نهاية الحرب أم نهاية السلام؟
تاريخ النشر: 7th, December 2023 GMT
عادت إسرائيل بعد الهدنة المؤقتة إلى سابق عهدها، وارتكبت مجازر في جنوب قطاع غزة، وأعادت ارتكاب جرائم الحرب التي تناقض كل القوانين والأعراف الدولية، مثل تلك التي مارستها في شمال القطاع منذ السابع من أكتوبر الماضي. قامت الطائرات بهدم البيوت فوق ساكنيها، وقامت بإجبار السكان إلى النزوح نحو جنوب القطاع بالقرب من الحدود المصرية في رفح.
أولًا: انتهاء الحرب،
وضعت إسرائيل شروطًًا تعجيزية لإنهاء الحرب وهي القضاء على حماس واستعادة الأسرى والسيطرة على قطاع غزة. ومن الواضح أن إسرائيل غير قادرة على تحقيق أي من الأهداف الثلاثة في الوقت القريب. فلا حماس ستنتهي، لأنها فصيل مسلح يقاوم الاحتلال. واذا اختفت حماس فسوف يظهر فصيل آخر باسم آخر يقاوم الاحتلال. ولن تكون إسرائيل قادرة على تحرير الأسرى، إلا إذا أرادت أن تستردهم جثثًا هامدة. الأسرى في أنفاق تحت الأرض، ولن يكون بإمكان إسرائيل الدخول إلى الأنفاق وتحرير الأسرى إلا إذا اضطرت إلى هدم الأنفاق، وعندها سوف يموت الجميع، الأسرى وعناصر حماس سويًا. ولن تستطيع إسرائيل أيضًا إعادة احتلال غزة، فقد خرجت منها طواعية سنة ٢٠٠٥. كما أن العودة إلى احتلال قطاع غزة يعني أنها ستكون مسؤولة قانونيًا عن إعاشة أكثر من ٢ مليون إنسان، وهو إمر مستبعد في الوقت الحالي.
ثانيا: انتهاء السلام،
إذا استمرت ممارسات إسرائيل في تهجير سكان القطاع من الشمال الي الجنوب، فلن يكون هناك أمام سكان القطاع إلا اقتحام معبر رفح والدخول إلى رفح المصرية في سيناء كما حدث من قبل سنة ٢٠٠٨.
رغم تأكيدات كل من مصر وكل الدول العربية والإسلامية، على أن تهجير سكان غزة نحو سيناء، سيكون بمثابة إعلان حرب على مصر، فلا أظن أن إسرائيل ترى الصورة هكذا. قادة إسرائيل الحاليون خاصة نيتنياهو، في مأزق، فنهاية الحرب تعني نهايته، ولذا فسوف يكابر ويعاند لإطالة أمد الحرب، وهذا هو الخطر الحقيقي والخطأ الذي يرتكبه.
دخول سكان غزة إلى سيناء يعني عودة أجواء الحرب، ليس فقط على الجبهة المصرية، ولكن أيضا علي حدود لبنان وسوريا والاردن، وفي الضفة الغربية، فهل تقدر إسرائيل علي ذلك؟
أعتقد أن قادة إسرائيل أمامهم خياران أحسنهما مر. إما خيار وقف الحرب والتفاوض على استعادة الأسرى، وايجاد مخرج سياسي لحكم القطاع من غير حماس، وإما توحيد الجميع ضدها واحتمال عودة الحرب الشاملة. أعتقد أن الغرض من إعادة الحرب على جنوب القطاع تكتيكي أكثر من كونه استراتيجيًا، وذلك بغرض تحسين شروط التفاوص مع حماس. واعتقد ايضا ان الحرب سوف تتوقف بعد هدم عدة مئات من البيوت وقتل عدة ألاف من الابرياء في جنوب قطاع غزة. بدون شك سوف تتوقف الحرب مهما طالت، وسوف تشرق شمس جديدة في المنطقة. كما أظن اننا سوف نصل في نهاية هذه المأساة إلى إسرائيل بدون نيتانياهو، وإلى مجتمع دولي أكثر تفهمًا لمعاناة الفلسطينيين، وأكثر جاهزية لمساعدة كل الاطراف للعيش في سلام في ظل الدولتين.
قولوا يارب.
*رئيس جامعة حورس
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: جنوب قطاع غزة جرائم الحرب قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
هل انتهت الرواية: انباء عن نهاية من اشعل زناد الحرب..؟
اوردت مصادر مقربة من مليشيا آل دقلو الارهابية مقتل قائدها بولاية الجزيرة عبدالله حسين ، ويعتبر عبدالله احد القادة البارزين للمليشيا فى الخرطوم والجزيرة ، حيث قاد اغلب الهجمات فى الخرطوم ، فى القيادة العامة والمدرعات والاحتياطي المركزي وشارك بقواته فى فزع المهندسين وسلاح الإشارة..
ولكن اخطر مساهماته فى الحرب هى إطلاق الرصاصة الأولى فى المدينة الرياضية ليلة 15 ابريل 2023م ، حيث طلب من مدرعات الجيش مغادرة مناطق ارتكازها ، وحين رفض قائد القوة ذلك اطلق النار ، وكانت القوة مهيأة لإستلام القيادة العامة وتعزيز قوة المليشيا داخلها وقطع اى مدد قادم للجيش من المدرعات أو منطقة الشجرة العسكرية ، واغلب قواته مدرعاته جاءت من منطقة الزرق بشمال دارفور واتجها بعضها إلى مطار مروي..
والمهمة الثانية له مهاجمة مدينة ود مدني من الناحية الغربية خلال هجوم المليشيا عليها نهاية العام 2023م .. وحاول تكرارها فى تجميع بقايا قواته للدفاع عن مدينة ام القرى الشهر الماضي وواجه مقاومة باسلة وانسحب إلى الكاملين ، حيث انتهى به الأمر على اشهر روايات الأخبار ، علماً بأنها ليست المرة الأولى التى تعلن فيها المليشيا مقتل حسين فقد ورد قبل ذلك خبر مقتله على لسان احد قادة المليشيا ولم يثبت..
وفى كل الأحوال فإن مسرح العمليات شهد غياب كامل لقادة المليشيا فقد قتل من قتل وهرب من هرب وقليل منهم اختفى فى طريقه للهروب..
حفظ الله البلاد والعباد..
د.ابراهيم الصديق على
3 فبراير 2025م