بوابة الوفد:
2024-07-03@17:59:26 GMT

مع دوام المحبّة

تاريخ النشر: 7th, December 2023 GMT

فى زيارة الأولياء نورٌ لا يبصره القلب المطموس. 

من هيكل مقام الولى ينبعث هذا النور. والقلوب المطموسة لا تراه ولن تراه. والبصيرة تكشفه، والسريرة الباطنة تدركه ولو على بعد أميال، لا بل ولو فى محيط الأكوان ممّا لا ترى ولا تشهد.

برزخ الولى مفتوح بالسعة بين الأرض والسماء. الوليٌّ لا يموت بل ينتقل من حال إلى حال، حاله بعد الموت كحاله قبل الموت سواء.

كل ما هنالك أنه بدّل الدار، ولكن برزخ الروح تعطى فيما بعد الموت أكثر ممّا تعطى فى الدنيا، لأن روحه تحرّرت من علائقها الجسدية، وتحررها أوجب لها الحريّة.

الهجمة التاريخية الشرسة التى اتّخذها الفقهاء ومن دونهم من السطحيين ضد تمسك العوام بزيارة مقامات الأولياء والدعاء عندها إلى درجة أنهم أطلقوا عليهم لفظة (المقبورين) سخرية واستخفافاً ونكاية وازدراءً، (وكلنا مقبورون فى نهاية المطاف)، إنما هى مادة ضعيفة ملوثة بالطين الأسود لا تثمن ولا تغنى من جوع البصائر والأنوار، مادة للكتابة النقديّة البرانيّة المُسَطحة.. ولكن الأمر فى جوهره تقريب غير عبادة الأموات والطواطم وأرواح القربى والأجداد فى العقائد والثقافات القديمة أو عبادة الطواطم والأرواح الخفيّة فى الأسلاف الغابرة.

كل هذا مجرد تشابه سطحى برّانى لا عمق فيه.

نورُ الوليّ ينعكس من برزخه على مقامه فيمدُّ زائره من فضل جوده بمدد التقريب. والخيال الخصيب يُلاقيه، ويمتلئ باطن الزائر براحة اللقيا إذا أعتقد فيه. والنظافة الباطنة : سلامة الصدور من الدغل والتعطيل، تلمسه عن قرب وتدانيه ولا تجد سوى الحب تقابله ويقابلها، فليس عنده من شك فيما لا شك عنده فيه.

لن تستطيع أن تعرف الله، وأنت مادة، وابن مادة، ولك فى المادة نسبة اتصال. ولكن الله فتح لك نوافذ إدراك، طاقات نور، تترقى بها إلى معرفته، وكان ممّا فتحه لك أنوار الأولياء الحاضرة الباقية، وأحاط أنوار الأولياء بمصادر للنور لا تنقطع فى هذه الأرض، كعلامات بارزة، كأقمار تضىء سواد الأرض وظلام الأفق، هم آل بيت رسول الله، صلوات الله وسلامه عليه، أكمل خلق الله فى أرضه، هم من جعلوا الأرض نوراً يضئ غسق الظلمة الكالحة، فالتمسك بهذا النور علامة إيمان لا دلالة جهل وطغيان. إنما الجهل والبغى والطغيان فى العَمَىَ الروحى والظلمة الشعوريّة وإشاعة الفتن وكراهية خلق الله، فى الغلالة الترابية، فى سواد القلوب التى لا تعرف للحب طريقاً تسير فيه. 

فى جوهره، لم يكن الإيمان إلا الحب لله ولرسوله ولآل بيته وللصالحين، ثم إنه من بعد ليتسع للمجموع ممّن خلق الله وما خلق، ليشمل الكون كله ظاهره وخافيه والسيئة من المحب نور.

والحسنة من المبغض ظلمة، ولا ينفع الإحسان مع البغض، ولا تضرّ الإساءة مع وجود الحبّ. ولن تجد لهذا الإيمان وجوداً إلا فى القلوب الكبيرة والعقول الراقيّة والأرواح الصافية بصفاء المودة مع دوام المحبّة.

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الأرض والسماء

إقرأ أيضاً:

حدث في مثل هذا اليوم.. نقل رفات القدّيسَين كيروس ويوحنّا

 

تحتفل الكنيسة البيزنطية بذكرى نقل رفات القدّيسَين الصانعَي العجائب الزاهدَين في المال كيروس ويوحنّا، واكتشفت هذه البقايا المقدسة في بلدة كانوبا في مصر ونقلها ثاوفيلس بطريرك الإسكندرية (358-412) إلى كنيسة الرسول الإنجيلي مرقس في هذه المدينة.

وفي عهد خلفه القدّيس كيرلس، نقلت إلى مانوثا، بالقرب من كانوبا. فدُعيت هذه المدينة في ما بعد "أبو قير"، وهو تحريف عربي لعبارة "ابَّا كير" أي القدّيس كيروس. والمحلة لا تزال إلى اليوم معروفة بهذا الاسم.


وبهذه المناسبة ألقت الكنيسة عظة احتفالية جاء نصها كالآتي: يفكّر البعض أنّه ليس لديهم أيّ مساهمة في مواهب الرُّوح القدس. بسبب إهمالهم في تطبيق الوصايا، هم لا يعرفون أنّ ذاك الّذي يحافظ على نقاوة الإيمان بالرّب يسوع المسيح، يجمع في ذاته جميع المواهب الإلهيّة. بسبب الخمول، نكون بعيدين عن الحبّ الفعّال الّذي يجب أن نكنّه له، هذا الحبّ الّذي يظهر لنا كنوز الله المخبّأة فينا، فنعتقد بالتالي أنّه ليس لدينا أيّ مساهمة في المواهب الإلهيّة.

إن "كان المسيح يقيم في قلوبنا بالإيمان"، حسب الرسول بولس، وإن " استَكَنَّت فيه جَميعُ كُنوزِ الحِكمَةِ والمَعرِفَة" فهذا يعني أنّ جميع كنوز الحكمة والمعرفة مخبّأة في قلوبنا. لكنّها تنكشف للقلب بقدر طهارة كلّ واحد منّا، هذه الطهارة الّتي تدفع إليها الوصايا. هذا هو الكنز المخبّأ في حقل قلبك، والّذي لم تجده بعد، بسبب تكاسلك. فلو وجدتَه، لكنتَ بعت كلّ شيء واقتنيتَ هذا الحقل. أمّا الآن، فقد تركتَ هذا الحقل وبدأتَ تبحث حوله، حيث لا يوجد شيء آخر غير الأشواك والعلّيق. لذا، قال مخلّصنا: "طوبى لأَطهارِ القُلوب فإِنَّهم يُشاهِدونَ الله"  سيشاهدونه وسيشاهدون الكنوز المخبّأة فيه، حين يتطهّروا بالحبّ والاعتدال. وسيشاهدونه أكثر كلّما تطهّروا أكثر. 

مقالات مشابهة

  • أمي.. ظل لا يغيب
  • أبو ضفيرة: اختارني الله تعالى خليفة في الأرض فعلى البرهان وقيادات الدعم السريع مبايعتي وإيقاف الحرب
  • نادين نجيم تضع مكياج مع جمهورها
  • دوام الحال من المحال
  • كبسولات في وجه العاصفة : الرسالة رقم [60]
  • هيئة تقويم التعليم توفر وظائف شاغرة
  • صفوت دسوقي يكتب " شيرين وقعت في فخ أحمد زكي"
  • أحمد عز يتحدث عن الحب.. هل يستعد للزواج قريباً؟
  • حظك اليوم.. توقعات برج العذراء 1 يوليو 2024
  • حدث في مثل هذا اليوم.. نقل رفات القدّيسَين كيروس ويوحنّا