بوابة الوفد:
2025-03-17@13:02:26 GMT

عالم الإنفاق فى أرض الأنبياء

تاريخ النشر: 7th, December 2023 GMT

أنفاق غزة حكايات وأسرار ولوغاريتمات، أصبحت صداعًا فى رأس إسرائيل، وفك طلاسمها بات عصيا على ترسانة اليهود العسكرية التى وقفت عاجزة عن حل لغز عالم الأنفاق فى أرض الأنبياء.

استنفدت إسرائيل كل قواها ووسائلها التكنولوجية الحديثة خلال 60 يوما للتخلص من أنفاق غزة دون جدوى، وفشلت فى معرفة عددها لتبقى الأنفاق حائط الصد المنيع لحسم المعركة، وربما شهدت الأيام المقبلة مفاجآت من داخلها تغير مسار الصراع وموازين القوى.

ستون يوما منذ السابع من أكتوبر الماضى، وإسرائيل تبحث عن رعاياها المحتجزين لدى حماس، بل تلهث وراء أعضاء حماس فى كل مكان دون جدوى، وأصابهم اليأس بعدما باتت غزة كلها تقريبا تحت أيديهم وجن جنونهم لفشلهم فى تحقيق أهدافهم.

الحقيقة أن سر الأنفاق أجابت عنه صحيفة فايننشال تايمز، أن أنفاق غزة ليست بالمعنى السطحى، وإنما هى مدن كاملة تحت الأرض مجهزة بكافة التجهيزات، ومشيدة بطرق تجعلها تتحمل المخاطر وتواجهها، وربما امتدت لأكثر من دور تحت الأرض.

إسرائيل فشلت فى معرفة أعداد الأنفاق، واستخدمت كل أنواع التكنولوجيا المتاحة لديها ولدى حلفائها الأمريكان والأوروبيين، من الروبوتات مرورا بالكلاب والأقمار الصناعية والمسيرات، إلا أن الفشل كان حليفهم دائما فى الوصول إلى آخر الأنفاق لأنها ممتدة إلى ما لا نهاية فى باطن الأرض.

وكشفت الصحيفة أن قوات الاحتلال وضعت أكثر من فكرة للخلاص من الأنفاق وتدميرها دون جدوى، الأمر الآخر هو الرعب الذى يصيب إسرائيل من فكرة اقتحام الأنفاق، والسبب أن جنود الاحتلال يعرفون جيدا أنها مقابر أعدت لهم، لأنها مفخخة على أعلى مستوى، ومن ناحية أخرى سيتم اصطيادهم بداخلها بصورة تجعل نسبة الضحايا والإصابات فى الجيش الإسرائيلى أكثر مما يتوقعون.

وبحث الاحتلال عن طرق بديلة تساعده فى القضاء على هذه الأنفاق، حيث تلقى عرضا من شركة بلاك وتر الأمريكية صاحبة الأعمال السابقة فى العراق، لفك لغز الأنفاق، وقدمت الشركة عروضا منها إغراقها بالكامل عن طريق غمرها بالماء بصورة منتظمة، الأمر الذى سوف يساعد على خروج المختبئين بداخلها ومعهم الرهائن طلبا للنجاة، ولكن هذه الطريقة التى تعتمد على مضخات المياه باءت بالفشل خوفا من تجهيز الأنفاق بمضخات لنزح المياه وتصريفها.

واقترح قادة جيش العدو ضرب قنابل الدخان الكثيف فى عمق الأنفاق بهدف أن كثافته سوف تتسرب من فتحات الأنفاق المختلفة الأمر الذى يحدد أبعادها فيمكن السيطرة عليها وتدميرها.

ونقلت الصحيفة عن خبراء عسكريين إسرائيليين، أن الفكرتين فشلتا فى تحقيق الهدف.. وبالطبع كان ذلك نابعا من خوفهم فى المقام الأول على الرهائن، والأمر الثانى أن الاحتلال يأمل فى الإمساك بعناصر حماس أحياء، وأن فكرة العثور عليهم أمواتا تعد مكسبا منقوصا، لأنه فى النهاية حياتهم تحت يديه تعنى له الكثير.

وأخيرا يفكر جيش الاحتلال وفقًا لصحيفة وول ستريت جورنال، بغمر الأنفاق بمياه البحر أو مياه الصرف كحل نهائى خلال الأسابيع القادمة، إلا أنه لم يتخذ قرارا حاسما بشأن هذه الخطوة.

الجيش الإسرائيلى الذى يلهث خلف قادة حماس ورجال المقاومة، ترك شمال القطاع وتوغل فى الجنوب فى محاولة لإنجاز المهمة بسرعة، الأمر الذى زاد من أعبائه لطول جبهة القتال، ولقربه من إعلان الفشل فى مهمته، فعدد قتلاه وصل إلى 408 قتلى بالإضافة إلى آلاف الإصابات فى صفوف جنوده، والأمر معرض للزيادة بصورة كبيرة فى جنوب غزة، بالإضافة إلى انهيار روح الجنود المعنوية.

باختصار.. إسرائيل فى حرب الإبادة الجماعية لأهالى غزة على مدار 60 يوما، وصلت إلى جنوب القطاع وفشلت رغم ما تملكه من ترسانة أسلحة ودعم الحلفاء فى الوصول إلى الرهائن والإمساك بقادة حماس، وخصوصا محمد الضيف والسنوار.

الأمر الذى يعنى عسكريا أنه رغم الدمار الذى ألحقاه بغزة، إلا أن الحرب لم تحقق أهدافها وستخرج إسرائيل منها مهزومة ومحملة بخسائر اقتصادية تتعدى المليارات.

تبقى كلمة.. إذا فشل الاحتلال فى تحقيق أهدافه المزعومة، التى ملأ الدنيا صراخا من أجلها، فهل يجر أذيال الخيبة ويعود إلى ثكناته ليواجه ضغوط الجبهة الداخلية وأسر الرهائن؟ أم أنه سوف يتعامل مثل المجنون فاقد الأهلية ويفتح بؤرا جديدة للصراع ليكتسب وقتا ويهرب من ضغوط المواطنين الإسرائيليين؟

الثور الهائج يحتاج العقل فى المواجهة، لكنه غدار يهاجم النقاط الثابتة والمتحركة وليس له عهد ولا أمان فاحذروه. 

[email protected]

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: باختصار غزة رأس إسرائيل الأمر الذى

إقرأ أيضاً:

حماس تعتبر أن "الكرة في ملعب إسرائيل" بشأن الهدنة في غزة

أكدت حركة حماس الفلسطينية، السبت، أن « الكرة في ملعب إسرائيل » حاليا، بعد عرضها إطلاق سراح جندي إسرائيلي-أمريكي محتجز لديها إضافة إلى جثامين أربعة من مزدوجي الجنسية، في إطار المفاوضات حول استمرار الهدنة في قطاع غزة. ونددت الولايات المتحدة وإسرائيل بعرض حماس.

وقال المتحدث باسم الحركة عبد اللطيف القانوع لوكالة فرانس برس « الكرة حاليا في ملعب الاحتلال الإسرائيلي »، مضيفا « نريد تثبيت اتفاق وقف إطلاق النار وإلزام الاحتلال بتنفيذ بنود الاتفاق ».

بعد نحو 15 شهرا على اندلاع الحرب في قطاع غزة عقب هجوم حماس غير المسبوق على جنوب إسرائيل في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، بدأ في 19 كانون الثاني/يناير الماضي تطبيق وقف لإطلاق النار بين إسرائيل والحركة الفلسطينية تم التوصل إليه بوساطة أمريكية وقطرية ومصرية.

وامتدت المرحلة الأولى من الاتفاق ستة أسابيع، وأتاحت عودة 33 من الرهائن الذين خطفوا بمعظمهم في يوم الهجوم، الى إسرائيل بينهم ثمانية قتلى، فيما أفرجت إسرائيل عن نحو 1800 معتقل فلسطيني كانوا في سجونها.

وسمحت إسرائيل أيضا بإدخال مزيد من المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة المحاصر، قبل أن تعلق دخولها في الثاني من آذار/مارس.

وقال قيادي في حماس لوكالة فرانس برس مشترطا عدم الكشف عن اسمه، إن مقترح الإفراج عن الجندي يأتي ضمن « صفقة استثنائية »، مشيرا إلى أنه في المقابل، تطلق إسرائيل سراح عدد من المعتقلين الفلسطينيين لديها.

إلا أنه أوضح أن الاقتراح مشروط بأن تبدأ « بالتزامن مفاوضات تنفيذ المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار » و »الفتح الفوري لجميع المعابر الحدودية والسماح بدخول جميع الاحتياجات الإنسانية إلى قطاع غزة ».

كما تشترط الحركة، وفق القيادي، انسحابا إسرائيليا من ممر فيلادلفيا الحدودي مع مصر، مشيرا إلى أن المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار كانت نصت على ذلك.

وينص مقترح حماس على أن « تنتهي مفاوضات المرحلة الثانية خلال 50 يوما (بعد بدئها) بضمانة الوسطاء ».

وتتواصل في الدوحة منذ أيام مفاوضات يفترض أن تتناول المرحلة الثانية من وقف إطلاق النار.

واتهمت إسرائيل حركة حماس بـ »التعنت وممارسة حرب نفسية ».

وجاء في بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو « بينما قبلت إسرائيل مقترح (الموفد الأمريكي ستيف) ويتكوف، تتمسك حماس برفضه ولم تتزحزح قيد أنملة ». واتهم حماس بمواصلة اللجوء إلى « التلاعب والحرب النفسية ».

كما اتهم البيت الأبيض حماس، الجمعة، بتقديم مطالب « غير عملية بتاتا » والمماطلة.

وأعلنت إسرائيل في مارس أن ويتكوف تقدم بخطة لتمديد وقف إطلاق النار في غزة حتى منتصف أبريل، على أن يتم خلال هذا الوقت إطلاق سراح « نصف الرهائن الأحياء والأموات » المتبقين في قطاع غزة في اليوم الأول من دخول الهدنة الجديدة حيز التنفيذ، ثم يتم إطلاق سراح بقية الرهائن الأحياء والأموات « إذا تم التوصل إلى اتفاق بشأن وقف دائم لإطلاق النار »، وفق ما ذكر في حينه بيان صادر عن مكتب نتانياهو.

(وكالات)

 

 

 

 

 

 

 

 

 

كلمات دلالية إسرائيل حماس عدوان غزة

مقالات مشابهة

  • إسرائيل تخفي تقارير عن تكلفة الحرب.. كم بلغت حتى نهاية العام الماضي؟
  • الاحتلال يخفي تقارير عن تكلفة الحرب.. كم بلغت حتى نهاية العام الماضي؟
  • ماذا تريد إسرائيل من تصعيد عدوانها على غزة؟
  • محتجز إسرائيلي سابق يكشف تفاصيل صادمة حول شبكة أنفاق حماس
  • أغلبية في إسرائيل تفضل إعادة الأسرى على القضاء على حماس
  • صحيفة: حماس فاجأت إسرائيل والوسطاء بشرط جديد في مفاوضات غزة
  • حماس تعتبر أن "الكرة في ملعب إسرائيل" بشأن الهدنة في غزة
  • خالد الجندي: الأنبياء دائمًا تحيط بهم الملائكة وتحمي ظهورهم
  • محللان: حماس رمت بـ”كرة من نار” على إسرائيل
  • محللان: حماس رمت بـكرة من نار على إسرائيل