«فاينانشيال تايمز»: الاحتلال الإسرائيلى يروج لخطة أكثر أمانا تجاه المدنيين
تاريخ النشر: 7th, December 2023 GMT
فى محاولة لتبييض أياديها الملطخة بدماء ما يزيد على ١٦ ألف شهيد من المدنيين، معظمهم من النساء والأطفال وخاصة مع تصاعد الضغوط الدولية، تزعم إسرائيل أنها تعد خطة للتعامل بشكل آمن مع المدنيين خلال حربها على قطاع غزة التى لم تضع أوزارها منذ السابع من أكتوبر الماضى سوى لأيام سبع، لتعود بعدها بنفس الشراسة والنهج الدموى.
وبهذا الشأن، أفادت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية فى عددها الصادر يوم الثلاثاء الماضى، بأن إسرائيل دافعت عن استراتيجيتها فى مواجهة فصائل المقاومة الفلسطينية فى قطاع غزة المنكوب، من خلال الترويج لما وصفته بـ "خطة الإخلاء العالية التقنية للمدنيين"، وهو ما يأتى ردا على التصاعد الدولى للانتقادات حول زيادة عدد الضحايا المدنيين فى غزة فى الفترة الأخيرة.
ووفقا لتقرير الصحيفة الذى نشر على موقعها الإلكترونى، يتعرض جيش الاحتلال لضغوط للحد من الخسائر المدنية مع تصاعد العمليات العسكرية ضد حماس بعد دخولها مرحلة جديدة تتضمن التدخل البرى فى الجزء الجنوبى من القطاع، الذى يعيش به حوالى ٨٠٪ من سكان غزة البالغ عددهم ٢.٣ مليون نسمة.
ونقلت الصحيفة عن مسئولين إسرائيليين أنهم يتبنون نهجا مختلفا خلال هذه المرحلة من الصراع، مؤكدين أن الاستراتيجية المتبعة فى الجنوب تختلف عما كان يتبع فى الشمال، حيث تسببت الغارات الجوية والعمليات البرية السابقة فى موت آلاف المدنيين. وأشار المتحدث باسم الجيش الإسرائيلى ريتشارد هيشت إلى أنه من المرجح أن يتبعوا نهجا مختلفا فى جنوب غزة خلال هذه المرحلة، موضحا أنهم بحاجة إلى الوقت لهزيمة حماس.
وعلى الرغم من التقنيات العالية المستخدمة فى خطط الإخلاء الإسرائيلية، انتقد ريتشارد بومبيو، المستشار السابق فى وزارة الخارجية الأمريكية وزميل بارز فى مركز "ستيمسون" للأبحاث بواشنطن، هذه الخطوات باعتبارها "غير كافية تماما"، نظرا لتأثيراتها الوخيمة على المدنيين منذ استئناف الغارات الجوية والصراع الشامل.
وذكرت الصحيفة أن المدنيين فى غزة يعانون من آثار الحرب التى اندلعت منذ أكتوبر الماضى، ويبدو أن تقديرات السلطات الإسرائيلية لعدد القتلى فى القطاع تتماشى مع الأرقام الصادرة عن هيئة الصحة فى غزة، التى تديرها حماس، حيث تشير هذه الأرقام إلى استشهاد أكثر من ١٦ ألف شخص، ولكن الإسرائيليين يصرون على أن ثلثى هؤلاء الضحايا - أكثر من ٥٠٠٠ - كانوا من مقاتلى الفصائل المسلحة، مما يعنى مقتل مدنيين اثنين تقريبا مقابل كل مقاتل.
فى الوقت نفسه، أبدى حلفاء إسرائيل فى الغرب استياءهم من عدد الضحايا الذين سقطوا فى غزة، واعتبروه مفرطا، كما أكدت نائبة الرئيس الأمريكى، كامالا هاريس، خلال عطلة نهاية الأسبوع أن "يجب على إسرائيل القيام بجهود أكبر لحماية المدنيين الأبرياء".
ويزعم جيش الاحتلال، أن عناصر حماس يتمركزون فى مناطق مزدحمة بالسكان، ومع ذلك، يدعى أنه يحاول تجنب سقوط الضحايا المدنيين، وذلك من قاعدة عسكرية بـ "بئر السبع"، التى تبعد ٤٠ كيلومترا عن غزة، حيث يقوم الجيش الإسرائيلى وجنود الاحتياط بمعالجة المعلومات حول حركات السكان داخل القطاع باستخدام بيانات الهواتف المحمولة وإشارات الراديو والتليفزيون، إلى جانب معلومات مفتوحة المصدر من مجموعات برقية محلية.
ويقول الجيش الإسرائيلى إنه يستخدم خريطة سريعة التغيير لإصدار أوامر الإخلاء للمدنيين، لافتا إلى أنه بعد انهيار الهدنة بين إسرائيل وحماس، بدأت عمليات الإخلاء المحلية فى جنوب قطاع غزة، فيما يرى البعض أن هذا الأسلوب غير المعتاد يظهر تفاصيل وتعقيدا متزايدا فى بيئة عسكرية حركية وديناميكية.
وبينما تهدف هذه الخطوة إلى مساعدة المدنيين على الانتقال إلى المناطق الأكثر أمانا، تساءل عمال الإغاثة عن قدرة الأشخاص الذين لا يمتلكون الوصول إلى الإنترنت على رؤية الخرائط التوضيحية التى ينشرها الجيش الإسرائيلى.
وفى هذا السياق، أبدى بعض الخبراء استغرابهم من طريقة الإخلاء، مشيرين إلى التعقيد والتفاصيل العالية فى بيئة حربية ديناميكية، كما شكك مسئولو الأمم المتحدة فى فكرة وجود أى مكان آمن فى غزة، بناء على الضربات الإسرائيلية التى أصابت المؤسسات الحيوية كالمستشفيات والمدارس والملاجئ.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: إسرائيل المقاومة الفلسطينية قطاع غزة الجیش الإسرائیلى فى غزة
إقرأ أيضاً:
«حزب الله» يوجه ضربات قاسية تجاه إسرائيل.. وجيش الاحتلال: اليوم هو الأكثر كثافة للصواريخ
أعلنت المقاومة الإسلامية اللبنانية «حزب الله»، اليوم الأحد، أنها استهدفت تجمعًا لقوات الاحتلال الإسرائيلية في مستوطنة كريات شمونة برشقة صاروخية، بالإضافة إلى استهداف تجمعًا آخر في مستوطنة المنارة.
وأفاد حزب الله، أن عناصر المقاومة قصفت قاعدة عسكرية إسرائيلية بالمقر الإداري لقيادة لواء جولاني شمالي مدينة «عكا» المحتلة، وقاعدة جليلوت مقر وحدة الاستخبارات العسكرية 8200 في ضواحي تل أبيب جراء رشقة صاروخية.
وبدورها، علقت الوسائل الإعلامية التابعة للاحتلال الإسرائيلي على الرشقات الصاروخية التي أطلقت من لبنان تجاه عدة مناطق متفرقة في إسرائيل، قائلة: «اليوم هو الأكثر كثافة للصواريخ التي تطلق نحو الشمال منذ بداية المعارك في لبنان، وهذه الرشقات لا تتوقف».
وقالت الوسائل الإعلامية التابعة للاحتلال الإسرائيلي، إن الرشقات الصاروخية التي أطلقت من جنوب لبنان استهدفت غرب «طبريا» في الجليل الأسفل شمال إسرائيل، مشيرة إلى أن صافرات الإنذار تم تفعيلها في الجليل الأعلى وتحديدًا بمنطقة «ميرون».
وأوضحت الوسائل الإعلامية الإسرائيلية، أن أكثر من 200 صاروخ تم إطلاقه من جنوب لبنان تجاه شمال ووسط إسرائيل، منذ صباح اليوم الأحد الموافق 24 نوفمبر 2024، مما أدى إلى إصابة مستوطن بالجليل الأعلى وخاصة بمنطقة «كفار بلوم».
وفي الأخير، أكد جيش الاحتلال الإسرائيلي، إصابة 11 عسكريًا في معارك غزة ولبنان خلال الـ24 ساعة الماضية، لافتة أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يعقد اليوم مشاورات أمنية لبحث مستجدات التوصل إلى تسوية في لبنان.
اقرأ أيضاًحزب الله يضرب قاعدة أشدود البحرية الإسرائيلية بالصواريخ والمسيرات
حزب الله يستهدف كريات شمونة ويوقع قوة للاحتلال بين قتيل وجريح
حزب الله يقصف تجمعات الاحتلال الإسرائيلي بالصواريخ