التقى الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية الدكتور نظير عياد بالمرشحين في حركة الابتعاث للعام 2023/2024 في ختام الدورة التدريبية التي ينظمها المجمع بالتعاون مع أكاديمية الأزهر العالمية للتدريب.

البحوث الإسلامية يعقد ندوة بالمنصورة عن دور الشباب في بناء المجتمع البحوث الإسلامية: 3 دورات تدريبية للوعاظ والواعظات بالتعاون مع أكاديمية الأزهر للتدريب

وقال الأمين العام خلال المحاضرة إن كل مبعوث للأزهر الشريف يقع عليه دور كبير في تعليم مبادئ وقيم الإسلام وسبل مواجهة الفكر بالفكر وما يتطلبه ذلك من فهم الخلفيات التاريخية والجغرافية والسياسية للمناطق التي سيعمل بها، وأن يكون على دراية كاملة بالمناطق التي سيعمل بها وبثقافة الجمهور الذي سيتعامل معه وطبيعة المجتمع واهتماماته، لأجل دعم تحقيق رسالة الأزهر الشريف العالمية، وبيان المعالم الحقيقية للإسلام ورؤيته للتعايش السلمي واحترام الآخر، مؤكدًا أن مبعوث الأزهر الشريف يمثل المنهج الوسطي الأزهري الذي يرسخ للاعتدال والتسامح والحوار وقبول الآخر واحترام التعددية، وكيفية مواجهة التحديات المعاصرة التي تختلف باختلاف المجتمعات والدول والثقافات.

الوسطية في التعامل مع الأمور عيّاد يلتقي بمبعوثي الأزهر

أضاف عياد أن المنهج الأزهري يتميز بعدة أمور أهمها: الوسطية في التعامل مع الأمور وجمعه بين العقل والنقل، فالأزهر الشريف قد أخذ على عاتقه، منذ السنوات الأولى لنشأته، مسئولية الدفاع عن مبادئ الإسلام وسماحته ووسطيته واعتداله والوقوف بكل حزم لكل من تسول له نفسه الخروج عن المنهج الرباني ونشر منهجه المعتدل في مختلف دول العالم شماله وجنوبه وشرقه وغربه، وأن فضيلة الإمام الأكبر قد أكد على أن منهج التعليم الأزهري منهج يمثل وسطية الإسلام، وأن هذا المنهج يرسخ في ذهن الطالب الأزهري منذ نعومة أظفاره ثقافةَ الحوار وشرعيةَ الاختلاف، ويُدرِّبُه على احترام الرأي الآخر، ويعَلِّمُه الفرق بين احترام المذهب وبين اعتقادِه، وهذا ما يؤكده الواقع المعاصر، مضيفًا أن الميزة الثانية هي التركيز على قضايا الأمة الإسلامية، والاهتمام بواقع المسلمين ويظهر ذلك جليًا في الجهود التي تبذلها المؤسسة الأزهرية بقيادة فضيلة الإمام الأكبر أ.د. أحمد الطيب شيخ الأزهر لمعالجة قضايا الأمة شرقًا وغربًا.

وأوضح الأمين العام أن قضية التجديد من أهم القضايا التي تميز المنهج الأزهري ومعلم من معالمها، وهذا يتأتى من عظمة الدين الإسلامي من خلال تجاوزه لحواجز الزمان والمكان؛ فهو صالح لكل الأزمنة مهما تعاقبت، ولكل الأمكنة مهما اختلفت وتنوعت وتباعدت، فهو لا تتسامى عليه الحدود، فنحن نعيش في عالم فيه العديد من الأحداث المهمة التي توجب أن يستحدث لها أقضية، وأحكام تتناسب ومتغيرات الزمان والمكان، موضحًا أن من مميزات المنهج الأزهر تلك النظرة التقديرية المعتدلة لإرث الأمة الحضاري أو ما يعرف بالتراث الإسلامي، فهناك ضوابط عامة وأسس وقواعد للتعامل مع ذلك التراث الإسلامي؛ فالتراث هو عنوان هذه الأمة وماضيها وحاضرها ومستقبلها، فلا يمكن أن تكون لها حاضرٌ أو مستقبلٌ تخطّط له دون أن تقف على أبعاد الماضي، والماضي يحمل ذاكرتها وهويّتها وثقافتها ووعيها الحضاريّ.

وختم الأمين العام بالتأكيد على ضرورة الموضوعية في التناول والحكم في مختلف القضايا والأحداث، والذي غاب عن العالم في الواقع الحالي والقضية الفلسطينية خير دليل على ذلك، فمبعوث الأزهر لابد أن يكون لديه موضوعية في التناول والحكم، مشيرًا إلى أهمية التنوع والتعدد خصوصًا مع تنوع الاتجاهات وتعدد الرؤى والأطروحات.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: مجمع البحوث الإسلامية نظير عياد أكاديمية الأزهر قيم الإسلام مواجهة الفكر الأمین العام

إقرأ أيضاً:

الإفتاء تهنئ شيخ الأزهر بمناسبة مرور 15 عامًا على توليه منصبه

تتشرف دار الإفتاء المصرية بأن ترفع أسمى آيات التقدير والإجلال لفضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، بمناسبة مرور 15 عامًا على توليه هذا المنصب الجليل.

فقد كان فضيلته - ولا يزال- رمزًا للوسطية الإسلامية، وصوتًا للحكمة والاعتدال، وحصنًا منيعًا في الدفاع عن الإسلام وقيمه السامية، في وقت تعصف فيه التحديات بالعالم الإسلامي وتزداد الحاجة إلى الفكر الرشيد والقيادة المستنيرة.

لقد شهدت مؤسسة الأزهر الشريف في ظل قيادة فضيلة الإمام الأكبر نهضة شاملة شملت مختلف المجالات، حيث حرص على:

- تطوير المناهج الأزهرية بما يواكب العصر، مع الحفاظ على الأصول الإسلامية الصحيحة، ليظل الأزهر منارة علمية وفكرية تؤدي رسالتها في نشر صحيح الدين.

- تعزيز دور الأزهر عالميًّا في مواجهة التيارات المتطرفة التي تحاول تشويه صورة الإسلام، من خلال تأكيده على قيم الوسطية والاعتدال، ونشر الفكر الصحيح القائم على أسس الشرع الحكيم.

- إطلاق برامج تدريبية متطورة للأئمة والخطباء في الداخل والخارج، لإعداد كوادر دينية قادرة على التعامل مع المستجدات الفكرية والثقافية بروح منفتحة وعقل مستنير.

ولقد تجاوزتْ جهودُ فضيلة الإمام الأكبر حدودَ الوطن، ليكون رسولَ سلامٍ للعالم أجمع، حيث حرص على:

- تعزيز الحوار بين الأديان والثقافات من خلال لقاءاته المستمرة مع القيادات الدينية العالمية، وفي مقدمتها وثيقة الأخوة الإنسانية التي وقَّعها مع قداسة البابا فرنسيس، والتي تمثل خارطة طريق للتعايش السلمي بين الشعوب.

- التصدي للإسلاموفوبيا ومواجهة حملات التشويه ضد الإسلام، من خلال مبادراته الدولية وخطاباته أمام المحافل العالمية، مؤكدًا أن الإسلام دين الرحمة والعدل، لا دين العنف والإرهاب.

- مساندة القضايا العادلة، وعلى رأسها القضية الفلسطينية، إذ لم يتوانَ عن تأكيد حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، محذرًا من مخاطر تهويد المقدسات الإسلامية والمسيحية.

- إغاثة المنكوبين والمظلومين في كل مكان، حيث دعم الأزهر المشروعات الإنسانية والإغاثية، وساهم في حملات مساندة اللاجئين والمحتاجين، انطلاقًا من دوره الإنساني والديني.

لقد أثبت فضيلة الإمام الأكبر خلال مسيرته أن الأزهر الشريف هو حصن الأمة ودرعها الواقي، وأنه قادر على مواكبة التطورات دون التفريط في ثوابته. فكان -ولا يزال- قدوةً للعلماء والمفكرين في تبنيه لقضايا الأمة بوعي وبصيرة، محافظًا على إرث الأزهر ومكانته، ساعيًا إلى تجديد الفكر الإسلامي بما يتناسب مع روح العصر، بعيدًا عن الجمود والتطرف.

وبهذه المناسبة الكريمة وبالأصالة عن نفسي وبالنيابة عن زملائي، تتقدم دار الإفتاء المصرية إلى فضيلة الإمام الأكبر بأسمى آيات التهاني والتبريكات، سائلين الله أن يمتِّعه بموفور الصحة والعافية، وأن يبارك في جهوده، ويجعل كل ما قدمه في ميزان حسناته، وأن يحفظ الأزهر منارةً للعلم والهداية، وقلعةً لنشر الوسطية الإسلامية في العالم كله.

حفظ الله الإمام الأكبر، وأدامه ذُخرًا للأمة الإسلامية، ووفقنا جميعًا لخدمة ديننا الحنيف ورفع رايته بالعلم والعمل الصالح.

اقرأ أيضاًدار الإفتاء المصرية تدين بأشد العبارات العدوان الإسرائيلي الغاشم على غزة

بيان دار الإفتاء المصرية حول رؤية هلال شهر رمضان لعام 1446هـ

الدكتور شوقي علام: الندوة الدولية لدار الإفتاء المصرية تمثل فرصة كبيرة لتبادل الأفكار والآراء

مقالات مشابهة

  • رئيس جامعة الأزهر: الربا داء مستشرٍ لكشف زيف المستحلّين
  • «حصة قراءة» يستضيف وكيل الأزهر الشريف
  • 15 عامًا على تولي الإمام الطيب مشيخة الأزهر.. مسيرة بدأت من قلب الصعيد إلى قيادة الأمة الإسلامية
  • الإفتاء تهنئ شيخ الأزهر بمناسبة مرور 15 عامًا على توليه منصبه
  • الأزهر الشريف يدين العدوان الصهيوني الغادر على غزة ويطالب بمحاسبة الكيان المحتل
  • رهام سلامة: الأزهر الشريف بريء من جرائم إسرائيل.. ونحارب التطرف الديني
  • وزير الأوقاف يشهد احتفال الجامع الأزهر الشريف بذكرى غزوة بدر
  • خدم السنة النبوية.. الأزهر الشريف ينعي أبو إسحاق الحويني
  • بث مباشر .. احتفالية الأزهر الشريف بذكرى غزوة بدر
  • الأزهر الشريف ينعى الشيخ أبا إسحاق الحويني