فتح ولحركة حماس".

نتنياهو يهاجم محمود عباس بسبب "إنكار مذبحة حماس"نحو 40 دولة تحض إسرائيل على رفع إجراءاتها "العقابية" ضد السلطة الفلسطينيةعائلة معارض فلسطيني تقاضي السلطة الفلسطينية أمام المحكمة الجنائية الدولية

في العام 2007، سيطرت حماس بقوة السلاح على قطاع غزة واحتلت كافة المراكز التي كانت تتبع للسلطة الفلسطينية.

ولم تنجح محاولات رأب الصدع بين الحركتين منذ ذلك الحين.

إلا ان الحرب أعادت رفع أسهم حماس.

اعلان

ويقول الطيراوي "حركة حماس جزء من النسيج الوطني الفلسطيني مثل كل التنظيمات في منظمة التحرير الفلسطينية أو خارجها".

ويأمل في أن تتوحّد الحركتان عقب انتهاء الحرب "دون النظر لمن يسبق من، لأن مصلحة الوطن والشعب أهم من مصلحة الفصيل".

ويؤكد الطيراوي أنه لا يمكن الحديث عن إدارة غزة بعد الحرب "دون تفاهم وحدوي" بين فتح وحماس.

المصادر الإضافية • أ ف ب

شارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية

المصدر: euronews

كلمات دلالية: الشرق الأوسط محمود عباس الضفة الغربية السلطة الوطنية الفلسطينية فلسطين سياسة حركة فتح إسرائيل غزة فلسطين حركة حماس الشرق الأوسط قصف روسيا الإمارات العربية المتحدة كرة القدم الصراع الإسرائيلي الفلسطيني إسرائيل غزة حركة حماس فلسطين الشرق الأوسط قصف السلطة الفلسطینیة فی حرکة فتح حرکة حماس فی الحرکة فی العام

إقرأ أيضاً:

الأونروا: لا مساعدات كافية بغزة طوال الحرب الإسرائيلية

قالت متحدثة وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) لويز ووتريدج، اليوم الجمعة 15 نوفمبر 2024، إنه لم تتوفر مساعدات كافية بقطاع غزة طوال الحرب الإسرائيلية الوحشية المستمرة منذ 13 شهرا، وأن الظروف المعيشية للفلسطينيين "لا تطاق".

وأوضحت المتحدثة باسم الأونروا في تصريحات صحفية أنه "ببساطة لا توجد مساعدات إنسانية كافية في غزة، ليس فقط خلال الأيام والأسابيع الأخيرة، ولكن أيضًا طوال مدة الحرب الإسرائيلية الوحشية المستمرة 13 شهرًا".

وفي معرض وصفها للوضع في قطاع غزة، قالت ووتريدج: "نحن محاطون يومياً بأشخاص يطالبون بقطع من الخبز، ويحاولون الوصول إلى المياه".

وشددت ووتريدج على أن الوضع الذي أُجبر الفلسطينيون على العيش فيه بالقطاع "لا يطاق".

ومؤخرا، حذرت منظمات دولية وأممية من إعلان المجاعة رسميا شمال قطاع غزة جراء الإبادة الإسرائيلية المتواصلة منذ الخامس من تشرين الأول/أكتوبر الماضي والمتزامنة مع حصار عسكري مطبق أدى إلى منع دخول إمدادات الغذاء والمياه والأدوية إليها.

وفي الأسابيع الماضية، بدأت أزمة حقيقة تلوح وسط وجنوب قطاع غزة، بسبب نفاد الدقيق والمواد الأساسية من الأسواق ومنازل الفلسطينيين، واضطرارهم لاستخدام الدقيق الفاسد لإطعام عائلاتهم، والبحث عن بدائل غير صحية.

وسبق وعاني سكان غزة والشمال من "مجاعة" حقيقية في ظل شح الغذاء والماء والدواء والوقود، جراء الحصار الذي يفرضه الاحتلال الإسرائيلي على المحافظتين منذ بدء اجتياحه البري في 27 تشرين الأول/أكتوبر 2023، ما تسبب بوفاة عدد من الأطفال وكبار السن.

ومنذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، ترتكب إسرائيل، القوة القائمة بالاحتلال، إبادة جماعية بغزة، خلفت أكثر من 147 ألف شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.

وتواصل إسرائيل مجازرها متجاهلة قرار مجلس الأمن الدولي بإنهائها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية وتحسين الوضع الإنساني الكارثي بغزة.

المصدر : وكالة سوا

مقالات مشابهة

  • السفير حسام زكي: لابد من تمكين الحكومة الفلسطينية من الإشراف على قطاع غزة
  • باحث سياسي: الحرب الإسرائيلية على لبنان لن تتوقف حتى تولي ترامب السلطة
  • حركة الجهاد الفلسطينية: مقتل قياديين اثنين في الغارة الإسرائيلية على دمشق أمس
  • برز في «فيرمونت وسفاح التجمع».. ماهو عقار GHP الذي كانت تتعاطاه الإعلامية الشهيرة؟
  • حماس: واشنطن متواطئة مع الجرائم الإسرائيلية بغزة
  • الأونروا: لا مساعدات كافية بغزة طوال الحرب الإسرائيلية
  • تحليل إسرائيلي: نتنياهو يخوض حربا بلا نهاية
  • تحليل إسرائيلي: نتنياهو يخوض حربا "بلا نهاية"
  • حركة حماس تدعو الداخل الفلسطيني للنفير العام غداً الجمعة واشعال كل ساحات المواجهة مع الاحتلال
  • غزة: ارتفاع حصيلة الحرب الإسرائيلية لـ 43 ألفا و736 قتيلاً