تُعد المملكة ركنًا أساسيًا في القطاع البحري العالمي، خاصة في ظل فوزها المتجدد بعضوية مجلس المنظمة البحرية الدولية (IMO) للفترة الثانية على التوالي، يُسلط الفوز الضوء على التزام المملكة وجهودها المتواصلة في تطوير القطاع الحيوي، ما يبرز دورها كقائد مؤثر في تعزيز الأمن والاستدامة في النقل البحري على مستوى العالم.

وتُشير عضوية المملكة المتجددة في IMO إلى دورها الريادي وتأثيرها البارز في قطاع النقل البحري العالمي، هذا الإنجاز يعكس التزام المملكة العميق بتحقيق أعلى معايير الأمن البحري ودعم مبادئ الاستدامة، بالإضافة إلى الإسهامات الكبيرة التي قدمتها في المجال.

أخبار متعلقة قرية "القصار" عنصر جذب لسياح وزوار جزر فرسانوزير الدفاع يبحث مع نظيره الأمريكي المستجدات الإقليمية والدولية

عاجل | #المملكة تفوز بعضوية مجلس المنظمة البحرية الدولية لعامي 2024-2025 #اليوم
للتفاصيل..https://t.co/LEx6uNleC1 pic.twitter.com/qAnc5BTHyD— صحيفة اليوم (@alyaum) December 1, 2023تطوير الأنظمة البحرية

تُعد عضوية المملكة في مجلس المنظمة البحرية الدولية، دليلاً على دورها الفعال والاستراتيجي في تطوير الأنظمة البحرية على مستوى العالم، تُسهم المملكة، من خلال المنظمة الدولية، في تعزيز التعاون الدولي وصياغة السياسات البحرية التي تخدم الأهداف العالمية للنقل البحري الآمن والفعال.

وتستمر المملكة في تأكيد مكانتها كعضو رئيسي وفعال في المنظمة البحرية الدولية (IMO)، مع تركيزها المستمر على القضايا البيئية، والتعاون الدولي، والاهتمام بشؤون البحارة، تقود المملكة جهوداً مهمة في القطاع البحري العالمي.

فمنذ انضمامها إلى الـ IMO في العام 1969، تبوأت المملكة مكانة قيادية من خلال تحقيق إنجازات بارزة مثل كونها أول دولة عربية تكمل التدقيق الإلزامي (IMSAS) في 2023، وحصولها على جائزة الشحن الجودة في القرن الحادي والعشرين.

التجارة البحرية العالمية

تتمتع المملكة بموقع استراتيجي على البحر الأحمر والخليج العربي، مما يجعلها نقطة محورية في التجارة البحرية العالمية، حيث تسيطر على ممرات رئيسية لأكثر من 13% من التجارة العالمية و20% من إمدادات الطاقة.

وتسعى المملكة جاهدة لحماية البيئة البحرية، حيث شهد عام 2022 تصدير أول شحنة من الأمونيا الزرقاء في العالم، بالإضافة إلى توقيع مذكرة تفاهم مع هولندا لتطوير الهيدروجين الأخضر وتصدير الأمونيا منخفضة الكربون إلى الهند، وتطوير مشروع ضخم للهيدروجين الأخضر.

رشّحت الدول الأعضاء في المنظمة البحرية الدولية IMO، الأمير خالد بن بندر بن سلطان سفير خادم الحرمين الشريفين لدى المملكة المتحدة، رئيسًا لاجتماعات جمعية المنظمة البحرية الدولية IMO في دورتها الـ 33.#اليوم
للتفاصيل..https://t.co/lDdDKVdKni pic.twitter.com/Olgj1564XL— صحيفة اليوم (@alyaum) November 27, 2023

وتعمل المملكة على تعزيز دور المرأة في القطاع البحري، من خلال تعيين السيدة حياة اليابس، كأول ممثلة نسائية في يناير 2023، واستضافة فعاليات تشجع على مشاركة المرأة في القطاع.

وتحقق موانئ المملكة مثل ميناء الملك عبد الله وميناء جدة الإسلامي إنجازات متميزة على مستوى الأداء العالمي، ما يعكس الكفاءة اللوجستية السعودية وقدرتها على التعامل مع التحديات العالمية.

تطوير الكوادر البحرية

تولي المملكة اهتمامًا خاصًا بتطوير الكوادر البحرية، حيث تم تدريب أكثر من 770 متدربًا في السنوات الأخيرة، ويعمل أكثر من 1,600 بحار سعودي في القطاع، ما يدعم الاقتصاد العالمي ويسهم في تطوير الأمن البحري.

وتشمل الخطط الوطنية للمملكة في مجال النقل البحري تنفيذ الاستراتيجية الوطنية للنقل والخدمات اللوجستية (NTLS)، التي تضم مجموعة من المبادرات الطموحة في قطاعات متعددة مثل الموانئ، الشحن، الخدمات البحرية، بناء وإصلاح السفن، السياحة البحرية، والصيد وتربية الأحياء المائية.

دعم المبادرات البيئية

يأتي فوز المملكة بالعضوية انعكاسًا للدور النشط والمهم الذي تلعبه المملكة، في دعم المبادرات البيئية العالمية، ما يعكس التزامها العميق بالاستدامة البحرية، من خلال مشاركتها الفعالة في مبادرات كـ IMO CARES و GLOFOULING و GLOLITTER و GLONOISE، تُظهر المملكة عزمها على حماية البيئة البحرية والحفاظ على الثروات الطبيعية والبحرية.

كما يُعد الأسطول البحري السعودي، بمكانته البارزة إقليميًا وعالميًا، عنصرًا مركزيًا في تحقيق الريادة، تتضح الأهمية من خلال الاستثمارات المستمرة والجهود المبذولة لتحديث الأسطول وتطوير البنية التحتية البحرية، ما يساهم بشكل مباشر في تعزيز قدرات المملكة وتوسيع نطاق تأثيرها في هذا القطاع.

وتستمر المملكة العربية السعودية في تعزيز دورها كقائد في القطاع البحري العالمي، من خلال عضويتها المتجددة في IMO واستراتيجيتها الوطنية الشاملة، حيث تعكس الجهود الدؤوبة والرؤية الطموحة للمملكة في تحقيق مستقبل بحري أكثر استدامة ونجاحًا، مما يبرز مكانتها كرائد في تطوير هذا القطاع الحيوي ومواصلة تحقيق الإنجازات البارزة.

المصدر: صحيفة اليوم

كلمات دلالية: جدة القطاع البحري أخبار السعودية مجلس المنظمة البحرية الدولية المنظمة البحریة الدولیة فی تطویر فی تعزیز من خلال

إقرأ أيضاً:

المغرب والصين.. تطور مستمر لعلاقات اقتصادية وتجارية

يبحث المغرب عن تحقيق أقصى استفادة ممكنة من زيارة الرئيس الصيني شي جين بينغ إلى البلاد، ضمن خطة أوسع لتنويع شراكاته الاقتصادية والتجارية، بعيدا عن الاتحاد الأوروبي الذي يستحوذ على 60% من تجارة المغرب.

والخميس، وصل الرئيس الصيني شي جين بينغ إلى المغرب، في زيارة قصيرة غير محددة المدة.

وأحد أبرز المشاريع الاقتصادية التي تسعى المملكة إلى شراكة فيها مع الصين، هي تدشين خط الغاز المغربي النيجيري، ومبادرة تعزيز ولوج بلدان الساحل للمحيط الأطلسي.

كذلك، تراهن الرباط على بكين لإنجاح مشاريع، مثل السيارات الكهربائية، ومشاريع السكك الحديدية، ومشاريع أخرى في إطار استعداد المغرب لتنظيم كأس العالم عام 2030 رفقة إسبانيا وفرنسا.

ويرى وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة، أن الشراكة الإستراتيجية بين البلدين أثمرت نتائج ملموسة، عبر تضاعف حجم الاستثمار الصيني بالمغرب 5 مرات من 2016 إلى 2023، بينما تضاعف حجم التبادل التجاري مرتين في نفس الفترة.

زيارة الرئيس الصيني

وقالت وكالة أنباء المغرب، إن ولي العهد الأمير الحسن استقبل بمطار الدار البيضاء (غرب)، الرئيس الصيني الذي يجري زيارة "قصيرة" للمملكة.

المغرب أطلق خلال السنوات الماضية مشاريع "ضخمة" وهو ما يجعله يبحث عن شركاء دوليين لتنفيذها بالكامل (أسوشيتد)

وأوضحت الوكالة أن استقبال الأمير الحسن للرئيس الصيني، جاء بتعليمات من ملك المغرب محمد السادس.

ولم تتطرق الوكالة إلى تفاصيل أخرى بشأن مدة الزيارة أو جدول أعمالها، لكنها ذكرت أنها تعكس "عمق علاقات الصداقة والتعاون والتضامن التي تربط الشعبين".

مشاريع كبرى

وأطلق المغرب خلال السنوات الماضية، مشاريع "ضخمة" وهو ما يجعله يبحث عن شركاء دوليين لتنفيذها بالكامل على أرض الواقع.

واستعرض بوريطة خلال مايو/أيار 2024 مع نظيره الصيني وانغ يي، في لقاء جمعهما ببكين "المبادرات الأخيرة التي أعلن عنها الملك محمد السادس، خاصة تلك الرامية لتعزيز الاستقرار، والأمن، والازدهار الاقتصادي للبلدان الأفريقية المطلة على المحيط الأطلسي، ومبادرة تعزيز ولوج بلدان الساحل للمحيط الأطلسي".

وفي 23 ديسمبر/كانون الأول 2023، اتفق وزراء دول الساحل الأفريقي بمدينة مراكش، على إنشاء فريق عمل وطني في كل دولة، لإعداد واقتراح سبل تفعيل مبادرة دولية للملك محمد السادس، لاستفادة بلدان الساحل من المحيط الأطلسي.

بوريطة استعرض أيضا "المشروع الإستراتيجي لخط أنبوب الغاز المغرب ـ نيجيريا الذي يطمح لتعزيز التكامل الإقليمي، وتحفيز التنمية الاقتصادية على طول الساحل الأطلسي الافريقي وخارجه".

ويرجع الاتفاق إلى تدشين مشروع أنبوب الغاز الرابط بين المغرب ونيجيريا، خلال زيارة الدولة التي أجراها الملك محمد السادس إلى نيجيريا، في ديسمبر/كانون الأول 2016.

وسيمر الأنبوب بكل من بنين وتوغو وغانا وكوت ديفوار وليبيريا وسيراليون، إضافة إلى غينيا وغينيا بيساو وغامبيا والسنغال وموريتانيا.

وسيمتد أنبوب الغاز على طول يناهز 5660 كيلومترا، وسيتم تشييده على عدة مراحل ليستجيب للحاجة المتزايدة للبلدان التي سيعبر منها إلى أوروبا.

زيارات واتفاقيات

وشهدت الآونة الأخيرة زيارات بين مسؤولي البلدين، تم خلالها التوقيع على اتفاقيات في قطاعات مختلفة.

وفي هذا الإطار، بحثت وزيرة السياحة المغربية فاطمة الزهراء عمور مع "راو تشوان" نائب وزير الثقافة والسياحة الصيني، خلال يونيو/حزيران الماضي، سبل تعزيز التعاون السياحي بين البلدين.

المبادلات التجارية بين البلدين ارتفعت بأزيد من 50%، مما يجعل الصين ثالث أكبر شريك تجاري للمملكة وشريكها الأول على مستوى آسيا (وكالات)

كما استقبل وزير الصناعة المغربي، رياض مزور، في مارس/آذار 2024، وزير التجارة الصيني، وانغ وينتاو، الذي زار المغرب في الفترة بين 29 فبراير/شباط والثاني من مارس/آذار 2024.

وقال مزور حينها إن المبادلات التجارية بين البلدين ارتفعت بأزيد من 50%، مما يجعل الصين ثالث أكبر شريك تجاري للمملكة وشريكها الأول على مستوى آسيا، بحجم مبادلات إجمالي بلغ 7.6 مليارات دولار في 2022.

واعتبر أن الاستثمارات الصينية في المغرب، سجلت في 2022 أكثر من 56 مليون دولار، وتتعلق بالأساس بالصناعة والنقل والعقار والطاقة والمعادن، مع استحواذ الصناعة على حصة تبلغ 52%.

وبحسب وزارة الخارجية المغربية، ينشط في البلاد أكثر من 80 مشروعا مشتركا مع الصين أو شركات صينية، قيد الإنجاز في جميع أنحاء المملكة.

كما شارك رئيس الحكومة المغربية عزيز أخنوش، في سبتمبر/أيلول الماضي، في اجتماع رفيع المستوى حول "دعم التصنيع في أفريقيا، وتحديث الزراعة، والتنمية الخضراء على طريق التحديث“.

وبلغ حجم التجارة بين الصين وأفريقيا حوالي 177 مليار دولار في النصف الأول من العام الجاري، وفق إعلام صيني.

تطور العلاقات

وخلال مايو/أيار الماضي، قال وزير الخارجية المغربي إن الشراكة الإستراتيجية بين البلدين أثمرت نتائج ملموسة حيث تضاعف حجم الاستثمار الصيني بالمغرب 5 مرات من 2016 إلى 2023، بينما تضاعف حجم التبادل التجاري مرتين في نفس الفترة، بما يجعل الصين الشريك الأول للمملكة آسيويا.

كذلك، يعد المغرب أول بلد في أفريقيا ينضم إلى مبادرة "الحزام والطريق" خلال يناير 2022.

و"الحزام والطريق" مبادرة صينية تعرف أيضا بـ"طريق الحرير" للقرن الحادي والعشرين، وتهدف إلى ضخ استثمارات ضخمة لتطوير البنى التحتية للممرات الاقتصادية العالمية، لربط أكثر من 70 بلدا.

المبادرة أطلقها الرئيس الصيني عام 2013، وهي عبارة عن مشروع يهدف إلى إنشاء حزام بري من سكك الحديد والطرق عبر آسيا الوسطى وروسيا، وطريق بحري يسمح للصين بالوصول إلى أفريقيا وأوروبا عبر بحر الصين والمحيط الهندي، بكلفة إجمالية تبلغ تريليون دولار.

مقالات مشابهة

  • بطلب من المملكة.. لماذا سُمى 24 نوفمبر باليوم العالمي للتوائم الملتصقة؟
  • صحة غزة: الاحتلال يرتكب 7 مجازر وعدد الشهداء يتجاوز الـ44 ألفًا
  • المغرب والصين.. تطور مستمر لعلاقات اقتصادية وتجارية
  • الدفاع المدني بغزة: قصف إسرائيلي مستمر بشمال القطاع وارتفاع في أعداد الشهداء والمفقودين
  • قطاع الصيد البحري: رقم معاملات تصديري يناهز 31 مليار درهم خلال عام
  • صادرات المغرب في قطاع الصيد البحري تتجاوز 3 مليارات دولار
  • محمد جبران: توقيع مصر على اتفاقية العمل البحري يؤكد الالتزام بالمعايير الدولية
  • الإغاثة الطبية بغزة: القطاع الطبي في انهيار مستمر ويعمل بأقل الإمكانات المتوفرة
  • جبران: قرار السيسي بالانضمام لاتفاقية العمل البحري يؤكد الالتزام بالمعايير الدولية
  • في يومهم العالمي.. 8 ملايين طفل يمني مهددون بترك الدراسة و2.4 حرموا من التعليم