بوابة الوفد:
2024-11-07@23:44:06 GMT

مع دوام المحبّة

تاريخ النشر: 7th, December 2023 GMT

فى زيارة الأولياء نورٌ لا يبصره القلب المطموس. 

من هيكل مقام الولى ينبعث هذا النور. والقلوب المطموسة لا تراه ولن تراه. والبصيرة تكشفه، والسريرة الباطنة تدركه ولو على بعد أميال، لا بل ولو فى محيط الأكوان ممّا لا ترى ولا تشهد.

برزخ الولى مفتوح بالسعة بين الأرض والسماء. الوليٌّ لا يموت بل ينتقل من حال إلى حال، حاله بعد الموت كحاله قبل الموت سواء.

كل ما هنالك أنه بدّل الدار، ولكن برزخ الروح تعطى فيما بعد الموت أكثر ممّا تعطى فى الدنيا، لأن روحه تحرّرت من علائقها الجسدية، وتحررها أوجب لها الحريّة.

الهجمة التاريخية الشرسة التى اتّخذها الفقهاء ومن دونهم من السطحيين ضد تمسك العوام بزيارة مقامات الأولياء والدعاء عندها إلى درجة أنهم أطلقوا عليهم لفظة (المقبورين) سخرية واستخفافاً ونكاية وازدراءً، (وكلنا مقبورون فى نهاية المطاف)، إنما هى مادة ضعيفة ملوثة بالطين الأسود لا تثمن ولا تغنى من جوع البصائر والأنوار، مادة للكتابة النقديّة البرانيّة المُسَطحة.. ولكن الأمر فى جوهره تقريب غير عبادة الأموات والطواطم وأرواح القربى والأجداد فى العقائد والثقافات القديمة أو عبادة الطواطم والأرواح الخفيّة فى الأسلاف الغابرة.

كل هذا مجرد تشابه سطحى برّانى لا عمق فيه.

نورُ الوليّ ينعكس من برزخه على مقامه فيمدُّ زائره من فضل جوده بمدد التقريب. والخيال الخصيب يُلاقيه، ويمتلئ باطن الزائر براحة اللقيا إذا أعتقد فيه. والنظافة الباطنة : سلامة الصدور من الدغل والتعطيل، تلمسه عن قرب وتدانيه ولا تجد سوى الحب تقابله ويقابلها، فليس عنده من شك فيما لا شك عنده فيه.

لن تستطيع أن تعرف الله، وأنت مادة، وابن مادة، ولك فى المادة نسبة اتصال. ولكن الله فتح لك نوافذ إدراك، طاقات نور، تترقى بها إلى معرفته، وكان ممّا فتحه لك أنوار الأولياء الحاضرة الباقية، وأحاط أنوار الأولياء بمصادر للنور لا تنقطع فى هذه الأرض، كعلامات بارزة، كأقمار تضىء سواد الأرض وظلام الأفق، هم آل بيت رسول الله، صلوات الله وسلامه عليه، أكمل خلق الله فى أرضه، هم من جعلوا الأرض نوراً يضئ غسق الظلمة الكالحة، فالتمسك بهذا النور علامة إيمان لا دلالة جهل وطغيان. إنما الجهل والبغى والطغيان فى العَمَىَ الروحى والظلمة الشعوريّة وإشاعة الفتن وكراهية خلق الله، فى الغلالة الترابية، فى سواد القلوب التى لا تعرف للحب طريقاً تسير فيه. 

فى جوهره، لم يكن الإيمان إلا الحب لله ولرسوله ولآل بيته وللصالحين، ثم إنه من بعد ليتسع للمجموع ممّن خلق الله وما خلق، ليشمل الكون كله ظاهره وخافيه والسيئة من المحب نور.

والحسنة من المبغض ظلمة، ولا ينفع الإحسان مع البغض، ولا تضرّ الإساءة مع وجود الحبّ. ولن تجد لهذا الإيمان وجوداً إلا فى القلوب الكبيرة والعقول الراقيّة والأرواح الصافية بصفاء المودة مع دوام المحبّة.

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الأرض والسماء

إقرأ أيضاً:

عالم أزهري يشرح سبب تسمية الكعبة وأهميتها في الإسلام: قبلة المسلمين

أكّد العالم الأزهري أحمد تركي أنَّ الكعبة المشرفة بناء شامخ في قلب الحرم المكي الشريف، وأول بيت وضع في الأرض لعبادة الله وحده، كما قال تعالى في كتابه الكريم: {إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِّلْعَالَمِينَ}، مضيفًا أنَّ دعوة سيدنا إبراهيم عليه السلام، كانت «فاجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم»، لتصبح الكعبة مقصدًا تهفو إليه قلوب المسلمين من كل بقاع الأرض.

الكعبة المشرفة أول بيت وضع للعبادة

وأوضح العالم الأزهري في تصريحاته لـ«الوطن» أنَّ الكعبة سميت بهذا الاسم لتكعيبها أي تربيعها، مشيرًا إلى تفسير الإمام النووي بأنّها سميت كذلك بسبب استدارتها وعلوها وتربيعها في الأصل.

وأضاف «تركي» أنَّ الله تعالى أرشد سيدنا إبراهيم عليه السلام إلى مكان الكعبة وأمره ببنائها، فبناها ودعا الله قائلاً: {رَبِّ اجْعَلْ هَٰذَا بَلَدًا آمِنًا}، و{فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِّنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُم مِّنَ الثَّمَرَاتِ}.

واختتم العالم الأزهري حديثه بالدعاء، مستشهدًا بقول الله تعالى في سورة القصص: {إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرَادُّكَ إِلَىٰ مَعَادٍ}.

مقالات مشابهة

  • عالم أزهري: الماء هو أساس الحياة ومنه تنبع جميع النعم
  • تنفيذ حكم القتل تعزيرًا في ثلاثة مواطنين أقدموا على ارتكاب جرائم إرهابية
  • علي جمعة: التلاعب بالمسميات الجديدة من أسباب الفساد الذي ملأ الأرض
  • تنفيذ حكم القتل تعزيرًا في 3 مواطنين ارتكبوا جرائم إرهابية
  • حزب الله ينشر صورا لعملية استهداف قاعدة تسرفين في تل أبيب
  • أستاذ جامعي صباحا مزارع في المساء.. حكاية الدكتور «خلف الله» من الحقل للتدريس
  • عالم أزهري يشرح سبب تسمية الكعبة وأهميتها في الإسلام: قبلة المسلمين
  • 7 أمور لو فعلتها كل يوم كأنك تعيش في الجنة وأنت على الأرض
  • عالم بلا إنسانية
  • نورهان حشاد تكتب: بالحب تزهو الحياة