بوابة الوفد:
2024-11-26@04:59:44 GMT

مع دوام المحبّة

تاريخ النشر: 7th, December 2023 GMT

فى زيارة الأولياء نورٌ لا يبصره القلب المطموس. 

من هيكل مقام الولى ينبعث هذا النور. والقلوب المطموسة لا تراه ولن تراه. والبصيرة تكشفه، والسريرة الباطنة تدركه ولو على بعد أميال، لا بل ولو فى محيط الأكوان ممّا لا ترى ولا تشهد.

برزخ الولى مفتوح بالسعة بين الأرض والسماء. الوليٌّ لا يموت بل ينتقل من حال إلى حال، حاله بعد الموت كحاله قبل الموت سواء.

كل ما هنالك أنه بدّل الدار، ولكن برزخ الروح تعطى فيما بعد الموت أكثر ممّا تعطى فى الدنيا، لأن روحه تحرّرت من علائقها الجسدية، وتحررها أوجب لها الحريّة.

الهجمة التاريخية الشرسة التى اتّخذها الفقهاء ومن دونهم من السطحيين ضد تمسك العوام بزيارة مقامات الأولياء والدعاء عندها إلى درجة أنهم أطلقوا عليهم لفظة (المقبورين) سخرية واستخفافاً ونكاية وازدراءً، (وكلنا مقبورون فى نهاية المطاف)، إنما هى مادة ضعيفة ملوثة بالطين الأسود لا تثمن ولا تغنى من جوع البصائر والأنوار، مادة للكتابة النقديّة البرانيّة المُسَطحة.. ولكن الأمر فى جوهره تقريب غير عبادة الأموات والطواطم وأرواح القربى والأجداد فى العقائد والثقافات القديمة أو عبادة الطواطم والأرواح الخفيّة فى الأسلاف الغابرة.

كل هذا مجرد تشابه سطحى برّانى لا عمق فيه.

نورُ الوليّ ينعكس من برزخه على مقامه فيمدُّ زائره من فضل جوده بمدد التقريب. والخيال الخصيب يُلاقيه، ويمتلئ باطن الزائر براحة اللقيا إذا أعتقد فيه. والنظافة الباطنة : سلامة الصدور من الدغل والتعطيل، تلمسه عن قرب وتدانيه ولا تجد سوى الحب تقابله ويقابلها، فليس عنده من شك فيما لا شك عنده فيه.

لن تستطيع أن تعرف الله، وأنت مادة، وابن مادة، ولك فى المادة نسبة اتصال. ولكن الله فتح لك نوافذ إدراك، طاقات نور، تترقى بها إلى معرفته، وكان ممّا فتحه لك أنوار الأولياء الحاضرة الباقية، وأحاط أنوار الأولياء بمصادر للنور لا تنقطع فى هذه الأرض، كعلامات بارزة، كأقمار تضىء سواد الأرض وظلام الأفق، هم آل بيت رسول الله، صلوات الله وسلامه عليه، أكمل خلق الله فى أرضه، هم من جعلوا الأرض نوراً يضئ غسق الظلمة الكالحة، فالتمسك بهذا النور علامة إيمان لا دلالة جهل وطغيان. إنما الجهل والبغى والطغيان فى العَمَىَ الروحى والظلمة الشعوريّة وإشاعة الفتن وكراهية خلق الله، فى الغلالة الترابية، فى سواد القلوب التى لا تعرف للحب طريقاً تسير فيه. 

فى جوهره، لم يكن الإيمان إلا الحب لله ولرسوله ولآل بيته وللصالحين، ثم إنه من بعد ليتسع للمجموع ممّن خلق الله وما خلق، ليشمل الكون كله ظاهره وخافيه والسيئة من المحب نور.

والحسنة من المبغض ظلمة، ولا ينفع الإحسان مع البغض، ولا تضرّ الإساءة مع وجود الحبّ. ولن تجد لهذا الإيمان وجوداً إلا فى القلوب الكبيرة والعقول الراقيّة والأرواح الصافية بصفاء المودة مع دوام المحبّة.

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الأرض والسماء

إقرأ أيضاً:

البابا فرنسيس: في الحب فقط تجد حياتنا النور والمعنى!

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

 ترأس قداسة البابا فرنسيس بابا الفاتيكان صباح الأحد القداس الإلهي في بازيليك القديس بطرس وللمناسبة ألقي عظه  عظة قال فيها في نهاية السنة الليتورجية، تحتفل الكنيسة بعيد يسوع المسيح ملك الكون.

 

 وتدعونا لكي ننظر إليه هو الرب، أصل كل شيء ومكمله، والذي "لا يزول ملكوته أبدًا".

تابع البابا فرنسيس يقول إنه تأمّل يرفع ويحمِّس ولكن، إذا نظرنا بعد ذلك إلى ما حولنا، يبدو لنا ما نراه مختلفًا، وقد تثور في داخلنا أسئلة مقلقة. ماذا عن الحروب والعنف والكوارث البيئية؟ وماذا عن المشاكل التي عليكم أنتم أيضًا، أعزائي الشباب، أن تواجهوها فيما تتطلعون إلى المستقبل: انعدام الأمن الوظيفي والشكوك الاقتصادية، بالإضافة إلى الانقسامات وعدم المساواة، جميع هذه الأمور التي تستقطب المجتمع؟ لماذا يحدث كل هذا؟ وماذا يمكننا أن نفعل لتجنب الوقوع في براثنها؟ إنها أسئلة صعبة ولكنها مهمة. لهذا السبب، وبينما نحتفل اليوم باليوم العالمي للشباب في جميع الكنائس، أود أن أقترح عليكم أنتم الشباب بشكل خاص، في ضوء كلمة الله، أن نتأمل في ثلاثة جوانب يمكنها أن تساعدنا على المضي قدمًا بشجاعة في مسيرتنا عبر التحديات التي تواجهنا. وهي: الاتهامات، الإجماع والحقيقة.

أضاف  يقول أولاً: الاتهامات. يقدم لنا إنجيل اليوم يسوع في مكان المتهم. هو - كما يقولون - "على المنصة"، في المحكمة يستجوبه بيلاطس، ممثل الإمبراطورية الرومانية، الذي يمكننا أن نرى فيه جميع القوى التي تضطهد الشعوب بقوة السلاح في التاريخ. إنّ بيلاطس لا يهتمُّ بيسوع. لكنه يعرف أن الناس يتبعونه، ويعتبرون أنه مرشد ومعلم والمسيح، ولا يمكن للوالي أن يسمح لأحد أن يخلق الفوضى والاضطراب في "السلام العسكري" في منطقته. لذلك فهو يرضي أعداء هذا النبي الأعزل الأقوياء: فيقدمه للمحاكمة ويهدده بالحكم عليه بالموت. وهو، الذي لم يبشر إلا بالعدالة والرحمة والمغفرة، لا يخاف، ولا يسمح بأن يتعرّض للترهيب ولا يتمرد حتى، بل يبقى أمينًا للحق الذي أعلنه وصولاً إلى التضحية بحياته.

تابع يقول أيها الشباب الأعزاء، ربما قد يحدث لكم في بعض الأحيان أن تتعرّضوا أنتم أيضًا للاتهام لأنكم تتبعون يسوع. في المدرسة، بين الأصدقاء، في البيئات التي تترددون عليها، قد يكون هناك من يريد أن يجعلكم تشعرون بأنكم مخطئون لأنكم أمناء للإنجيل وقيمه، لأنكم لا تتوافقون ولا تنحنون لكي تفعلوا مثل الجميع. ولكن، لا تخافوا من "الأحكام"، ولا تقلقوا: فعاجلاً أم آجلاً تسقط الانتقادات والاتهامات الباطلة وتظهر القيم السطحية التي تدعمها لما هي عليه، أوهام. وما يبقى، كما يعلمنا المسيح، هو شيء آخر: إنها أعمال المحبة. هذا هو ما يبقى وما يجعل الحياة جميلة! أما الباقي فلا يهمُّ. لذلك، أكرر لكم: لا تخافوا من "أحكام" العالم. استمروا في المحبة!

أضاف يقول ونأتي إلى النقطة الثانية: الإجماع. يقول يسوع: "ليست مملكتي من هذا العالم". ماذا يعني ذلك؟ لماذا لا يفعل شيئًا لكي يضمن نجاحه ويتملق الأقوياء ويكسب التأييد لبرنامجه؟ كيف يمكنه أن يعتقد أنه يستطيع تغيير الأمور إذا كان "مهزومًا"؟ في الواقع، يتصرف يسوع هكذا لأنه يرفض أي منطق للسلطة. إنه متحرر من كل هذا! وأنتم أيضًا ستُحسنون صنعًا إن اقتديتم به، ولم تسمحوا بأن تعديكم النزعة - المنتشرة اليوم - في أن تكونوا مرئيين ومحل استحسان وثناء. إن الذين يسمحون لهذه الهواجس بأن تسيطر عليهم ينتهي بهم الأمر بالعيش في حالة ركود. وينحصرون في "التهافت" والمنافسة والتظاهر والتنازلات وبيع مُثُلهم العليا من أجل الحصول على القليل من الاستحسان والظهور لكن الله يحبكم كما أنتم، وأحلامكم النقية أمامه تساوي أكثر من النجاح والشهرة، وصدق نواياكم أكثر من الاجماع. لا تسمحوا بأن يخدعكم الذين يغرونكم بوعود واهية، وهم في الواقع لا يريدون سوى استغلالكم وتكييفكم واستعمالكم لمصالحهم الخاصة.

تابع يقول لا تكتفوا في أن تكونوا "نجومًا ليوم واحد"، على وسائل التواصل الاجتماعي أو في أي سياق آخر! إن السماء التي أنتم مدعوون لكي تسطعوا فيها هي أعظم: إنها سماء الله التي تنعكس فيها محبة الآب اللامتناهية في أنوارنا الصغيرة التي لا تُحصى: في عاطفة الأزواج المخلصة، في فرح الأطفال البريء، في حماس الشباب، في رعاية المسنين، في سخاء المكرسين، في المحبة تجاه الفقراء، وفي الصدق في العمل. هذه هي السماء الحقيقية التي يجب أن تسطعوا فيها كالنجوم في العالم: لا تسمعوا للذين إذ يكذبون ويقولون لكم عكس ذلك! ليس الإجماع هو الذي سيخلّص العالم، ولن يجعلكم سعداء، وإنما مجانيّة المحبّة. وهكذا نأتي إلى النقطة الثالثة: الحقيقة.

 

واختتم  لقد جاء المسيح إلى العالم "لكي يشهد للحق"، وقد فعل ذلك عندما علمنا أن نحب الله والإخوة. هناك فقط، في الحب، تجد حياتنا النور والمعنى. وإلا فسنبقى أسرى كذبة كبيرة: كذبة الـ "أنا" الذي يكفي لذاته، أصل كل ظلم وتعاسة.

مقالات مشابهة

  • تأثر عبدالمجيد الفوزان بعد رؤية قطعة خبز على الأرض.. فيديو
  • قواعد الحب
  • المطر: نعمة ربانية تغمر الأرض بالخير وتفتح أبواب السماء للدعاء
  • نزول المطر: عطاء إلهي يحمل الخير والبركة ويجدد الأمل في النفوس
  • قائد كتيبة في جيش الاحتلال يكشف أكبر تحديات القتال ضد حزب الله
  • دعاء المطر .. ردد 6 كلمات يسخر الله لك الأرض ومن عليها
  • البابا فرنسيس: في الحب فقط تجد حياتنا النور والمعنى!
  • توك شو| أحمد موسى: الرئيس لا يخشى إلا الله.. ومحامي ضحية عمرو دياب: الفنان اعترف ضمنيًا بضرب سعد بالقلم
  • صور سريالية لأغرب فنادق الحب في اليابان
  • دوام عمل كامل من 32 ساعة أسبوعيًا.. إنتاجية وحياة شخصية واجتماعية أفضل