حث الخليفة عمر بن عبدالعزيز على إحصاء عدد المعاقين فى الدولة الإسلامية، ووضع الإمام أبوحنيفة تشريعاً يقضى بأن بيت مال المسلمين مسئول عن النفقة على المعاقين، أما الخليفة الوليد بن عبد الملك فقد بنى أول مستشفى للمجذومين عام 88 هـ وأعطى كل مقعد خادماً وكل أعمى قائداً، كما أنشأ الخليفة المأمون مآوىٍ للعميان والنساء العاجزات فى بغداد والمدن الكبيرة، وقام السلطان قلاوون ببناء بيمارستان لرعاية المعوقين، بل وكتب كثير من علماء المسلمين عن المعاقين مما يدل على اهتمامهم بهم مثل: الرازى الذى صنف (درجات فقدان السمع) وشرح ابن سينا أسباب حدوث الصمم.

بل إن من العلماء المسلمين من كان يعانى من إعاقة ومع هذا لم يؤثر ذلك عليهم بل أصبحوا أعلاماً ينصرون هذا الدين بالقول والفعل.

كما دمج القرآن الكريم والسنة النبوية المُعاق فى المجتمع، فقد أعطى الإسلام لهؤلاء المعاقين حقوقهم، فقد ولى الرسول -صلى الله عليه وسلم- ابن أم مكتوم على المدينة عندما خرج لإحدى غزواته، ومن حقوقهم عدم السخرية منهم قال تعالى: «يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم»، فالمجتمع هو من يُشعر أصحاب الإعاقة أنهم فى ابتلاء من نظرتهم القاسية لهؤلاء، فكم من ذوى البلاء من حمل عاهته ورضى بواقعه إلا أنه لا يمكن أن ينسى نظرة احتقار من أحد الناس!

كما أن الإسلام كان له السابقة الأولى فى تكريم الإنسان وإعطائه حقوقه وليس كما يدعيّ الغرب، فقانون المعاقين الأمريكيين الذى اصدرته دولة أمريكا منذ أعوام بدأت أعداد متزايدة من المواطنين المعاقين بسببه الحصول على وظائف، والعمل إلى جانب زملائهم القادرين جسديًا فى المكاتب والشركات فى جميع أنحاء البلاد، كما تغيّرت معايير البناء فى الولايات المتحدة بحيث أصبحت تفرض بأن تكون جميع المبانى العامة الجديدة يمكن الوصول إليها من قبل الجميع، كما تمّ تأهيل المبانى الأقدم بتزويدها بممرّات منحدرة ومزايا تصميمية أخرى لتسهيل إمكانية الوصول إليها بدءًا من التوظيف إلى توفير تسهيلات مادية للموظفين المعاقين، وأحد هذه التنقيحات كان قانونا صادرا عام 2010 نص على أن: تكون  تكنولوجيا الاتصالات القائمة على الإنترنت فى متناول الأشخاص المعاقين، كما صُمّمت هواتف الآيفون لتكون فى متناول الجميع، كما أدمجت شبكة كن عينيّ التكنولوجيا مع العمل التطوعى، فهى تمكّن الشخص الكفيف من الاتصال هاتفيًا بمتطوع لطلب المساعدة، مثل قراءة تاريخ انتهاء صلاحية علبة الحليب، فهو عبارة عن برنامج تطبيقى لتحديد المواقع الجغرافية ويعطى تعليمات صوتية للسير فى الأماكن العامة والتكنولوجيا المتقدمة عالية المستوى، كما حدث أيضًا تحوّل نوعي فى صناعة الأطراف الاصطناعية وغيرها من الأجهزة، فالأذرع الروبوتية وعجلات صعود المدرجات يمكنها أن تجعل الحياة أكثر سهولة بالنسبة للملايين.

أختم بحثى بمقولة أن هذه الأمة تنتصر وستنتصر بفضل هؤلاء أصحاب الهمم «ملائكة الله على الأرض»، فمناسبة اليوم العالمى للإعاقة أوجه لهؤلاء رسالة شكر وتقدير، ليس فقط لذوى القدرات الخاصة بل لأهلهم، فضربوا أروع الأمثلة للتحدى والإرادة والعزيمة، وأثبتوا للجميع أنهم ذوو قدرات خارقة وتركوا بصمة فى كل المجالات، وأثبتوا أن الإعاقة الحقيقية إعاقة فكر وليست جسدا وشكرًا للدولة ممثلة فى رئيسها بأنه وعد ان عام 2018 سيكون عام ذوى الاحتياجات الخاصة فأوفى بذلك، فقد أعطى الفرص لهؤلاء بأن يُبدعوا وأصبحت مصر الدولة الأولى التى وضعت هؤلاء فى مناصب قيادية مثل «إبراهيم الخولى» أول معيد من متلازمة داون بكلية الاعلام بالجامعة الكندية، ورحمة أول مذيعة متلازمة داون بقناة dmc لتصبح مصر أول دولة تحترم حقوق الإنسان أفعال ولا تكتفى بالأقوال كما تفعل دول أخرى تدّعى حقوق الإنسان!

الدكتورة آيات الحداد عضو مجلس النواب

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: مسافة السكة آيات الحداد الدولة الاسلامية المعاقين

إقرأ أيضاً:

اليوم.. وزارة الداخلية تحتفل بعيد الشرطة رقم 73 تخليدا لملاحم الأبطال

تحتفل وزارة الداخلية اليوم الأربعاء بعيد الشرطة، وذلك بمقر أكاديمية الشرطة بالقاهرة الجديدة، فعيد الشرطة ليس مجرد مناسبة وطنية، بل هو ذكرى تروي قصة تضحيات رجالٍ حملوا أعباء الوطن في شجاعةٍ لا مثيل لها، ووقفوا في وجه التحديات بثبات الأبطال.

يحتفل المصريون بذكرى "معركة الإسماعيلية"، حيث سطر رجال الشرطة في عام 1952 أروع صفحات الفداء والتضحية، إذ تصدوا ببسالة للعدوان البريطاني، مؤكدين أن رجال الشرطة في مصر ليسوا مجرد حراس للأمن، بل هم أسودٌ تحمي وطنًا وتذود عن كل شبر من أرضه، ومع مرور السنين، أصبح يوم الخامس والعشرين من يناير بمثابة يوم تجديد العهد مع التضحية، يوم يرتفع فيه العلم ويهتف الشعب باسم الأبطال الذين قدموا حياتهم في سبيل الأمان.

وكل عام، تتجدد الاحتفالات لتشمل فعاليات متنوعة تعكس أوجه التضحية والفداء. تملأ الشوارع في هذا اليوم أجواء من البهجة والفخر، حيث تُنظم المهرجانات والعروض في الميادين العامة، وتحتفل وزارة الداخلية مع المواطنين من خلال توزيع الهدايا، وتنظيم المسيرات المائية في نيل مصر العظيم، وهي عروض تتناغم فيها أمواج النيل مع تضحيات رجال الشرطة.

ولا تقتصر الاحتفالات على مظاهر الفخر وحسب، بل تمتد إلى تقديم العون للمجتمع من خلال المبادرات الإنسانية، مثل العفو عن عدد من النزلاء في مراكز الإصلاح والتأهيل، أو تقديم العلاج المجاني للمواطنين في مستشفيات الشرطة، لتؤكد الوزارة أن الشرطة لا تقتصر مهمتها على حفظ الأمن فحسب، بل هي أيضًا درع حماية اجتماعي يمد يد العون لكل مواطن.

في عيد الشرطة، يلتقي الفخر بالإنسانية، وتلتقي الروح الوطنية بلمسة من الوفاء. وتظل الشرطة المصرية، بكل رجالها ونسائها، رمزًا للتضحية والعطاء، وواحة من الأمان في وجه تقلبات الزمن.

 







مشاركة

مقالات مشابهة

  • اليوم.. وزارة الداخلية تحتفل بعيد الشرطة رقم 73 تخليدا لملاحم الأبطال
  • لقاء كهنة شرق المنيا وأسرهم بحضور نيافة الأنبا «فام» .. صور
  • برج الأسد .. حظك اليوم الأربعاء 22 يناير 2025: مشاكل لهؤلاء
  • باق 10 أيام ..تغيير عداد الكهرباء القديم لهؤلاء
  • فيلم Mufasa: The Lion King يحقق 579 مليون دولار عالميًا
  • “إدارة ذوي الإعاقة” تبحث تعزيز التعاون مع مركز تأهيل المعاقين ببنغازي
  • مصر تهيمن على التصنيف العالمى للإسكواش
  • تحت شعار سواعد المستقبل.. مستقبل وطن ينظم احتفالية بمناسبة اليوم العالمي للإعاقة
  • مستقبل وطن ينظم احتفالية كبرى بمناسبة اليوم العالمي للإعاقة تحت شعار "سواعد المستقبل"
  • في احتفالية اليوم العالمي للإعاقة.. وزير الشباب يشكر "مستقبل وطن"