وكالات الإغاثة الدولية: الهاربون من جحيم الحرب ينامون فى العراء
تاريخ النشر: 7th, December 2023 GMT
واصلت اليوم وكالات الإغاثة الدولية تحذيراتها من أن الكارثة الإنسانية فى غزة تتفاقم كل ساعة مع تشرد معظم سكان القطاع البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة ومحاصرتهم فى جيب ساحلى ضيق مع القليل من الغذاء والماء والرعاية الطبية والوقود والمأوى الآمن.
وتصاعد القلق من احتمال عجز السلطات الصحية فى غزة عن مواصلة الإحصاء الدقيق للقتلى مع تدمير البنية التحتية الأساسية وتكرار تعطل خدمات الهاتف والإنترنت ومقتل أو اختفاء عدد من القائمين على هذه العملية.
وقالت الأمم المتحدة إن عشرات الآلاف من النازحين الفلسطينيين تكدسوا فى منطقة رفح على حدود قطاع غزة مع مصر هرباً من القصف الإسرائيلى على الرغم من مخاوفهم من أنهم لن يكونوا فى مأمن هناك أيضاً.
وأعلن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشئون الإنسانية فى تقرير أن معظم النازحين فى رفح ينامون فى العراء بسبب نقص الخيام رغم أن الأمم المتحدة تمكنت من توزيع بضع مئات منها. ويصل المدنيون إلى المنطقة بعد أوامر إخلاء أصدرها الاحتلال شملت مناطق داخل وحول مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة.
وأعلن بيان صادر عن المفوض العام للأونروا «فيليب لازارينى» أن القصف فى جنوب غزة يزيد من النزوح الجماعى مع تعرض عمليات إيصال المساعدات للمزيد من الخنق، وقال إن استئناف العملية العسكرية وتوسعها أكثر فى جنوب غزة يكرر أهوال الأسابيع الماضية.
وأوضح أن عدد المدنيين الذين يقتلون يتزايد بسرعة. والمدنيون، بمن فيهم الرجال والنساء والأطفال وكبار السن والمرضى والأشخاص ذوو الاحتياجات الخاصة، هم الأكثر معاناة.
وقال «لازارينى»: لا يزال القصف الذى تشنه القوات الإسرائيلية مستمرا فى أعقاب أمر إخلاء آخر لنقل الناس من خان يونس إلى رفح. لقد تسبب هذا الأمر بخلق حالة من الذعر والخوف والقلق. واضطر ما لا يقل عن 60,000 شخص إضافى إلى الانتقال إلى ملاجئ الأونروا المكتظة أصلاً، مع مطالبة المزيد من الأشخاص الحصول على ملجأ. وقد نزح الكثيرون بالفعل أكثر من مرة هرباً من الحرب فى أجزاء أخرى من غزة. وأوضح أن أمر الإخلاء يدفع الناس لأن يتمركزوا فى مساحة تقل عن ثلث مساحة قطاع غزة. أنهم بحاجة إلى كل شىء: الغذاء والماء والمأوى، وفى الغالب إلى الأمان. إن الطرق المؤدية إلى الجنوب مسدودة.
وقال إن الوصول إلى المياه محدود، حيث منعت العملية الإسرائيلية الوصول إلى أكبر محطة لتحلية المياه فى غزة والتى كانت توفر فى السابق مياه الشرب لما مجموعه 350,000 شخص. وقد يتوقف عن العمل أكبر مستشفى فى جنوب غزة يضم أكثر من 1,000 مريض مُقيم ويؤوى 17,000 نازح بسبب نقص الإمدادات وعدم كفاية العاملين.
وأضاف أن الادعاءات بأن الأمم المتحدة لديها آلاف الخيام وأنها تخطط لفتح مخيمات جديدة للاجئين فى رفح ادعاءات باطلة. لقد قلنا ذلك مرارا. ونحن نقولها مرة أخرى. لا يوجد مكان آمن فى غزة، سواء فى الجنوب أو الجنوب الغربى، سواء فى رفح أو فى أى مكان مما يطلق عليه من جانب واحد عبارة «المنطقة الآمنة».
وشدد على أن التطورات الأخيرة تزيد من خنق العملية الإنسانية، مع محدودية وصول الإمدادات والترتيبات اللوجستية والتنسيقية المعقدة التى تبطئ عملية تدفق الوصول وتعرقلها فى بعض الأحيان. وتواصل السلطات الإسرائيلية تقييد تدفق الإمدادات الإنسانية، بما فى ذلك الوقود، ما يجبر الأمم المتحدة على استخدام فقط نقطة العبور غير المجهزة تجهيزا جيدا مع مصر.
ودعا البيان الاحتلال إلى إعادة فتح معبر كرم أبو سالم والمعابر الأخرى وتسهيل إيصال المساعدات الإنسانية المنقذة للحياة دون قيد أو شرط ودون انقطاع وبشكل مُجد. إن عدم القيام بذلك يشكل انتهاكا للقانون الإنسانى الدولى. لقد أدى انتهاء الهدنة الإنسانية بالفعل المزيد من المعاناة والخسارة والحزن للمدنيين أينما كانوا. إننا ندعو إلى وقف إطلاق نار إنسانى.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: غزة خدمات الهاتف الانترنت فى غزة
إقرأ أيضاً:
بعد استئناف الحرب..غوتيريش يعبر عن "صدمته" من الضربات الإسرائيلية على غزة
شدد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، على "صدمته" بعد تجدد الضربات الجوية الإسرائيلية على قطاع غزة داعياً إلى احترام وقف إطلاق النار، حسب متحدث باسم الأمم المتحدة.
وقال المتحدث رولاندو غوميز، في مؤتمر صحافي في جنيف إن "الأمين العام يشعر بالصدمة من الضربات الجوية الإسرائيلية في غزة، ويناشد بقوة احترام وقف إطلاق النار وإعادة إفساح المجال للمساعدات الإنسانية دون عراقيل وإطلاق سراح من تبقى من الرهائن بشكل غير مشروط".The Secretary-General @antonioguterres is shocked by the Israeli airstrikes in Gaza, in which a meaningful number of civilians have been killed.
He strongly appeals for the ceasefire to be respected.
Full statement: https://t.co/1x03YvPUdy
وقال منسق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة توم فليتشر، في مداخلة بالفيديو أمام مجلس الأمن الدولي: "الليلة الماضية، تحقق أسوأ مخاوفنا. استؤنفت الضربات الجوية في أنحاء قطاع غزة، مع تقارير غير مؤكدة عن مئات القتلى... يعيش سكان غزة مرة أخرى في خوف مروع".
وشدد فليتشر على أن "الحصار التام على المساعدات التي ستنقذ أرواحاً والسلع الأساسية والتجارية ستكون له تداعيات مدمرة على سكان غزة الذين يعتمدون على تدفق المساعدات بشكل مستقر".
وأضاف "مع عزل غزة مرة أخرى، تقلصت قدرتنا على تقديم المساعدات والخدمات الأساسية "مشيراً إلى أن القوافل عند معبر كرم أبو سالم لا يمكنها العبور و"يصبح الطعام فاسداً وتنتهي صلاحية الأدوية".
وأضاف أنه خلال 42 يوماً من وقف إطلاق النار، قبل الحصار الجديد "أثبتنا أنه بوجود تفويض، يمكننا تقديم المساعدة بالحجم اللازم". وحذر فليتشر قائلاً: "لا يمكن الإبقاء على هذا الوضع لفترة أطول إذا لم يعاد فتح نقاط العبور أمام المساعدات". وتابع "لا يمكننا وعلينا ألا نعود إلى الوضع قبل وقف إطلاق النار".
وقالت وزارة صحة حماس، الثلاثاء، إن حصيلة القتلى الفلسطينيين بلغت 413، "غالبيتهم من الأطفال والنساء"، مشيرة إلى "مئات المصابين بينهم عشرات في حالات خطيرة وحرجة" بعدالغارات الج وية الإسرائيلية العنيفة على قطاع غزة الليلة الماضية.
وبدوره، اعتبر المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين فيليب لازاريني أن استئناف الحرب سيؤجج "جحيماً على الأرض". وقال عبر إكس، إن "تأجيج الجحيم على الأرض عبر استئناف الحرب لن يؤدي إلا إلى مفاقمة اليأس والمعاناة. يجب العودة إلى وقف إطلاق النار". وشدّد مفوّض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان على أنّ "الحرب يجب أن تنتهي. نحث جميع الأطراف المؤثرين على بذل كل ما في وسعهم لتحقيق السلام ومنع مزيد من معاناة المدنيين".
وتوعدت إسرائيل الثلاثاء بمواصلة الهجوم على قطاع غزة حتى عودة جميع الرهائن، بعدما نفذت خلال الليل الغارات الأعنف منذ بداية الهدنة بينها وبين حركة حماس في القطاع.