البوابة نيوز:
2024-11-18@04:22:08 GMT

نهاية الحرب أم نهاية السلام؟

تاريخ النشر: 7th, December 2023 GMT

عادت إسرائيل بعد الهدنة المؤقتة إلى سابق عهدها، وارتكبت مجازر في جنوب قطاع غزة، وأعادت ارتكاب جرائم الحرب التي تناقض كل القوانين  والأعراف الدولية، مثل تلك التي مارستها في شمال القطاع منذ السابع من أكتوبر الماضي. قامت الطائرات بهدم البيوت فوق ساكنيها، وقامت بإجبار السكان إلى النزوح نحو جنوب القطاع بالقرب من الحدود المصرية في رفح.

وأصبحنا أمام معضلة حقيقية، فإما ترتدع إسرائيل وتقبل بوقف الحرب، وإما تستمر في ممارستها الإجرامية، وتجبر السكان (حوالي ٢ مليون نسمه) على النزوح نحو سيناء. إذا حدث ذلك لا قدر الله، فقد لن يكون أمام مصر أى بديل سوى عودة أجواء الحرب مرة أخرى إلى المنطقة. لقد وصلنا إلى المرحلة الحاسمة، وأصبحنا في انتظار أحد خيارين لا ثالث لهما، وهما إما انتهاء الحرب وإما انتهاء السلام.

أولًا: انتهاء الحرب،

وضعت إسرائيل شروطًًا تعجيزية لإنهاء الحرب وهي القضاء على حماس واستعادة الأسرى والسيطرة على قطاع غزة. ومن الواضح أن إسرائيل غير قادرة على تحقيق أي من الأهداف الثلاثة في الوقت القريب. فلا حماس ستنتهي، لأنها فصيل مسلح يقاوم الاحتلال. واذا اختفت حماس فسوف يظهر فصيل آخر باسم آخر يقاوم الاحتلال. ولن تكون إسرائيل قادرة على تحرير الأسرى، إلا إذا أرادت أن تستردهم جثثًا هامدة. الأسرى في أنفاق تحت الأرض، ولن يكون بإمكان إسرائيل الدخول إلى الأنفاق وتحرير الأسرى إلا إذا اضطرت إلى هدم الأنفاق، وعندها سوف يموت الجميع، الأسرى وعناصر حماس سويًا. ولن تستطيع إسرائيل أيضًا إعادة احتلال غزة، فقد خرجت منها طواعية سنة ٢٠٠٥. كما أن  العودة إلى احتلال قطاع غزة يعني أنها ستكون مسؤولة قانونيًا عن إعاشة أكثر من ٢ مليون إنسان، وهو إمر مستبعد في الوقت الحالي.

ثانيا: انتهاء السلام،

إذا استمرت ممارسات إسرائيل في تهجير سكان القطاع من الشمال الي الجنوب، فلن يكون هناك أمام سكان القطاع إلا اقتحام معبر رفح والدخول إلى رفح المصرية في سيناء كما حدث من قبل سنة ٢٠٠٨.

رغم تأكيدات كل من مصر وكل الدول العربية والإسلامية، على أن تهجير سكان غزة نحو سيناء، سيكون بمثابة إعلان حرب على مصر، فلا أظن أن إسرائيل ترى الصورة هكذا. قادة إسرائيل الحاليون خاصة نيتنياهو، في مأزق، فنهاية الحرب تعني نهايته، ولذا فسوف يكابر ويعاند لإطالة أمد الحرب، وهذا هو الخطر الحقيقي والخطأ الذي يرتكبه.

دخول سكان غزة إلى سيناء يعني عودة أجواء الحرب، ليس فقط على الجبهة المصرية، ولكن أيضا علي حدود لبنان وسوريا والاردن، وفي الضفة الغربية، فهل تقدر إسرائيل علي ذلك؟

أعتقد أن قادة إسرائيل أمامهم خياران أحسنهما مر. إما خيار وقف الحرب والتفاوض على استعادة الأسرى، وايجاد مخرج سياسي لحكم القطاع من غير حماس، وإما توحيد الجميع ضدها واحتمال عودة الحرب الشاملة. أعتقد أن الغرض من إعادة الحرب على جنوب القطاع تكتيكي أكثر من كونه استراتيجيًا، وذلك بغرض تحسين شروط التفاوص مع حماس. واعتقد ايضا ان الحرب سوف تتوقف بعد هدم عدة مئات من البيوت وقتل عدة ألاف من الابرياء في جنوب قطاع غزة. بدون شك سوف تتوقف الحرب مهما طالت، وسوف تشرق شمس جديدة في المنطقة. كما أظن اننا سوف نصل في نهاية هذه المأساة إلى إسرائيل بدون نيتانياهو، وإلى مجتمع دولي أكثر تفهمًا لمعاناة الفلسطينيين، وأكثر جاهزية لمساعدة كل الاطراف للعيش في سلام في ظل الدولتين.

قولوا يارب.

*رئيس جامعة حورس

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: جنوب قطاع غزة جرائم الحرب قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

عائلات الأسرى الإسرائيليين يدعون ترامب لتكرار خطوة ريغان مع الرهائن في إيران

مع تغيير الإدارة الأمريكية زادت تقديرات الاسرائيليين بشان وقف الحرب، واستعادة الأسرى في غزة، على اعتبار أنها لحظة نادرة وتاريخية من التماثل التام للمصالح الأمريكية والاسرائيلية، بما يمكن أن يكسر الجمود الحاصل في مفاوضات صفقة التبادل بين حماس والاحتلال، ويستعيد الاسرائيليون لحظة إطلاق سراح الأسرى الأمريكيين في طهران على يد الرئيس الأسبق ريغان، متوقعين ان يقدم ترامب على تكرار الإنجاز ذاته.

يونا ليبزون مبعوثة القناة 12 الى واشنطن، ذكرت أنه "في العشرين من يناير 1981، بعد دقائق من أداء الرئيس الأربعين للولايات المتحدة رونالد ريغان اليمين الدستورية، تم إطلاق سراح 52 رهينة من إيران بعد 444 يومًا من الأسر، مما دفع بـ"رونين ناوترا"، والد الجندي المختطف عومر في غزة للقول إننا "عائلات المختطفين ننتظر مثل هذه اللحظة، لكننا نريد أن يحدث ذلك في وقت مبكر".

وأضافت في مقال ترجمته "عربي21" أن "عائلات المختطفين الاسرائيليين الذين يحملون الجنسية الأمريكية معتادة على القدوم للبيت الأبيض كل بضعة أسابيع لعقد اجتماعات مع كبار المسؤولين في الإدارة، وقد وصلوا هذا الأسبوع في وقت حساس بشكل خاص، ودخلوا المكتب البيضاوي بعد ساعتين فقط من مغادرة الرئيس المنتخب دونالد ترامب، في لحظة تاريخية عندما ابتسم الرئيسان، المنافسان السياسيان اللدودان، ويتصافحان أمام الكاميرات".



وأشارت أن "عائلات المختطفين طلبت من بايدن التعاون مع ترامب ورجاله في قضيتهم حتى لا يشكل انتقال الإدارات عائقاً، وقد ردّ بايدن أنه ناقش الأمر مع ترامب، بل وأطلعه على تفاصيل سرية حول القضية، موضحا أنه سيتعاون مع فريق ترامب الانتقالي حتى يمكن الترويج للصفقة، كما تحدثت العائلات في مؤتمر الحزبين الجمهوري والديمقراطي، واجتمعوا بأعضاء الكونغرس من كليهما، وأكدوا في كل مرة أنه من واجب الحكومة الأمريكية، بغض النظر عمن يتولى البيت الأبيض حاليًا، فعل كل شيء من أجل تحرير المختطفين".

وأوضحت أن "عائلات المختطفين ترى في الانتخابات الأمريكية فرصة لتغيير موقف الإدارة، واستئناف مفاوضات الصفقة المتوقفة، بعد أن وصلت لطريق مسدود منذ فترة طويلة، ولذلك، بدأوا باتصالات مع المسئولين التابعين لترامب لترتيب لقاء مع المقربين منه، على أمل أن يتمكنوا من مقابلته، وقد وأكد لهم بايدن أنه سيعمل على ذلك حتى آخر يوم له في منصبه".

وأكدت أن "مسألة التعاون بين بايدن وترامب تعتبر حاسمة للعائلات حتى لا تخلق حافزًا سلبيًا للرئيس المنتخب، ويأملون أن تكون فترة "البطة العرجاء"، كما تسمى، بين الإدارتين، مفيدة فعلياً لنضالهم من أجل إطلاق سراح أبنائهم بعد اختطافهم منذ ما يزيد عن 400 يوم منذ هجوم حماس في السابع من أكتوبر 2023".

وكشفت أن "أقارب المختطفين أصبحوا خبراء في السياسة الخارجية والسياسة الأمريكية والعلاقات الاستراتيجية، من قطر إلى واشنطن، مرورًا بالجامعات والجاليات اليهودية والشخصيات العامة في الولايات المتحدة، حيث يقومون بتجنيد كل الأشخاص والمؤثرين، ولم يعتقدوا أبدًا أنهم سيجدون أنفسهم في وضع يمارسون أساليب جماعات الضغط، ليس من أجل مصلحة تجارية، ولكن من أجل حياة أبنائهم وذويهم".

وختمت بالقول أنه "مع كل الصعوبة وعدم اليقين، في هذه الفترة العاصفة التي تشهدها الولايات المتحدة، تأمل عائلات المختطفين أن يؤدي تغيير الإدارة لخلق لحظة تاريخية تتحقق فيها وحدة المصالح وجميع العوامل، بحيث أنهم حتى قبل التنصيب في 20 يناير 2025، سيتمكنون من رؤية أبنائهم طلقاء".

من جهته، آفي كيلو الكاتب في صحيفة يديعوت أحرونوت، أكد أنه "لا يوجد وقت لنضج المزيد من مفاوضات التبادل، لأنه فعلا يمكن إنقاذ المختطفين على المدى القصير، لأنه من المتوقع أن يؤدي تعليق الوساطة القطرية للإضرار بقناة الاتصال الرئيسية للمفاوضات، لأنه يمكن اعتبارها علامة فارقة أخرى في تفتيت الاتصالات المتعثرة، وقد يكون إعلان الدوحة نتاجاً لحوار أميركي قطري مستمر لتفعيل رافعة ضغط على قيادة حماس الجالسة هناك، وباتت مركز ثقل في عملية صنع القرار في الحركة".

وأضاف في مقال ترجمته "عربي21" أن "الخطوة القطرية بتعليق وساطتها في مفاوضات صفقة التبادل مؤشرًا أوليًا على تغيير محتمل في سياسة قطر القائمة منذ فترة طويلة تجاهها، نظرا للرغبة بتقديم "ورقة نتائج نظيفة" عشية دخول ترامب للبيت الأبيض، رغم أنه على المدى المتوسط، قد تتيح هذه الخطوة إرساء أسس انفراج في العملية التي تعاني من ركود عميق، رغم أن المفاوضات تعاني من ثلاثة جوانب: منظمة، سياسية، ومهنية، تجعل من الصعب إحراز تقدم فيها".



وكشف أن "الجانب الأول والأهم من ذلك كله عدم مراعاة الاحتلال لحالة المختطفين في تقييم الوضع، فالوقت هو العدو الأكبر لهم، والثاني أن رافعة الضغط العسكري على حماس لا تعرض المختطفين للخطر فحسب، بل إن تأثيرها على المفاوضات يتضاءل، مع تحول حماس إلى منظمة فدائية شبه سرية في غزة، ويبدو أنه في هذه المرحلة، ودون أدوات ضغط إضافية، من غير المتوقع أن توافق حماس على صفقة صغيرة".

وأشار أن "الجانب الثالث يتمثل في أن الشعور الصعب بأن المختطفين تم التخلي عنهم من قبل الائتلاف الحكومي، ووزراء الحكومة ورئيسها، يثير تساؤلات حزينة حول مستقبل الاسرائيليين عموما في هذا الفضاء المعادي، لأن قيم التضامن الاجتماعي العميق التي ميّزت المجتمع الإسرائيلي على مدى السنوات السبعين الماضية تواجه انهيارا حقيقيا، وتحولت حبرا على ورق".

مقالات مشابهة

  • الأمن الإسرائيلي : حماس لن تتراجع عن شروطها
  • مؤرخ إسرائيلي لزعماء المعارضة: من أجل الأسرى ارفعوا الراية البيضاء لنتنياهو
  • مسئول بحماس يعلن توقف الاتصالات بمسئولي الأسرى المباشرين
  • عائلات الأسرى الإسرائيليين: حكومة نتنياهو تواصل الدفع نحو الاستيطان والسيطرة على غزة
  • عاجل | عائلات الأسرى الإسرائيليين: نتنياهو يدير في غزة حربا بلا أهداف
  • مسؤول أمني .. الأسرى قد لا ينجون من فصل الشتاء
  • عائلات الأسرى الإسرائيليين يدعون ترامب لتكرار خطوة ريغان مع الرهائن في إيران
  • حماس: مستعدون لوقف إطلاق النار وعلى ترامب الضغط على إسرائيل
  • حماس: ارتقاء الأسرى في سجون الاحتلال هو استمرار لسياسة القتل بالبطيء 
  • حماس: استشهاد أسيرين داخل السجون انعكاس لجرائم الاحتلال المتصاعدة