أقر البرلمان الدنمركي اليوم الخميس مشروع قانون يجرم حرق نسخ من القرآن في الأماكن العامة سعيا لتهدئة التوتر مع الدول الإسلامية بعد سلسلة من الاحتجاجات في الدنمرك شهدت حرق نسخ من المصحف مما أثار غضبا عارما. وشهدت الدنمرك والسويد سلسلة من الاحتجاجات العامة هذا العام قام خلالها مناهضون للإسلام بإحراق نسخ من المصحف أو تمزيقها، مما أثار توترات مع المسلمين وكان دافعا وراء مطالبات بأن تحظر حكومتا الدولتين الاسكندنافيتين هذه التصرفات.

وقال بيتر هوملجارد وزير العدل الدنمركي إنه تم تسجيل أكثر من 500 مظاهرة شهدت حرق نسخ من المصحف أو أعلام منذ يوليو. وأضاف هوملجارد «مثل هذه المظاهرات قد تضر بعلاقات الدنمرك مع الدول الأخرى وبمصالحنا، وفي نهاية المطاف أمننا». وسعت الدنمرك إلى تحقيق توازن بين حرية التعبير التي يكفلها الدستور بما في ذلك الحق في انتقاد الدين والأمن القومي وسط مخاوف من أن يؤدي حرق نسخ من المصحف إلى التعرض لهجمات من إسلاميين متشددين. ويقول منتقدون داخل السويد والدنمرك إن أي قيود على انتقاد الدين بما فيها حرق نسخ من المصحف من شأنها أن تقوض الحريات الليبرالية التي حصلوا عليها بشق الأنفس في المنطقة. وقالت إنا ستويبير زعيمة حزب الديمقراطيين الدنمركي المناهض للهجرة الذي عارض هذا التجريم «سيحكم علينا التاريخ بقسوة لهذا السبب وهو سبب وجيه.. هل يتعلق الأمر برمته بأننا نحن من يحدد القيود المفروضة على حرية التعبير أو أنها أمليت علينا من الخارج». وقالت الحكومة الائتلافية المنتمية إلى تيار الوسط في الدنمرك إن الإجراءات الجديدة لن يكون لها سوى تأثير محدود على حرية التعبير، وإن انتقاد الدين بطرق أخرى يظل قانونيا. وجاء التصويت بعد مناقشات استمرت خمس ساعات في البرلمان وصوت 94 عضوا لصالحه مقابل 77 ضده. وأضافت الحكومة أن مخالفة القانون الجديد سيُعاقب عليها بالغرامة أو السجن لمدة تصل إلى عامين. وتدرس السويد أيضا طرقا قانونية للحد من التطاول على نسخ من المصحف، لكنها تتبنى نهجا مختلفا عن الدنمرك حيث تدرس ما إذا كان ينبغي للشرطة أن تأخذ في الاعتبار الأمن القومي عند اتخاذ قرار بشأن طلبات الاحتجاجات العامة بدلا من حظرها.

المصدر: صحيفة الأيام البحرينية

كلمات دلالية: فيروس كورونا فيروس كورونا فيروس كورونا حرق نسخ من المصحف

إقرأ أيضاً:

محطَّاتٌ خالدةٌ من حياة الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي

يمانيون/ كتابات/ محسن الشامي الحديثُ عن السيد حسين هو حديثٌ عن الإنسان الذي جسَّدَ كُـلَّ معاني الإنسانية في حياته، هو حديثٌ عن الرجل الذي تجَلَّت فيه أسمى آيات الرجولة، حديثٌ عن الشجاعة التي أذهلت العالم بكله، حديثٌ عن الإباء والعزة الإيمانية،.

  الميلاد والنشأة:

وُلِدَ الشهيدُ القائِدُ في شهر شعبان 1379هـ في قرية الرويس بني بحر بمحافظة صعدة، ونشــأ وترعرع في رحاب القرآن الكريم وعلـوم أهل البيت -عليهم السلام- وتعلم من أبيه العلم والعمل معــًا والشعور بالمسؤوليـة تجاه أمته ودينه، ثم تدرَّجَ الشهيدُ القائدُ في مراتب حمل المسؤولية والإحسان إلى الناس فوهَبَه اللهُ العِــلْــمَ والوعيَ والحكمة والبصيرة.

السيد حسين -رضوان الله عليه- كان محل إعجاب كُـلّ من عرفوه؛ فبعضُهم أُعجِبَ به لكرمِه وسخائِه، والآخرون كان مصدر إعجابهم شجاعتــه التي كانت مضربَ المثل في المناطق التي عرف فيها، والبعض الآخر سحرهم تواضعـه وكرم أخلاقه، وفريق آخر اندهش لعلمه ومعرفته، فوجد نفسه أمــام بحر من العلم لا يدرك قعـره، أمـا بعضهم فمدح فيه حكمتَه وبُعْدَ نظره، آخرون أحبوه لحُبِّــه للناس واهتمامه بهم، والكثير الكثير دخل قلوبهم لمواقف الإحسان التي تميز واشتهر بها..

 

 والدُ الشهيد القائد ومكانتُه العلمية:

والده: هو السيد المجاهد فقيه القرآن/ بدر الدين بن أمير الدين بن الحسين بن محمد الحوثي رحمه الله.

فأبوه هو الذي عُرف بين الجميع بعلمه وتقواه وخشيته من الله واستشعاره للمسؤولية، وشجاعته في قول الحق، وبأنه لا يخشى في الله لومة لائم، وعُرف بين الخَاصَّة والعــامة بالـورع والتقوى وممارسة الأعمـــال الصالحـة وكان كثير الاهتمام بإرشاد الناس وإصلاحهم وتعليمهم أمور دينهم ودنيــاهم وحل جميع مشاكلـــهم، وكان يولي الفقراء والمحتــاجين اهتمامًا خاصًّا؛ فكان بيتــه عـامرًا بطلاب العلـم وأصحاب الحاجات وحل المشــاكل وقضــاء الحوائـج؛ وكان يستخــدم مـنبر الجمعةِ والمنـاسباتِ الدينية لتربية الناس وتوعيتهم وتوجيههم.

ويوضح السيد حسين كيف كان والده يدفع به وبإخوته إلى تحمل المسؤولية الدينية مهما كانت التضحيات ففي محاضرة [توصيات لطلاب الدورة] تحدث بأن والده له ثلاثة عشر ولدًا هو أحدهم لم يسمع منه في يوم من الأيّام بأنه كان يقول لأحد من أولاده أن يترك العمل الذي فيه لله رضا أَو يطلب منه أن يحافظ على حياته وهو يتحَرّك ويعمل للحق.

 ويؤكّـد السيد حسين أن ذلك لا يعني بأن والده لم يكن يهمه سلامة أولاده ولكنه يعرف بأن الأفضل لولده أن يدخل في أعمال وإن كان فيها تضحية بنفسه لا يمنعه من ذلك أَو يدفعه إلى الابتعاد عن هذا العمل أَو يربيه على الجبن والخوف أَو التخلي عن المسؤولية.

إنسانيةُ الشهيد القائد:

عُرف الشهيد القائد في أوساط العامة والخَاصَّة بمدى تفانيه وَخدمته للمجتمع فقد كان يعيشُ معاناةَ المجتمع ويتألم لواقعهم؛ فعمل على تحقيق العديد من المشاريع الخدمية في العديد من المناطق في مديرية حيدان وأنشأ جمعية مران الاجتماعية الخيرية وقدم من خلالها العديد من المشاريــع المهمة؛ فبنى العديد من المدارس الدينية والرسمية، كما عمل على المتابعة لبناء مستوصف كبير في مران وجهَّزه بكادرٍ من المنطقة وبعث بمجاميع من البنين والبنات للدورات في المجال الصحي في صنعاء وصعدة وعمل على فتح خطوط إلى المناطق التي لم يصل إليها الخط وتابع حتى حصل على العديد من البرك في عدد من المناطق وكذلك الكهرباء، تابعها حتى توفرت شبكة كهرباء لمنطقة مران والمناطق المجاورة لها وقام ببناء مُصَلَّىً للعيد في منطقة مَرَّان يتسعُ لكل أهالي المنطقة وعمل شخصيًّا في تلك المشاريع، حَيثُ كان دائمًا في مقدمة من يعملون في تنفيذ المشاريع بأيديهم.

 

 في مجلس النواب:

عندما دخل السيد حسين إلى مجلس النواب ممثلًا للدائرة (294) في محافظة صعــده عـام 1993م نائبًا من نواب حزب الحق حرص السيد على أن يوسِّعَ علاقاتِه بالشخصيات الاجتماعية المخلصة. وكان له دورٌ بارزٌ ومهمٌّ في مجلس النواب من حَيثُ صياغة القوانين ومحاربة الفساد المتفشي داخل هذه السلطة، وعُرف السيد بين الأعضاء برؤيته الحكيمة وقدرته الخطابية وبلاغته العالية وجرأته في مواجهة الباطل حتى أن السيد حسين لم يوقع خلال الفترة التي قضاها في مجلس النواب على أي قرض لعلمه بأن هذه القروض تصلُ إلى جيوبِ المتنفذين داخل النظام، وأنها لا تعني الشعب لا من قريب ولا من بعيد.

موقفُه من الحرب على الجنوب:

كان للسيد دور بارز ومعروف فيما يتعلق بالأزمة التي تلت الوحدة اليمنية وأدت إلى حرب صيف 94م، حَيثُ كان دوره هو دور الحريص على مصلحة البلد والحفاظ على وحدته وسلامته فكان هو ضمن فريق المصالحة بين الطرفين المتصارعين وعمل بكل جد واهتمام على تجنيب اليمن حربًا كانت قد أطلت برأسها وبعدَ عناء وتعب في محاولة رأب الصدع شعر السيد أن عُشَّاقَ السلطة ذاهبون إلى الحرب فنأى السيدُ حسين بنفسه وبأتباعه أن يكونوا شُركاءَ في سفك الدماء وهتك الأعراض ومصادَرة الممتلكات؛ فقام بالخروج إلى محافظة صعدة رغم أن السلطة التابعة لبيت الأحمر كانت قد فرضت إقامةً إجباريةً لأعضاءِ مجلس النواب حتى يضفوا شرعية على الحرب الظالمة والتأثير على الرأي العام اليمني والعالمي، إلا أن السيد لم يعبأ بهذا القرار وخرج إلى محافظة صعدة وأعلن رفضَه للحرب؛ لأَنَّ الخاسرَ فيها هو هذا الشعب المظلوم، ومن خلال المظاهرات التي قادها في صعدة أعلن عن موقفِه وموقفِ أبناء هذه المحافظة مما يحصل من سفكٍ للدماء اليمنية وهتكٍ للحرمات؛ مِن أجلِ السلطة والمال، وظل على موقفه الرافض هذا حتى نهايةِ الحرب.

ولم يُخْفَ على السلطة الظالمة هذا الموقفُ المعلَنُ من السيد حسين وأنصاره في محافظة صعدة؛ فعادوا من الجنوب وهم مهووسون بجنون العظمة ونشوة الانتصار الوهمي ليصبوا جَامَ غضبِهم على أنصار السيد حسين في مران وهمدان فنزلت الحملاتُ العسكرية الكبيرة على أبناءِ مران وهمدان.

ففي يوم السبت، 16/6/1994م وصلت الأخبارُ إلى أسماعِ الناس بنزول حملة عسكرية كبيرة ظالمة، نزلت إلى مران، وعبثت بالبلاد، وضربت دُور العلماء، واعتقلت أفضلَ أبناء المنطقة، وفي جبل مران أبدى الظالمون حقدَهم بمحاولة تدمير بيت السيد العلامة بدر الدين الحوثي وبيت السيد حسين واقتادوا إلى السجن العشراتِ منهم ظُلمًا وعدوانًا أطفالًا وشبابًا وشيوخًا وبقي البعض منهم في السجن لأكثر من عام دون محاكمة وهو ثمنٌ دفعه السيدُ وأتباعُه لمواقفهم الدينية والوطنية، ولم يكن ما حصل بالشيء الذي يمكن أن يوهنَ من عزيمة السيد حسين -رضوان الله عليه- عن المضي قدمًا في مواقفه المشرِّفة والقوية في مواجهة المفسدِين والظالمين فعملوا على استهدافه شخصيًّا في صنعاء إلا أن رعايةَ الله كانت أكبرَ من مؤامراتهم.

دراستُه في السودان:

تسلَّمَ السيدُ حسين -رضوان الله عليه- منحة دراسية من جامعة صنعاء خلال عضويتـه لمجلس النواب ليُكمـِلَ دراستـَـه العليا في السودان وفي الجامعة كان للسيد حسين حضورُه المهيبُ ومداخلاته العلمية التي كانت تثيرُ إعجابَ الدكاترة والطلاب فحظي بشعبيّة كبيرة بين أوساط المثقفين هناك وبعد عدة سنوات عــاد إلى البلاد ليقومَ بتحضــير رسالة الماجستير في علوم القرآن الكريم.

السيد حسين في مرحلة التقييم لوضعية الأُمَّــة:

تأمل السيد حسين كَثيرًا في واقع الأُمَّــة وبدأ يبحَثُ ويدقِّقُ مستفيدًا من تجارب الماضي من أين أُتِيَتِ الأُمَّــة؟ ومن أين ضُربت؟ وما الذي أوصلها إلى ما وصلت إليه؟ ومن خـلال غوصه في أعماق القرآن الكريم عرف الــداء الذي يفتك بجسم الأُمَّــة والذي طرحها أرضًا تئن تحت أقدام اليـهود والنصــارى، إنها الثقافــات المغلوطة والعقائد الباطلة فقد كان يقول: [إذا تأمل الإنسان في واقع الناس يجــد أننا ضحية عقائد باطلة وثقــافات مغــلوطة جاءتنــا من خارج الثقلين كتاب الله وَعترة رسوله (صلوات الله عليه وعلى آله)]، ومن كلام له في لقائه مع مجموعة من طلاب العلم: [يجب علينا أن نعتمدَ على القرآن الكريم اعتمادًا كَبيرًا وأن نتوبَ إلى الله] ومما قال: (نحن إذَا ما انطلقنا من الأَسَاس وعنوان ثقافتنا أن نتثقَّفَ بالقرآن الكريم سنجدُ القرآنَ الكريمَ هو هكذا، عندما نتعلَّمُه ونتبعُه يزكّينا يسمو بنا، يمنحنا الله به الحكمة، يمنحُنا القوة، يمنحنا كُـلّ القيم، كُـلّ القيم التي لما ضاعت، ضاعت الأُمَّــة بضياعها، كما هو حاصل الآن في وضع المسلمين، وفي وضع العرب بالذات. وشرف عظيم جِـدًّا لنا، ونتمنى أن نكون بمستوى أن نثقف الآخرين بالقرآن الكريم، وأن نتثقف بثقافة القرآن الكريم ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ” يؤتيه من يشاء فلنحاول أن نكون ممن يشاء الله أن يؤتوا هذا الفضل العظيم).

مقالات مشابهة

  • السيرة النبوية ودور الإملاءات السياسية والمذهبية.. قراءة في كتاب
  • السويد.. الإفراج عن مشتبه بهم في مقتل سلوان موميكا
  • الدكتور علي جمعة: منكروا السنة يسعون في الحقيقة لهدم الدين
  • علي جمعة: منكرو السنة يسعون في الحقيقة لهدم الدين
  • محطَّاتٌ خالدةٌ من حياة الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي
  • حارق المصحف.. قُتِل أثناء بث مباشر على "تيك توك"
  • نهاية مأساوية لـ سلوان موميكا العراقي الذي أشعل غضب المسلمين بحرق المصحف.. فيديو
  • شاهد.. لحظة مقتل حارق نسخة من القرآن «سلوان موميكا» داخل شقته أثناء بث مباشر
  • مقتل العراقي سلوان موميكا الشهير بواقعة حرق القرآن الكريم
  • مقتل عراقي بالرصاص كان أحرق المصحف في السويد