مع استئناف جيش الاحتلال الإسرائيلي عملياته العسكرية والقصف الجوي على قطاع غزة، بدأ الحديث عن تبعات ذلك وتأثيره على الوضع الإنساني المتردي في القطاع وعلى فرص التوصل إلى وقف إطلاق النار أو على الأقل هدن طويلة الأمد.

رصدت شبكة التليفزيون الإخبارية الأمريكية "سي إن إن" المعاناة الإنسانية لسكان قطاع غزة، في ظل الحرب المستعرة بين حركة المقاومة الفلسطينية حماس وجيش الاحتلال الإسرائيلي، والتي اندلعت في السابع من أكتوبر الماضي.

وقالت الشبكة، في تقرير نشرته على موقعها الإليكتروني: "هذه واحدة من المشاهد اليومية في غزة.. رجل يحمل زجاجات صغيرة من الزيت، ويحاول المضي قدمًا وسط أنقاض المنازل المهدمة، طفلتان تحملان أوراق بيضاء يمكن استخدامها في إشعال نيران الطهي، بينما تتزاحم مجموعة من الرجال في محاولة للحصول على الدقيق أو الشاي أو الأغطية لمواجهة برد الشتاء".

ورصدت "سي إن إن" في دير البلح وسط قطاع غزة، المشاهد التي تعكس المعاناة الإنسانية، والظروف القاسية التي يعيشها السكان المدنيون، في ظل نقص الغذاء وعدم وجود مأوى، بعد الإنذارات الإسرائيلية المتوالية ومطالبتهم بالنزوح من شمال القطاع إلى جنوبه، حيث لم يعد هناك مكانًا آمنًا في غزة.

وأضافت: "غارات إسرائيل الليلية أدت إلى تدمير أحد المخابز القليلة التي لا تزال تعمل في دير البلح، ولم يصدر الجيش الإسرائيلي بيانًا واضحًا عند سؤاله عن أسباب قصف المخبز". وقالت: "سارع الرجال والأطفال والنساء بعد الغارات إلى موقع المنازل والمتاجر المدمّرة.. ولكن هذه المرة لم يكن الهدف البحث عن مصابين أو ناجين أو حتى جثث أقاربهم.. ولكن من أجل العثور على الطعام والحاجات الضرورية". ونقلت "سي إن إن" عن أحد الفلسطينيين المتواجدين وسط الركام قوله: "هذه فوضى"، بينما قال آخر وهو يشير إلى الذين يبحثون وسط الحطام: "هذا نتيجة الجوع".

وبحسب برنامج الغذاء العالمي، فإن الأنظمة الغذائية في غزة تنهار، كما أن المخابز الـ٢٣ التي كان البرنامج يديرها في غزة أصبحت مغلقة، إما لأنها تعرضت للغارات الإسرائيلية أو أنها لا تجد الوقود اللازم لتشغيلها.

ولكن السكان يقولون إنهم لا يجدون مكانًا آمنًا، حيث يهربون من الموت إما إلى الموت أيضًا أو الجوع.

وأشارت "سي إن إن" إلى أن الكثير من السكان لا يحصلون على الإشعارات الإسرائيلية حول المناطق الآمنة، والأماكن التي يتعين عليها النزوح منها، وبالتالي فإنه يصبحون عُرضة للقصف في أي وقت، حيث تُسقط الطائرات الإسرائيلية منشورات توضح المناطق الآمنة ومناطق العمليات، عبر خرائط يتعين مسحها بـ"بار كود"، وهو ما لا يستطيع الكثيرون فعله، نتيجة الانقطاع المستمر لخدمتي الكهرباء والإنترنت.

ونقلت عن أونروا قولها إن ٨٠٪ من سكان غزة، ما يقدّر بـ١.٩ مليون نسمة، أصبحوا مشردين، منذ بدء الحرب في السابع من أكتوبر، حيث يتركز معظمهم في وسط وجنوب غزة، وبشكل كبير في خان يونس ورفح.

أما الوضع في شمالي غزة فهو أكثر ترديًا كما تقول صحيفة الواشنطن بوست، حيث يصعب إيصال المعونات الإنسانية مع انتشار الجيش الإسرائيلي هناك. والناس هناك يبحثون وسط الدمار عن أي شيء يسد جوعهم.

وتقول الصحيفة إن الغارات الجوية والعمليات البرية الإسرائيلية أدت إلى تدمير الأراضي الزراعية مع حلول الموسم الشتوي، وهو ما يفاقم من النقص الحاصل ويترك السكان البالغ عددهم ٢.٣ مليون نسمة دون فرصة للعيش اعتمادًا على الذات في الأشهر المقبلة.

لكن الحرب فاقمت من سوء تلك الأوضاع في القطاع، بحسب الواشنطن بوست، حيث أدت إلى تدمير الأراضي الزراعية وباتت معظم المياه هناك غير قابلة للشرب. كما أن انقطاع الكهرباء جعل مياه الصرف الصحي تتسرب دون معالجة إلى باطن الأرض وإلى آبار المياه. وهذا الوضع دفع الأمم المتحدة إلى التحذير من أن غزة باتت مكانًا "لا يصلح للحياة".
 

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: الاحتلال الإسرائيلي غزة سی إن إن فی غزة

إقرأ أيضاً:

اليابان تشجع السكان على مغادرة العاصمة طوكيو والرحيل إلى الريف

الاقتصاد نيوز - متابعة

تعتزم الحكومة اليابانية، في السنة المالية 2025، توسيع نطاق الأشخاص المؤهلين للحصول على المساعدات المالية المقدمة لأولئك الذين ينتقلون من طوكيو ويقيمون ويجدون عملًا في المناطق الريفية، من أجل معالجة نقص العمالة في المناطق الإقليمية.

وسيتمكن الأشخاص الذين يتولون وظائف في الزراعة، والطب، والرعاية الاجتماعية، والذين يصبحون أصحاب عمل مستقلين، من الحصول على المساعدات المالية، التي هي حاليًا متاحة بشكل رئيسي للأشخاص العاملين في شركات إقليمية صغيرة.

ويشمل برنامج المساعدات الأفراد الذين يعيشون أو يعملون في 23 منطقة خاصة في طوكيو والذين ينتقلون من العاصمة اليابانية للاستقرار والبحث عن عمل في مناطق أخرى غير المحافظات الثلاث المجاورة لطوكيو وهي سايتاما، وتشيبا وكاناجاوا، وفق وكالة الأنباء الألمانية "د ب أ".

ويحصل الأشخاص الذين يعيشون بمفردهم على مبلغ يصل إلى 600 ألف ين، في حين يتم منح ما يصل إلى مليون ين لكل أسرة متعددة الأفراد، كما يتم توفير مليون ين إضافي لكل فرد في الأسرة تحت سن 18 عامًا.


ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التيليكرام

مقالات مشابهة

  • استشهاد ثلاثة مدنيين وإصابة آخرين جراء الغارات الجوية التي شنتها طائرات الاحتلال الإسرائيلي على محيط مدينة درعا
  • أكرم حسني: الجوع بيخلي معتز التوني يتعصب.. والنهاية دايمًا فتة وحواوشي
  • اليابان تشجع السكان على مغادرة العاصمة طوكيو والرحيل إلى الريف
  • انتظار يائس للطعام أمام الجمعيات الخيرية في غزة.. الحصار الإسرائيلي يفاقم معاناة السكان
  • انتقادات لـمشاريع السوداني في سنجار: لا تعالج الضرر والأفضل تعويض السكان
  • فيما ورد خبر من هيئة البث الإسرائيلية ذو صلة بالانفجارات … هذه هي المناطق التي استهدفها الطيران في العاصمة صنعاء ” صور ” 
  • التعامل مع الجوع أثناء الصوم
  • دون سابق إنذار.. صداع مفاجئ يفتك بأم بعد أسبوعين من التشخيص
  • الاقتصاد تطلق نداء عاجلاً لإدخال احتياجات غزة ووقف استخدام "سلاح الجوع"
  • حملة إزالة الركام ومخلفات الدمار من المدارس في داريا