دبي: يمامة بدوان

أكد الدكتور سمير بودينار، مدير مركز الحكماء لبحوث السلام في جناح الأديان، ضمن مشاركته في مؤتمر الأطراف «كوب 28»، أن الجناح يعد الأول من نوعه في تاريخ مؤتمرات الأطراف، ويهدف لتوحيد صوت الأديان في مواجهة التحديات المناخية، التي يواجهها عالمنا بشكل مشترك.

سمير بودينار

وأوضح في تصريحات ل«الخليج»، وجود حاجة ماسة في الخطاب الأخلاقي والقيمي والتربوي والفكري والثقافي والتعليمي والتوعوي والمدني والمجتمعي، ليحمل صوتًا مشتركًا من أجل توجيه السلوك وتحفيز الوعي، وفي الوقت ذاته يساهم في اتخاذ قرارات أفضل، للسعي بالبشرية بهدف مواجهة التغيرات المناخية للوصول إلى أهداف خفض مستوى درجات الحرارة في عالمنا، إضافة إلى عيش الإنسان متصالحاً مع بيئته، وأن يكون قادراً على إنجاز التنمية في حفظ الحق الكامل للأجيال المقبلة في مناخ أفضل وفي بيئة عالمية متوازنة.

وأضاف أن معالجة آثار تغير المناخ الناجم عن الإنسان، تتطلب تعاوناً متعدد التخصصات، وجهوداً عبر جميع شرائح المجتمع، بما في ذلك التقاليد الدينية والروحية والأصلية، واعترافاً بهذه الحاجة الحيوية للتعاون، يهدف جناح الأديان إلى أن يكون بمثابة منصة لحل المشكلات والشراكة واقتراح توصيات شاملة لتعزيز العدالة البيئية، حيث سيقوم الجناح بذلك الأمر من خلال إشراك المجتمعات الدينية وصناع القرار وغيرهم من الجهات الفاعلة في المجتمع الديني.

وكجزء من مؤتمر «كوب 28»، سيكون جناح الأديان بمثابة مساحة مخصصة لمختلف الأديان والتقاليد ووجهات النظر، للالتقاء معاً من أجل تحقيق مستقبل أفضل لكوكب الأرض والإنسانية، كما يوفر فرصة للتواصل مع الممثلين الدينيين والناشطين في حماية البيئة والعدالة المناخية، مع إشراك جماهير جديدة في الحلول المبتكرة لأزمة المناخ.

وتتمحور استراتيجية الجناح حول 3 أهداف، أولها تشجيع المنظمات الدينية على التعامل مع وفود الدول وزيادة قدرتها على الدفاع عن نتائج المفاوضات، التي تدور حول الإنسان والطبيعة في «كوب 28» وما بعده، بينما يتمحور الهدف الثاني حول زيادة وضوح أعمال الدعوة البيئية التي تقوم بها المنظمات الدينية وغيرها من الجهات الفاعلة الروحية والدينية، خاصة تلك الموجودة على الخطوط الأمامية لأزمة المناخ وكيفية مساهمة العمل في تحقيق أهداف اتفاق باريس، أما الهدف الثالث من استراتيجية الجناح، فيتمحور حول تعزيز التفاهم بين الأديان المتعددة وخلق مساحة للحوار بين الأديان، فضلاً عن التأمل والصلاة.

ويهدف جناح الأديان إلى توفير منصة للحوار بين كل من قادة الأديان ورموزها والعلماء والأكاديميين وخبراء البيئة والنشطاء في مجال المناخ، والنِّساء والشباب والشعوب الأصلية، لتبادل الآراء ووجهات النَّظر، وتعزيز العمل الجماعي للمساهمة في إيجاد حلول فعالة وملموسة للتغير المناخي، وإرسال برسالة من قادة الأديان والمجتمعات الدينيّة إلى صناع السياسات والقرار تدعوهم إلى جعل العمل المناخي الطموح أولوية قصوى، وتعزيز المسؤولية الأخلاقيَّة لحماية كوكب الأرض.

وينظم الجناح أكثر 65 جلسة حوارية، يشارك فيها 325 متحدثاً، يمثلون 9 من الديانات والطوائف الدينية، تشمل الإسلام والمسيحية، واليهودية، والهندوسية، والسيخية، والبهائية، والبوذية، والزرادشتية، والسكان الأصليين، إضافة إلى ممثلين عن أكثر من 70 منظمة ومؤسسة من مختلف أنحاء العالم، بما في ذلك الجامعات ومنظمات الشباب، والمؤسسات الدينية، والمجموعات الناشطة في مجال المناخ، ومنظمات الشعوب الأصلية، والمنظمات الحكومية وغير الحكومية الدولية، والمؤسسات النسائية، ومنظمات المساعدات الإنسانية.

كما يقدم الجناح العديد من البرامج والأنشطة، التي تركز على تعزيز التفاهم بين الأديان بشأن العمل المناخي، ودور قادة الأديان ورموزها وتفعيل مشاركاتهم وإسهاماتهم خلال «كوب 28»، من أجل سد الفجوة بين الطموح والعمل الجاد والمساهمة في تحقيق العدالة المناخية، ودور الشباب في تعزيز الحوار بين الأديان بشأن العدالة والمرونة المناخية، بالإضافة إلى مناقشة جهود التنمية المشتركة بين الأديان للحفاظ على الطبيعة، واستعراض الاسهامات التي حققتها المؤسسات الدينية في مجال الحفاظ على المناخ.

كوب 28 تصوير يوسف الامير

المصدر: صحيفة الخليج

كلمات دلالية: فيديوهات كوب 28 المناخ جناح الأدیان بین الأدیان

إقرأ أيضاً:

دراسة: تغير المناخ قد يسرّع الشيخوخة أكثر من التدخين

كشفت دراسة جديدة أن العيش في مناطق ذات مناخ حار قد يؤدي إلى الشيخوخة المبكرة، إذ يمكن للتعرض المستمر لدرجات الحرارة المرتفعة أن يكون أكثر تأثيرا على ظهور علامات التقدم بالسن من عوامل أخرى مثل التدخين وشرب الكحول.

وتوصلت دراسة نُشرت في مجلة "ساينس أدفانسيس" إلى أن تغير المناخ العالمي، وما ينتج عنه من ارتفاع في درجات الحرارة، يمكن أن يكون عاملا مسرعا للشيخوخة والعمر البيولوجي.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2جنوب أفريقيا تضغط لمزيد من تمويل المناخ لدعم الدول الناميةlist 2 of 2توصية سرية لإدارة ترامب بإلغاء نتائج علمية لمكافحة تغير المناخend of list

وأجرى الباحثون تحليلا لتأثير درجات الحرارة المرتفعة على الخلايا البشرية، ووجدوا أن الحرارة تُسبب إجهادا تأكسديا، مما يؤدي إلى تلف الحمض النووي وتقليل كفاءة الخلايا في إصلاح نفسها.

هذا التلف يتراكم مع مرور الوقت، مما يسرع ظهور علامات الشيخوخة مثل التجاعيد وفقدان مرونة الجلد، بحسب الدراسة.

وفحص باحثون من جامعة جنوب كاليفورنيا بيانات أكثر من 3600 شخص تزيد أعمارهم عن 56 عاما في جميع أنحاء الولايات المتحدة، وقارنوا أعمارهم البيولوجية بدرجات الحرارة في بيئاتهم المحلية.

واستنتجوا أن الأشخاص الذين يقيمون في مناطق ذات طقس حار، أي ما يزيد عن 32 درجة مئوية، تتسارع أعمارهم البيولوجية وتتجاوز أكثر من عام في بعض الحالات.

وبيّنت الدراسة كذلك أن الحرارة المرتفعة ليست المؤثر الوحيد على تقدم السن، إذ يمكن للرطوبة أن تفاقم الوضع.

إعلان تهديد بالعقود القادمة

وأفادت الدراسة بأنه يمكن تقليل تأثير درجات الحرارة من خلال زيادة المساحات الخضراء الحضرية، وزراعة المزيد من الأشجار، وتصميم البنية التحتية العامة مع مراعاة المرونة الحرارية.

وبدون مثل هذه التدابير، قد يشكل ارتفاع درجات الحرارة تهديدا أكبر لشيخوخة سكان العالم في العقود القادمة.

ووفقا للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية، كان عام 2024 الأكثر سخونة على الإطلاق، فيما أصبحت موجات الحرارة أكثر تجددا وشدة.

يذكر أن العمر البيولوجي يُحسب عن طريق تقييم تآكل الجسم وتلفه على المستوى الخلوي والجزيئي، على خلاف العمر الزمني الذي يقيس سنوات المرء منذ ولادته.

مقالات مشابهة

  • إنتاج 5 أصناف جديدة من محصول القمح عالية الإنتاجية.. خبراء: تطوير أصناف قمح جديدة ضرورة لمواجهة التغيرات المناخية.. الأصناف الحديثة من القمح أكثر تحملًا وإنتاجية
  • تغير المناخ يهدد إنتاج القهوة.. هل يقدم جنوب السودان حلا؟
  • أبرز المرشحين لخلافة أردوغان وفق استطلاع رأي
  • مصر تعزز وجودها في بريطانيا عبر جناح رسمي في أكبر معارض الأغذية بلندن
  • مارس.. شهر التقلبات المناخية والبرد في السعودية
  • 9 تحديات كبيرة تواجه القيادة الجديدة للاتحاد الأفريقي
  • وزارة العمل تشارك في اجتماعات مجموعة عمل البريكس حول التشغيل
  • دراسة: تغير المناخ قد يسرّع الشيخوخة أكثر من التدخين
  • العبسي: الأديان السماوية تتلاقى على المحبة والخير
  • وزارة الخارجية ورئاسة COP29 الأذربيجانية تستضيفان اجتماعاً حول تعزيز العمل المشترك وبناء المرونة المناخية