فى اليوم العالمى للإعاقة: تحية لهؤلاء الأبطال وأسرهم
تاريخ النشر: 7th, December 2023 GMT
حث الخليفة عمر بن عبدالعزيز على إحصاء عدد المعاقين فى الدولة الإسلامية، ووضع الإمام أبوحنيفة تشريعاً يقضى بأن بيت مال المسلمين مسئول عن النفقة على المعاقين، أما الخليفة الوليد بن عبد الملك فقد بنى أول مستشفى للمجذومين عام 88 هـ وأعطى كل مقعد خادماً وكل أعمى قائداً، كما أنشأ الخليفة المأمون مآوىٍ للعميان والنساء العاجزات فى بغداد والمدن الكبيرة، وقام السلطان قلاوون ببناء بيمارستان لرعاية المعوقين، بل وكتب كثير من علماء المسلمين عن المعاقين مما يدل على اهتمامهم بهم مثل: الرازى الذى صنف (درجات فقدان السمع) وشرح ابن سينا أسباب حدوث الصمم.
كما دمج القرآن الكريم والسنة النبوية المُعاق فى المجتمع، فقد أعطى الإسلام لهؤلاء المعاقين حقوقهم، فقد ولى الرسول -صلى الله عليه وسلم- ابن أم مكتوم على المدينة عندما خرج لإحدى غزواته، ومن حقوقهم عدم السخرية منهم قال تعالى: «يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم»، فالمجتمع هو من يُشعر أصحاب الإعاقة أنهم فى ابتلاء من نظرتهم القاسية لهؤلاء، فكم من ذوى البلاء من حمل عاهته ورضى بواقعه إلا أنه لا يمكن أن ينسى نظرة احتقار من أحد الناس!
كما أن الإسلام كان له السابقة الأولى فى تكريم الإنسان وإعطائه حقوقه وليس كما يدعيّ الغرب، فقانون المعاقين الأمريكيين الذى اصدرته دولة أمريكا منذ أعوام بدأت أعداد متزايدة من المواطنين المعاقين بسببه الحصول على وظائف، والعمل إلى جانب زملائهم القادرين جسديًا فى المكاتب والشركات فى جميع أنحاء البلاد، كما تغيّرت معايير البناء فى الولايات المتحدة بحيث أصبحت تفرض بأن تكون جميع المبانى العامة الجديدة يمكن الوصول إليها من قبل الجميع، كما تمّ تأهيل المبانى الأقدم بتزويدها بممرّات منحدرة ومزايا تصميمية أخرى لتسهيل إمكانية الوصول إليها بدءًا من التوظيف إلى توفير تسهيلات مادية للموظفين المعاقين، وأحد هذه التنقيحات كان قانونا صادرا عام 2010 نص على أن: تكون تكنولوجيا الاتصالات القائمة على الإنترنت فى متناول الأشخاص المعاقين، كما صُمّمت هواتف الآيفون لتكون فى متناول الجميع، كما أدمجت شبكة كن عينيّ التكنولوجيا مع العمل التطوعى، فهى تمكّن الشخص الكفيف من الاتصال هاتفيًا بمتطوع لطلب المساعدة، مثل قراءة تاريخ انتهاء صلاحية علبة الحليب، فهو عبارة عن برنامج تطبيقى لتحديد المواقع الجغرافية ويعطى تعليمات صوتية للسير فى الأماكن العامة والتكنولوجيا المتقدمة عالية المستوى، كما حدث أيضًا تحوّل نوعي فى صناعة الأطراف الاصطناعية وغيرها من الأجهزة، فالأذرع الروبوتية وعجلات صعود المدرجات يمكنها أن تجعل الحياة أكثر سهولة بالنسبة للملايين.
أختم بحثى بمقولة أن هذه الأمة تنتصر وستنتصر بفضل هؤلاء أصحاب الهمم «ملائكة الله على الأرض»، فمناسبة اليوم العالمى للإعاقة أوجه لهؤلاء رسالة شكر وتقدير، ليس فقط لذوى القدرات الخاصة بل لأهلهم، فضربوا أروع الأمثلة للتحدى والإرادة والعزيمة، وأثبتوا للجميع أنهم ذوو قدرات خارقة وتركوا بصمة فى كل المجالات، وأثبتوا أن الإعاقة الحقيقية إعاقة فكر وليست جسدا وشكرًا للدولة ممثلة فى رئيسها بأنه وعد ان عام 2018 سيكون عام ذوى الاحتياجات الخاصة فأوفى بذلك، فقد أعطى الفرص لهؤلاء بأن يُبدعوا وأصبحت مصر الدولة الأولى التى وضعت هؤلاء فى مناصب قيادية مثل «إبراهيم الخولى» أول معيد من متلازمة داون بكلية الاعلام بالجامعة الكندية، ورحمة أول مذيعة متلازمة داون بقناة dmc لتصبح مصر أول دولة تحترم حقوق الإنسان أفعال ولا تكتفى بالأقوال كما تفعل دول أخرى تدّعى حقوق الإنسان!
الدكتورة آيات الحداد عضو مجلس النواب
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: مسافة السكة آيات الحداد الدولة الاسلامية المعاقين
إقرأ أيضاً:
«مياه القليوبية» تُكرّم حفظة القرآن الكريم من العاملين وأبنائهم خلال حفل إفطار جماعي
وسط أجواء روحانية مميزة، نظّمت شركة مياه الشرب والصرف الصحي بالقليوبية حفل إفطار جماعي للعاملين وأسرهم، تزامنًا مع تكريم حفظة القرآن الكريم من أبناء العاملين والعاملين أنفسهم، وذلك في إطار اهتمام الشركة بدعم القيم الدينية وتعزيز الروابط الاجتماعية بين الموظفين.
وخلال الفعالية، عبّر مجاهد عن سعادته بتنظيم هذا الحدث، مُؤكدًا أن الشركة لا تقتصر جهودها على تقديم الخدمات المائية فقط، بل تسعى أيضًا إلى دعم موظفيها وأسرهم في مختلف الجوانب الثقافية والدينية، مشيرًا إلى أن حفظ القرآن الكريم يُسهم في بناء مجتمع أكثر وعيًا وأخلاقًا.
تضمنت الاحتفالية تلاوات قرآنية من الحفظة المكرمين، كما تم توزيع شهادات التقدير والجوائز عليهم وسط أجواء من الفرح والاعتزاز. واختُتم الحفل بتناول وجبة الإفطار في جو أسري يعكس روح المحبة والتآخي بين العاملين وأسرهم.
وأعرب المكرّمون وأولياء أمورهم عن امتنانهم لهذه المبادرة، مؤكدين أنها تترك أثرًا إيجابيًا في نفوسهم، وتحفّزهم على مواصلة العطاء والإبداع في مجالات عملهم وحياتهم.